رأي

التوتر بين بكين ومانيلا

كتب في افتاتحية الخليج في صحيفة الخليج:

يأخذ التوتر بين الصين والفلبين منحىً متصاعداً على خلفية الحقوق في بحر الصين الجنوبي، حيث تلعب الولايات المتحدة دوراً في التحريض بين البلدين، في إطار مساعيها لمحاصرة الصين بالأحلاف العسكرية وخلق المزيد من الأعداء حولها، بعد أن كانت العلاقات بين بكين ومانيلا شهدت خلال العقود الماضية تعاوناً متنامياً في مختلف المجالات، وتم التوقيع على عدة اتفاقيات منذ العام 1975، شملت التجارة الحرة المشتركة، والتعاون العلمي والتكنولوجي، والخدمات الجوية، وتشجيع وحماية الاستثمار والضرائب، كما وقّعا في العام 2000 على بيان مشترك يحدد إطار العلاقات الثنائية في القرن الواحد والعشرين عشية الذكري ال25 لعلاقتهما الدبلوماسية. كما قامت رئيسة الفلبين غلوريا ماكاباغال بزيارة الصين عام 2001 واجتمعت بمعظم القيادات الصينية آنذاك، ووقعت ثمانية اتفاقات ثنائية مهمة. كما أن الرئيس الفلبيني السابق رودريغو دورتيرتي فضّل التعاون مع الصين على حساب واشنطن.

لكن العلاقات بين بكين ومانيلا انقلبت رأساً على عقب خلال العام الماضي بعد انتخاب فرديناند ماركوس جونيور رئيساً للفلبين الذي اتبع نهجاً سياسياً أكثر تأييداً لواشنطن، حيث قام إثر انتخابه بتوقيع اتفاقية تسمح للولايات المتحدة بإقامة أربع قواعد عسكرية، إحداها على مقربة من تايوان، كما جرت مناورات عسكرية مشتركة أمريكية – فلبينية في مايو (أيار) الماضي بمشاركة 12 ألف جندي أمريكي و5 آلاف جندي فلبيني. وأشار بيان مشترك إلى أن الحضور الأمريكي «سيعزز قدرات الفلبين على حماية مصالحها الوطنية، وسيسهم في تقوية الإمكانات الدفاعية الجماعية في المنطقة»، والمقصود من ذلك هو القدرة على مواجهة الصين في بحر الصين الجنوبي.


يأخذ التوتر بين الصين والفلبين منحىً متصاعداً على خلفية الحقوق في بحر الصين الجنوبي، حيث تلعب الولايات المتحدة دوراً في التحريض بين البلدين، في إطار مساعيها لمحاصرة الصين بالأحلاف العسكرية وخلق المزيد من الأعداء حولها، بعد أن كانت العلاقات بين بكين ومانيلا شهدت خلال العقود الماضية تعاوناً متنامياً في مختلف المجالات، وتم التوقيع على عدة اتفاقيات منذ العام 1975، شملت التجارة الحرة المشتركة، والتعاون العلمي والتكنولوجي، والخدمات الجوية، وتشجيع وحماية الاستثمار والضرائب، كما وقّعا في العام 2000 على بيان مشترك يحدد إطار العلاقات الثنائية في القرن الواحد والعشرين عشية الذكري ال25 لعلاقتهما الدبلوماسية. كما قامت رئيسة الفلبين غلوريا ماكاباغال بزيارة الصين عام 2001 واجتمعت بمعظم القيادات الصينية آنذاك، ووقعت ثمانية اتفاقات ثنائية مهمة. كما أن الرئيس الفلبيني السابق رودريغو دورتيرتي فضّل التعاون مع الصين على حساب واشنطن.

لكن العلاقات بين بكين ومانيلا انقلبت رأساً على عقب خلال العام الماضي بعد انتخاب فرديناند ماركوس جونيور رئيساً للفلبين الذي اتبع نهجاً سياسياً أكثر تأييداً لواشنطن، حيث قام إثر انتخابه بتوقيع اتفاقية تسمح للولايات المتحدة بإقامة أربع قواعد عسكرية، إحداها على مقربة من تايوان، كما جرت مناورات عسكرية مشتركة أمريكية – فلبينية في مايو (أيار) الماضي بمشاركة 12 ألف جندي أمريكي و5 آلاف جندي فلبيني. وأشار بيان مشترك إلى أن الحضور الأمريكي «سيعزز قدرات الفلبين على حماية مصالحها الوطنية، وسيسهم في تقوية الإمكانات الدفاعية الجماعية في المنطقة»، والمقصود من ذلك هو القدرة على مواجهة الصين في بحر الصين الجنوبي.

وكان لافتاً أنه على ضوء تعزيز العلاقات العسكرية بين مانيلا وواشنطن أن ازدادت حدة التوتر مع بكين في بحر الصين الجنوبي، حيث جرت عدة حوادث بحرية اعتبرتها الصين بمثابة استفزاز متعمد لها، من بينها حوادث صدم بين السفن، حيث تقدم البلدان على إثرها بشكاوى متبادلة. واتهمت بكين مانيلا بأنها «اعتمدت على دعم الولايات المتحدة لاستفزازها بشكل مستمر بمثل هذا السلوك الخطير للغاية الذي يلحق ضرراً بالغاً بالسلام والاستقرار الإقليميين». وكانت مانيلا اتهمت بكين قبل ذلك بأن سفينة صينية صدمت سفينة فلبينية كانت تُقلّ رئيس أركان القوات المسلحة.

يذكر أن هناك خلافات بين الصين وكل من الفلبين وماليزيا وبروناي وتايوان وفيتنام وإندونيسيا حول بحر الصين الجنوبي، لكن الصين أعلنت سيادتها عليه واعتبرته جزءاً من سيادتها الإقليمية.

ترى الصين أن الولايات المتحدة تقف وراء إثارة النزاع بينها وبين الدول الأخرى حول بحر الصين الجنوبي، وهو أمر تعتبره تحدياً لسيادتها. وقد حذر وزير الخارجية الصيني وانغ يي من أن «أي سوء تقدير في النزاع مع الفلبين سيؤدي إلى رد حازم من الصين»، ودعا إلى الحوار«لمعالجة الصعوبات الخطيرة».

لكن من الواضح أن الفلبين ليست في وارد الحوار مع الصين في هذه المرحلة، طالما أن الولايات المتحدة تسعى لتعزيز علاقاتها مع الدول المجاورة لبحر الصين الجنوبي، من أجل تشديد الحصار على الصين لمنعها من توسيع نفوذها في المنطقة.

أخبار مرتبطة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى