رأي

العهد لإنقاذ البلد أم صهر العهد..؟

كتب صلاح سلام في “اللواء” :

قد تكون الإستشارات النيابية غير الملزمة التي يجريها الرئيس المكلف خطوة لا بد منها في الأيام العادية، ولكنها قطعاً لا ضرورة لها في هذه الظروف الحرجة التي يمر بها البلد، والذي لم يعد الحكم فيه يحتمل ترف تضييع المزيد من الوقت، في مشاورات لا طائل منها، وغالباً ما تتخذ طابع الإستعراض الإعلامي لكتل مغمورة، ووجوه نيابية مجهولة.

لا داعي للتكرار بأن لبنان بحاجة لحكومة فاعلة اليوم قبل الغد، وأن كل المواصفات التقليدية للحكومات اللبنانية، من برلمانية وسياسية وتكنوقراطية ، أو حتى تكنو ــ سياسية، كلها تسقط أمام الواقع المتردي للبلد، والذي يتطلب حكومة منتجة، قادرة على الإنجاز، ووضع قطار الإصلاح على السكة الصحيحة، بغض النظر عن الأشهر المتبقية من عمر العهد، على إعتبار أن الحكومة إذا سارت على الخط الإنقاذي الصحيح، تكون قد أرست قواعد الإصلاحات المطلوبة، داخلياً ودولياً، وخرقت حواجز العزلة التي يعيشها لبنان بسبب فقدان الثقة بالمنظومة السياسية الحاكمة، والتي تلوثت أعمالها بشتى ألوان الفساد.

العودة من جديد إلى دوامة الشروط والشروط المضادة، واللجوء إلى المناورات البالية للحصول على هذه الوزارة السيادية، أو تلك الخدماتية، يعني أن أهل الحكم يصرون على الاستمرار في لعبة الروليت الروسية، والتي غالباً ما تنتهي بإنتحار صاحبها، بعدما يخسر المال والأرباح، فكيف إذا كانت الإنهيارات اللبنانية المتتالية قد قضت على كل الإمكانيات المالية للدولة اللبنانية، ونحرت شعباً بكامله، على مرأى حكامه الذين لم يرف لهم جفن، ومازالوا يخترعون الأعذار الواهية لفشلهم المستعر، ولفسادهم المستمر.

الإپقاء على التركيبة الحكومية الحالية مع عناصرها الفاشلة لا يُبشر بالخير، ولا يبعث على الأمل من جديد بإمكانية إحداث خرق في جدار الأزمة السميك. وقد يكون إخراج الوزراء الفاشلين والذين لم يكن أداؤهم على مستوى المسؤوليات المنوطة بهم، هو المخرج الأنسب والأسرع لإعادة تعويم الحكومة الميقاتية المستقيلة، وتجنب الخوض في متاهات تشكيل حكومة جديدة، سواء كانت سياسية أم من أهل الإختصاص والتكنوقراط.

المهم أن لا تصطدم سفينة الحكومة العتيدة بصخور المعاندة والمكابرة المعهودة، خاصة من فريق العهد، بحيث يتم هدر آخر فرص العهد الحالي للعبور إلى شاطئ الإنقاذ.

تُرى هل سيّد العهد حريص على إنقاذ البلد.. أم أن أولويته إنقاذ صهر العهد ؟

أخبار مرتبطة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى