الإعلام الخارجي

كتب د. وليد التنيب في صحيفة الراي.
إنّ الأزمة بين الولايات المتحدة ومعظم دول العالم وبالتحديد الصين كشفت لنا العديد من الأمور، من أبرزها أن هذه الحرب التي ظاهرها حرب تجارية أكدت لنا أهمية الإعلام…
لقد استفادت الصين واستوعبت الدرس بعد جائحة كورونا، فقد كان التنمر الإعلامي على أشده ضد الصين، وحتى أنها لم تسلم من التنمر السياسي، ولا يمكن للصين أن تنسى كيف أصرّ الرئيس الأميركي على تسمية الفيروس المسبب للجائحة بالفيروس الصيني، بالرغم من تحذير منظمة الصحة العالمية من اتخاذ مثل تلك الخطوة لما لها من مخاطر مستقبلية وكيف قام بمعاملة الصحافيين ذوي الصفات الآسيوية بتنمر واضح…
أثبتت الصين للعالم أن القوى العسكرية والقوى الاقتصادية أو أي قوى تمتلكها الدولة يجب أن يتم دعمها بقوى إعلامية هائلة من أجل مواجهة أعدائك، فلم تكتفِ الصين برفع الرسوم الجمركية رداً على رفع الولايات المتحدة للرسوم إنما ردة فعلها كانت مدعمة بردة إعلامية هجومية موجهة إعلامها لجميع دول العالم والأهم أنها لم تكتفِ بالدفاع…
التاريخ يثبت لمن يقرؤه أن الإعلام من الأسلحة الفتاكة إن وضع بيد خبراء يجيدون استخدامه، وقد يكون سلاحاً يدمر إن وضع بيد من لا يجيده أو لا يمتلك الخبرة للتعامل معه…
والأمثلة كثيرة ومتعددة لحاجة الدول للإعلام الخارجي القوي الذي يمتلك العقول المفكرة المتعلّمة مدعماً بالخبرات، فالإعلام الداخلي مهما كانت جدارته فإنه لن يحميك خارجياً…