الصين تسعى إلى توسيع تجارة النفط مع السعودية
كشف الرئيس الصيني، شي جين بينغ، عن عزم الصين توسيع تجارة النفط مع السعودية، خلال زيارته للمملكة التي تعمل على تعزيز العلاقات بين ثاني أكبر اقتصاد في العالم وأكبر مورديه للخام.
اتفق الرئيس شي، وولي العهد، الأمير محمد بن سلمان، في اجتماع في الرياض يوم الخميس على عقد اجتماعات قمة كل عامين في إطار الارتقاء بالعلاقة إلى شراكة استراتيجية شاملة، وفق ما أوردته وكالة أنباء الصين الجديدة “شينخوا”، ومن المقرر أن يلتقي الزعيم الصيني بمزيد من القادة العرب اليوم الجمعة. تأتي القمة وسط التحديات التي تواجهها العلاقات بين الولايات المتحدة والسعودية بسبب سياسة النفط.
أوضح بيان صادر عن وزارة الخارجية الصينية، أن الصين ستسعى إلى تعزيز التنسيق مع السعودية بشأن سياسة الطاقة والاستكشاف. وتُعد السعودية، إلى جانب روسيا، زعيمة تحالف “أوبك+” لمنتجي النفط والذي يضخ ما يقرب من نصف الخام في العالم. بلغ متوسط صادرات السعودية من النفط إلى الصين 1.65 مليون برميل يومياً هذا العام، وفقاً لبيانات جمعتها بلومبرغ. وتبلغ قيمتها نحو 130 مليون دولار بأسعار اليوم.
لم تكن هناك أية إشارة إلى التكهنات التي وردت في وقت سابق هذا العام بأن السعودية قد تقبل مدفوعات اليوان مقابل النفط بدلاً من الدولار. وقال دبلوماسيون ومحللون إنه ينبغي النظر إلى التقارير في هذا التوقيت على أنها رسالة سياسية إلى الولايات المتحدة، وليس خطط المملكة، ويرجع ذلك جزئياً إلى أن الريال السعودي مربوط بالدولار للحماية من تقلب الأسعار.
كما وقع البلدان على عدد كبير من الاتفاقيات في الطاقة والاستثمار، على الرغم من شح التفاصيل. وأعلنوا عن خطط لموائمة برنامج “الحزام والطريق” المميز الخاص بشي مع “رؤية المملكة 2030″، والتي تهدف إلى تخفيض اعتماد الاقتصاد على النفط.
قالت وكالة الأنباء السعودية الرسمية “واس” إن شي والأمير محمد “استعرضا جوانب الشراكة وجهود التنسيق المشترك”. ومن جهتها، قالت “شينخوا” إن شي وافق على المساعدة في تعزيز السياحة الصينية للمملكة وتوسيع الروابط الثقافية.
تكشف هذه التحركات عن توافر رغبة في تقوية العلاقات في الوقت الذي تتعرض فيه علاقات البلدين مع الولايات المتحدة لفتور. ففي أكتوبر، اتهم الرئيس جو بايدن الرياض بالتحالف مع روسيا بشأن تخفيضات إنتاج النفط، وتعهد بـ”عواقب” غير محددة.
كما تم توقيع اتفاقية مع شركة “هواوي” الصينية بشأن الحوسبة السحابية ومجمعات الإنترنت عالية السرعة في السعودية. ويذكر أن لجنة الاتصالات الفيدرالية تحركت الشهر الماضي لعزل شركة “هواوي” من سوق معدات الاتصالات الأميركية.