نشرت صحيفة التايمز مقالا لجيمس فورسيث بعنوان “السعودية تستطيع المساعدة في نزع فتيل قنبلة الطاقة” التي يستخدمها الرئيس الروسي فلاديمير بوتين.
وقال الكاتب إن خسائر الروس البشرية وفي المعدات تتزايد بعد مرور أسبوعين على غزو أوكرانيا، لكن في ترسانة بوتين أداة أخرى: سلاح الطاقة.
وأشار فورسيث إلى أن أوروبا تستهلك 425 مليون متر مكعب من الغاز الروسي يوميًا، ولا يمكنها تحمل تكاليف التعامل مع هذه المشكلة.
وأضاف قائلاً “لذلك تستمر هذه التجارة حتى الآن، مع استمرار العائدات في تمويل آلة الحرب في الكرملين”.
وقال الكاتب إن تهديد إمدادات النفط أدّى إلى ارتفاع الأسعار، فقد وصلت أسعار البنزين في الولايات المتحدة إلى ارتفاع تاريخي، كما ترتفع الأسعار في بريطانيا بأسرع معدل لها منذ 13 عامًا.
وتابع قائلاً: “عادة، يكون حل واشنطن لهذه المشكلة هو دفع السعوديين ودول الخليج إلى ضخ المزيد، وتحقيق الاستقرار في الأسعار، كما فعلوا أثناء حرب الخليج. لكن (السعوديين) لم يستقبلوا حتى مكالمات جو بايدن”.
وقال الكاتب إنّ السعوديين شعروا بالإهانة عندما دعم البيت الأبيض وصف بايدن السعودية بأنها “منبوذة”.
ولفت إلى أن بايدن استخدم تعبير “منبوذة” عندما كان مرشحا للرئاسة على خلفية مقتل الصحفي السعودي جمال خاشقجي، مشيرا إلى أن الرئيس الأمريكي أفرج عن تقييم استخباراتي ألقى باللوم على محمد بن سلمان في حادثة القتل.
وأضاف الكاتب قائلا إن العلاقات بين البلدين زادت سوءا بعدما رفعت إدارة بايدن جماعة الحوثيين عن لائحة الإرهاب. لكنه رجّح أن المشكلة الأكبر في العلاقات بين الطرفين قد تكون بسبب المفاوضات بين الأمريكيين والإيرانيين حول الملف النووي.
وتابع الكاتب قائلا: “على عكس نهج بايدن، أقامت حكومة بوريس جونسون علاقات مع المملكة العربية السعودية: لا توجد دولة في مجموعة السبع تتمتع بصلات أفضل مع ولي العهد”. ونقل فورسيث عن مصدر رفيع في الحكومة البريطانية قوله “نحن أقرب إلى السعوديين من أي شخص آخر”.
وقال الكاتب إن هذه العلاقة “تنطوي بلا شك على تنازلات أخلاقية مثيرة للشكوك: لم ينضم البريطانيون حتى إلى إدارة بايدن في وقف مبيعات الأسلحة إلى المملكة العربية السعودية التي كانت تُستخدم في الحرب في اليمن”.
ورأى أن بريطانيا في وضع جيّد لقيادة حملة غربية منسّقة تحمل السعوديين على ضخ المزيد من النفط.
وأضاف قائلا إنه حان الوقت لأن يسافر بوريس جونسون إلى المملكة العربية السعودية، وإنه “يجب عليه أن يوضح للسعوديين أن موقفهم الحالي لا يُنظر إليه على أنه حيادي بل على أنه رهان على بوتين، وهذه مقامرة غير حكيمة بالنسبة لهم”.
وأضاف أنه على رئيس الوزراء البريطاني الإشارة إلى أن أمام السعوديين فرصة لإعادة تأكيد دورهم كمتحدث يعبر عن الغرب في سوق النفط، وأن يجبر واشنطن على إحياء العلاقة بين البلدين.