أبرز

الصين وروسيا…والتعاون الإستراتيجي و العسكري

ستيفاني حداد.

خاص رأي سياسي…

أعلنت روسيا والصين عـن زيــارة مـرتـقـبـة  للرئيس الــصــيــنــي شـــي جـيــبـيـنـغ إلـــى الـعـاصـمـة الروسية، زيارة أكدت كل من موسكو وبكين أنها نقطة دفع اساسية لتطوير التعاون بين الحليفين على الساحة الدولية وتطوير شراكة شاملة وتفاعل استراتيجي

الكرملين صنف زيارة شي جيبينغ على أنها  تلبية لدعوة سـابـقـة وجـهـهـا الـرئـيـس الروسي فـلاديـمـيـر بـوتـين تنطلق اليوم وتستمر لغاية  22 من الشهر الحالي، هذا واعلن الكرملين أنه سيتم توقيع عدد من الإتفاقيات الثنائية .

شددت الصين في البيان الصادر عنها عقب الإعلان عن الزيارة المرتقبة عن إلتزام بكين بموقفها الموضوعي  والعادل حيال الحرب الأوكرانية والدور البناء في دفع موسكو بإتجاه محادثات السلام.

هذه ليست المرة الأولى التي تحاول فيها الصين التلميح بإستعدادها للعب دور المفاوض لإحقاق السلام بين روسيا وأوكرانيا ، ما دفع حينها العديد من البلدان الغربية لمنح الأولوية في الحوار لجهود الصين على صعيد الوساطة المحتملة لإنهاء الصراع الروسي-الأوكراني الذي دخل عامه الثاني.

 الرد أتى سريعا من موسكو التي لم تتحمس لفكرة الحوار وأعلنت أن الخيار الوحيد والأنسب في الوقت الحالي هو الخيار العسكري لتحقيق الأهداف المرجوة مرحبة بمجهود حليفتها الصين من باب الصداقة . لكنه ظهر جليا عدم إرتياح روسيا للمدخل الذي طرحته بكين ومازات لإدارة الوساطة لأنه يضر مباشرة بمصالح موسكو في ضم  أجزاء من أوكرانيا والتي خاضت حربا بغية تحقيق هذا الهدف و التوسع جغرافيا.

الأكيد أن في حقيبة الرئيس الصيني  الذي أنتخب حديثا لولاية ثالثة أفكارا يحاول إنضاجها مع الروس لذلك إختار من موسكو أول وجهة خارجية له يفتتح من خلالها ولايته الجديدة وفي الوقت نفسه ترك هامشا  للمناورة مع أوكرانيا والغرب، لذلك حرصت بلاده على إعلان لقاء رئيسها مع بوتين ليعود ويستكمل بعدها  جولة المحادثات مع القادة الأوروبيين والغربيين.

بكين التي تسعى لتوسيع حجم مشاركتها في الملفات الدولية والإقليمية استطاعت أن تحجز لنفسها مقعدا مهما وفعالا على طاولة المفاوضات خصوصا بعد نجاح الوساطة الصينية بين السعودية وإيران لكونه أظهر قدرتها على تعزيز عمليات السلام في مختلف المناطق ما يجعلها بطريقة غير مباشرة على مقربة من الغرب والشرق والذي سيترجم بطبيعة الحال إقتصاديا في المراحل اللاحقة.

عسكريا، وبعد وصول الشراكة العسكرية الإستراتيجية إلى أوجها قبل إندلاع الحرب الروسية-الأوكرانية حتى كاد يظن كثر أن الحليفين سيخطوان خطوة الحرب يدا بيد خاصة وأن الزيارة الأخيرة للرئيس الصيني كانت قبل إنطلاق شرارة الحرب في 23 شباط 2022، لكن في الحقيقة تراجعت بكين عدة خطوات إلى الوراء تاركة بوتين يخوض غمار الحرب وحيدا بعدما توقفت الشركات الصينية عن تزويد موسكو بالمحركات والتقنيات لصناعة الطائرات والآليات. لذلك سيكون التعاون العسكري على رأس جدول أعمال الرئيسين بوتين وشي بحضور مسؤولين بارزين في الحكومتين.

نظراً لأهمية الزيارة  من المتوقع أن يشارك في المباحثات تمثيل كبير من الجانب الروسي يجمع نائب رئيس مجلس الأمن الروسي ديميتري ميدفيديف، ووزير الخارجية سيرغي لافروف، ونائب رئيس الوزراء الروسي ديميتري تشيرنيزكو بالإضافة إلى رئيسة البنك المركزي الروسي إلفيرا نابيولينا و السفير الروسي لدى الصين وعدد كبير من المسؤولين الروس والأكيد أن الوفد الصيني سيتألف من شخصيات ذات النفوذ العالي.

 أعين العالم شاخصة إلى هذه الزيارة فالبرغم من اختلاف الأهداف التي يسعى كل بلد لتحقيقها إلا أن الحليفين ليس لهم إلا بعضهم البعض للصمود. وضع بوتين الصعب في مواجهة حلف شمال الأطلسي وأصوات المعارضة التي تعلو شيئا فشيئا داخل بلاده لا تطمئن الرئيس الروسي الذي بات يخشى وأكثر من اي يوم مضى صديقه الشيشاني، رئيس وحدة فاغنر القتالية الذي بات يتوسع من دون موافقة القيصر وأعلن مؤخرا سعيه لتجنيد أكثر من 30 ألف مقاتل ما ينذر بقوة غير قابلة للترويض ما يعرض مصالح بوتين للخطر. أما الصين التي لم تتعافى حتى اليوم من تبعات كورونا إن كان سياسيا أو إقتصاديا فهي تستند على حليفها الروسي وتسعى من خلاله إلى تجميل صورتها وتحسين وضعها دوليا .

هذا الثنائي الذي لا يتجزأ سيظهر عقب اللقاء إلى الإعلام ويشدد مجددا على الصداقة المتينة التي يرتكز عليها هذا الحلف لكن الأيام وحدها ستعكس فعليا القرارات التي اتخذت خلف جدران الكرملين وحقيقة ما سئؤول إليه هذه الإجتماعات .

أخبار مرتبطة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى