افتتاحيات الصحف الصادرة صباح اليوم
النهار
المبارزات الانتخابية المسيحية… حتى في الجمعة العظيمة
مع أن عطلة الجمعة العظيمة لم تشهد تطورات سياسية او انتخابية بارزة فإن المشهد الانتخابي لم يغب عن معظم الاحتفالات التي أقيمت في المناسبة هذه السنة خصوصاً أن أحياء المناسبة يصادف قبل شهر واحد من موعد الانتخابات في حين تحتدم أكثر المبارزات حدة وتنافسا بين القوى المسيحية. وقد انعكس مشهد الفرز الانتخابي بشكل لافت على حضور معظم نواب “تكتل لبنان القوي” رتبة سجدة الصليب في جامعة الروح القدس في الكسليك إلى جانب رئيس الجمهورية العماد ميشال عون في حين حضر معظم نواب كتلة “الجمهورية القوية” الرتبة في بكركي.
وأقامت جامعة الروح القدس – الكسليك رتبة سجدة الصليب التي ترأسها الرئيس العام للرهبانية المارونية الأباتي نعمة الله الهاشم، بحضور الرئيس عون. وقد شدد السفير البابوي في لبنان المونسنيور جوزف سبيتيري الذي ألقى كلمة على “ضرورة تغيير العقلية للخروج من المنطق الأناني”، معتبراً أن “هذه هي مسؤوليتنا، خصوصاً بالنسبة إلى الذين يتولون مناصب رسمية في الكنيسة والمجتمع”.
وقال: “ذكرنا البابا فرنسيس الأحد الفائت خلال عيد الشعانين بضرورة حصول تغيير في عقليتنا، وهو تحدث أيضاً ضد الحرب” وقال: “عند لجوئنا إلى العنف، لا نعرف الله ابداً، وهو أب لنا جميعاً نحن الأخوة والأخوات”. هذه هي الدعوة التي يدعونا إليها الصليب، أن نكتشف كل يوم أن الله هو أب لنا جميعاً مملوء بالمحبة، وأن الآخرين حتى الذين لا يشاركوننا آراءنا وإيماننا وأفكارنا، هم أخوتنا وأخواتنا. يجب تغيير العقلية للخروج من فكرة “خلص نفسك بنفسك”. لقد سمعنا في الإنجيل أن التحدي الكبير الذي نواجهه هو عدم التفكير بإنقاذ النفس واهتمام المرء بذاته فقط من دون الآخرين، وبتأمين نجاحه وصحته وحاجاته والنفوذ والجاه، يجب تغيير العقلية للخروج من هذا المنطق الأناني. في مواجهة صليب المسيح، لنسأل انفسنا كيف هي علاقاتنا مع أخوتنا وأخواتنا؟ يمكن ان نكون جميعاً ضحايا اللاعدالة، إنما أيضاً أسباب اللاعدالة، هذه هي مسؤوليتنا، خصوصاً بالنسبة إلى الذين يتولون مناصب رسمية في الكنيسة والمجتمع، يمكننا أن نكون جميعاً ضحايا الحقد، إنما للاسف، يمكن أن نكون عملاء للتفرقة بين بعض بسبب الغيرة وغيرها”.
وختم سبيتيري: “البابا فرنسيس الذي ننتظره بمحبة ونأمل استقباله بيننا، وهو الذي يحمل لبنان في قلبه، طلب منا الأحد الفائت، تقليد المسيح على الصليب، وشرح لنا أن المسيح المصلوب واصل تكثيف عطاء المحبة، وهو عطاء تحول إلى مغفرة. هذه هي محبة الله، حين لا يكون هناك من مجال للمحبة المتبادلة، يكمل الله في محبته لنا من خلال إعطائنا مغفرته، هذا ما نحن مدعوون إلى تقليده وتقديم المغفرة لبعضنا البعض، ومن دون ذلك ليس هناك من خلاص حقيقي”.
وفي غضون ذلك ترأس البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي رتبة سجدة الصليب على مذبح كنيسة الباحة الخارجية للصرح البطريركي في بكركي “كابيلا القيامة” وألقى عظة اعتبر فيها أن “يسوع علمنا أنه من الألم هناك ولادة جديدة، كل آلامنا تحمل ولادة جديدة. الظرف الذي نعيشه في لبنان يجب أن يخرج منه ولادة جديدة، شهداؤنا الذين أراقوا دماءهم كانوا ولادة جديدة للوطن، أقله حفظ هذا الوطن. هذه الكلمة تظهر لنا عندما وجه كلامه لمريم وأعطاها الأمومة الروحية الشاملة للبشرية بشخص يوحنا، حين قال يا امرأة، أي يا أم الحياة، هذا ابنك، أي كل واحد منا في شخص يوحنا، وليوحنا قال، هذه هي أمك. دعونا لا نخاف من التضحية ومن الوجع، فبعدهما حياة جديدة”.
أما في التحركات السياسية فبرزت زيارة رئيس تيار “المردة” سليمان فرنجيّة، مع وفد من “المردة” لموسكو، حيث كان لقاء مع وزير الخارجية الروسية سيرغي لافروف الذي أعرب عن حرص موسكو على مساعدة لبنان في تجاوز المشاكل التي تعرقل تطوره في السنوات الأخيرة.
وقال لافروف، وفق بيان للخارجية الروسية: “نريد بصراحة مساعدة أصدقائنا اللبنانيين في حل المشاكل التي تصرف انتباهكم في السنوات الأخيرة بشكل أو بآخر عن الأغراض النافعة وتطوير دولتكم وتعزيز أمنها”. وتابع لافروف: “نعتقد أنه من المهم مبدئياً الحفاظ على المبادئ التي تعتمد عليها الدولة المعاصرة في لبنان والتي ندعو دائما إلى تعزيزها، لا سيما خلال عملنا ضمن مجلس الأمن الدولي”.
وشدد على أن موسكو تتبع هذه الأنهج في اتصالاتها المنتظمة مع الممثلين عن الطيف السياسي في لبنان بأكمله. وإذ أشار لافروف إلى أهمية الدور الذي كان ولا يزال يلعبه تيار “المردة” في تطوير الدولة اللبنانية المعاصرة، أكد قائلاً: “نحن مهتمون بالإصغاء إلى تقييماتكم وطرح رأينا إزاءها، والذي لا يقف وراءه دائماً، كما أؤكد مرة أخرى، إلا الرغبة في مساعدة أصدقائنا اللبنانيين”.
وكان فرنجيّة والوفد اجتمعوا في وقت سابق في مقر الخارجية الروسية مع الممثل الخاص لرئيس روسيا الاتحادية في الشرق الأوسط وبلدان أفريقيا نائب وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوغدانوف ورئيس قسم لبنان وسوريا اندريه بانوف حيث تم التشديد على أهمية العلاقات والروابط بين لبنان وروسيا كما تخلل الاجتماع تبادل للآراء حول قضايا الساعة.
في المواقف السياسية – الانتخابية اعتبر رئيس “التيار الوطني الحر” جبران باسيل في حديث تلفزيوني “أننا كفريق سياسي بما نمثله وطنياً ومسيحياً نتعرض لحرب إلغاء شرسة داخلياً ودولياً ومن قبل قوى إقليمية تقف ضد سياستنا -وفي طليعتها أميركا- مع كل من ساهم بشن حرب إسرائيل على لبنان عام 2006، وكل من يضغط علينا لقبول لبنان توطين الفلسطينيين والنازحين السوريين والقبول بشروط السلام مع إسرائيل رغم احتلالها أجزاء من أرضنا ونهب ثرواتنا. وما نصفه بحرب إلغائنا بلغ ذروته في 17 تشرين الأول 2019 الذي فرض حصاراً مالياً واقتصادياً دولياً علينا ًحتى نقبل بشروط التسوية الكبرى المطلوبة من لبنان”.
وجدد هجماته على القوات اللبنانية فقال “لو كانت القوات تلتزم بالقانون، وهي دائماً خارجه، لكانت التزمت بسقف الإنفاق الانتخابي، واليافطات التي تكتسح لبنان لصالحها أحد تجليات الإسراف الهائل من أموالها، سواء تلك التي راكمتها في الحرب أو تلك المتأتية من الجهات الإقليمية التي تمولها بملايين الدولارات وفق معطياتنا، لاستغلال حاجة اللبنانيين بمعركتها ضدنا عبر شراء الأصوات والذمم، وهذا ما ننبه اللبنانيين إليه. كل استطلاعاتنا تؤكد أننا ما زلنا الأقوى بالشارع المسيحي، لكننا نقلق من الأسابيع المتبقية قبل الانتخابات نتيجة ما تجمع لدينا من معطيات موثقة عن أموال انتخابية إضافية هائلة تسعى القوات لضخها بالشارع، لتحجيم كتلتنا البرلمانية بأي ثمن”.
بدوره جدّد رئيس كتلة “الوفاء للمقاومة” النائب محمد رعد التأكيد “إنهم يصبون حُمّى هجماتهم علينا تحت شعار لا لسلاح المقاومة، ونحن لسنا هواة حروب لكننا لا نقبل أن يأخذنا العدو على غفلة، لذا كان السلاح ولذا يجب أن تبقى جهوزيتنا قادرة على التصدي لعدوانية العدو الإسرائيلي، مشدداً على أن “المقاومة هي ضرورة وطنية وحاجة ماسة، والذي يطالب بنزع سلاح المقاومة يغرّد في مكان آخر، أقلّه أنّه لا يمُتّ إلى الوطنية بصِلة”.
****************
الشرق الاوسط
القوات اللبنانية يصعّد الاشتباك مع طرفي الثنائي الشيعي
يسعى حزب «القوات اللبنانية» لرسم معالم المرحلة المقبلة بعد الانتخابات، معلناً أنه لن يشارك في حكومة لا تحظى بأكثرية سيادية، وهو ما يُعدّ تغييراً في مشهد الحكومات التي سادت المشهد اللبناني في السنوات العشر الأخيرة، وهي حكومات «الوحدة الوطنية» التي يشارك فيها معظم الأطراف الممثَّلة في البرلمان حسب أحجامها، كما دخل في منطقة اشتباك مع طرفي «الثنائي الشيعي» عندما قال إن «القوات» لن تنتخب رئيس مجلس النواب نبيه بري لرئاسة المجلس في الدورة المقبلة.
وجاء موقف «القوات» وسط صدام سياسي مع «التيار الوطني الحر» و«حزب الله» على خلفية التنافس في الانتخابات النيابية.
ويكرر مسؤولو «حزب الله» أن البلاد لا تُحكَم إلا بالتوافق، وأن النمط القائم هي حكومات الوحدة الوطنية، فيما قال رئيس «التيار» النائب جبران باسيل الأسبوع الماضي إن أي طرف لا يستطيع أن يحكم في لبنان من دون الآخر، ولا أحد يمكن أن يُلغي الآخر، متوجهاً، في مقابلة تلفزيونية مساء الأحد، بالسؤال إلى حزب «القوات» عمّا سيقوم به بعد الانتخابات لجهة المشاركة في حكومة سيكون بالتأكيد ممثلو الثنائي الشيعي موجودين فيها، بناءً على تمثيلهما في مجلس النواب.
لكنّ حزب «القوات» رفض تلك التقديرات، وقال نائب رئيسه النائب جورج عدوان إن «حكومات ما بعد الانتخابات ستكون أكثرية وأقلية»، مضيفاً أن «القوات لن تشارك في أي حكومة لا تحظى بأكثرية سيادية»، مشدداً على أن «المعركة اليوم هي لاستعادة السيادة». وقال عدوان إنه «لا يمكن لأي مكوّن لبناني أن يتزّعم أي مكوّن لبناني آخر»، مضيفاً: «لا لتضييع البوصلة. لنشبّك أيدينا ببعض في مواجهة المشاريع غير الوطنية». كما قال إنه «يجب استعادة قرار الدولة»، داعياً إلى «انتخاب مَن يريد رفع الهيمنة عن لبنان»، وأضاف: «نحن فريق قادر وقوي ولدينا القدرة على المواجهة ولم نغيّر البوصلة في أي ظرف». ووسّع عدوان هجومه على «حزب الله» إلى الطرف الشيعي الآخر وهو رئيس مجلس النواب نبيه بري، إذ قال عدوان إنه «بعد الانتخابات لن ننتخب الرئيس نبيه بري لولاية جديدة لرئاسة مجلس النواب».
وفي مقابل دفع «القوات» لانتخاب «القوى السيادية» المعارضة لوجود السلاح بيد «حزب الله»، قال الحزب على لسان رئيس كتلته النيابية النائب محمد رعد، أمس، إن «المقاومة هي ضرورة وطنية وحاجة ماسّة، ومن يطالب بنزع سلاحها لا يمتّ إلى الوطنية بِصلة». وأضاف متحدثاً عن خصومه: «يصبّون حُمّى هجماتهم علينا تحت شعار لا لسلاح المقاومة، ونحن لسنا هواة حروب لكننا لا نقبل أن يأخذنا العدو على غفلة، لذا كان السلاح ولذا يجب أن تبقى جهوزيتنا قادرة على التصدي لعدوانية العدو الإسرائيلي».
يأتي ذلك في ظل تنافس انتخابي انعكس صراعاً بشكل خاص بين حزب «القوات» وحلفائه من جهة، و«حزب الله» و«التيار الوطني الحر» من جهة أخرى.
واتهم رئيس «التيار» جبران باسيل حزب «القوات» بتجاوز القانون لجهة الإنفاق الانتخابي، مشيراً إلى «إنفاق ملايين الدولارات واستغلال حاجة اللبنانيين بمعركتها ضدنا عبر شراء الأصوات والذمم، وهذا ما ننبه اللبنانيين إليه». وتحدث عن «أموال انتخابية هائلة تسعى (القوات) لضخها في الشارع لتحجيم كتلته النيابية».
لكن «القوات» في المقابل، يرى أن أركان السلطة تخاف «القوات» القادرة على مقارعتهم انتخابياً. وقال أمين سر تكتل «الجمهورية القوية» النائب السابق فادي كرم، إن «المنظومة الحاكمة تؤكد ذهنيتها القمعية من خلال المشاريع المالية التي تطرحها وتسعى إلى تمريرها لتكريس تسلطها على الناس وإذلالهم». ودعا الشعب «لمنعها من ذلك بانتخاب مشروع (القوات) القادر على تشكيل رأس الحربة لصدها». وقال: «يخشون (القوات) لأنها الخطر الحقيقي على استمراريتهم».
من جهته، رأى وزير العدل الأسبق أشرف ريفي خلال إفطار أقامته «القوات اللبنانية» في طرابلس في شمال لبنان أن «هدف معركتنا تحرير لبنان من الاحتلال والوصاية وإقامة الدولة القوية بمؤسساتها، الدولة التي لا سلاحَ فيها ولا فساد، الدولة التي تقضي على تحالف السلاح والفساد»، داعياً إلى «إسقاط تحالف جهنم» في صناديق الاقتراع.
***************************
الأنباء
صندوق سعودي فرنسي لدعم لبنان قريباً.. والمعركة الانتخابية رهن رفع نسبة الاقتراع
في أعقاب العودة الديبلوماسية الخليجية إلى لبنان، تلمّس اللبنانيون خيراً مع تأكيدات حول الحرص على المبادرة الكويتية وبكامل مندرجاتها. هي خطوات خليجية واضحة تعيد تثبيت الحضور على الساحة اللبنانية وهو ما تجلى في الإفطارات واللقاءات التي عقدها السفيران السعودي وليد البخاري والكويتي عبد العال القناعي، خطوات انعكس إيجاباً على الوضع السياسي والإجتماعي العام، فيما سيستمر التحرك الديبلوماسي باتجاهات مختلفة خصوصاً مع تحضير السفير السعودي لجولة على مناطق مختلفة، كما أن لقاءه مع السفيرة الفرنسية يوم الخميس كان ذات أهمية بالغة لجهة تحديد موعد لإطلاق صندوق التعاون الفرنسي السعودي لتقديم المساعدات للبنانيين.
مصادر مطلعة كشفت عبر “الأنباء” الالكترونية أن اللقاء انطوى على تأكيد حول وجوب إجراء الإستحقاقات الدستورية في مواعيدها خصوصاً الإنتخابات النيابية، وهي الإستحقاق الأبرز والذي على أساسه ستتحدد ملامح المرحلة المقبلة سياسياً ودستورياً في لبنان، مع سعي سعودي واضح لاستنهاض البيئة السنية في مواجهة كل محاولات حزب الله لاختراقها أو لاستغلال الفراغ القائم، ولم يعد خافياً سعي حزب الله إلى تحجيم خصومه مقابل سعيه إلى تسجيل المزيد من الإختراقات في صفوف البيئات الأخرى.
المصادر اشارت الى ان تحفيز اللبنانيين وخصوصاً السنة على المشاركة الكثيفة في العملية الإنتخابية ظهر في لقاءات البخاري مع المفتين ومع مختلف الشخصيات، وسيظهر أكثر من خلال جولات سيقوم بها باتجاه طرابلس والبقاع أيضاً، وسط قناعة لبنانية واضحة بأن عدم التخاذل والإندفاع إلى صناديق الإقتراع سيكون قابلاً لتحقيق أرقام متقدمة جداً، وهناك قدرة جدية وحقيقية على منع حزب الله من تحصيل الأكثرية النيابية، الأمر يتعلق بنقطتين طريقة إدارة المعركة الإنتخابية والمشاركة الكثيرة في عمليات الإقتراع.
وفيما تشكل العودة الخليجية رهاناً لبنانياً على منع الفراغ في وجه محاولات خطف لبنان، كان لافتا كلام رئيس كتلة اللقاء الديمقراطي النائب تيمور جنبلاط خلال جولة في قرى الشوف، حيث قال: “الدول العربية كانت اتخذت قرارا بالابتعاد قليلا جراء سياسات إيران وحزب الله، ونشكر الله على عودتها إلى لبنان واستثمارها فيه، عل ذلك يحدث نوعا من التوازن”، مؤكدا أن “معركتنا اليوم ليست فقط معركة المختارة أو الشوف أو وجودنا في هذه المنطقة الجميلة، بل معركتنا هي معركة البلد بأكمله، هي معركة لبنان المصالحة، لبنان العيش المشترك، لبنان التنوّع، وهي معركة بيئة، وتربية، ومعركة إصلاح وسيادة، معركة شعب، معركة وطن أو ما تبقى من الوطن ومؤسساته”.
في المقابل، لفتت معلومات “الأنباء” الالكترونية الى ان رئيس الحكومة نجيب ميقاتي يسعى لإجراء زيارات خارجية لا سيما إلى دول الخليج، وهو يسعى لأن يقضي الأيام العشرة الأخيرة من رمضان في جولته الخليجية والتي سيزور فيها المملكة العربية السعودية لاداء مناسك العمرة، فيما يسعى إلى عقد لقاءات مع مسؤولين سعوديين كما يسعى إلى ترتيب زيارة إلى الكويت ودولة الإمارات العربية المتحدة.
تزامناً، تتصدر معالم الانهيار المشهد اللبناني وضرورة اتخاذ اجراءات مطلوبة دوليا للاصلاح ومنها اقرار الموازنة العامة والكابيتال كونترول. وفي هذا السياق، كشفت مصادر نيابية عبر “الأنباء” الالكترونية أن “نسخة قانون الكابيتال كونترول الجديدة المرسلة من الحكومة تم البحث بها بندا بندا في لجنة المال والموازنة التي أجرت بعض التعديلات، وأحيلت إلى جلسة للجان المشتركة من أجل تعديلات إضافية”.
ولفت إلى أنه “في حال أقرت اللجان المشتركة القانون الأربعاء المقبل، فمن المفترض أن يُحال إلى الهيئة العامة حيث من المتوقع إقراره، أما في حال عدم إقراره في جلسة اللجان، فإن ذلك يعني ترحيل الإقرار إلى ما بعد الانتخابات”، مشيرة إلى أن “نسبة الإقرار من عدمه في جلسة اللجان متساوية حتى الآن”.
هذا ويبقى الأهم أن لا يتم اقرار كابيتال كونترول يشوّه نظام لبنان الاقتصادي والمالي وأن لا يكون ظالما بحق المودعين، فحقوق هؤلاء مقدسة ولا يجوز المساس بها بأي شكل من الأشكال.
*********************
اساس ميديا
في البقاع الغربيّ: الفرزلي vs التيّار!
تخوض القوّات وحيدة معركة مرشّحها الماروني داني خاطر في البقاع الغربي-راشيا بعدما سقط تحالفها مع الحزب التقدمي الإشتراكي في دائرة البقاع الثانية بـ”ضربة” سنّيّة بفعل “فيتو محمد القرعاوي”. لكنّ التقديرات الانتخابية تسلِّم بصعوبة وصول “القوات” إلى الحاصل الذي بَلَغ في الانتخابات الماضية 11,080 صوتاً.
هي معركة صغيرة خاسِرة سلفاً في البقاع الغربي متفرّعة عن “حرب الحواصل” على ستّة مقاعد بين لائحة قوى 8 آذار والتيار الوطني الحرّ ولائحة الإشتراكي-محمد القرعاوي.
الصوت السنّيّ هو الحاسم في هذه الدائرة، يليه الصوت الشيعي ثاني أكبر قوة انتخابية في الدائرة، في ظلّ توقّعات بانخفاض نسبة الاقتراع مقارنة بالانتخابات الماضية.
يخوض الرئيس نبيه برّي معركة الفرزلي على رأس السطح. وتظهر هذه المعركة وكأنّها بوجه مرشّح التيار الماروني على اللائحة
يتركّز همّ لائحة “التيّار – الثنائي الشيعي – حسن مراد” بشكل أساس على رفع نسبة الاقتراع وحسن توزيع الصوت التفضيلي داخل اللائحة الواحدة بهدف “قشّ” ثلاثة حواصل مع كسر أعلى يتيح الفوز بأربعة مقاعد. الأمر الذي يتطلّب استنفار الناخبين السُنّة والشيعة. بينما يجزم مراقبون أنّ قرار الرئيس سعد الحريري بعدم خوض الانتخابات لم تكن له تأثيرات جوهرية في هذه الدائرة، كما في بيروت مثلاً أو الشمال. بدليل عدد الترشيحات واللوائح وانغماس قوى سنّيّة في الانتخابات، والأهمّ حركة القرعاوي التي توحي بوجود غطاء سنّيّ له بمعزل عن خيار الحريري.
وَضَعَ التيار الوطني الحرّ مُرغماً يَده مجدّداً في يد إيلي الفرزلي الذي غادر مركب العهد منذ سنوات وكذلك حاول الفرزلي الابتعاد عن ماضي تحالفاته، إلاّ أنّ الرئيس برّي ألزمه بالترشح على لائحة من خاصمهم من التيّار بحدّة ومثابرة. لكنّه اشترط بالمقابل تبنّي ترشيح شربل مارون. مع العلم أنّ القدرة التجييرية للتيّار تلامس خمسة آلاف صوت فقط. ومن جهته، يخوض الرئيس نبيه برّي معركة الفرزلي على رأس السطح. وتظهر هذه المعركة وكأنّها بوجه مرشّح التيار الماروني على اللائحة. ويساوي برّي نائب رئيس مجلس النواب بمرشّح الحركة قبلان قبلان، مع “زيح” بالخطّ العريض: ممنوع سقوط إيلي الفرزلي.
يُفترض أن يوزّع فائض الأصوات لدى سُنّة وشيعة اللائحة، إن وُجِد، على المُرشّحَيْن الأرثوذكسي والماروني، إضافة إلى الصوت المسيحي. وهذا ما سيبقيهما حتى اللحظات الأخيرة ما قبل انتهاء العملية الانتخابية في دائرة الخطر.
أصوات الحزب لجبران
يُتوقّع في هذا السياق أن يَرفد حزب الله حليفه جبران باسيل ببعض الأصوات لدعم مرشّحه. فيما ستكون أصوات “أمل” للفرزلي. ثمّة مَن يؤكّد أنّ “نجاح الفرزلي مضمون، والمقعد الماروني سيكون هدفاً للتيار والقوات ولائحة الاشتراكي”.
يتوقّع خبراء حَصد لائحة مراد بالحدّ الأدنى ثلاثة مقاعد: مقعد مراد، وقبلان، ومقعد مسيحي قد يكون الأرثوذكسي أو الماروني
تنحصر عمليّاً المنافسة في الدائرة بين لائحتين أساسيّتين: لائحة “الغد الأفضل” التي تضمّ تحالف الثنائي الشيعي و”التيار الوطني الحر” و”حزب الاتحاد”، وأعضاؤها هم الوزير السابق حسن مراد مع ترك المقعد السنّيّ الثاني شاغراً، وهو ما سيتيح “تنعّم” مراد بالأصوات السنّيّة، إيلي الفرزلي (أرثوذكسي)، شربل مارون (مرشّح التيار عن المقعد الماروني)، قبلان قبلان (مرشّح أمل عن المقعد الشيعي)، وطارق الداوود (درزيّ).
يمكن التسليم أنّ المرشّح مراد، من خلال شبكة خدماته وحيثيّة عبد الرحيم مراد، هو دينامو اللائحة، وينطلق من نحو 12 ألف صوت ستتيح له وضع المقعد النيابي سلفاً في جيبه. تعكس بدقّة “حالة آل مراد” في البقاع الغربي وتمدّدها شعبيّاً أحد أوجه التقصير المستقبليّ في السنوات الماضية الذي تُرجم في انتخابات 2018 بالنكسة الكبرى لتيار المستقبل في أحد أكبر معاقله. نالَ يومئذٍ النائب عبد الرحيم مراد أعلى نسبة من الأصوات التفضيلية (15,111 صوتاً) بعد الإطاحة بمرشّح تيار المستقبل زياد القادري.
ad
في المقابل، تصدّر وائل أبو فاعور (على لائحة تيار المستقبل) أرقام المرشّحين، بنيله 10,677 صوتاً، بينما نال القرعاوي 8,768 صوتاً، والقادري 8,392 صوتاً.
إسقاط أبو فاعور؟
يتوقّع خبراء حَصد لائحة مراد بالحدّ الأدنى ثلاثة مقاعد: مقعد مراد، وقبلان، ومقعد مسيحي قد يكون الأرثوذكسي أو الماروني. أمّا الهدف الأكبر الخفيّ فهو إسقاط وائل أبو فاعور، وهو أمر مستبعد بلغة الأرقام والإحصاءات على الرغم من انكفاء تيار المستقبل عن الساحة الانتخابية.
وهناك لائحة “القرار الوطني المستقلّ”، التي تضمّ “الحزب الاشتراكي” و”الجماعة الإسلامية” والنائب محمد القرعاوي. ما يعني تقاسم الصوت السنّيّ بين المرشّحين.
تجزم أوساط اللائحة أنّ فوز القرعاوي عن المقعد السنّيّ وأبو فاعور عن المقعد الدرزي مضمون، فيما تسعى اللائحة إلى نيل كسر يمكّنها من الفوز بمقعد ثالث (مسيحي). وهي تضمّ عن المقعد الماروني جهاد الزرزور، وغسان سكاف عن المقعد الأرثوذكسي، وعلي أبو ياسين (سنّي)، وعبّاس عيدي (شيعي).
أمّا لائحة “القوات” (بقاعنا أوّلاً) التي يقال أنها مدعومة من بهاء الحريري فتضمّ عن السُنّة خالد العسكر والعميد محمد قدوره، وعن الشيعة غنوة أسعد، وعن الموارنة داني خاطر، وعن الأرثوذكس جورج عبود.
في المقابل، لا يُتوقّع أن تحظى لوائح المجتمع المدني الثلاث (“قادرين”، “سهلنا والجبل”، “نحو التغيير”) بأيّ حاصل.