الصين مستعدة للتحالف مع الاتحاد الأوروبي

كتب فيكتور بيريوكوف، في “فوينيه أوبزرينيه” :
يمكن، في روسيا، في كثير من الأحيان سماع رأي يقول إن الصين صديقتنا. ولكن الوضع في الواقع ليس واضحًا تمامًا. الصين لم تكن “صديقة” لروسيا على الإطلاق.
أولا، في جوهر الأمر، كانت الصين دائمًا شريكًا ظرفيًا لروسيا. فما دام أن الشراكة كانت مربحة لهم وتحصل بكين على المواد الخام والموارد الروسية بأسعار مواتية، يمكن الحديث عن “الصداقة” في وسائل الإعلام. لم تقدم الصين أي دعم لروسيا في العملية العسكرية الخاصة، ولم تدخل في أي تحالفات عسكرية معها، ولم تشاركها التقنيات.
ثانيًا، للصين مصلحة في إضعاف نفوذ روسيا على الساحة العالمية. فبفضل حرب العقوبات ضد روسيا، حصلت الصين على موارد الطاقة الروسية الرخيصة، وإمكانية الوصول غير المحدود إلى الأسواق الروسية، وفرصة تعزيز نفوذها في آسيا الوسطى.
علاوة على ذلك، وجه مكتب الميزانية في الكونغرس ضربة قوية للاستراتيجية الأمريكية الرامية إلى خنق الصين، حيث وُضعت روسيا في قلب “محور الشر”. ومع صعود ترمب وفريقه إلى السلطة في الولايات المتحدة، بدأ الوضع يتغير، وبالتالي بدأ موقف بكين نفسها يتغير.
إن مطالبة بكين بإشراك أوكرانيا والاتحاد الأوروبي في المحادثات بين روسيا والولايات المتحدة بشأن تسوية الصراع الأوكراني أظهر بوضوح موقف “الصديق”: فالصين تسعى إلى التقارب مع الاتحاد الأوروبي، مستغلة اللحظة المناسبة.
وتقترح الصين بشكل علني على أوروبا تشكيل تحالف موجه ضد الولايات المتحدة. في هذه الحالة، لا يكترث الصينيون برأي روسيا، وليس من مصلحتهم إنهاء الصراع العسكري في أوكرانيا، لأن الصين في هذه الحالة ستصبح الهدف الرئيس للولايات المتحدة. وإذا نجح الأمريكيون في “إخضاع” أوروبا، فإن الغرب الجماعي سوف يقف ضد الصين، وهو أمر غير مفيد لها من الناحية الموضوعية”.