صدى المجتمع

الدببة القطبية على شفير الانقراض بسبب تغير المناخ

حذرت دراسة حديثة أجراها باحثون أمريكيون من جامعة ولاية واشنطن، من أن الدببة القطبية على شفير الانقراض الآن أكثر من أي وقت مضى، لأن من غير المرجح أن تتكيف مع فصول الصيف الطويلة في القطب الشمالي بسبب تغير المناخ، وكلما زاد الوقت الذي تقضيه هذه المفترسات العملاقة على الأرض، وبعيدة عن الجليد، يزداد خطر مجاعتها.
انخفض عدد الدببة القطبية في المنطقة بالفعل بنسبة 30% منذ عام 1987، وتعيش في مناطق القطب الشمالي مثل كندا وألاسكا وروسيا وغرينلاند والنرويج، وتقضي الكثير من الوقت على الجليد البحري، وتعيش على صيد الفقم، والراحة، والاعتناء بصغارها.
وراقب الباحثون 20 دباً قطبياً، خلال ثلاثة أسابيع صيفية، في منطقة خليج هدسون الغربية في مانيتوبا في كندا، راقبوا خلالها الطرق التي تتبعها للحفاظ على احتياطيات الطاقة لديها، بما في ذلك الراحة والبحث عن الطعام، ومع ذلك، فقدت جميعها كيلوغراماً من وزنها في اليوم، وتكهن الباحثون بأنها قد تتكيف مع المواسم الأطول الخالية من الجليد بسبب ارتفاع درجة حرارة المناخ من خلال التصرف مثل الدب الأشيب، وذلك وفق استراتيجيتين تتبعهما إما بالراحة، أوتناول الطعام.
وقال د. تشارلز روبينز، مدير المركز، والباحث الرئيسي للدراسة: «لن تسمح أي من الاستراتيجيتين للدببة القطبية بالبقاء على الأرض لفترة زمنية معينة، حتى تلك التي كانت تبحث عن الطعام فقدت وزن الجسم بنفس معدل تلك التي كانت في حالة سبات».
وأضاف: «الدببة القطبية ليست مثل الرمادية، إنها مختلفة، عادة ما يكون الذكر القطبي البالغ أكبر من نظيره الرمادية، ويمكن أن يصل طوله إلى 3 أمتار، ويزن 680 كجم، مقارنة بـ 2.5 أمتار، و363 كجم، وللحفاظ على حجمها، تعتمد الدببة القطبية على الدهون الغنية بالطاقة التي تحصل عليها من الفقم، التي تصطادها على الجليد».
وتابع: «لمعرفة الطريقة والسلوك الذي يتبعه القطبي في استهلاك طاقته عندما يكون على الأرض، استخدمنا أطواقاً مزودة بكاميرات فيديو، ونظام تحديد المواقع، لتتبعها أثناء فترة الدراسة، حتى نتمكن من رؤية ما تتغذى عليه وتفعله خلال الفترة الممتدة على الأرض، عندما تكون فرائسها المفضلة لديها بعيدة المنال، كما قمنا بوزنها قبل وبعد فترة الدراسة، وقياس معدلات استهلاك الطاقة لديها».
وقال د. أنتوني باجانو، عالم الأحياء البرية والباحث المشارك في الدراسة: «وجدنا تنوعاً حقيقياً في سلوكيات الدب، ومجموعة من طرق استهلاك الطاقة، حيث اتبع العديد من الذكور البالغين، نظام الراحة ببساطة للحفاظ على الطاقة، وحرق السعرات الحرارية، بمعدلات مماثلة لتلك التي في حالة سبات، في حين بحث آخرون بنشاط عن الطعام، وتناولوا جثث الطيور وحيوانات الوعل، وفاكهة التوت وعشب البحر والأعشاب».
وأضاف: «وجدنا فرقاً في استهلاك الطاقة بلغ خمسة أضعاف عند المقارنة بين ذكر بالغ قضى 98% من الوقت مستلقياً، بآخر قطع مسافة 330 كيلومتراً بحثاً عن الطعام، في حين قضت بعض الإناث البالغات 40% من وقتهن في البحث عن الطعام».
وتابع: «وعلى الرغم من الفوائد التي حصلت عليها هذه الدببة من الأطعمة الأرضية، إلا أنه كان عليها استهلاك المزيد من الطاقة للوصول إلى هذه الموارد، حيث قطعت ثلاثة منها مسافة 175 كيلومتراً سباحة عبر الخليج، عثر اثنان منهما على جثث في الماء، لحوت أبيض، وفقمة، ولكن لا يمكن لأي دب آخر أن يتغذى على ما عثروا عليه أثناء السباحة، لأنهم لن يحملوه معهم إلى الأرض، ووجدنا أن واحداً فقط من أصل 20، اكتسب وزناً، بعد أن عثر على حيوان ثديي بحري ميت على الأرض».

أخبار مرتبطة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى