رأي

الفاينانشال تايمز: استثمار المملكة العربية السعودية بملياري دولار في لعبة الغولف يغير قواعد اللعبة العالمية

نشرت صحيفة الفاينانشال تايمز تقريرا لمراسلها سامويل أغيني بعنوان: “استثمار المملكة العربية السعودية بملياري دولار في لعبة الغولف يغير قواعد اللعبة العالمية”.

ويقول الكاتب أن واحداً من أكثر اللاعبين مهارة وتسويقا في اللعبة، فيل ميكلسون، شارك في وقت سابق من هذا الأسبوع، في افتتاحية ملعب غولف خاص حصري خارج لندن، إلا أنه لم يكن يرتدي شعارات أي من رعاته.

وأشار الى أنه وفي هذه الأيام أصبح لديه داعمون ماليون أكبر من رعاته السابقين، إثر مشاركته في بطولة إل آي في غولف انفيستمنتس” الجديدة، وهي دوري منفصل يهدد بقلب الوضع الراهن لرياضة الغولف.

ويشير التقرير إلى أنه تم تمويل البطولة الجديدة بما لا يقل عن ملياري دولار، من قبل صندوق الثروة السيادي السعودي التي تبلغ قيمته 620 مليار دولار. ويضيف أن إجمالي أموال الجائزة هو 250 مليون دولار، وهو الرقم الأعلى بين مكافآت مسابقات اللعبة.

ويقول الكاتب إنه يُشاع أنه تم دفع 200 مليون دولار كرسوم لميكلسون، الذي جلب عدد هائل من المعجبين بالإضافة الى إضافته مصداقية على حدث هذا الأسبوع في نادٍ خاص في هيرتفوردشاير، الذي نظمه صندوق الاستثمار العام في المملكة.

وأشارت الفاينانشال تايمز الى ان اللاعب رفض التعليق على تفاصيل عقده ولم يتم تأكيد الرقم.

وتضيف الصحيفة أن اللاعبين تعرضوا لانتقادات من قبل ناشطين، لقبولهم رسوماً ضخمة، لأن الدوري الجديد مدعوم من دولة واجهت “انتقادات غربية بسبب سجلها الحقوقي السيء ومقتل الصحفي جمال خاشقجي على يد عملاء سعوديين في 2018 وعملياتها العسكرية في اليمن”.

وأكدت أن ميكلسون نفسه، سبق أن انتقد السعوديين بشدة وقال إنهم “لعينين مخيفين” في حال التورط معهم. وأضاف: “نعلم أنهم قتلوا [جمال] خاشقجي ولديهم سجل مروع في حقوق الإنسان. يتم إعدام الناس هناك لكونهم مثليين. بعد معرفة كل هذا، لماذا أقبل كل ذلك؟ لأن هذه فرصة تأتي مرة واحدة في العمر لإعادة تشكيل كيفية عمل رابطة الغولف للمحترفين”.

واعتبرت الصحيفة أن الجدل القائم، يعد أحدث مؤشر على أن ثروات المملكة العربية السعودية من النفط تهز الرياضة العالمية، بعد الاستحواذ بقيادة صندوق الاستثمارات العامة على نادي نيوكاسل يونايتد الإنجليزي لكرة القدم بقيمة 305 مليون جنيه إسترليني في أكتوبر/ تشرين الأول من العام الماضي، وشرائها حصة في المجموعة التي تمتلك ماكلارين لملابس السباقات بالإضافة الى رعاية شركة النفط الحكومية أرامكو لسباق الفورمولا 1، الذي أصبح يقام الآن في جدة.

وأشارت الى أنه تم تصميم استثمارات صندوق الاستثمارات العامة، لتقليل اعتماد الاقتصاد السعودي على النفط، ودعم خطة تحديث المملكة المحافظة.

لكن بعض الناشطين، اتهموا المملكة العربية السعودية بـ “الغسيل الرياضي” لتحسين صورة البلاد، بحسب الفاينانشال تايمز.

وأقر سايمون تشادويك، أستاذ الرياضة الأوروبية الآسيوية في كلية “إيمليون لريادة الأعمال” في باريس في حديثه مع الصحيفة، “بفوائد السمعة والصورة التي قد تنجم عن الارتباط مع أفضل لاعبي الغولف في العالم” ولكنه أشار إلى أسباب أوسع للاستثمار السعودي في “بطولة إل آي في”.

وقال: “تشجع الدولة الناس على لعب الغولف، وخاصة السيدات منهم، حيث تسعى الحكومة إلى إحداث تغيير اجتماعي إيجابي”.

وأضاف للصحيفة: “بالإضافة إلى ذلك، هناك أهداف سياحية؛ تريد الحكومة في الرياض جذب الدولارات السياحية للعدد المتزايد من ملاعب الغولف في المملكة العربية السعودية”.

وفي مؤتمر صحفي قبل إنطلاق البطولة يوم الخميس، قدم بعض اللاعبين إجابات “غريبة” لتبرير مشاركتهم بحسب ما وصفته الفاينانشال تايمز. إذ قال ميكلسون: “أنا لا أتغاضى عن انتهاكات حقوق الإنسان على الإطلاق”.

فيما لم يستطع آخرون تحديد ما إذا كانوا سيلعبون في بطولة ينظمها الرئيس الروسي فلاديمير بوتين.

أخبار مرتبطة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى