أبرزاقتصاد ومال

السوق النفطية تستعد لاتخاذ قرار جديد

تستعد السوق النفطية لقرار جديد من وزراء الطاقة في تحالف “أوبك +” خلال اجتماعهم الأحد المقبل، لتحديد مستوى الإمدادات النفطية لكانون الثاني (يناير) المقبل، وهو أول اجتماع عقب خفض قياسي للإنتاج تم تطبيقه في تشرين الثاني (نوفمبر) الماضي ويستمر في كانون الأول (ديسمبر) الجاري ويقضي بخفض مليوني برميل يوميا.

وتشير البيانات الدولية إلى أن روسيا تدفع بإنتاجها النفطي بغزارة إلى السوق حاليا قبل حلول الموعد النهائي للحظر الأوروبي الإثنين المقبل، بينما يتوقع بنك “جي بي مورجان” متوسطا سعريا 90 دولارا للنفط في 2023 على أساس أن الإنتاج الروسي قد يعود إلى مستويات ما قبل الحرب تماما بحلول منتصف العام المقبل.

ويقول لـ”الاقتصادية”، محللون نفطيون إنه في ظل البيانات الحالية فإن الحاجة لخفض كبير آخر في الإنتاج مشابه لتشرين الأول (أكتوبر) الماضي سيكون ضعيفا للغاية وهو ما أكد عليه بنك “ستاندرد تشارتريد” الدولي الذي رجح أيضا أن يتقلص النمو الاقتصادي العالمي خلال الربع الأول من العام المقبل.

وأوضح المختصون أن حالة عدم اليقين المحيطة بالطلب في الصين أو وضع الإمدادات النفطية الروسية عقب بدء تنفيذ الحظر الأوروبي على استيراد النفط الروسي ابتداء من الإثنين المقبل سيجعل السوق تواصل التقلبات السعرية.

وذكروا أنه يمكن أن تنتهي الأزمة الحالية في الصين سريعا ويعود طلبها لدعم أسعار النفط بقوة، مرجحين أن الطلب المكبوت من الصين سيكون هائلا ويمكن أن يؤدي ذلك إلى تحفيز الطلب بما لا يقل عن مليون برميل يوميا.

وفى هذا الإطار، قال مفيد ماندرا نائب رئيس شركة “إل إم إف” النمساوية للطاقة إن أغلب التوقعات تذهب إلى ترجيح كفة أن يحافظ منتجو تحالف “أوبك +” على الأهداف الإنتاجية الحالية، التي تم إقرارها في أكتوبر الماضي عند 526 ألف برميل يوميا لكل منهما.

وأشار إلى أن مخزونات النفط الخام العالمية سجلت ارتفاعا قبل أيام من بدء تطبيق الحظر الأوروبي على واردات الخام الروسي، لافتا إلى نمو المخزونات لا يدعم الدعوات التي أطلقها المستهلكون لزيادة إنتاج “أوبك” قبل الاجتماع الوزاري المقبل للمجموعة.

وأضاف أندرو موريس مدير شركة بويري الدولية للاستشارات، أن أسعار النفط تراجعت إلى أدنى مستوياتها في العام الجاري، مع مخاوف أسواق الطاقة بشأن الطلب وسط الاحتجاجات في الصين على قيود كورونا، بسبب تشديد إجراءات الإغلاق، بينما في المقابل تشير تقارير دولية إلى أن عمليات الإغلاق لمواجهة الارتفاع في الحالات الجديدة لن يكون لها سوى تأثير طفيف في طلبها في النفط على المدى القصير.

وأشار إلى أن معنويات السوق في حالة تذبذب حاد، مع تقلبات تصل إلى أعلى مستوياتها على الإطلاق، بسبب مخاوف تدهور الوضع في الصين مقابل إعادة التركيز على حظر الاتحاد الأوروبي على النفط الروسي المنقول بحرا الأسبوع المقبل والوضع المعلق لفرض سقف سعري من قبل مجموعة السبع على خام الأورال الروسي.

أما أندريه جروسي مدير شركة “إم إم إيه سي” الألمانية فيرى أن “أوبك +” ستراجع عن كثب متغيرات العرض والطلب والمخزونات وتداعيات العوامل الجيوسياسية في الصين وروسيا وغيرهما، موضحا أن الحديث عن استعداد “أوبك +” لإجراء مزيد من تخفيضات الإنتاج ما زال يندرج في خانة التكهنات.

وأوضح أن المنظمة تقود السوق بسياسات رشيدة ومتوازنة وتواجه صعوبات متنوعة وسريعة التغير، خاصة تأثيرات حرب روسيا في أوكرانيا والبيانات المتضاربة عن صناعة النفط الصخري الأمريكية التي تتحفظ على زيادة الإنتاج في المرحلة الراهنة، علاوة على تمسك الصين بسياسة صفر كوفيد على الرغم من الاحتجاجات.

من جانبها، قالت ويني أكيللو المحللة الأمريكية في شركة “أفريكان إنجنيرينج” الدولية إن التقلبات السعرية مستمرة وربما تكون أكبر بكثير لولا تدخلات تحالف “أوبك +” المؤثرة في إدارة العرض بكفاءة وتوازن عال وهو على قناعة بأن خفض الإنتاج هو الأنسب في الظروف الراهنة.

ونوهت إلى أن أغلب توقعات الربع الأول من العام الجديد بالنسبة لأسعار النفط ترى عودة الموجة الصعودية وذلك على عكس الاتجاه السائد حاليا، لافتة إلى توقع بنك “جولدمان ساكس” مستوى متوسط 110 دولارات لبرميل النفط في العام المقبل، مفسرة التراجعات السعرية الأخيرة بأنها نتاج صعود الدولار وضعف الطلب في الصين.

من ناحية أخرى وفيما يخص الأسعار، صعدت أسعار النفط في المعاملات الآسيوية المبكرة أمس، مدعومة بمؤشرات على قلة المعروض وبتفاؤل بشأن تعافي الطلب من الصين.

وبحلول الساعة 01:15 بتوقيت جرينتش ارتفعت أسعار العقود الآجلة لخام برنت خمسة سنتات إلى 87.02 دولار للبرميل. وارتفعت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط 16 سنتا أو 0.2 في المائة، إلى 80.71 دولار للبرميل.

وأعلنت مدينتا قوانجتشو وتشونجشينج الصينيتان في 30 نوفمبر تخفيف قيود مكافحة كوفيد – 19، بعد يوم من اشتباكات بين محتجين في قوانجتشو الواقعة في جنوب البلاد والشرطة وسط سلسلة احتجاجات على أشد قيود لمكافحة كوفيد – 19 في العالم، لكن مؤشر أسعار المستهلكين في الصين كشف الأربعاء، أن نشاط الشركات انكمش أكثر في نوفمبر، ما يثير مخاوف بشأن العام المقبل.

وذكرت إدارة معلومات الطاقة الأمريكية، أن مخزونات الخام الأمريكية انخفضت بنحو 13 مليون برميل، وهو أكبر مستوى منذ 2019 في الأسبوع المنتهي في 25 نوفمبر. لكن إنتاج الخام الأمريكي تجاوز 12 مليون برميل يوميا وهو أعلى مستوى منذ ما قبل تفشي فيروس كورونا. وقال مصدر مطلع إن قرار مجموعة “أوبك +” عقد اجتماعها في الرابع من ديسمبر عبر الإنترنت يشير إلى انخفاض احتمال تغيير السياسة، الأمر الذي حد من مكاسب النفط.

من جانب آخر، تراجعت سلة خام أوبك وسجل سعرها 83.13 دولار للبرميل الأربعاء مقابل 83.42 دولار للبرميل في اليوم السابق. وقال التقرير اليومي لمنظمة الدول المصدرة للبترول “أوبك” إن سعر السلة التي تضم متوسطات أسعار 13 خاما من إنتاج الدول الأعضاء في المنظمة حقق أول انخفاض عقب ارتفاع سابق وأن السلة خسرت نحو دولارين مقارنة باليوم نفسه من الأسبوع الماضي الذي سجلت فيه 85.19 دولار للبرميل.

أخبار مرتبطة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى