افتتاحية اليوم: حزمة دعم أوروبية قريبًا الى لبنان

بعد انتخاب رئيس للجمهورية وتأليف حكومة جديدة بدأ السؤال يطرح، حول ما اذا كان المجتمع الدولي سيضع لبنان من بوابة المساعدات في صلب اهتمامته في المنطقة، أم ان الظروف لذلك ما تزال غير مؤاتية؟
من المعلوم ان المجتمع الدولي، ومن ضمنه صندوق النقد وضع شرطا اساسيا لمساعدة لبنان وهو الولوج في انجاز رزمة من الاصلاحات كمدخل لذلك، وقد تضمن خطاب القسم، والبيان الوزاري الذي ستنال الحكومة الثقة على اساسه، إشارات واضحة تؤكد التزام لبنان بما تطلبه الدول المانحة، وأن هناك وعودا بأن اولوية حكومة العهد الاولى ستكون هذه الاصلاحات، كون ان اكثر ما يحتاجه لبنان هو الحصول على المساعدات لإعادة الاعمار، وما الى ذلك من مشاريع.
ويبدو ان المجتمع الدولي لحظ هذه الرغبة لدى الحكومة اللبنانية وهو بدأ يعد العدة لتهيئة المناخات الملائمة للتفاوض حول آلية هذه المساعدت والدول التي ستشارك في الصندوق الذي سيخصص لذلك.
ومن هنا تأتي زيارة المفوضة الأوروبية لمنطقة المتوسط دوبرافكا شويتزا إلى لبنان في أول مهمة لها في الشرق الأوسط. وتأتي الزيارة كتأكيد على دعم الاتحاد الأوروبي القوي للزخم السياسي الجديد في لبنان، وستلتقي شويتزا الرؤساء الثلاثة، ووزير الخارجية والمغتربين يوسف رجّي.
وتناقش المفوضة في اجتماعاتها مع القادة اللبنانيين أولويات تنفيذ حزمة دعم الاتحاد الأوروبي، لاسيما دعم الاتحاد الأوروبي لتنفيذ الإصلاحات الاقتصادية والحكومية الأساسية، وتعافي البلاد.
وينتظر أن يأتي قريبا الى لبنان فريق من صندوق النقد الدولي متابعةً لعملية التفاوض التي جمدّت في السابق، وفي حال ارتاح الفريق للإجراءات الاصلاحية التي سيقوم بها لبنان فانه سيوقع اتفاقا مع الحكومة يحدد فيه حجم المساعدات المالية التي سيقدمها للبنان بمعزل عن اية شروط مسبقة على حد ما كانوا يكررونها دائماً.