شؤون لبنانية

افتتاحيات الصحف الصادرة صباح اليوم

النهار

ميقاتي بعد الحريري… ومحظور المقاطعة يتعاظم؟

بين عين عربية جسدها وجود الأمين العام لجامعة الدول العربية احمد أبو الغيط في بيروت وعين دولية مثلها صدور بيان للبنك الدولي يرعى عبره انطلاق المشروع الطارئ لشبكة الأمان الاجتماعي، احتدمت بزخم لافت الحمى الانتخابية في لبنان قبل يوم واحد من موعد اقفال باب التسجيل الرسمي للترشيحات للانتخابات النيابية. وبلغ عدد المرشحين المسجلين حتى نهاية الدوام الرسمي امس في وزارة الداخلية 745 مرشّحاً على ان يعلن مجمل عدد المرشحين المسجلين بعد منتصف ليل الثلثاء الأربعاء. وإذا كان من غير المستبعد ان يلامس العدد النهائي سقف الألف مرشح فان حجم الترشيحات لا يعكس تماما أي مؤشر دقيق حيال أوضاع القواعد الناخبة وسط أوضاع مأسوية ودراماتيكية غير مسبوقة يستحيل معها الاستناد الى حجم الترشيحات وحتى الى التحالفات الانتخابية لاستقراء إمكانات الإقبال على الاقتراع الذي تكتنفه في هذه الدورة شكوك كبيرة للغاية خصوصا في ظل “الزلزال” الاجتماعي الذي يرزح تحت حممه اللبنانيون.

وعلى المستوى السياسي، ومع ان اعلان رئيس الحكومة نجيب ميقاتي عزوفه عن ترشيح نفسه للانتخابات اقتداء بتجربة حكومته السابقة كان متوقعا، فان ذلك لا يحجب تصاعد ما يصح تسميته بالازمة السنية العميقة التي ستتحكم اكثر فاكثر بمجمل التحالفات واللوائح والصورة الانتخابية، اذ يشكل عزوف ميقاتي الجرعة الصادمة الثانية سنيا بعد قرار الرئيس سعد الحريري تعليق مشاركته و”تيار المستقبل” النشاط السياسي والامتناع عن المشاركة في العملية الانتخابية ترشيحا. ولا يفوت المراقبين ملاحظة تكثيف اعلان نواب وسياسيين من تيار المستقبل في الأيام الأخيرة التزامهم قرار الرئيس الحريري بعدم الترشح الامر الذي بدأ ينسج معالم قرار مقاطعة ضمني غير معلن رسميا يمكن ان يتعاظم ويشكل كرة ثلج متدحرجة سنيا. ولذا تتجه الأنظار على نحو مركز الى ما يتولاه الرئيس فؤاد السنيورة من اتصالات ومشاورات من اجل تشكيل لائحة انتخابية قوية في دائرة بيروت الثانية تحديدا.

وبدا واضحا ان ميقاتي تحسب لمحظور الانكفاء السني الآخذ في الاتساع فقرن اعلان عزوفه بتوجيه “نداء الى جميع اللبنانيين للإقبال على الاقتراع، لأن التغيير الحقيقي المنشود يبدأ في صناديق الاقتراع، وليس فقط في التعبير عن الرأي عبر الاعلام ومواقع التواصل الاجتماعي وفي الساحات ” وذكر بان تجربة الحكومة التي ترأسها عام ٢٠٠٥ “قدمت نموذجا في الفصل بين ادارة الانتخابات وعدم الترشح، واستطعنا من خلالها نقل البلد من ضفة الى اخرى في أصعب مرحلة ، وكان هذا الخيار موضع تقدير محلي وخارجي، لهذه الاسباب أعلن عزوفي عن الترشح للانتخابات النيابية، متمنيا التوفيق للجميع، وسأدعم جهود من يختارهم الناس واتعاون مع الجميع لما فيه المصلحة العامة”.

بري

وفي التطورات الانتخابية البارزة عشية اقفال باب الترشيحات، لفت رئيس مجلس النواب #نبيه بري، معلنا أسماء مرشحي “امل” و”كتلة التنمية والتحرير” الى “هذا الكم الهائل من الاهتمام الدولي والاقليمي في هذا الاستحقاق الدستوري، ورغم وقوف العالم على شفير الحرب العالمية الثالثة أو تسوية مدروسة، فهذا الاهتمام أو التدخل لم ينحسر، البعض عن حسن نيّة والبعض الآخر وهم كثر يريدون تحويل الاستحقاق الى مشاريع فتن مذهبية وطائفية وافتراءات بلغت ذروتها في السنوات الثلاثة الماضية”. واذ اسف بري لأن “البعض في الخارج يموّل بعض الداخل لتحقيق مآرب سياسية استراتيجية لتغيير هوية لبنان وثوابته”، قال إن “أصوات المتنافسين في الانتخابات يجب ألّا تعلو فوق صوت الغالبية العظمى من اللبنانيين الذين باتوا تحت خط الفقر”، مضيفا ” استحقاق الترسيم هو ملف سيادي لا يجوز ربطه بأي استحقاق داخلي”.

“القوات”

وفي معراب، اكد رئيس حزب “القوات اللبنانية” #سمير جعجع، خلال اطلاقه الحملة الانتخابية في الذكرى السابعة عشرة لـ 14 اذار أنه “عندما يكون الوطن مهددا والمؤسسات مخطوفة والدستور شبه معطل والشعب يائس وبيروت تتفجر، تكون المعركة الانتخابية ليست مجرد معركة سياسية بل معركة وجودية”، واعلن ان “معركتنا اليوم هي معركة وجود، فإما نحافظ على ما تبقى من لبنان ونسترد ما خسرناه او نشهد زواله، اما نحافظ على ما تبقى من الحرية ونعيد سويا وطن الحريات او نعود جميعنا الى السجن الكبير”. واعلن شعار المعركة ” بين اللي فيون وما بدّن، وبين اللي بدّن وما فيون، بيبقى اللي بدّن وفيون، نحنا القوات اللبنانية اللي بدّنا وفينا”. وتوجه إلى اللبنانيين “انتم مدعوون الى تحويل 15 أيار المقبل الى 14 آذار انتخابي، بمعنى الحرية والسيادة والاستقلال. أنتم مدعوون الى تحويل 15 أيار الى 17 تشرين انتخابي، بمعنى الثورة على الفساد والهدر وسوء إدارة الدولة وتسييبها”.

أبو الغيط

وسط هذه الاجواء، جال الامين العام لجامعة الدول العربية احمد ابو الغيط على المسؤولين مركزا على ثلاث ملفات #الانتخابات النيابية والعلاقات بين لبنان والدول الخليجية في ظل الورقة الكويتية وملف النازحين السوريين في لبنان . وعما اذا كانت الجامعة العربية سترسل فريقا لمراقبة الانتخابات النيابية، اجاب “اثرنا هذه النقطة مع الرئيس عون ، واعربت عن استعداد الجامعة الدائم لايفاد فريق، وقد سبق ان قمنا بهذه الخطوة في الجزائر والعراق وفلسطين ومناطق كثيرة، واعتقد اننا سننفذ هذا الامر”. وعن المبادرة الكويتية، قال “ابلغت فخامة الرئيس ما لدي من ردود افعال، لا يمكنني التحدث عنها علنا، كما ابلغته نتيجة الاتصالات التي قمنا بها في هذا السياق”. اما من السرايا، فقال “هناك انتخابات قادمة وهي تساهم في تحقيق الاستقرار ولم الشمل وتشكيل حكومة جديدة وانطلاقة مع صندوق النقد الدولي لان المفتاح معه، وكل هذا يتوقف على التحرك السياسي اللبناني الداخلي لان الانتخابات ستكون حاسمة”.

غادة عون والمصارف

وبرز وسط هذه الأجواء تطور جديد في الصراع المتصاعد بين المدعية العامة الاستئنافية في جبل لبنان غادة عون والمصارف . فبعد 4 أيام على قرارها منع رؤساء مجالس إدارة ومدراء المصارف المذكورة من مغادرة الأراضي اللبنانية، وتكليف جهاز الأمن العام تنفيذ قرارها فورا، أصدرت عون قرارا أمس يقضي بوضع إشارة منع تصرف على العقارات والسيارات والمركبات والأسهم والحصص في جميع الشركات التجارية، العائدة لمصارف: بنك بيروت، بنك عوده، بنك لبنان والمهجر، بنك البحر المتوسط ومصرف سوسييته جنرال. كما وضعت القاضية عون إشارات على العقارات والسيارات والمركبات والأسهم والحصص في جميع الشركات التجارية العائدة لرؤساء مجالس وأعضاء مجالس إدارات هذه المصارف، بناء على الشكوى المقدمة من الدائرة القانونية لمجموعة “الشعب يريد اصلاح النظام” وآخرين ضد المصارف بجرائم “الاثراء غير المشروع وتبييض الاموال”، وغيرها من الجرائم، وكلفت الإدارات المختصة بتنفيذ مضمون هذه القرارات فورا.

وتعليقا على التدابير القضائية التي صدرت أخيرا بحق بعض المصارف وأعضاء مجالس إدارتها والتي “تتضمن تجاوزاً لحد السلطة كونها تفتقر للسند القانوني”، استهجنت جمعية مصارف لبنان هذه القرارات غير القانونية التي تؤدي إلى مزيد من الزعزعة للنظام المصرفي الأمر يؤدي إلى خطوات سلبية من المصارف المراسلة مما ينعكس سلباً ليس فقط على المصارف، بل أيضاً على المودعين والشعب اللبناني بأكمله وعلى الإقتصاد الوطني”. كما أعلنت الجمعية عن تضامنها الكامل مع المصارف المعنية التي هي بصدد اتخاذ الإجراءات القانونية المناسبة للدفاع عن حقوقها المشروعة.

******************************************

نداء الوطن

ميقاتي يستعيد “تجربة الـ2005″… وجعجع يعلنها “معركة وجودية”

المبادرة الكويتية “مجمّدة”: حرّروا أنفسكم!

على أبواب مرحلة اصطفافات وتقاطعات مفصلية، لن تكون المنطقة العربية بمنأى عن تداعياتها المشتعلة على صفيح الحرب الروسية – الغربية في أوكرانيا، وعلى أعتاب ما ستفرزه هذه الحرب من متغيرات مرتقبة في خارطة المواجهة الجيوستراتيجية بخطوطها العالمية والإقليمية، يقف لبنان عند مفترق استحقاقات متزاحمة داخلياً وخارجياً تضع مصيره على المحك تحت وطأة أكثرية حاكمة متحكمة بدفة قيادة البلد وتدفعه دفعاً باتجاه منزلقات جهنمية تمعن في إذلال شعبه وسلخه عن هويته العربية.

ولأنّ الأمل الوحيد بات معقوداً على أن يشرع الاستحقاق الانتخابي أبواب التغيير المنشود في قيادة المركب اللبناني، بدا واضحاً تركيز الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط على أهمية هذا الاستحقاق ومحوريته لأنّ الانتخابات النيابية المقبلة في 15 أيار “ستكون حاسمة” في تحديد مستقبل لبنان والمساهمة في “تحقيق الاستقرار ولمّ الشمل وانطلاق المفاوضات مع صندوق النقد الدولي”، كما قال من السراي الحكومي.

في حين آثر أبو الغيط من قصر بعبدا عدم الإفصاح عما نقله إلى رئيس الجمهورية ميشال عون من “ردود أفعال” عربية على الجواب اللبناني الرسمي إزاء مقتضيات المبادرة الكويتية، علماً أنّ مصادر واسعة الاطلاع أكدت لـ”نداء الوطن” أنّ هذه المبادرة “أصبحت بحكم المجمّدة في الوقت الراهن، وقرار إعادة تحريكها بيد لبنان دون سواه”، موضحةً أنّ “رسالة العرب واضحة في هذا المجال إلى اللبنانيين ومفادها: حرروا أنفسكم ولا تنتظروا من أحد أن يقوم بهذه المهمة عنكم”.

وكشفت المصادر عن “أجواء سلبية تحيط بالمقاربة العربية لرد الحكومة اللبنانية على النقاط الواردة في متن المبادرة الكويتية”، مشيرةً إلى أنّ “لبنان لم يلتزم بأي بند من بنود المبادرة، لا سيما ما يتصل منها بإعادة بناء الثقة مع الدول العربية والخليجية، فلا الحملات السياسية والإعلامية توقفت، ولا الخطاب التصعيدي التحريضي توقف ضد دول مجلس التعاون وتحديداً المملكة العربية السعودية، بل على العكس من ذلك بيّنت الوقائع أنّ هناك تصميماً من جانب “حزب الله” على الإمعان والمضي قدماً في مواصلة استهداف العرب في كل مناسباته وسلوكياته وأدائه مقابل وقوف الدولة اللبنانية عاجزة عن لجم هذه الأجندة والنأي بلبنان ومصالح اللبنانيين عنها”.

وفي ضوء ذلك، لم تستبعد المصادر أن “ينعكس هذا السلوك اللبناني صعوبةً في فترة رئاسة لبنان للمجلس الوزاري العربي، خصوصاً وأن المطلوب في هذه المرحلة اتخاذ قرارات متقدمة في ما يخص حرب اليمن والتدخل الايراني في الشؤون العربية”، لافتةً إلى أنّ “المسار اللبناني في ما يتصل بالتزام التضامن العربي لا يزال متعثراً، سيّما وأنّ لبنان الرسمي لم يبادر إلى اتخاذ أي خطوة نوعية من شأنها تحريك المبادرة الكويتية المجمّدة ولم تقدّم الحكومة أي مؤشرات ملموسة تؤكد عزمها جدياً على التحرر من قيود “حزب الله” والإمساك بزمام الأمور سياسياً وسيادياً واقتصادياً في البلد”.

انتخابياً، وعشية إقفال باب الترشيحات لدورة 15 أيار، والتي بلغت حتى مساء أمس 745 مرشحاً تقدمواً بأوراقهم الرسمية في وزارة الداخلية، أقفل رئيس الحكومة نجيب ميقاتي باب التكهنات والتحليلات حول موقفه من الاستحقاق فأعلن عزوفه عن الترشح مفضلاً تكرار “تجربة حكومة العام 2005” التي ترأسها وقدمت حينها “نموذجاً في الفصل بين إدارة الانتخابات وعدم الترشح، واستطعنا من خلالها نقل البلد من ضفة إلى أخرى في أصعب مرحلة، وكان هذا الخيار موضع تقدير محلي وخارجي”. على أنّ ميقاتي حرص على ألا يشوب قرار عزوفه أي شبهة مقاطعة للانتخابات، فتوجه إلى اللبنانيين داعياً إياهم إلى “الاقبال على الاقتراع، لأن التغيير الحقيقي المنشود يبدأ في صناديق الاقتراع (…) وكل ورقة إنتخابية توضع في الصندوق قادرة على إحداث التغيير المنشود”.

تزامناً، أطلق رئيس مجلس النواب نبيه بري جملة مواقف ورسائل انتخابية أمس عزف من خلالها على وتر “حزب الله” و”التيار الوطني الحر” في تخوين الخصوم واتهامهم بتلقي تمويل خارجي بهدف “تسييل كل العناوين المحقة في صناديق الإقتراع أصواتاً لتحقيق مآرب سياسية وإستراتيجية لتغيير وجه لبنان وهويته وخياراته وثوابته من بوابة الإستحقاق الانتخابي” وفق تعبير بري خلال المؤتمر الصحفي الذي عقده في عين التينة وأعلن من خلاله أسماء مرشحي “حركة أمل” للاستحقاق الانتخابي.

أما في معراب، فاختار رئيس حزب “القوات اللبنانية” سمير جعجع ذكرى 14 آذار لإطلاق الحملة القواتية الانتخابية مشدداً على أنّ المعركة اليوم هي “معركة وجود… فإما نحافظ على ما تبقى من لبنان ونسترد ما خسرناه أو نشهد زواله، وإما نحافظ على ما تبقى من الحرية ونعيد سوياً وطن الحريات أو نعود جميعنا إلى السجن الكبير، وإما نحافظ على ما تبقى من السيادة أو نتحوّل رسمياً إلى مقاطعة من جمهورية لا تشبه حضارتنا ولا تاريخنا ولا قيمنا بشيء، وإما نقوم ببناء دولة جديدة أو يسقط ما تبقى من سقف هذه الدولة المهترئة على رؤوسنا، وحينها لا ينفع الندم”.

******************************************

الشرق الأوسط 

ميقاتي يعلن عزوفه عن الترشح للانتخابات: التغيير بالاقتراع لا في الساحات ومواقع التواصل

دعا اللبنانيين إلى المشاركة بكثافة

أعلن رئيس الحكومة اللبنانية نجيب ميقاتي عزوفه عن الترشّح للانتخابات النيابية المقبلة «إفساحاً في المجال أمام التغيير»، داعياً في الوقت عينه إلى الإقبال على التصويت «لأن التغيير الحقيقي المنشود يبدأ في صناديق الاقتراع»، ومؤكداً في الوقت عينه أن حكومته ستعمل على «إجراء الانتخابات في موعدها بكُل نزاهة وشفافية».

ويأتي موقف ميقاتي الذي يملك في البرلمان الحالي كتلة نيابية من 4 نواب، بعد قرار مماثل لرئيسي الحكومة السابقين تمام سلام وسعد الحريري، رئيس تيار المستقبل، الذي أعلن تعليقه العمل السياسي.

وتوجه ميقاتي إلى اللبنانيين من دارته في طرابلس، شمال لبنان، قائلاً: «تنظر الغالبية الساحقة من اللبنانيين إلى هذا الاستحقاق، بكونه معبراً ضرورياً لنقل لبنان من مرحلة إلى أخرى وتجديد الحياة السياسية على نحو متقدم، من هذا المنطلق، واحتراماً لرأي شريحة واسعة من اللبنانيين تطالب بالتغيير، والتزاماً بأحكام الدستور والقوانين، وتجاوباً مع رغبة أصدقاء لبنان وأشقائه، تعهدت حكومتنا بإجراء الانتخابات في موعدها في الخامس عشر من (مايو «أيار») المقبل وإتمامها بكُل نزاهة وشفافية وتوفير السُبل كافة لنجاحها».

وأضاف: «قبل ساعات من موعد إقفال باب الترشح، فإنني أجدد دعوتي لجميع الراغبين بخوض هذا الاستحقاق إلى التقدّم بترشيحاتهم، ولتكن المنافسة الفعلية في هذا الإطار على ما يلبي طموحات اللبنانيين في التغيير الحقيقي، والبرامج الإنقاذية، وليس على نبش الأحقاد وتأجيج الخلافات والانقسامات والعودة إلى الاصطفافات السياسية التي لا طائل منها.

ولقد أثبتت التجارب الماضية أن لا أحد يمكنه إلغاء أحد، وأن هذا البلد لا يحكم إلا بالشراكة بين جميع أبنائه، مهما اختلفت آراؤهم وتباينت توجهاتهم».

ودعا ميقاتي اللبنانيين إلى «الإقبال على الاقتراع، لأن التغيير الحقيقي المنشود يبدأ في صناديق الاقتراع، وليس فقط في التعبير عن الرأي عبر الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي وفي الساحات»، مؤكداً أن «كل ورقة انتخابية توضع في الصندوق قادرة على إحداث التغيير المنشود».

وأعلن ميقاتي عزوفه عن الترشح «لأنني أؤمن بحتمية التغيير وبضرورة إفساح المجال أمام الجيل الجديد، ليقول كلمته ويحدد خياراته، عبر الاستحقاق النيابي المقبل، وانطلاقاً من قناعتي بأن يكون المسؤول مجرداً بالكامل من أي مصلحة، لا سيما في هذا الاستحقاق الديمقراطي الذي نحن مقبلون عليه، ولأن تجربة الحكومة التي ترأستها عام 2005 قدمت نموذجاً في الفصل بين إدارة الانتخابات وعدم الترشح، واستطعنا من خلالها نقل البلد من ضفة إلى أخرى في أصعب مرحلة، وكان هذا الخيار موضع تقدير محلي وخارجي، لهذه الأسباب أعلن عزوفي عن الترشح للانتخابات النيابية، متمنياً التوفيق للجميع، وسأدعم جهود من يختارهم الناس وأتعاون مع الجميع لما فيه المصلحة العامة».

وأكد في المقابل، الاستمرار «بالعمل حكومياً لمعالجة الأوضاع الاقتصادية والمالية والاجتماعية، قدر ما تسمح الإمكانات، ووضع بلدنا على سكة التعافي بمساعدة ودعم جميع أصدقاء لبنان وأشقائه، وبالتعاون مع صندوق النقد الدولي والبنك الدولي والمنظمات الدولية التابعة للأمم المتحدة»، مضيفاً: «وفي هذه المناسبة أجدد دعوة الجميع إلى التعاون مع الحكومة لتمرير هذه المرحلة الصعبة على وطننا وأهلنا».

******************************************

الجمهورية 

بعد الترشيحات تصفيات.. بري: يموّلون لتغيير وجه لبنان.. البنك الدولي يحذّر من دمار كامل

يُغلَق منتصف ليل اليوم الثلاثاء 15 آذار 2022 باب الترشيحات الرسمية للانتخابات النيابية المحددة بعد شهرين من اليوم. واعتبارا من يوم غد، ستبدأ مباريات التصفية، فينسحب من المرشحين من تُسَدُّ طريقه للانضمام إلى لائحة انتخابية، ويبقى في الميدان من يحالفه الحظ، ويظفر بلائحته تستقبله عضواً فيها.

من جهة ثانية، استقبل رئيس الجمهورية ميشال عون رئيس مؤسسة الانتربول، نائب رئيس الحكومة السابق الياس المر ونجله ميشال الياس المر، وشقيقته السيدة ميرنا المر ابو شرف، الذين وجّهوا دعوة الى رئيس الجمهورية للمشاركة في القداس الذي تقيمه العائلة في 3 نيسان المقبل، لمناسبة مرور سنة على وفاة الرئيس الراحل ميشال المر. وخلال اللقاء، تم التداول في الاوضاع العامة في البلاد، والتطورات المحلية والدولية، اضافة الى الاستحقاق الانتخابي النيابي ودور مؤسسة «الانتربول».

مع إقفال باب الترشيحات، يُمنحُ المرشحون رسمياً مهلة عشرين يوما تنتهي في 5 نيسان المقبل لحسم خياراتهم في الانسحاب من المعركة أو البقاء في الميدان تمهيداً للانخراط في لوائح متنافسة، وذلك وفق ما تنص عليه المادة 52 من قانون الانتخاب الحالي، والتي جاء فيها ما حرفيّته: «يتوجّب على المرشحين ان ينتظموا في لوائح قبل اربعين يوماً كحد اقصى من موعد الانتخابات، على ان تضم كل لائحة كحدّ أدنى 40 % من عدد المقاعد في الدائرة الانتخابية، بما لا يقل عن 3 مقاعد، وعلى ان تتضمن مقعدا واحدا على الاقل من كلّ دائرة صغرى في الدوائر المؤلفة من اكثر من دائرة صغرى، ويعتمد الكسر الاكبر في احتساب الحد الادنى في الدوائر ذات المقاعد المفردة».

إقتربت ساعة الجد

عملياً، بات في الامكان القول إنّ ساعة الجد قد اقتربت، وفترة العشرين يوما المحددة لتركيب اللوائح هي الاصعب بالنسبة الى شريحة كبيرة من المرشّحين غير الحزبيين، ومن بينهم بالتأكيد من سيُسعفه حظّه بالانضمام الى إحدى اللوائح، ومن بينهم كثر ممّن سيُخذَلون ويجدون انفسهم خارج اللوائح، فيخرجون تلقائياً من المعركة، ويُخرِجون معهم ما اطلقوه من شعارات وعناوين كبرى على مدى اشهر طويلة.

كيف هي الصورة على الارض؟

إذا ما نظرنا الى سطح المشهد الانتخابي، وكذلك الى مواقف الاحزاب والقوى المتصارعة، يتبين جلياً ان كل طرف يدّعي الربح المسبق والحاسم في انتخابات ايار. وهذا الادعاء قد حكم هذا المشهد منذ انتفاضة 17 تشرين الاول 2019، عبر العناوين الكبرى التي اثيرت فيها، وشكّلت وقوداً للحراكات التي تلتها. ولكن ما هو على السطح من مبالغات، تُناقضه الوقائع الموضوعية والاحجام الحقيقية لكل طرف على ارض الواقع.

كلّهم محشورون

ومن هنا، يبدو أنّ كل الاطراف تلعب دورين على المسرح الانتخابي، ففي العلن وعلى المنابر تظهر نفسها واثقة من الفوز وانها تسير بخطى ثابتة نحو الحسم، وتحقيق سيل الوعود التي اطلقتها في الشوارع. اما في دواخلها، فتتبدى حقيقة صادمة تؤكد أن كل هذه الاطراف مُربكة ومحشورة، بعجزها عن تحقيق التغيير الذي نادت به، وبأن صياغة التحالفات بين هذا الطرف او ذاك ليست باليسر الذي توقعته، فدونها شروط من هنا وهناك، تصعّب عقد هذه التحالفات، وبلوغ لوائح مكتملة في الكثير من الدوائر.

المزاج الشعبي مُحبط

وبمعزل عن الخطاب المنبري والكلام الكبير الذي يُساق فيه لزوم الشحن الانتخابي للحزبيين والمناصرين التقليديين، فإنّ المزاج الشعبي الذي تأثّر بالشعارات ووعد بالتغيير وإحداث انقلاب جذري في الخريطة النيابية القائمة في المجلس النيابي الحالي، هو، وفق ما تؤكد دراسات واستطلاعات اصحاب الاختصاص في مجال الانتخابات، مُصاب بإحباط حقيقي بعدما تَوضّحت امامه الصورة، وتبيّن له بما لا يقبل أدنى شك ان العناوين التغييرية التي رفعت على مدى اشهر طويلة قد تبدلت وتقزّمت، وانّ الهدف الاسمى للاحزاب التي استثمرت عليها لأشهر طويلة، هو الذهاب، ليس الى معركة كسر عظم وقلب موازين سياسية ونيابية، بل أقصى ما تريده هذه الاحزاب، هو خوض معركة انتخابية شرسة لتجميع «حَواصل» تمكّنها من الحفاظ على احجامها النيابية على ما كانت عليه في المجلس الحالي لا أكثر ولا أقل.

وتحت هذا العنوان، سيدور الصّخب السياسي خلال الشهرين المقبلين، والاجواء تؤشر الى ان الفترة المتبقية من الآن وحتى موعد اجراء الانتخابات ستكون ذروة في الشراسة في بعض الدوائر، وخصوصا بين الاحزاب المتصارعة على موقع التمثيل الأول والاقوى في الطائفة، وليس سرّاً الصراع المحتدم بين حزب «القوات اللبنانية» والتيار الوطني الحر على اكثرية نيابية يتربّع من ينالها في موقع الاقوى مسيحياً.

على انّ الثقل الاكبر الذي تعانيه القوى السياسيّة والحزبية، هو ان انحدار الازمة وآثارها السلبية التي ضربت المواطنين في كل المناطق، نزعت ثقته بأي برنامج انتخابي لأي من هذه القوى السياسية التي يتهمها بأنها كانت السبب في بلوغ حاله هذا المستوى من الاهتراء، او شريكة في ذلك، وهو ما يدفع بشريحة واسعة من الناخبين الى الإحجام عن المشاركة في عمليّة الاقتراع، وهو الامر الذي يزيد من حشر هذه القوى في معركتها للحفاظ على احجامها، وهذا الاحجام الذي تتقاطع على تأكيده مختلف الدراسات والإحصاءات، حيث ترى ان انتخابات 15 ايار ستكون الادنى من حيث نسبة الاقتراع، بين سائر الدورات الانتخابية التي جرت في لبنان بعد الطائف.

تفاوت في الحماوة

واذا كانت كلّ المؤشرات والإستطلاعات تؤكّد أنّ الثّنائي الشّيعي يذهب إلى معركة سهلة في الدوائر المشتركة بينهما من بعبدا الى الجنوب والبقاع الغربي وصولا الى بعلبك الهرمل، بحيث تبدو هذه الدوائر مغلقة وصعبة الاختراق، تنتظر هذا الثنائي معركة حامية في بضع دوائر تعتريها بعض الصعوبة، ولا سيّما في جزين وزحلة وبيروت الثانية وجبيل، علما ان اوساطه تؤكد ان المقاعد الشيعية في هذه الدوائر مضمونة لحركة «أمل» و»حزب الله».

وفي الموازاة تبدو الصور ة السنية الأكثر إرباكا وضبابية، بعد انكفاء تيار المستقبل عن المشهد الانتخابي، وهو الامر الذي لم يبرز حتى الآن قيادة بديلة للمستقبل تشكل جاذباً يستقطب النّاخب السنّي.

وعلى ما تؤكد الاستطلاعات الانتخابية، فإن المزاج السنّي ليس معنيا بكل الدعوات التي تتوالى من قبل بعض المراجع السنية الى عدم المقاطعة. فالإحجام عن المشاركة سيشكل النسبة الأعلى، خصوصا ان المزاج السنّي متأثر في جانب اساسي منه بخروج الرئيس سعد الحريري من المعركة، ومُنسجم مع دعوته الى عدم المشاركة لا ترشيحا ولا اقتراعا، وعدم التفاعل انتخابيا مع اي مبادرات انتخابية تقدم عليها قيادات سنيّة خارجة من رحم تيار المستقبل. وتبعاً لذلك، فإنّ ما ينتظر الدوائر السنيّة معارك ومنافسات ستفرز واقعا سنيا نيابيا جديدا مغايرا لصورة التمثيل السني التي ثبتت منذ انتخابات العام 2005 وحتى اليوم.

يشار في السياق السني الى ان رئيس الحكومة نجيب ميقاتي أعلن امس عزوفه عن الترشح الى الانتخابات النيابية. وقال: أتوجّه بنداء الى جميع اللبنانيين وادعوهم الى الاقبال على الاقتراع، لأن التغيير الحقيقي المنشود يبدأ في صناديق الاقتراع، وليس فقط في التعبير عن الرأي عبر الاعلام ومواقع التواصل الاجتماعي وفي الساحات.

واضاف: لأنني أؤمن بحتمية التغيير وبضرورة افساح المجال أمام الجيل الجديد ليقول كلمته ويحدد خياراته عبر الاستحقاق النيابي المقبل، وانطلاقا من قناعتي بأن يكون المسؤول مجردا بالكامل من أي مصلحة، لا سيما في هذا الاستحقاق الديموقراطي الذي نحن مقبلون عليه، ولأن تجربة الحكومة التي ترأستها عام 2005 قدّمت نموذجاً في الفصل بين ادارة الانتخابات وعدم الترشح، واستطعنا من خلالها نقل البلد من ضفة الى اخرى في أصعب مرحلة، وكان هذا الخيار موضع تقدير محلي وخارجي، لهذه الاسباب أعلن عزوفي عن الترشح للانتخابات النيابية، متمنيا التوفيق للجميع، وسأدعم جهود من يختارهم الناس وأتعاون مع الجميع لما فيه المصلحة العامة. وشدد على ان «لا أحد يمكنه إلغاء أحد، ولبنان لا يُحكم إلا بالشراكة، وأدعو اللبنانيين إلى المشاركة في الانتخابات لا سيما أهلي في طرابلس».

المعارك الصعبة

اما في المقلب الآخر، ووفق الاستطلاعات عينها، تتبدّى معارك شديدة الصعوبة، وخصوصا امام الحزب التقدمي الاشتراكي في الشّوف تحديداً بعد خسارة الرافعة السنيّة التي كان يشكلها تيار المستقبل، وهو الامر الذي يعزّز من حظوظ خصوم وليد جنبلاط على امكانية تحقيق بعض الاختراقات. والصعوبة نفسها تتبدّى امام الاشتراكي في امكان الحفاظ على مقعديه في بيروت والبقاع والغربي.

أما الصراع العنيف، وكما هو واضح، فمركّز في الدوائر المسيحية، فالتيار الوطني الحر و»القوات اللبنانية» أمامهما جبهات صداميّة مفتوحة في كل الدوائر المشتركة بينهما، بفارق انّ التيار مُستند في بعض الدوائر على حليفه «حزب الله» الذي يشكل له رافعة في بعبدا وجبيل وزحلة. فيما معارك «القوات» تبدو اكثر حماوة، بدءا من الدائرة الاصعب في المتن، وكذلك في الاشرفيّة التي لا تقل صعوبة خصوصاً ان المنافسة ليست مع التيار الوطني الحر فقط، بل مع سائر الاحزاب المسيحية وكذلك مع المجموعات المدنية التي تسعى لإثبات وجودها وتحقيق خروقات، والحال نفسها في كسروان جبيل. أمّا أمّ المعارك فتتبدّى في الدائرة التي تقع البترون من ضمنها، تُضاف إليها معركة صعبة في البقاع الشّمالي وعكار.

بري يعلن مرشّحيه

الى ذلك، وفي مؤتمر صحافي عقده في مقر رئاسة المجلس النيابي في عين التينة، اعلن رئيس المجلس نبيه بري مرشحي حركة «امل» في الانتخابات، وهم إضافة اليه: عناية عزالدين، علي خريس، علي عسيران، ميشال موسى، أيوب حميّد، أشرف بيضون، ناصر جابر، هاني قبيسي، علي حسن خليل، مروان خير الدين، قاسم هاشم، قبلان قبلان، محمد خواجة، فادي علامة، ابراهيم عازار وغازي زعيتر.

وقال: إن استحقاق الإنتخابات النيابية المقبلة هو ليس الإستحقاق الاول الذي يتحضّر لبنان واللبنانيون لخوض غماره وإنجازه بعد اتفاق الطائف، لكن صدّقوني هو الإستحقاق الأول الذي ألمس فيه وربما يُشاطرني الكثيرون من اللبنانيين هذا الكم الهائل من الإهتمام الدولي والإقليمي غير المسبوق باستحقاق دستوري في هذا البلد الصغير. نعم وبالرغم من وقوف العالم اليوم على شفير حرب عالمية ثالثة أو تسوية مدروسة قد تبرم إلا أن هذا الإهتمام اذا لم نقل هذا التدخل في هذا الإستحقاق لم ينحسر وبقي الشغل الشاغل للدنيا من شرقها الى غربها، ومردّ ذلك لأسباب شتّى البعض القليل منها عن حسن نية ناجِم عن محبة لهذا البلد، والبعض الاخر وهم كثر، يريدون تحويل هذا الإستحقاق الى مناسبة لتسييل ما تم الإستثمار عليه طيلة السنوات الماضية من مشاريع فتن مذهبية وطائفية وحملات تشويه وافتراءات بلغت ذروتها في السنوات الثلاث المنصرمة، ناهيك عن استثمار على غير وجه حق وجع الناس وآلامهم ودمائهم وجنى أعمارهم ولقمة عيشهم الصحي والغذائي ومطالبهم المشروعة بالعيش الكريم، وكلها تمثل الحق المطلق للناس».

واشار الى ان «البعض في الخارج يموّل بعض الداخل لتسييل كل تلك العناوين المحقة في صناديق الاقتراع اصواتا لتحقيق مآرب سياسية واستراتيجية لتغيير وجه لبنان وهويته وخياراته وثوابته من بوابة الاستحقاق الانتخابي حتى اصبح «استحقاق حق يُراد منه باطل».

وقال: «أرادوه كذلك، ونحن من موقعنا السياسي والجماهيري نؤكد اننا نريد لهذا الإستحقاق أن يتم في موعده في الخامس عشر من أيار، وسيتم في هذا الموعد، بعد سقوط كل أبواب التعديل والتأجيل والتسويف».

وعرض بري البرنامج الانتخابي وأساسه «الإلتزام بالدستور والعمل على تطبيق ما لم ينفذ من بنود إصلاحية دستورية في إتفاق الطائف الذي يبقى اطارا صالحا وناظما للعلاقات بين اللبنانيين. والتأكيد على أنّ لبنان وطن نهائي لجميع ابنائه، والعمل للانتقال بلبنان من دولة الطوائف الى الدولة المدنية العصرية. والتخلص من القوانين الإنتخابية التي تكرس المحاصصة الطائفية والمذهبية، وتطبيق القوانين الاصلاحية، والحفاظ على اموال المودعين. اما في ملف الترسيم فهو التأكيد على عدم التفريط أو التنازل أو المقايضة أو المساومة بأي كوب ماء أو متر مكعب من الثروات مع التأكيد على أن إتفاق الاطار يبقى هو الآلية المتاحة لاستكمال التفاوض غير المباشر لإنجاز الترسيم.

جعجع

في السياق الانتخابي ايضا، أكد رئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع، خلال إطلاقه الحملة الانتخابية في ذكرى «14 اذار»، أنه «عندما يكون الوطن مهددا والمؤسسات مخطوفة والدستور شبه معطّل والشعب يائس وبيروت تتفجر، تكون المعركة الانتخابية ليست مجرد معركة سياسية بل معركة وجودية». وقال: «معركتنا اليوم هي معركة وجود، فإما نحافظ على ما تبقى من لبنان ونسترد ما خسرناه او نشهد زواله، اما نحافظ على ما تبقى من الحرية ونعيد سوياً وطن الحريات او نعود جميعنا الى السجن الكبير».

وأعلن: «بين اللي فِيّن وما بدّن، وبين اللي بدّن وما فيّن، بيبقى اللي بدّن وفيّن، نحنا القوات اللبنانية اللي بدّنا وفينا». وإذ قال «حبذا لو «حزب الله» يتّعِظ من تجربة المقاومة الاوكرانية ويتوقّف عن انتحال صفة المقاومة في لبنان فيما هو أقرب لقوة احتلال إيراني أو قوة انفصالية»، توجّه إلى اللبنانيين بالقول «انتم مدعوون الى تحويل 15 أيار المقبل الى 14 آذار انتخابي، بمعنى الحرية والسيادة والاستقلال. انتم مدعوون الى تحويل 15 أيار الى 17 تشرين انتخابي، بمعنى الثورة على الفساد والهدر وسوء إدارة الدولة وتسييبها».

مراقبون عرب

تزامناً، زار الامين العام لجامعة الدول العربية احمد ابو الغيط الرؤساء الثلاثة ميشال عون ونبيه بري ونجيب ميقاتي، وقال ردا على سؤال «انّ الجامعة على استعداد لإرسال فريق لمراقبة الانتخابات النيابية، وقد أثرنا هذه النقطة مع فخامة الرئيس، وقد سبق ان قمنا بهذه الخطوة في الجزائر والعراق وفلسطين ومناطق كثيرة، واعتقد اننا سننفذ هذا الامر».

مصير الانتخابات

وسط هذه الاجواء، ما زالت علامات الاستفهام تحوم حول مصير الانتخابات النيابية، وسط مخاوف من بروز عوامل اجتماعية ومعيشية تجعل من اجراء الانتخابات في موعدها مسألة صعبة، وقد برزت بالامس تأكيدات سياسية على ان الانتخابات ستجري في موعدها، وهو ما اكد عليه رئيس مجلس النواب نبيه بري، بالتوازي مع تطمينات عَكسها مرجع امني لـ»الجمهورية» بقوله: «إنّ الجهوزيّة العسكريّة والامنية كاملة ومستنفرة لمواكبة الإستحقاق الإنتخابي وحماية العمليّات الانتخابيّة وردع أي محاولة للعبث بالامن والتأثير على الانتخابات. واكدت أن الوضع الامني في لبنان هو في العناية الامنية والعسكرية الفائقة، وعلى درجة عالية من الاستقرار، وكل الامور تحت السيطرة، وليس هناك ما يدعو الى القلق».

الحذر واجب

ولكن على الرغم من هذه التطمينات، فإنّ بعض المستويات السياسيّة والحزبية ترى أنّ «ثمّة ما يوجِب الحذر الشّديد، والتنبّه بشكل خاص من الخلايا الارهابيّة، وكذلك من تداعيات محتملة جراء التوترات التي تزايدت في المنطقة في الايام الاخيرة، اضافة الى المناورة العسكرية الكبرى التي اعلن الجيش الاسرائيلي عن اجرائها في وقت قريب».

