خاصأبرزرأي

الجيش الإسرائيلي يدخل أحياء قرى جنوبية نهارا ويغادرها قبل غياب الشمس لفشله في التثبيت

حسين زلغوط
خاص: موقع “رأي سياسي”:

دأب العدو الاسرائيلي منذ فترة على نشر مقاطع فيديو مدتها بضعة ثوان لجنود يتجولون في بعض القرى اللبنانية المتاخمة للحدود مع فلسطين المحتلة، لكي يظهر أن هذه القرى قد سقطت في قبضة يده. ويأتي هذا الأسلوب الجديد من التأثير الإعلامي والنفسي، بعد أن كثر الكلام عن فشل ما يسمى بوحدات النخبة في الجيش الإسرائيلي من احتلال اي قرية جنوبية حدودية رغم حشد الآلاف من الجنود وتنفيذ المئات من الضربات الجوية والقصف المدفعي والاشتباكات من نقطة صفر، حيث لاحظت القيادة السياسية والعسكرية للكيان الإسرائيلي أن هذا الأمر بدأ يؤثر على معنويات الضباط والجنود، إضافة إلى رؤساء البلديات وسكان المستوطنات الذين بات ينتابهم الشعور بأنهم لن يعودوا إلى منازلهم في المستوطنات التي أخلوها على وقع هجمات المقاومة.
صحيح أن جزء من مقاطع الفيديو صحيح، لكن المعلومات والوقائع الميدانية المؤكدة تفيد بأن جيش العدو الاسرائيلي لم يستطع إلى الآن من التثبيت في قرية واحدة، وأن الجنود الذين يدخلون إلى أحياء بعض القرى في ساعات النهار سرعان ما يخرجون منها تحت جنح الظلام بعد أن يقوموا بتفخيخ بعض المنازل، والدخول إلى منازل أخرى وسرقة ما يستطيعون سرقته والعبث بما يتبقى من محتويات وذلك من باب إلحاق الضرر”وفشة الخلق”، والدليل على فشل الجيش الإسرائيلي من السيطرة على اي قرية جنوبية حدودية هو انطلاق دفعات صاروخية للمقاومة أمس باتجاه فلسطين المحتلة تحت أنظار الجنود الإسرائيليين الذين هالهم ما يرونه، بعد أن ظنوا أنهم ضربوا كل المنشآت العسكرية لحزب الله، وهذا الأمر أربك القادة العسكريين الذين لجأوا إلى التعمية على هذا الفشل بإعطاء الأوامر إلى الوحدات الجوية لشن هجمات على أماكن الإيواء في العديد من المناطق وارتكاب المجازر بحق عشرات المدنيين.
وفي دلالة واضحة على فشل العدو من السيطرة الكاملة على اي قرية من قرى “الحافة” هو ما كشفته مصادر موثوقة لموقع “رأي سياسي” من أن عملية تفجير عشرات المنازل التي قام بها جيش العدو الاسرائيلي منذ عدة أيام في بلدة ميس الجبل، لم تحصل عن طريق دخول جنود إلى المنطقة المستهدفة والقيام بتفجيرها، بل إن حقيقة ما حصل أن الجيش الإسرائيلي الذي فشل في السيطرة على هذه البلدة بعد أكثر من شهر من العدوان رغم الدمار غير الموصوف الذي ألحقه بها، لجأ إلى تحميل طائرات “درون” متفجرات قوية ووجها عن بعد الى المنازل المستهدفة حيث قام عن طريقها بتوزيع عبوات ناسفة شديدة الإنفجار وهي موقوتة وفجرها دفعة واحدة وقام بتصويرها وتوزيعها على الإعلام الإسرائيلي لكي يظهر للعالم بأن هذه البلدة التي لقي فيها مقاومة شرسة أصبحت تحت سيطرته، ويأتي ذلك طبعا من باب الخداع الذي بدأ يمارسه الجيش الإسرائيلي في محاولة منه لإظهار نفسه بمظهر المنتصر أمام الرأي العام الإسرائيلي الذي أصيب بالخيبة نتيجة الإخفاق في تحقيق هدف عودة المستوطنين ومنع الصواريخ من العبور الى العمق الإسرائيلي.
وتلفت المصادر النظر إلى أن هذا الإخفاق بدأ يتم تداوله أيضا داخل المؤسسة العسكرية للعدو حيث أن قادة كبار يتحدثون عن أن جيشنا بات عاجزا وفاقد القدرة في احتلال قرية، والتثبيت فيها حيث يضطر إلى مغادرة بعض الأحياء التي يدخلها قبل غياب الشمس، وهؤلاء القادة نصحوا الحكومة الإسرائيلية بضرورة التفاوض على وقف النار ومحاولة استثمار ما جرى إلى الآن سياسيا، غير أن هذا الطلب لم يتم التجاوب معه بحجة أن تحقيق الأهداف المرجوة من العدوان لم يتحقق منها شيء، فلا المستوطنات باتت آمنة، ولا القضاء على الترسانة الصاروخية لحزب الله قد حصل.
وفي اعتقاد المصادر الموثوقة أن لا وجود لأفق يوحي بأننا سنكون أمام الإتفاق على وقف الحرب في وقت قريب، لا بل إن الأيام المقبلة ربما نشهد فيها ارتفاعا في منسوب التصعيد، وأن المقاومة ربما تدخل إلى المعركة صواريخ جديدة ومفاجئة من شأنها أن تقلب المعادلة وتجعل الإسرائيلي يقبل بوقف النار على أساس القرار رقم 1701 دون زيادة أو نقصان.
وتختم المصادر إلى القول بأن “حزب الله” حسم الأمر بأن الإسرائيليين لن يدخلوا إلى قرى الجنوب آمنين، فزمن الدخول الى العاصمة في اسبوع قد أصبح من الماضي وأن احتلال أي شبر من أرض الجنوب سيكون مكلفا على العدو الاسرائيلي.

أخبار مرتبطة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى