رأي

الضربات الأميركية وانطلاق حملة جو بايدن الانتخابية

كتب سعد بن طفلة العجمي في إندبندنت عربية.

 أعلنت الولايات المتحدة الأميركية منتصف ليل الجمعة – السبت بتوقيت بغداد ومكة المكرمة أنها قصفت 85 موقعاً داخل سوريا بالميادين ودير الزور والبوكمال على الحدود العراقية. وقالت إنها وجهت هذه الضربات بصواريخ وقصف طائرات حربية بينها قاذفات “بي 52” الاستراتيجية بعيدة المدى. وتأتي هذه الملاحظات على هذه الضربات وأهدافها:

– لم تكن ضربات مفاجئة فقد أعلنت أنها ستنتقم لمقتل جنودها الثلاثة الذين قتلوا بقاعدة أميركية بالأردن قريبة من الحدود العراقية.

– لم تستهدف الضربات – على الأقل حتى كتابة هذه الملاحظات – قاعدة جرف الصخر بالنخيب داخل العراق وبالقرب من الحدود السعودية، وهي القاعدة الإيرانية التي تتمركز بها قوات من فيلق القدس وخرسانات هائلة تخزن صواريخ ومخازن أسلحة هائلة.

– كررت الولايات المتحدة طيلة الأيام التي هددت بها بالانتقام وأثناء الانتقام أنها لا تستهدف ولن تستهدف إيران كي لا يتسع نطاق الصراع والحرب بالمنطقة.

– كررت إيران نفس نيتها أنها لا ترغب بمواجهة وبتوسيع الحرب.

– اتفقت الولايات المتحدة الأميركية وإيران معاً على عدم توسيع الحرب، وهو شيء جيد رأفة بالإنسان في المنطقة وعلى الأخص الشعوب الإيرانية ومنطقة الخليج العربي الحيوية.

– تقول الولايات المتحدة الأميركية إنها لم تستهدف الميليشيات الطائفية الولائية لإيران وحسب، بل إنها استهدفت قوات فيلق القدس كذلك، وهو ما يعني مواجهة مع إيران ولكن خارج إيران – وبالطبع خارج الأراضي الأميركية.

– استهداف قوات القدس الإيرانية يعني أن إيران والولايات المتحدة الأميركية تتواجهان على الأراضي العربية في سوريا والعراق وخارج أراضيهما، وتحاشي إيران وتنصلها من مسؤولية الضربات على القاعدة الأميركية يعني أنها تقاتل حتى اللحظة بميليشياتها الطائفية البائسة التي جمعتهم من العراق وأفغانستان وباكستان والهند وغيرها، وبالتالي هم – وليسوا حرسها الثوري – من سيكونون وقود هذه الضربات.

– مثلما ضربت ولاتزال تضرب أهدافاً باليمن، لم تحدد الولايات المتحدة الأميركية أهداف هذه الضربات: هل هي انتقامية – انتخابية وحسب؟ أم أن لها أهدافاً غير معلنة حتى اللحظة.

– على عكس الضربات الموجهة لليمن، لم تعلن الولايات المتحدة أنها شكلت تحالفاً من دول حليفة بالناتو أو بالمنطقة لمساندتها بهذه الضربات مما يرجح أنها ضربات أميركية حصراً وبأنها انتخابية – انتقامية محدودة.

الخلاصة:

يستخلص المراقب أن هذه الضربات شبيهة بضربات الصواريخ الإيرانية على قاعدة عين الأسد الأميركية بالعراق بعيد اغتيال قاسم سليماني وأبومهدي المهندس في يناير (كانون الثاني) 2020 ، والتي قال عنها الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب إنها ضربات جرت بعدما اتصل بنا الإيرانيون وأخبرونا بأنهم سيضربون القاعدة، ولذلك لم يقتل بها جندي أميركي واحد فقد أخلينا القاعدة من الأهداف البشرية والعسكرية. فهل تم التفاهم الإيراني – الأميركي قبل هذه الضربة مثلما تم قبل ضرب إيران لقاعدة عين الأسد؟ العسكريون يقولون إن إعلان الولايات المتحدة الأميركية عن الضربة قبل وقوعها بأيام سمح لإيران وميليشياتها بسحب القيادات الميليشياوية وقيادات الحرس الثوري تجنباً للضربة وخسائرها، ولذلك فإن بعض المراقبين العسكريين لا يتوقعون أن يكون لضربات الليلة أضراراً تذكر – على الأقل ليس على مستويات القيادات المهمة.

 تبدو ضربات الليلة محدودة ومتفق عليها. قد تحرج إيران بتنصلها من مسؤولية “المقاومة” بهذه المناطق إذا ما تكررت، ولكنها حتى الآن لاتزال ضمن قواعد الاشتباك المتفق عليها بين مرشح الرئاسة الأميركية القادمة جو بايدن وبين طهران.

أخبار مرتبطة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى