التايمز: تحقيق الشرطة في تكريم سعودي مقابل المال تعمق أزمة العائلة البريطانية المالكة
قالت صحيفة “التايمز” ان العائلة البريطانية المالكة غرقت في مشاكل جديدة بعد قرار الشرطة التحقيق في تصرفات مؤسسة خيرية تابعة لولي العهد الأمير تشارلز بالحصول على دعم من رجل أعمال سعودي مقابل تكريمه بوسام من الملكة. ويأتي هذا بعد توصل الأمير أندرو نجل الملكة إلى تسوية مالية مع متهمته فيكتوريا جوفري بممارسة الجنس معها عندما كانت قاصرا. وفي ظل الجدل العام حول من سيدفع تكاليف التسوية التي يعتقد أنها ستصل إلى 12 مليون جنيه، تحتفل الملكة بمرور 70 عاما على توليها العرش البريطاني.
وقالت “التايمز” إن الأمير تشارلز عبر عن استعداده لمساعدة الشرطة، مع أن هناك إمكانية الطلب منه مقابلة كشاهد، مع أن مصدرا قال إن الأمير لم يطلب منه التعاون بعد. ويتعرض قصر باكنغهام لضغوط كي يكشف عن الكيفية التي سيمول فيها التسوية خارج المحكمة بين أندرو وجوفري. وتعرض الأمير لسخرية لتعهده بدعم جمعية خيرية تدعم ضحايا الإتجار بالجنس لكي يظهر “ندمه” على علاقته مع منتهك الأطفال جيفري إبيستين. وقال الخبراء إن أي جمعية خيرية “تحترم نفسها” لن ترضى بالتعاون معه. وقالت الصحيفة إن التطورات هذه تهدد بحرف الإنتباه عن عام يقصد منه الإحتفال باليوبيل البلاتيني وبعد أن تخطت الملكة حجر الأساس التاريخي ووصلت إلى 70 عاما في الحكم. وخطط لأن يكون هذا العام عام الإحتفالات بهذه المناسبة وعلى مستوى المملكة المتحدة.
العائلة البريطانية المالكة غرقت في مشاكل جديدة بعد قرار الشرطة التحقيق في تصرفات مؤسسة خيرية تابعة لولي العهد الأمير تشارلز بالحصول على دعم من رجل أعمال سعودي مقابل تكريمه بوسام من الملكة
ونقلت الصحيفة عن أنجيلا ليفين، مؤلفة كتاب عن العائلة المالكة “إنه أسبوع فظيع للعائلة المالكة، في وقت كان عليك فيه أن تظهر سعادة غامرة لأنه بداية اليوبيل البلاتيني. وهو أمر رائع أن تحصل عليه، ملكة عمرها 95 عاما في الحكم منذ 70 عاما ومن المحزن تخريبه بهذه الطريقة”.
وتحدثت الملكة عن شعورها بالضعف في أول ظهور علني لها منذ بداية وباء كورونا حيث استقبلت عددا من المسؤولين وعلقت قائلة “كما ترون لا أستطيع التحرك”. ويركز التحقيق حول “التبرع من أجل التكريم” على خادم الأمير السابق مايكل فوسيت الذي استقال من منصبه التنفيذي بمؤسسة الأمير تشارلز العام الماضي. وتتركز على حصول ملياردير سعودي على وسام “قائد الإمبراطورية البريطانية” (سي بي إي) ووعد بالحصول على الجنسية البريطانية لو تبرع بمبلغ 1.5 مليون جنيه. ويزعم ان فوسيت وعد بمساعدة محفوظ مرعي مبارك بن محفوظ، 52 عاما على الوسام والجنسية البريطانية.
وقال نورمان بيكر، الوزير السابق عن حزب الليبراليين الأحرار والتي دفعت رسالته الشرطة للتحقيق إنه “ليس معقولا” ألا يكون الأمير تشارلز على علم بالأمر. وقال “أشعر بالحزن على الملكة”، “أولا الأمير أندرو والآن تشارلز، وهذا أمر خطير لأن تشارلز هو ولي العهد، وهذه غطرسة من العائلة المالكة التي تعتقد أنها قد تفلت من أي شيء”.
وقال دوق ساسكس، الأمير هاري إنه قطع علاقاته مع محفوظ في عام 2015 “لقلقه من دوافعه”. وقالت الشرطة إنها بدأت التحقيق بناء على قانون منع انتهاكات التكريمات الصادر عام 1925.
والأمير تشارلز هو رئيس المؤسسة لكن لا علاقة له بإدارتها. وأصدر قصر “كلارنس هاوس” مقر إقامة الأمير بيانا في السابق أكد فيه “على عدم معرفة أمير ويلز بعرض التكريم المزعوم أو الجنسية البريطانية وبناء على التبرع لجمعياته الخيرية”. وقال متحدث باسم القصر إنه لم يتلق اتصالا من الشرطة لكنه سيتعاون لو طلب منه ذلك.
