أبرزرأي

الدبلوماسية اللبنانية تنجح في تأمين مظلة دولية لتمديد سلس لـ”اليونيفل”

حسين زلغوط, خاص – “رأي سياسي”:

قرر مجلس الأمن التمديد في جلسة “سلسة” لقوات “اليونيفيل” العاملة في الجنوب لمدة عام جديدة، بعد ان كانت فرنسا قدّمت صيغة شبه نهائية لقرار التجديد في ظل اللغط الذي ساد قرار التمديد العام الماضي وما رافقه من إضافة بند بشأن حرية حركتها.


وتم الاتفاق بين الدول الأعضاء في مجلس الأمن على التجديد لمدة سنة بلا تعديل، على الرغم من ان واشنطن كانت تريد اضافة بعض التعديلات على مهام اليونيفيل وبالتالي القرار 1701، وهو ما رفضته فرنسا ومعها روسيا والصين المعارضتين لإحداث أي تعديل على نص المهام الدولية، خصوصًا من ناحية الاستعاضة عن مصطلح “وقف العمليات العسكريّة” بعبارة “تخفيف التصعيد العسكريّ”، وهذا ما عكس إرادة دولية في الدفع لتعويم القرار 1701 في ظل المواجهات الدائرة في الجنوب بين “حزب الله” من جهة واسرائيل من جهة ثانية .


وتأتي أهمية قرار التمديد بالصيغة الفرنسية انه جاء متوافقا مع ما سعى اليه لبنان من خلال مروحة الاتصالات الدبلوماسية التي قام بها الرئيس نجيب ميقاتي في السراي وعبر اتصالاته الدولية ، ووزير الخارجية عبدالله بو حبيب الذي زار عدة دول معنية في الآونة الأخيرة لهذه الغاية، وفي ذات الوقت لم يتماهى مع الرغبة الاميركية والاسرائيلية التي كانت تدفع في اتجاه اسقاط بعض التعديلات على مواد القرار بما يتوافق والمصلحة الاسرائيلية التي كانت تريد التمديد لستة اشهر فقط مع توسيع المهام الموكلة اليها، كما حصل قبل عامين عندما تمّ إدخال بند في اللحظة الأخيرة، مما منح قوات اليونيفيل استقلاليّة أكبر.


وكما هو معلوم فواشنطن ترى وفق مصادر عليمة بأن “اليونيفيل” لم تقم بشكلٍ تام بالاضطلاع بمهامها المنوطة بها، وتحديدًا فيما يتعلق بحظر الأمم المتحدة ترسانة “حزب الله “العسكرية جنوب الليطاني، وهي تعتبر أن اليونيفيل نادرًا ما كانت تصادر أسلحة الحزب قبل اندلاع الحرب في الجنوب في اليوم التالي لعملية “طوفان الأقصى”، فضلًا عن اعتمادها على حسن نيّة السكّان ولم تقمّ بدورها الأكثر أهمية المتمثل بعقد اجتماعات ثلاثيّة مع ممثلين من الجيش الإسرائيليّ والجيش اللّبنانيّ، والذي تمّ تعليقها منذ حرب غزة وفتح جبهة الجنوب.


وتلفت المصادر الى ان رئيس الحكومة ووزير الخارجية ساهما الى حد كبير من خلال مروحة الاتصالات التي قاما بها في لبنان والخارج في تأمين المناخات التي ادت الى المحافظة على مهام “اليونيفل” كما كانت عليه دون اي تعديل ولو شكلي، وبذلك يكون لبنان حقق ما اراد لجهة تأمين المظلة الدولية لموقفه رغم المحاولات الاميركية والاسرائيلية التي كانت عكس التيار.


وكشفت المصادر عن ان الرئيس نبيه بري سيولي مسألة التمديد لليونيفل والقرار الأممي 1701 حيزا من الكلمة التي سيلقيها عند الثالثة من عصر السبت المقبل في ذكرى تغييب الامام موسى الصدر ورفيقيه، لجهة التأكيد على تمسك لبنان بالقرار الدولي ، والعلاقة المتينة التي تربط أهل الجنوب مع وحدات “اليونيفل” .


وتؤكد هذه المصادر على ضرورة الحفاظ على التنسيق الوثيق بين “اليونيفل” والجيش اللبناني، الذي يلعب دوراً أساسياً في ضمان الاستقرار في المنطقة الجنوبية، الى جانب مهام “اليونيفل” التي تقوم على تأمين مراقبة الخط الأزرق على مدى الساعات الـ24 يوميا بواسطة 46 موقعا و46 مركز مراقبة ثابتا، و225 دورية يومية ليلا ونهارا، إلى جانب الدوريات اليومية بواسطة الطوّافات على طول هذا الخط، مساعدة الجيش اللبناني في ضبط الأسلحة والذخائر غير الشرعية، مقاومة أي اعتداء وردعه، وحماية عديدها ومعداتها، وتأمين سلامة تنقلاتهم وسلامة المدنيين في المنطقة، توفير تدريبات للجيش اللبناني، وتقديم مساعدات للمجتمع المحلي في مجالات التنمية، والرعاية الصحية، والمشاركة الاجتماعية.


يبقى الاشارة الى ان عديد قوات “اليونيفل” في الجنوب يبلغ حالياً أكثر من ١٠٫٥٠٠ جندي من ٤٩ بلداً. ويشمل ذلك حوالي ٨٥٠ جندي عاملين في القوة البحرية.

أخبار مرتبطة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى