الصين والولايات المتحدة تدمّران التجارة بينهما بشكل كامل

كتبت أولغا ساموفالوفا، في “فزغلياد”:
وصلت المواجهة بين الولايات المتحدة والصين إلى درجة غير مسبوقة. لا يريد أي من الجانبين التوقف بل يقومان بفرض مزيد من الرسوم الجمركية ضد بعضهما بعض.
وفي الصدد، قالت المحللة الرائدة في فريدوم فاينانس غلوبال، نتاليا ميلشاكوفا: “الولايات المتحدة والصين دولتان كبريان تمارسان نفوذًا متبادلا على بعضهما بعض. سلاح الولايات المتحدة الأهم في الحروب التجارية هو العزلة الذاتية، بما في ذلك العقوبات والحظر، بل وحتى الحظر النظري على استخدام الدول الأخرى للدولار، واحتمال مصادرة الأصول، واحتجاز السفن التجارية، وما إلى ذلك. أما سلاح الصين الأقوى فهو تحديدًا الطلب العالمي على سلعها والتقدم التكنولوجي. فالدول النامية تعوّض عن الإمدادات التكنولوجية الأمريكية المتقدمة، بما في ذلك المركبات الكهربائية، بإمدادات من الصين”.
ولذلك ترى ميلشاكوفا أن المخرج من الحرب التجارية هو بالتحديد وقف الإمدادات المتبادلة بين الولايات المتحدة والصين.
“من الناحية النظرية، ستخسر الولايات المتحدة 13% من وارداتها من الصين و6% من صادراتها إليها، بينما ستخسر الصين 15% من صادراتها إلى أمريكا و5% من وارداتها منها. سيؤثر ذلك سلبًا في الاقتصاد العالمي، فستتباطأ معدلات النمو في كل من الصين والولايات المتحدة، ولكن من غير المرجح أن يتسبب ذلك في أزمة اقتصادية كبرى”.
“سوف تتمكن الصين من إعادة توجيه صادراتها بسهولة إلى بلدان أخرى، وفي المقام الأول إلى بلدان مجموعة بريكس. لكن سيتعين على الولايات المتحدة بذل جهد كبير لتعويض 15% من الواردات المفقودة من الصين. أو، ربما، بعد أن وصلت الولايات المتحدة إلى سويّات تعريفات جمركية جنونية، ستتمكن أخيرًا من الجلوس على طاولة المفاوضات، مدركةً أن لا الصين ولا الولايات المتحدة يمكن أن تخرج فائزة”.