رأي

الغارديان: طباخ بوتين يهاجم الغرب “المحتضر” وينفي علاقته بفاغنر ويعد بانتصار روسيا

نشرت صحيفة “الغارديان” تصريحات نقلها مراسلها في جوهانسبيرغ، جيسون بيرك، عن حليف للرئيس الروسي فلاديمير بوتين، قال فيها إن الغرب الذي يحتضر سيُهزم على يد روسيا.

وفي محاولة للتواصل مع يفغيني بريغوجين بشأن المجزرة التي اتُهم بها مرتزقة فاغنر المرتبطة به، في دولة مالي، قال: “لطالما قلت إن مجموعة فاغنر غير موجودة ” و”لا علاقة لي بها أبدا”. وأضاف رجل الأعمال المعروف والمقرب من الكرملين: “أنتم الغرب المحتضر تعتبرون أن الروس والماليين وسكان جمهورية أفريقيا الوسطى والكوبيين والنيكاراغويين وعدد كبير من الناس حثالة في العالم الثالث”، و”تذكر بأن هذا ليس صحيحا، فأنتم حفنة مهددة ومنحرفة تثير الشفقة وهناك الكثيرون منا، مليارات والنصر سيكون لنا”.

وقال بريغوجين إنه يتابع الأحداث في مالي حيث عمل “الغرب، أي الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا وبقية الدول على متابعة سياسة استعباد أفريقيا وزرع جماعات إرهابية منظمة في مالي”. وتم عمل هذا من أجل “زرع الخوف في قلوب سكان هذا البلد ونهب الثورة الطبيعية وإلغاء المال المخصص لما يطلق عليها عمليات قوات حفظ السلام”.

وكان وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف قد أكد يوم الأحد أن شركة فاغنر ناشطة في مالي وليبيا. وأخبر لافروف محطة تلفزة إيطالية أن الشركة تعمل في بلدين أفريقيين “لأغراض تجارية” وكرر الموقف الرسمي أن فاغنر لا “علاقة لها بالدولة الروسية”. ويرى المسؤولون الغربيون أن الكرملين يحاول استخدام الشركة لتوسيع المصالح الاقتصادية والسياسة الروسية في القارة الأفريقية ومناطق أخرى.

وقد نشرت المجموعة المرتبطة بانتهاكات حقوق إنسان في سوريا وأوكرانيا مقاتلين ومستشارين في عدد من الدول بعد الكشف عنها عام 2014، حيث دعمت الانفصاليين الموالين لروسيا، شرقي أوكرانيا. وقال بريغوجين إن اتهامات بارتكاب الشركة مجازر وانتهاكات أخرى في مجال حقوق الإنسان عارية عن الصحة “فأي إرهابي يقتله الجيش المالي يصوره الغرب عموما بأنه مدني. وبالنسبة للجرائم المزعومة، فلا أنا أو الرجال الذين أعرفهم ولا الجيش المالي لهم علاقة بها”.

واتهم رجل الأعمال الجيشَ الفرنسي بقتل المدنيين بلا رحمة ودفن الجثث “ليس بعيدا عن القواعد العسكرية”. وأرسلت فرنسا قواتها إلى مالي عام 2012 عندما سيطر الإسلاميون وجماعات متمردة أخرى على مناطق في شمال مالي. وأعلن الرئيس إيمانويل ماكرون العام الماضي أن قواته ستغادر مالي بعد انهيارالعلاقات مع النخبة العسكرية الحاكمة. وقال الجيش الفرنسي الشهر الماضي، إن المرتزقة التابعين لشركة فاغنر دفنوا جثث ماليين قرب قاعدة عسكرية لاتهام القوات الفرنسية المغادِرة بأنها دفنت المدنيين في مقابر جماعية. وأكد أن لديه صورا التقطت بالطائرات المسيرة، تظهر جنودا بيضا وهم يغطون جثثا بالرمال قرب قاعدة غوسي في مالي.

ووجهت الولايات المتحدة لبريغوجين اتهامات عام 2018 لتمويله عملية عبر الإنترنت للتأثير على الانتخابات الرئاسية الأمريكية عام 2016. كما يُتهم بمحاولة التأثير على الرأي العام في أفريقيا من خلال حسابات مزيفة على منصات التواصل الاجتماعي، حيث حذف فيسبوك حسابات يعتقد أنها تعود لشركة فاغنر.

واتهم بريغوجين “الغارديان” بأنها نشرت أخبارا “مزيفة وأكاذيب وتزويرا”. وقال: “بصقتم في وجهي، وفي وجه الروس الوطنيين والشعب المالي”. وأضاف أن هناك مثلا يقول: “لا تحاول التبول في وجه العاصفة فستغرق في الرذاذ”، وأشار إلى أن المجازر التي ارتكبت “هي في دماغك الملتهب والمصاب بعدوى النازية” كما قال بريغوجين للكاتب.

وأشار بيرك إلى ما قاله المسؤولون الغربيون بداية هذا العام من أن فاغنر تمثل “الطرف الحاد من الإسفين” و”حصان طراودة” للجهود الروسية من أجل التوسع بسرية في الدول الغنية بالمصادر في أفريقيا.

ففي مالي، ملأت الشركة الفراغ الذي تركته القوات الفرنسية التي قادت الجهود الدولية خلال العشرية الماضية ضد جماعات التمرد. وفشلت تلك الجهود رغم أنها شملت أكبر مهمة حفظ سلام في العالم، فيما انتشر العنف من مالي إلى دول الساحل، بشكل شرد عشرات الملايين وزعزع استقرار الدول الهشة مثل النيجر وبوركينا فاسو.

وقال جاريد تومسون، الباحث المشارك في مشروع التهديدات العابرة للأقطار بمركز الدراسات الإستراتيجية والدولية في واشنطن، إن “فاغنر هي واحدة من وسائل روسيا لنشر التأثير وتوسيع المصالح الاقتصادية وغيرها في أفريقيا”. وأضاف أن “فاغنر وصلت إلى مالي في الوقت الذي ذهب فيه المسؤولون الماليون إلى روسيا، وكانت موسكو تبيع السلاح لباماكو، هو ما يقترح بالتأكيد أن نشر فاغنر كان جزءا من هذا الجهد”.

ورغم مساعدة الشركة لقوات الحكومة في جمهورية أفريقيا الوسطى على مواجهة المتمردين، إلا أن تدخلها في موزامبيق ضد المتشددين الإسلاميين كان دمويا وفشلا ذريعا. ويقول المحللون إن أساليب فاغنر في مالي قد تؤدي إلى ردة فعل سلبية بين السكان المحللين. وتقول كروني دوفكا، الباحثة في مجال حقوق الإنسان بمنطقة الساحل: “الروس هم مثل الثور في محل بيع للأطباق الصينية، فهم لا يعرفون أو يهتمون بالدينامية الإثنية”. وأضافت أن “تصرفهم، بتواطؤ المسؤولين الماليين، يتسبب بتعميق التوترات الإثنية وخلق الكثير من الجهاديين الجدد نتيجة لتصرفاتهم”.

وتقول كاثرين إيفانز، مديرة مجموعة “إندبندنت ديبلومات” إن مالي تواجه تمردا تتعلق بطريقة الحكم، ولا ينفع معها الحل العسكري وحده، وقد يؤدي لمفاقمة المشاكل القائمة.

أخبار مرتبطة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى