افتتاحية اليوم: بداية علاقة “شهر عسل” بين البرلمان والحكومة

من المرات النادرة التي تمثل فيها الحكومة امام مجلس النواب لنيل ثقته على اساس بيانها الوزاري، وتكون القاعة العامة بالهدوء والسكينة التي كانت عليه في اليوم الأول من جلسة المناقشة، ووصل الأمر الى حد الرتابة و”الزهق” حتى أن “قفشات الرئيس نبيه بري” المعتادة غابت من تحت قبة البرلمان، لتحل محلها الجدية، ودوزنة كل شاردة وواردة لمنع أي محاولة لتعكير الأجواء التي حرص رئيس المجلس على المحافظة على هدوئها لكي لا يطول أمد النقاش، وهو سعيا لذلك نجح في تخفيض عدد طالبي الكلام الذين وصل عددهم الى الـ75 نائباً.
وبحسب أحد النواب، ستحظى الحكومة بثقة نحو 90 نائباً وقد يرتفع العدد أكثر، وستمنحها الكتل الرئيسية كالقوات اللبنانية والكتائب والثنائي الشيعي وكتلة اللقاء الديمقراطي الثقة، إضافة لنواب مستقلين والسنّة الأرمن فيما سيحجبها تكتل “لبنان القوي” ويمتنع عدد من النواب عن التصويت.
ويبدو من خلال الأجواء التي طبعت النقاش بالأمس بأن الحكومة ستكون مع قابل الأيام “مرتاحة البال”، فلن تكون هناك تلك المعارضة التي يحسب لها الحساب، لا بل ان ما جرى أوحى بأن البرلمان سيكون بمثابة الرافعة وقوة الدفع للحكومة، التي ستكون في الايام المقبلة بصدد ارسال الكثير من مشاريع القوانين الى المجلس للمصادقة عليها، وسيكون المجلس وفق مصادر نيابية داعما ومسهلا لعمل الحكومة خصوصا في الشأنين الانمائي والإجتماعي، ورئاسة المجلس ستستعجل اللجان لإنجاز ما لديها من مشاريع قوانين لرفعها الى الهيئة العامة لدرسها واقرار ما أمكن منها.
الخلاصة، ان المجلس والحكومة دخلت علاقتهما في شهر العسل، فهل يدوم ذلك، ام تتحول العلاقة مع الوقت مساكنة تقتضيها المرحلة. الأيام المقبلة تجيب على هذا السؤال المشروع مع تأليف أي حكومة جديدة.