الحجار يحذّر من التداعيات السلبية والقاتلة لإطالة أمد الفراغ الدستوري
حذر النائب السابق وعضو كتلة المستقبل محمد الحجار، من التداعيات السلبية والقاتلة لإطالة أمد الفراغ الدستوري وشلل مؤسسات الدولة على لبنان وشعبه، والذي يرفع من منسوب تفاقم المعاناة والأزمات، مؤكدا أن بعض القوى السياسية اللبنانية تأتمر من الخارج، وهي في انتظار اشارة وتعليمات من هذا الخارج، لتنتخب من يريد رئيسا، ورأى ان ذلك يترافق مع محاولات أفرقاء آخرين، يسعون لاستخدام ورقة رئاسة الجمهورية اللبنانية على ايقاع صراعات المحاور الإقليمية والمصالح الدولية، الباحثة عن دور لها في لبنان والمنطقة.
وقال الحجار في تصريح لـ “الأنباء” الكويتية عن تقييمه للوضع اللبناني: «لبنان يعيش حاليا وضعا مأزوما، فراغ على مستوى الرئاسة الأولى منذ أكثر من شهرين، حكومة مستقيلة ومصرفة للأعمال بعد الانتخابات النيابية الأخيرة، التي شهدت ثغرات أساسية، بعد انسحاب تيار المستقبل من الساحة السياسية، إثر قرار الرئيس سعد الحريري تعليق العمل السياسي للتيار، ترافق ذلك مع افلاس وضياع شبه كامل على مدى سنوات لعهد يعد من أسوأ العهود التي مرت على لبنان منذ استقلاله، بفعل قراراته وأدائه.
فلا انجازات ولا حلول ولا اصلاحات، لا بل عناد وكيدية ومكابرة واصرار على تجاوز الدستور والقوانين والدولة والمؤسسات، ما اوصل البلاد الى انهيار كامل على مختلف الاصعدة المالية والاقتصادية والمعيشية.. أما الوضع الأمني فهو ممسوك لكن غير متماسك، ويمكن ان ينهار في اي لحظة، اذا ما قرر من يحمل السلاح غير الشرعي ان يفعل ذلك».
واعتبر الحجار أن لبنان يعيش اليوم فراغا دستوريا قاتلا لا أفق لنهايته، في ظل المواقف السياسية الانقسامية السائدة.
وعن قدرة حزب الله على تكرار تجربة الرئيس ميشال عون، قال الحجار: «حزب الله غير قادر بفعل التوازنات الموجودة حاليا في المجلس النيابي على فرض رئيس للجمهورية، كما فعل مع الرئيس ميشال عون.
وهنا لابد من التذكير بأن الرئيس عون وصل الى موقع الرئاسة في العام 2016 بعد فراغ رئاسي استمر لسنتين ونصف، وتمكن حزب الله من فرضه، في ظل مواقف سياسية أعلنها اجتماع بكركي الذي أصر على انتخاب لموقع الرئاسة الأولى، شخصية من بين شخصيات أربع تمت تسميتها هي: الرئيس أمين الجميل، الوزير السابق سليمان فرنجية، الدكتور سمير جعجع والعماد ميشال عون، ثم جاء بعدها تفاهم معراب الذي زكى العماد عون لهذا الموقع..اليوم هذه الظروف غير متوافرة، فلا تفاهمات داخلية حاصلة ولا مواقف خارجية حاسمة، والتوازنات في المجلس النيابي لا تسمح بفرض أي رئيس للجمهورية..لا حزب الله يستطيع ذلك، ولا أي فريق سياسي آخر.
لذلك ما من أمل حاليا في انتخاب رئيس للجمهورية، اللهم الا اذا تولدت قناعة سياسية داخلية عبر حوار أو تواصل أو تشاور، بضرورة فعل كل ما يلزم لإخراج لبنان من ازماته ووقف معاناة اللبنانيين، أو إذا مورس ضغط خارجي فعلي، يلزم مختلف الأفرقاء السياسية على التفاهم على رئيس جديد للجمهورية».
وأشار الحجار الى أن أحد اسباب تعليق الرئيس الحريري لعمل تيار المستقبل السياسي، قناعة تأكدت لديه بفعل تجارب الرئيس الشهيد رفيق الحريري الحكومية وبفعل تجربته هو في رئاسة الحكومة، بأنه لا يمكن للبنان أن يخرج من ازماته المتراكمة، في ظل العقلية والأداء الذي تمارسه القوى السياسية الحاكمة في ادارة الشأن العام، وكان آخرها الطريقة التي ادار فيها عون الدولة على مدى سنوات عهده، حيث اوصل لبنان الى قعر جهنم، وكان همه تغليب المصلحة الحزبية والفئوية وحياكة المستقبل السياسي لجبران الصهر على حساب مصالح الناس والوطن.
وعن مساع تجري لعودة الرئيس سعد الحريري إلى السلطة، أضاف الحجار: «الرئيس الحريري لم يكن في يوم من الأيام هدفه السلطة بحد ذاتها، وبعكس ما يروجه البعض زورا وبهتانا، فالسلطة بالنسبة للمدرسة الحريرية هي أداة ووسيلة للقيام بما يلزم لإعادة تأهيل البلد وتطوير اقتصاده وتأمين الرفاهية للبنانيين واخراج الوطن من أزماته.
لكن مع العقلية السائدة لدى الطبقة السياسية والأداء التدميري للعهد المتحالف مع سلاح غير شرعي، صادر الدولة ومؤسساتها ورهنها خدمة لمصالح ايران ومشاريعها في المنطقة. وإن اي حديث عن عودة الرئيس الحريري عن قراره بتعليق العمل السياسي، هو حديث غير دقيق ويفتقد للموضوعية. إنني بصراحة لا أعتقد أن هناك عودة للرئيس الحريري لترؤس أي حكومة في الأمد القريب طالما ان اسباب تعليقه العمل السياسي مازالت موجودة».
وعن تقييم حركة باسيل الرئاسية اعتبر الحجار «أن النائب جبران باسيل على يقين تام أنه لا أمل له برئاسة الجمهورية، لذلك يحاول استخدام اوراق يعتقد انه يملكها، ليكون صانعا لرئيس الجمهورية، وأبرز هذه الأوراق، تحالفه مع حزب الله. باسيل يعتقد ان حزب الله لا يمكنه الاستغناء عنه، ولا عن فريقه كحليف يؤمن للحزب الغطاء المسيحي، وبالوقت نفسه هو يعلم انه بدون حزب الله، سوف يفقد الكثير من قوته وقدراته، وبالتالي الفريقان لديهما مصلحة أن يظلا معا.
ولذلك فإن جبران باسيل بعد أن أعلن عن موقفه المعارض لمرشح حزب الله الرئاسي الوزير السابق سليمان فرنجية، ووضعه «فيتو» على قائد الجيش، يسعى مع الحزب للاتفاق على مرشح آخر، وهما يعملان على ايصاله الى موقع الرئاسة الأولى مع حلفائهم الآخرين». واعتبر الحجار ان المجتمع الدولي فقد الأمل بقدرة الطبقة السياسية اللبنانية على القيام بأي عمل يصب في مصلحة اللبنانيين، وقال: لذا لا أرى ان طبخة الرئاسة في لبنان قد «نضجت» في المدى المنظور في ظل المعطيات والمواقف السياسية الحالية للطبقة الحاكمة.