وقالت إنغريد سيوارد، مؤلفة كتب عن العائلة المالكة إنه من “الأفضل” حدوث هذه الآن بدلا من نهاية العام، وأن العائلة المالكة مرت في ظروف أسوأ من هذه، وعادة ما تأتي المشاكل “مجموعة” و”من الأفضل ظهورها مرة واحدة بدلا من توزعها على فترات”.
وفي قضية الأمير أندرو تساءلت جمعيات خيرية عن مصداقيته لدعم ضحايا الإنتهاك الجنسي. وقالت جمعية إن عليه التركيز على منع المجرمين والمنتهكين بدلا من الدفاع عن الضحايا. واتهم الأمير الذي وعد بدعم جمعية لجوفري وإظهار ندمه على علاقته مع إبيتسين بالنفاق لأن فريقه اتهم المتهمة له بانها تعاني من “ذاكرة مزيفة”. وقال ريتشارد سكورر، مدير قانون الإنتهاك في شركة سليتر أند غوردون القانونية إن أندرو قد يحاول ترميم سمعته من خلال دعم المنظمات الخيرية لكن أي واحدة تحترم نفسها لن تعمل معه. وأثنت منظمة “أزمة الإغتصاب في إنكلترا وويلز” على “قوة” جوفري في متابعتها للقضية. وانتقدت مديرتها جايين باتلر معاملة فريق أندرو القاسية لها والتي شملت تحميل الضحية المسؤولية وتقويض مصداقيتها. ويستبعد عودة الأمير للحياة العامة إلا أن ابنته الأميرة يوجين قد توفر له منفذا للتوبة من خلال علاقاتها مع المنظمات الخيرية. فمنذ تخرجها من جامعة نيوكاسل، كرست يوجين،31 عاما وقتها لدعم حملات ضد العبودية الحديثة، ولم تدعم والدها علنا منذ تقديم جوفري الدعوى القضائية ضده، ويقال إنها تقف إلى جانبه.
توصل الأمير أندرو نجل الملكة إلى تسوية مالية مع متهمته فيكتوريا جوفري بممارسة الجنس معها عندما كانت قاصرا.وجدل حول من سيدفع تكاليفها التي قد تصل إلى 12 مليون جنيه، فيما تحتفل الملكة بمرور 70 عاما على توليها العرش
وتعود قصة تكريم السعودي إلى ثمانية أعوام، عندما اتصل وبدون مقدمات ناشر ومحرر مجلة “بيركز بيريج” ويليام بورتيك مع مايكل وين- باركر، المعروف بعلاقاته الإجتماعية وقال إن لديه سعوديا يريد مقابلة الأمير تشارلز والتبرع مباشرة بمليون جنيه. وقام باركر بترتيب المقابلة في قصر كليرنس هاوس بمساعدة أش ويدام، الفارس السابق لدى الملكة. ويقول وين- باركر إنه لم يعد على اتصال مع بن محفوظ، رجل الأعمال الذي أنشأ جمعية خيرية قال إنه يريد أن يكون متبرعا سخيا للقضايا التي تدعمها العائلة المالكة والكليات في منطقة اوكسفورد شاير. وحضر اللقاء مايكل فوسيت، المساعد المهم للامير تشارلز. وهو الذي عين عام 2011 مديرا لدمفريز هاوس، الذي اشترته مؤسسة الأمير الخيرية. وفي عام 2018 أصبح المدير التنفيذي لمؤسسة الأمير. وكتب فوسيت، 59 عاما إلى مساعدي محفوظ في آب/أغسطس 2017 وبعد تبرعه لترميم دمفريز هاوس “في ضوء التبرع السخي الأخير من سعادته فإنني سعيد للتأكيد، وبسرية أننا مستعدون وسعداء للمساهمة في طلب الجنسية” و “أوكد أنها مستعدون لتقديم الطلب لترفيع تكريمه من وسام “قائد الإمبراطورية البريطانية” (سي بي إي) إلى “فارس الإمبراطورية البريطانية” (كي بي إي) وبالتوافق مع لجنة التكريمات لجلالتها”.
ووين باركر، 75 عاما صريح حول تقديمه المتبرعين للأمير تشارلز مقابل عمولة بنسبة 5%، ودعوة المانحين للمناسبات الإجتماعية. وقال إنه ساهم بجمع الملايين لدمفريز هاوس، منذ إنشاء الأمير تشارلز مجموعة من الجمعيات وتأمينه قرضا من البنك بـ 20 مليون جنيه لترميم البيت منذ امتلاكه في عام 2007. وقال إن الترتيبات تغيرت بعد إنشاء مؤسسة الأمير الخيرية عام 2018 عبر دمج جمعية دمفريز ومؤسسة الأمير لبناء المجتمع وأمانة الأمير للتجديد وكلية الأمير للفنون التقليدية. وقال إن فوسيت رغب بأن يتم التبرع عبر حساب مجلة “بيركز بيريج”. وقال وين- باركر إنه أعطى مفوضية الجمعيات الخيرية التي تحقق في مؤسسة محفوظ رسائل تقترح أن المتبرعين قد يحصلون على تكريم. واستقال فوسيت في تشرين الثاني/نوفمبر وأكد كليرنس هاوس أنه أنهى العقد مع شركته “بريميير مود”.