حسين زلغوط – خاص: رأي سياسي
ينتظر أن تنشط الاتصالات بدءاً من يوم غد في اطار السعي لوضع قطار الانتخابات الرئاسية على السكة من جديد، بعد أن غيّبت الحرب على غزة أي تحرك من هذا النوع، ووضعت الملف الرئاسي على رف الإنتظار. بداية هذه الاتصالات ستكون من مقر الرئاسة الثانية في عين التينة التي يزورها غدا سفراء دول “الخماسية” للقاء رئيس مجلس النواب نبيه بري الذي ينقل زواره عنه قوله ان مجرد عودة هذا الاهتمام الدولي بالشأن الرئاسي هو اشارة ايجابية، لكنه دعا في هذا السياق الى عدم الاستعجال بانتظار معرفة ما تحضر له “اللجنة ” التي ربما تعقد اجتماعا لها الاسبوع المقبل.
غير ان بعض المعطيات أشارت الى ان هناك توجه من قبل الدول الممثلة في هذه اللجنة وهي واشنطن والسعودية وفرنسا وقطر ومصر، الى فصل الملف الرئاسي في لبنان عما يجري من أحداث في المنطقة لا سيما الحرب في غزة، من دون أن يكشف النقاب عن التوجه الجديد الذي ستنتهجه اللجنة الخماسية التي قررت تزخيم عملها في بيروت من خلال مروحة من الاتصالات واللقاءات التي سيجريها سفراء الدول الممثلة في هذه اللجنة مع قيادات سياسية لبنانية، لكي يتقرر موضوع مجيء الموفد الرئاسي الفرنسي جان ايف لودريان في شباط المقبل أم لا، سيما وان فرنسا عبر سفيرها في لبنان أكدت للمسؤولين اللبنانيين ضرورة فصل المسار اللبناني عما يجري في غزة، منعا لتعقيد الأمور اكثر والذهاب في اتجاه انتخاب رئيس للجمهورية.
واللافت في هذه المضمار ان “الخماسية” ما زالت تنأى بنفسها عن الأسماء ، وهي في حراكها الجديد وفق المعلومات لن تطرح أي اسم، لكن مقاربتها للملف الرئاسي سيكون هذه المرة مغايراً عن المرات السابقة ، وملامح ذلك ظهرت من خلال التطور الجديد في الموقف السعودي، اذ انه في المرات السابقة كانت المملكة تتعاطى مع الاستحقاق الرئاسي من وراء الستارة، أما اليوم فهي قررت المشاركة الفعلية والعلنية في عملية التشاور وطرح الأفكار والحلول من مبدأ أن الاستقرار في المنطقة بات ضرورة.
ومن هنا فانه من المرجح ان تستضيف المملكة العربية السعودية الاجتماع المقبل لـ”الخماسية”، مع أن القاهرة أبدت رغبة في ان يكون هذا الاجتماع على اراضيها.
وعما اذا كان لبنان أمام مناخات ملائمة لإنتخاب رئيس خلال الاسابيع المقبلة، تدعو مصادر سياسية الى عدم إستعجال الأمور، وقالت علينا ان ننتظر ما تريد ان تفعله اللجنة الخماسية التي سبق وأن إجتمعت عدة مرات في السياق ذاته ولم نصل الى انتخاب رئيس، وها هو الشغور الرئاسي اقترب عمره من السنة والثلاثة اشهر، كاشفة عن ان بعض سفراء الدول المكونة منها اللجنة ألمح الى مقاربة جديدة للملف الرئاسي، سيما وان واشنطن وكذلك السعودية تريدان الدخول على خط المساعي الآيلة الى انتخاب رئيس بفاعلية ووضوح عكس المرات السابقة، وهذا من شأنها ان يضحخ الحيوية في حركة الاتصالات وربما يجعله منتجة.
وتلفت المصادر الى ان كل القوى السياسية في لبنان ما تزال على موقفها، ولم يطرأ اي تليين في اي موقف، وان المشهد الرئاسي محصور الآن بين رئيس “تيار المردة “سليمان فرنجية الذي ينقل عنه انه ليس في وارد الانسحاب من السباق الرئاسي حتى لو نزل الى المجلس ونال صوتا واحداً، وبين قائد الجيش العماد جوزاف عنه الذي يلوذ بالصمت منذ أن بدأ التداول باسمه لرئاسة الجمهورية.
من هنا فان المصادر ترى ان شهر شباط سيكون مفصليا على المستوى الرئاسي، فإما يوضع الحصان الرئاسي امام عربة احداث المنطقة وتسلك الاوضاع في لبنان طريق الحل، واما ان تبقى العربة امام الحصان ومعنى ذلك اننا سنكون امام مرحلة جديدة من المراوحة القاتلة، وهو ما سيكون خسارة لكل القوى السياسية ، وكذلك للشعب اللبناني بكل أطيافه.