رأي

الحلحلة الحكوميّة لا تنسحب على الملف الرئاسي

كتبت ابتسام شديد في “الديار”:

استنادا الى حصيلة اجتماع بعبدا الأخير، واعلان رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي «ان للبحث صلة»، يمكن القول ان كلامه حمّال أوجه بين احتمال ان تبصر الحكومة النور او تتعرقل، كما يمكن ان تكون دلالة على ان الملف الحكومي في حالة «مكانك راوح»، بناء على المؤشرات التي ظهرت في الأيام الماضية، وتدل على ان الإنتخابات الرئاسية قد لا تحصل في موعدها الطبيعي، بعد ان خرج التباين الى العلن بين بعبدا والسراي، مع تأكيد المقربين من الرئاسة الأولى، ان هناك من يسعى لتعويم حكومة تصريف الأعمال ومنحها صلاحيات تسمح لها باستلام مقدرات البلاد وتهديدهم بسحب ورقة التكليف من ميقاتي.

بناء لما تقدم، ومع انطلاق حرب الفتاوى الدستورية، فان مصير التأليف ما يزال عالقا مع سعي كل فريق سياسي الى تحصين موقعه في المعادلة المقبلة، فميقاتي يحاول قدر الإمكان، في الوقت المستقطع، ان ينتزع ثقة متجددة لحكومته، خصوصا ان الفريق المسيحي (مع العهد او ضده) ومنهم بكركي لن يسمحوا بتسلم حكومة تصريف الأعمال صلاحيات رئاسة الجمهورية، في حين يسعى الفريق المقرب من بعبدا الى تحسين وضعيته السياسية للانطلاق الى مرحلة ما بعد خروج الرئيس ميشال عون من قصر بعبدا.

معركة بعبدا يخوضها الفريق الرئاسي والتيار الوطني الحر الذي دخل في حرب بيانات وجدلية مع السراي الحكومي، كما اعتمد التيار في الفترة الأخيرة سياسة هجومية وعدائية تجاه خصومه، فتجدد الاشتباك مع «القوات» على خلفية الأحجام التمثيلية مسيحيا، ولم يسلم رئيس «تيار المردة» سليمان فرنجية من مناوشات النائب جبران باسيل في الموضوع الرئاسي، فباسيل أعاد زج نفسه في المعركة الرئاسية بدعوته فرنجية وجعجع للاتفاق على مرشح مشترك للرئاسة، قبل ان يعود وينتقل فجأة الى طرح نفسه مرشحا رئاسيا عندما تحدث عن الرئيس القوي في طائفته.

ويتحدث العارفون عن خلية عمل وحركة متسارعة داخل التيار عشية مغادرة رئيس الجمهورية قصر بعبدا، فرئيس التيار يعمل على تجهيز كل الوضعيات السياسية، واضعا في الحسبان كل الاحتمالات في شأن مرحلة ما بعد خروج الرئيس عون من بعبدا، ويعمل على شد العصب المسيحي باستثارة الغرائز والحديث عن التكتل المسيحي الأكبر وانتزاع صلاحيات الرئاسة الأولى ، كما ان رئيس التيار، كما يقول خصومه، يحاول إحراق أوراق منافسيه للرئاسة في معراب وزغرتا واليرزة، من اجل إختيار رئيس يدور في فلكه السياسي في حال لم تسمح الظروف بوصوله .

يعمل التيار في المحطة الأخيرة من عمر العهد على تلميع صورته التي تشظت بأحداث «ثورة تشرين»، عندما تم تحميل العهد وتياره وزر الانهيار الاقتصادي والمالي وصولا الى قطع الطريق امام باسيل ومنعه من الوصول الى بعبدا بسبب العقوبات الأميركية.

هذا لا يلغي ان التيار محاصر بالأزمات، فالخلاف جدد نفسه مع «تيار المردة» بعد طرح باسيل معادلة الرئيس القوي في طائفته، في حين يستحيل التوافق رئاسيا مع «القوات» في معركة الأحجام بعد طرح سمير جعجع لمرشح التحدي، ومع عين التينة مد وجزر وفق الملفات، وليست بأفضل أوقاتها مع رئيس الحزب «التقدمي الإشتراكي» الذي أجرى تموضعا قرب حزب الله وبقي الوضع متشنجا مع باسيل ، إضافة الى التوتر الذي يظهر من فترة الى أخرى مع رئيس الحكومة نجيب ميقاتي عندما لا تتلاءم تشكيلاته الحكومية مع ما يريده فريق ميرنا الشالوحي.

سواء ولدت الحكومة او لم تبصر النور، فان التسابق على كرسي بعبدا سيبقى قائما وموجودا بين كل القوى المسيحية التي تريد صناعة الرئيس المقبل، وإذا كان فرنجية المرشح الوحيد المعلن، فان ذلك لا يلغي رغبة لدى جعجع بأن يكون الرئيس السيادي المقبل او يلعب دورا في انتاج الرئيس، في حين يعتبر كثيرون ان باسيل يراهن على عدم انتخاب رئيس في المهلة الدستورية مما يفسح المجال لتبدل في التفاهمات الدولية قد تؤدي الى تغيير المشهد الرئاسي

أخبار مرتبطة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى