الإفتتاحية: الفرصة متاحة ولكن على “عون” و”سلام” الضرب على الطاولة!
في الوقت الذي يشهد فيه العالم متغيرات على مختلف المستويات، وفي الوقت الذي ترسم فيه خرائط جديدة للمنطقة مع وصول الرئيس الاميركي دونالد ترامب الى البيت الأبيض، فان الساسة في لبنان يختلفون على جنس ملائكة الحكومة. فهذا البلد الصغير الخارج من حرب تدميرية لم يكن يتوقع ما خلفته أحد، تتصارع القوى السياسية فيه على الحصص الوزارية في حكومة كان يفترض ان تشكل في غضون ساعات للإنصراف الى وضع الخطط لإعادة إعمار ما دمرته الحرب الاسرائيلية، والشروع فورا في عملية الاصلاحات التي يعتبرها المجتمع الدولي ممراً إلزاميًا لمساعدة لبنان وتمكينه من تجاوز أزماته والعبور نحو الإستقرار والإزدهار.
عجيب أمر هؤلاء، فالعالم يبدي استعداده لانتشال لبنان من الحفرة السحيقة الموجود فيها، في حين المسؤولين فيه يمارسون لعبة “الكباش” والنكد، والنكايات ، وكأن الحرب التي عشناها، والأزمات التي تعصف بنا هي في بلد آخر بعيد عنا ولا يعنينا، مع العلم ان الدول التي ترغب في مساعدة لبنان قد تلجأ الى العودة عن هذه الرغبة، طالما ان اللبنانيين بذاتهم لا يستغلون هذه الفرصة، وانهم يمعنون في اغراق بلدهم بالأزمات من خلال سياساتهم القائمة على المحاصصة، وتقديم المصالح الخاصة والطائفية على أي أمر آخر.
لكن الفرصة ما تزال متاحة في حال ضرب الرئيسين العماد جوزاف عون ونواف سلام على الطاولة وقررا عدم الخضوع لمطالب هذا الفريق او ذاك واعتمدا المعايير نفسها في التأليف لتولد حكومة في وقت قريب والعمل على النهوض بالبلد والاستعداد لمواجهة التحديات المقبلة. فالوقت لم يعد يسمح للترف السياسي والزعل والحرد من اي جهة كانت.