أبرزرأي

الأميركي يستنجد بالفرنسي للمساعدة على تحقيق حل “العودتين”

حسين زلغوط, خاص- موقع “رأي سياسي”:


ينتظر ان تكون بيروت في الايام القليلة المقبلة، قبلة العديد من الموفدين الدوليين، مع قرب انتقال اسرائيل الى المرحلة الثالثة من الحرب على غزة هذا الشهر، والتي تعني التقليل من العمليات العسكرية المكثفة وجعلها أكثر تركيزاً. وستكون مهمة الموفدين العمل على تهدئة جبهة الجنوب في ظل مخاوف من تدحرج الأمور الى حرب واسعة، خصوصا وان الجيش الاسرائيلي أعلن أنه بصدد نقل العديد من جنوده من غزة الى المناطق الشمالية لاسرائيل.
ويبدو ان الولايات المتحدة التي تسعى لاحتواء المواجهات على الجبهة الجنوبية استنجدت بفرنسا لمساعدتها لما لفرنسا من امكانية للعب دور على المستوى اللبناني ولما لها من علاقات وقدرة على لقاء كل الاطراف بمن فيهم “حزب الله” على عكس الاميركي الذي لا قدرة له على القيام بذلك.
ولعّل اللقاء الذي جمع كبير مستشاري الرئيس الأميركي الوسيط آموس هوكشتاين مع الموفد الفرنسي الى لبنان جان ايف لودريان ركّز بالدرجة الأولى على ضرورة الإبقاء على قنوات التواصل مفتوحة بين واشنطن وباريس في اطار السعي للتهدئة، ومواكبة اي تطورات محتملة. من هنا فانه من غير المستبعد ان يقوم الموفد الفرنسي بزيارة لبنان ولن تكون محادثات محصورة بالشأن الرئاسي كالجولات السابقة، بل ستركز هذه المرة على الوضع في الجنوب ، من زاوية العمل على التهدئة أو أقله التخفيف من حدة التصعيد الى ان يتم الاتفاق على وقف النار في غزة، وهذا الأمر كان أثاره منذ ثلاثة ايام الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون مع رئيس الحكومة الاسرائيلية بنيامين نتنياهو خلال اتصال هاتفي حيث اعرب ماكرون وفق بيان قصر الاليزيه عن قلقه من تصاعد التوترات بين “حزب الله” واسرائيل، مشددا على ضرورة منع اشتعال الوضع الذي في حال حصوله سيشكل خطراً على الاستقرار الاقليمي.
وكما هو معلوم فان الأميركي يسعى الى حل “العودتين” بين لبنان واسرائيل بحيث يعود سكان المستوطنات الى بيوتهم بالتزامن مع عودة سكان الجنوب في القرى المتاخمة للحدود الى بيوتهم وممتلكاتهم ايضا، وهذا الامر طرحه هوكشتاين مع المسؤولين اللبنانيين خلال زياراته الى بيروت، وهو طلب من الفرنسيين المساعدة في هذا الأمر، من دون ان يعطي اي صورة واضحة عن كيفية تحقيق هذا الهدف في ظل الوضع العسكري المتفجر، وفي ظل اصرار لبنان على موقف ثابت وحاسم بأن المشكلة هي عند الاسرائيلي فليوقف الحرب في غزة ، وليلتزم بتنفيذ القرار 1701 ساعتئذ لا مشكلة لدى لبنان وتعود الأمور الى ما كانت عليه قبل السابع من تشرين من العام الماضي.
من هنا فان مهمة اي موفد سيأتي الى لبنان للبحث بأي صيغة لتأمين عودة المستوطنين قبل وقف الحرب في غزة ستكون مهمة مستحيلة وسيكون مصيرها الفشل، وان هوكشتاين الذي قام بعدة جولات مكوكية بين لبنان وتل ابيب يدرك هذا الواقع ولذلك اتجهت الادارة الاميركية الى الناحية الفرنسية طلبا للمساعدة في تحقيق التهدئة في الجنوب التي يسعى الى تحقيقها البيت الأبيض من اليوم الاول لاندلاع المواجهات ، لمعرفته بأن توسعها سيكون له الأثر الكارثي على المنطقة ، كما انها ستلحق الأذى الكبير باسرائيل والمصالح والقواعد الاميركية في االشرق الاوسط لأن “حزب الله” لن يبقى وحده في الميدان.
كل ذلك يعني ان الأمور ستبقى على ما هي عليه مع تطورات في الميدان صعودا وهبوطا، مع استبعاد حصول حرب واسعة ، فاسرائيل التي تهدد بها غير مستعدة لها، وقد عبر عن ذلك بوضوح أحد كبار المسؤولين في “الموساد” الاسرائيلي بقوله ” ان الجيش الاسرائيلي تعب في غزة، ويحتاج الى اكثر من ستة اشهر على الاقل للاستعداد الى حرب أخرى”.

أخبار مرتبطة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى