رأي

التخضير في الكويت

كتب محمد سعود البدر في صحيفة القبس.

كانت الزراعة في الكويت في الماضي تقتصر على بعض الخضار والبقوليات إلى جانب قليل من أشجار النخيل والأثل والكينا والصفصاف وبعض الأشجار الأخرى في مناطق متفرقة في البلاد كذلك بعض النباتات البرية.

وتعود محدودية الزراعة في الكويت إلى قلة المياه وعدم خصوبة التربة والمناخ الصحراوي، وكانت الجهة المسؤولة عن الزراعة هي إدارة الزراعة في وزارة الأشغال العامة، وبعد التوسع العمراني وتوفر المياه والحاجة إلى مزيد من الزراعة والتخضير، فقد أُنشئت الهيئة العامة للزراعة لتنفيذ المشاريع الزراعية وقامت بزراعة كثير من الأشجار، خاصة النخيل على جوانب الشوارع والطرق وبعض المساحات الترابية وزادت المساحات الخضراء وتم توزيع الحيازات الزراعية في منطقتي الوفرة والعبدلي وتزويدها بالمياه المعالجة.

كما لا تخلو المنازل من زراعة النخيل والزراعة التجميلية والورود والأزهار، ومع ذلك ما زالت الحاجة للتوسع أكثر في زراعة المساحات الترابية والزراعات التجميلية، سواء الطبيعية منها أو الاصطناعية أو تكسيتها بمواد تجميلية لتثبيت التربة، كما أن هناك حاجة لإدامة صيانة الأشجار والمحافظة عليها وعلاج بعض الأشجار التي تسبب أحياناً حجب الرؤية المرورية في بعض الشوارع، كذلك حبذا لو تُسلم مسؤولية الحدائق في المناطق إلى الجمعيات التعاونية لتطويرها والعناية بها واستثمارها.

وقد علمنا أن هيئة الزراعة تُعِد حالياً خطة للاهتمام أكثر للتوسع في تخضير الساحات والميادين بالزراعة التجميلية في البلاد، نأمل أن تنفذ هذه الخطة في القريب العاجل دون تأخير أو عراقيل وبأحدث الأساليب الزراعية.

وحبذا، إضافة إلى ذلك، لو قامت الهيئة بالتعاون مع البيئة بزراعة الأشجار على شكل حزام أخضر حول المناطق العمرانية بشكل مكثف لصد الرياح الترابية، وتصلح كمنتزهات تزود بالخدمات وتكون ملجأ للطيور المهاجرة للاستقرار والتكاثر في البلاد، إضافة الى تلطيف الأجواء المناخية.

وبالمناسبة، فإن من نافلة القول الإشارة إلى أن هناك إحدى دول الخليج العربي الشقيقة لديها نظام مميز للزراعة والخدمات الأخرى، حيث تقوم بلدية العاصمة بالتنفيذ والإشراف ومتابعة وصيانة رصف الطرق والزراعة والكهرباء والماء والخدمات الأخرى كي تنحصر المسؤولية في جهة واحدة وتسهل متابعة هذه المشاريع المختلفة، كما أنه في هذه الدولة الشقيقة هناك نبات القرم متوفر بنجاح على سواحل البحر داخل الماء.

نأمل أن نرى كويتنا الحبيبة أكثر اخضراراً وتلحق بمن سبقوها في هذا المجال، بل تسبقهم لما لدينا من إمكانات وخبرات وكفاءات وكوادر وطنية مبدعة تقود البلاد إلى كويت جديدة وغد مشرق ومستقبل زاهر، إن شاء الله.

والله الموفق..

أخبار مرتبطة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى