افتتاحية اليوم: صولات وجولات نيابية..والثقة للحكومة مضمونة

للمرة الأولى تمثل الحكومة وجها لوجه أمام مجلس النواب الثلاثاء والاربعاء المقبلين، طلبًا للثقة على أساس بيانها الوزاري، والجديد في ذلك ان حكومة العهد الأولى هي خالية من الوجوه السياسية، وأن الوزراء سيكونوا للمرة الأولى في مكان تحصل فيه مبارزات، ومزايدات، ومطالبات، واتهامات، وتمنيات من قبل النواب الذين سيستغلون فرصة النقل المباشر لوقائع الجلسات التي ستعقد في فترتي الصباح والمساء.
صحيح ان نهاية المطاف معروفة وهي خروج الحكومة من ساحة النجمة بثقة نيابية مريحة، بعد الاستماع الى كمّ هائل من الكلمات حيث ان عشرات النواب سجلوا لدى الامانة العامة اسمائهم على لائحة طالبي الكلام ، ليصولوا ،ويجولوا في الخطابات مباشرة على الهواء ، مستغلين المادة 73 من النظام الداخلي للمجلس الذي يعطي للنائب حق الكلام ساعة كاملة ، علما أن لرئيس المجلس ان يطلب من النائب اختصار الكلام، فعلى سبيل المثال جرت العادة بأن يعطي الرئيس بري نصف ساعة للخطاب المكتوب، وساعة للكلام الارتجالي، وفي اغلب الأحيان لا يلتزم بعض النواب بمدة الكلام المخصصة لهم.
وفهم ان الكتل النيابية غير الممثلة في الحكومة وفي مقدمهم تكتل”لبنان القوي” يدرسون فكرة عدم اعطاء الثقة، لكن هذا لن يغير من واقع الحال شيئا، كون ان جلسة منح الثقة يتطلب وجود اكثرية عادية داخل القاعة العامة، اي النصف زائد واحد (65 صوتا) وهو عدد سهل على الحكومة تأمينه، كما ان التصويت على الثقة يتم بالغالبية البسيطة اي النصف زائد واحد، اي يكفي فقط حصول الحكومة بهذه الحالة على اصوات 33 نائبا لكي تنال الثقة، لكن ما هو متوقع اكثر بكثير بالتأكيد.
مع الاشارة هنا الى ان مناقشة البيان الوزاري لحكومة الرئيس نجيب ميقاتي استغرقت 8 ساعات، منح فيها 85 نائبا ثقتهم لها، فيما حجب هذه الثقة 15 نائباً.