رأي

الغارديان: زعيم آخر لتنظيم الدولة قتل لكن أتباعه يتربصون تحت أنقاض سوريا والعراق

علقت صحيفة “الغارديان” على مقتل زعيم الدولة الإسلامية المدعو أبو إبراهيم الهاشمي القرشي في عملية إنزال جوي بمنطقة شمال سوريا يوم الخميس بأن زعيما قتل لكن التنظيم لا يزال يتربص بين الأنقاض.

وجاء في التقرير الذي أعده مارتن شولوف، مراسل شؤون الشرق الأوسط “أن تكون زعيما للدولة الإسلامية ليس كما في السابق، فمقتل القائد الأعلى له، أبو إبراهيم الهاشمي القرشي بعيدا عن معقل التنظيم الذي نشأ فيه وفي منزل متواضع من الكتل الخلفية في سوريا هو ضربة موجعة أخرى للمنظمة التي كانت تدير قبل خمسة أعوام مناطق واسعة في كلا البلدين وألقت بظلها على كل المنطقة”.

ومنذ خسارته مناطقه كانت عملية انهياره سريعة، فلم يكن قادرا على التمسك بأراضيه كما كان في أيام قوته، لكنه لا يزال يتربص من تحت أنقاض البلدين، حيث يحاول البحث عن فرصة للخروج. وبالنسبة للكثيرين ممن يدرسون تنظيم الدولة، فالهجوم على السجن في الحسكة الشهر الماضي كان علامة على الأمور القادمة.

فقد استطاع عدد من المتطرفين التخطيط في واحدة من كبرى المدن في شمال- شرق سوريا، وحرروا أكثر من 2.000 رجل داخله. واستغرقت المعركة لاستعادة السجن مدة ستة أيام، حيث استطاعت قوات سوريا الديمقراطية التي تسيطر على المنطقة استعادة السيطرة عليه. وكانت الفجوة بين النصر والكارثة ضيقة. وكان القتال هو الأول منذ هزيمة التنظيم في بلدة باغوز، شرقي سوريا قبل ثلاثة أعوام. وفاجأت قدرته على تنظيم عملية كهذه الكثيرين، ولكن ليس الأكراد الذين حذروا من هذا اليوم، ومنذ أن ورثوا مقاتلي فترة تنظيم الدولة في السجون وعشرات الآلاف من عائلاتهم وأطفالهم على الحدود السورية- العراقية.

الموضوع السائد في البلدين هو استثناء السنة من العملية السياسية والصعود الإقليمي للطائفة الشيعية الأصغر. وطالما ظل السنة مهمشين وغير قادرين على المساهمة في تشكيل مصير بلديهما، فرسالة تنظيم الدولة ستظل قوية

وكشفت رحلة في العام الماضي بالمناطق التي كانت جزءا مما يعرف بالخلافة عن مجتمعات محطمة وفقيرة وغير متصالحة بعد عقد من الاضطرابات. وعلى الجانب العراقي من نهر الفرات بمنطقة الأنبار، فالمظالم تعود إلى مرحلة الغزو الأمريكي عام 2003 والإطاحة بصدام حسين. فالموضوع السائد في البلدين هو استثناء السنة من العملية السياسية والصعود الإقليمي للطائفة الشيعية الأصغر. وطالما ظل السنة مهمشين وغير قادرين على المساهمة في تشكيل مصير بلديهما، فرسالة تنظيم الدولة حول استعادة المجد الضائع ستظل قوية، تماما كما كانت عندما اجتاحت شاحنة التنظيم المنطقة في ذروة قوتها. وبالتالي فلا يزال ناشطا، ففي منطقة دير الزور ينفذ التحالف ضد تنظيم الدولة غارات شبه يومية.

وفي مناطق الأكراد في الشرق، فهم منشغلون بشكل دائم في عملية اقتلاع الخلايا النائمة، أو ما يمكن وصفه بتمرد على وتيرة منخفضة والتي استخدمتها الجماعة بشكل فعال ما بين 2004- 2011. بفارق أنه يستطيع اليوم تنفيذ هجمات على جانبي النهر. ولا تزال مخاطر التصعيد اعتمادا على أعداد من السجناء والمتعاطفين معهم في السجون عالية. ويحذر قادة الأكراد من مخاطر بقاء آلاف من عناصر التنظيم وعائلاتهم على أراضيهم وحثوا الولايات المتحدة وأوروبا البحث عن حل.

ويعلق الكاتب أن أشباح معسكر بوكا في مرحلة ما بعد الغزو الأمريكي للعراق لا تزال حية، فقد تحول المعسكر إلى أكاديمية لاختيار وتدريب وتخريج الجيل القادم من قادة تنظيم الدولة. وكان سلف القريشي، أبو بكر البغدادي، الذي قتل عام 2019 واحدا من خريجي السجن هذا، وكذا أبو حسن المهاجر والرجل الثاني سامي جاسم الذي اعتقل العام الماضي وسلم للسلطات العراقية. واختار القادة الأربعة إدلب مكانا للاختباء، حيث يتوفر عدد من الناس الذين يتحركون بدون رقابة وبين بيوت غير معلمة يمكن الاختباء بها، وهي نقطة صفر قريبة من تركيا مما أثار المخاوف. والأهم من هذا فعلينا ألا نتجاهل الخطر الذي يتجمع في الظلال بأماكن أخرى من سوريا.

أخبار مرتبطة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى