الحسابات الرئاسية لا تصنعها الانتخابات النيابية
كتب نقولا ناصيف في” الاخبار”: في صلب ترابط انتخابات البرلمان بالرئاسة، في المدة الفاصلة ما بينهما، في معزل عن انتخاب رئيس جديد للجمهورية او عدمه، اعتقاد الكتل الرئيسية ان الاحجام التي ستخرج بها من الانتخابات النيابية ستجعلها إما ناخباً قوياً او مرشحاً قوياً، وتالياً تعذّر امرار الاستحقاق الرئاسي من دونها. رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع يتوقّع منها كتلة اكبر مما لديه الآن، وهو ما يعلنه ونوابه على الملأ. كذلك يفعل النائب جبران باسيل الذي يفترض – وإن بيأس تحت وطأة العقوبات الاميركية – ان عليه تلقف الفرصة الاستثنائية التي اتاحها له وجود رئيس الجمهورية ميشال عون في المنصب كي يخلفه. اما ثالثهما النائب السابق سليمان فرنجيه، فيبدو اكثر تواضعاً. يعرف ان كتلته الصغيرة يصعب ان تكبر. يعرف اكثر بحكم المراس والخبرة والتاريخ المستوحى من جدّه الرئيس الراحل سليمان فرنجيه، ان الكتلة النيابية لا تصنع منه رئيساً، وليست هي التي صنعت زعامة الجدّ ولا رئاسته، بل التحالفات.
ما يجري الآن، ليس سوى افراط الكتل في التعويل على احجامها المقبلة. كل منها يريد ان يكون اكثر من ناخب كبير. ربّما يصح ان الحجم الوحيد القادر على تحريك خيوط الدمى الاخرى، هو الثنائي الشيعي بالدورين البالغي الاهمية اللذين تمنحه اياهما انتخابات رئاسة الجمهورية: ان تضع في يد رئيس المجلس نبيه برّي صلاحية تحديد الموعد وتوجيه الدعوات مرة بعد اخرى الى جلسة الانتخاب من اجل ابقاء الاستحقاق تحت سلطة المادة 73 فلا يقفز الى المادة 74، وان تضع بين يدي حزب الله ادارة موازين القوى التي يشكل عامودها الفقري ومن حوله يترنح حلفاؤه. بذلك، خلافاً لما يذهب اليه باسيل وجعجع في الاتكال على انتفاخ كتلهما، يذهب حزب الله الى ما اهم من التفاصيل تلك: ابقاء الاكثرية المقرّرة في عهدته.