رأي

السعودية العظمى

كتبت سلمى هوساوي في صحيفة عكاظ:

مصطلح درج استخدامه منذ السنوات الماضية، وانتشر مؤخراً وبصورة واسعة على وسائل التواصل الاجتماعي، والأسباب في هذا الانتشار كثيرة، فإذا عُدنا إلى تاريخ المملكة العربية السعودية منذ عصورها الموغلة في القدم وحضاراتها العريقة المتعاقبة، نجد أنها رسمت ملامح التاريخ الحضاري لمنطقة الشرق الأدنى القديم (الشرق الأوسط) بحدوده اليوم؛ حيث ازدهرت معظم الممالك والدويلات التي قامت في شرق وجنوب وشمال الجزيرة العربية على إثر وقوعها على الطرق التجارية، واكتسبت أهميتها بقيامها بدور الوسيط التجاري، كما أن موقعها المتمايز بين دول الشرق الأدنى أثر في دورها السياسي، وأثار أطماع القوى المجاورة التي بدأت تتطلع للسيطرة على المنطقة، أو أدى إلى عقد معاهدات وتحالفات مع دول أخرى إقليمية ودولية، واستفادت المملكة من موقعها المتوسط بين قارات العالم «آسيا وأفريقيا وأوروبا» منذ النصف الثاني من الألف الأول قبل الميلاد.

وبذات الأهمية والمكانة؛ استمر دور المملكة في رسم ملامح تاريخ الشرق الأوسط بدليل المصطلح المتداول (السعودية العظمى)، فالماضي وآثاره يشهد بذلك، فالمعرفة التاريخية لم تعد قائمة على حفظ التراث وسرده، وإنما قائمة على كشف هذا التراث وتوثيقه.

وإن من صور عظمة المملكة اهتمامها ورعايتها للمواطن ورفاهيته، وبجميع مرافق الدولة، ومن ثم تعمل على توطيد علاقاتها الخارجية إقليمياً ودولياً. وفي ذات السياق، استضافتها للعديد من القمم العربية والدولية؛ مما يؤكد دورها المحوري وثقلها الدولي، وهذه القمم تُبنى من خلالها العلاقات والسياسات الدولية؛ لأن المملكة حريصة فيها على مناقشة الأفكار التطويرية فيما يخدم سياساتها واقتصادها، ويخدم أيضاً دول الجوار، وغاية هذه القمم هي فتح آفاق استثمارية ومدُّ جسور التواصل والترابط، وفضُّ النزاعات بالطرق السلمية، فالمملكة لا تبصر حدود نطاقها، بل تدرك أهمية تحقيق السلام وناتجه.

(السعودية العظمى) مسمى مستحق، والمملكة عظيمة شامخة دون مسميات، بل بأفعالها التي تتحدث عنها وعن تأثيرها في مجالات متباينة، اقتصادية وسياسية، إقليمياً وعالمياً.

والجدير بالذكر أن ما يؤكد عظمة المملكة رسالتها السامية التي تسعى إلى تحقيقها على مدى عقود منذ تأسيسها إلى يومنا الحاضر، من الحفاظ على الأمن والأمان والتقدم داخلياً، والسلام والتسامح دولياً، أضف إلى ذلك دعم الدول الأشد حاجة، وهذا نابع من واقع استشعارها بمسؤوليتها تجاه تلك الدول؛ ومنها على سبيل المثال لا الحصر: المنح الدراسية، وأعمال مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية، والمبادرات الإنسانية ومنها: مبادرة فصل التوائم، ومنصة إحسان، ورابطة العالم الإسلامي، والبوابة السعودية للتطوع الخارجي، وغيرها الكثير من الأعمال التي لا يمكن حصرها.

ويجب أن ننبه إلى أن ما تركز عليه المملكة وتؤكده هو البناء والتنظيم لمنظومة الدولة على أسس ومبادئ سار عليها أئمة المملكة وملوكها، وكذلك محاربة الفساد بجميع صوره وأشكاله، وغاية هذا البناء والتنظيم راحة شعبها ورفاهيتهم، والبرهان على ذلك ميزانية المملكة 2023؛ التي أتت متكاملة راسخة حملت بين طياتها مشاريع تنموية واقتصادية.

مجملاً: المملكة عظيمة بإنجازاتها ورؤيتها الشمولية، وإستراتيجياتها التي تعود عليها وعلى الآخرين من دول الجوار الإقليمية والإسلامية بالمنفعة والخير.

أخبار مرتبطة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى