الشلل الحكومي… بين الاسباب والنتائج
كتب طوني فرنسيس في صحيفة “نداء الوطن”:
الدعم الذي تتلقاه الحكومة مصدره الغرب السياسي ووجهة تحركات رئيسها غربية بإمتياز.
جولة الرئيس نجيب ميقاتي الأبرز على مسؤولين دوليين كانت خلال مشاركته في قمة غلاسكو. هناك التقى كبار المسؤولين الأميركيين والبريطانيين والفرنسيين والألمان وغيرهم، ومنهم سمع دعماً لحكومته واستعداداً لمساعدتها. ولم يكن حديث ممثلي دول غلاسكو جديداً. فمنذ ولادة الحكومة الميقاتية تردد كلام مماثل. جميع هؤلاء القادة الغربيين أبدوا حماساً لها ورحبوا بقيامها بعد طول إنتظار، وكلهم أثنوا على اعضائها وكلفوا سفراءهم الإلتقاء بهم، خصوصاً الذين يتولون مواقع حساسة فيها، أمنية وسياسية وإقتصادية ومالية. وخلال ذلك كانت شروط العالم للتعاون بسيطة الى أبعد الحدود، ونصيحته تكاد تكون واحدة: إبدأوا في علاج أزمتكم بالإصلاح المالي والإقتصادي، نظّموا الانتخابات العامة، وتابعوا التحقيق الشفاف في قضية انفجار بيروت من دون ضغوط على القضاء.
كانت الحكومة في هذا الوقت عُرضةً لمقاطعة خليجية حادة لا تخفى أسبابها على أحد. فالسعودية والدول الخليجية الأخرى تعتبر “حزب الله” طرفاً في حرب إيرانية تُشَنُّ ضدها. وهي إذ قالت ذلك منذ سنوات باتت تعتبر ان “الحزب” المذكور بات يمسك بالسلطة في لبنان مع حلفاء له وفروا له القدرة على التحكم بالمواقع الأساسية في السلطتين التنفيذية والتشريعية، ولا يشذّ موقعا رئاسة الجمهورية ورئاسة الحكومة عن هذه النظرة، إضافةً بالطبع الى موقع رئاسة المجلس النيابي.
تعاني الحكومة ومعها لبنان كله من مفاعيل المقاطعة الخليجية، لكن المفاجئ أن خصوم الخليج الذين رعوا قيام هذه الحكومة يعادونها أكثر من غيرهم، فبدل أن يسهلوا مهمتها في ظروف تزداد صعوبة على لبنان ومواطنيه، سارعوا إلى شلّها ومنعها من الإجتماع وهي حتى الآن غير قادرة على البحث في أيٍ من المعضلات الأساسية.
لا تفسير لهذا المنحى السياسي في سياق الخلافات المحلية، ولا في الصدام مع دول الخليج. كل ذلك لا يبدو مهماً ازاء قضية أكبر تقف وراء شل الحكومة. لقد تحول الدعم الغربي لحكومة ميقاتي الى سبب لمنعه من الحركة، لعل الداعمين الغربيين يدفعون الثمن في مكان آخر، للإيرانيين مثلاً!!!
(نداء الوطن)