على ان الأخطر في هذا المجال، ما سمّتها مصادر سياسية «عبوة الترسيم»، حيث قالت لـ»الجمهورية» إنّ القلق في هذا الجانب ليس من تعثّر مفاوضات ترسيم الحدود البحرية بين لبنان واسرائيل، فهي في الاصل متعثرة، والجولة الاخيرة للوسيط الاميركي آموس هوكشتاين اثارت التباسات وأبقت الامور جامدة عند نقطة الخلاف الجوهرية، بل ان القلق هو ممّا قد يبرز من تطورات حيال هذا الملف البحري بأبعاده النفطية والغازية وكذلك الامنية، خصوصاً ان اسرائيل تتوجّه الى بدء عمليات الحفر والتنقيب في المنطقة البحرية المتنازع عليها مع لبنان، ومَنحت شركة «هالبيرتون» الاميركية عقدا للقيام بعمليات التنقيب عن النفط والغاز في تلك المنطقة.

وبحسب المصادر «إنّ ملف الترسيم بات عنوانا مقلقا، حيث أنّ كل الاحتمالات تحيط به، ومن ضمنها الاحتمال الامني، في ظل عدم وصول المفاوضات بين الجانبين اللبناني والاسرائيلي بوساطة اميركية ورعاية الامم المتحدة الى اتفاق حول النقاط المتنازَع عليها، وفي ظل اعلان اسرائيل مضيّها في التنقيب في تلك المنطقة، الذي قوبِل برفض لبناني لهذه الخطوة الاسرائيلية التي تنسف اتفاق الاطار حول مفاوضات الترسيم. وكذلك يبرز إزاءه ما اعلنه «حزب الله» لناحية التشكيك بالوسيط الاميركي ووصفه بـ»الثعلب»، مُرفقاً ذلك بتهديد واضح قبل أيام وَردَ على لسان رئيس كتلة الوفاء للمقاومة النائب محمد رعد، حيث قال: سنُبقي غازَنا مدفوناً في مياهنا الى ان نستطيع منع الاسرائيلي من ان يمد يده على قطرة ماء من مياهنا. لسنا قاصرين، وليعلم العدو ومن يتواصل معه، وسيطاً وغير وسيط، انّ الاسرائيلي لن يتمكن من التنقيب عن الغاز في جوارنا ما لم ننقّب نحن عن الغاز ونستثمره كما نريد، و«ليبلطوا البحر». لن نسمح للاسرائيلي ان ينقّب عن الغاز من دون ان نستطيع ان نُنقّب عنه في مياهنا».

البنك الدولي يحذّر

من جهة ثانية، وفي بيان لافت، جَدّد البنك الدولي دعوته «صانعي السياسات في لبنان» إلى «المضي قدماً في اعتماد خطة تَعاف اقتصادية ومالية على وجه السرعة، وإلى تنفيذ الإصلاحات الملحّة التي طال انتظارها من أجل تفادي دمار كامل لشبكاته الاجتماعية والاقتصادية ووقف النزيف الخطير في رأس المال البشري».

******************************************

 اللواء 

لوائح التحدي: 60 يوماً من معارك التعبئة والتحريض والانقسام!

برّي على سلاحه وميقاتي يدعم ولا يترشح.. والمصارف تتجه للمواجهة مع عون

كرّت سبحة الترشيحات قبل ساعات قليلة من اقفال باب الترشح عند منتصف هذه الليلة إذ بلغت 745 مرشحاً، وانجز الفريق الشيعي عدته، فأعلن الرئيس نبيه برّي الذي كان أوّل المرشحين من لائحته، الأسماء المرشحة، حيث خرج أربعة، ودخل مكانهم أربعة، بعنوان بـ«الأمل وحدتنا»، فيما ذهب الرئيس نجيب ميقاتي إلى العزوف، حاذياً حذو الرئيسين تمام سلام وسعد الحريري، على ان يتخذ الرئيس فؤاد السنيورة موقفاً مشابهاً اليوم، مع التأكيد على دعم لائحة يجري البحث في تأليفها، بعد إنجاز الترشيحات، وقبل موعد تسجيل اللوائح في 5 نيسان المقبل، مع الأيام الأولى من شهر رمضان المبارك.

اتسمت شعارات اللوائح بالتحدي، لدرجة العنهجية.. «فالقوات اللبنانية» شعارها الانتخابي «اللي بدنا فينا»، وكان شعار التيار الوطني الحر، أمس الأوّل «كنا.. وسنبقى».. كأسلحة في التعبئة والتحريض والانقسام، قبل التوجه إلى صناديق الاقتراع.

وتنتهي منتصف ليل هذا اليوم مهلة تقديم الترشيحات للإنتخابات النيابية، وبلغ عدد الذين تقدموا بترشيحاتهم حتى امس 745 مرشّحاً تقدّموا بأوراقهم الرسميّة في وزارة الداخليّة حتى الآن، ولم يكن بينهم رئيس الحكومة نجيب ميقاتي الذي اعلن امس عزوفه عن الترشح الى الانتخابات النيابية لكنه دعا الى الاقبال على الاقتراع. بينما كان أبرز من قدم ترشيحاته امس: جبران باسيل وسامي الجميّل وطلال ارسلان ونائبه في رئاسة الحزب نسيب الجوهري (عن بيروت الثانية)، وسامر سعادة برغم قرار الكتائب ترشيح مجد بطرس حرب، بالإضافة الى تقدّم عدد من نواب كتلة المستقبل بطلبات ترشيحهم. لكن بعض المعلومات اشارت الى انه وبخلاف قرار تيار المستقبل وعدم موافقة النائب بهية الحريري، تقدم كل من يوسف النقيب رئيس الماكينة الانتخابية في ​صيدا والمحامي حسن شمس الدين بطلبي ترشيح عن المقعدين السنيين في صيدا.بينما اعلن رئيس حركة الشعب نجاح واكيم عدم مشاركته ورفاقه في الحركة في الانتخابات النيابية ترشحاً وانتخاباً.

وكانت هذه الانتخابات مدار متابعة عربية من خلال زيارة ألأمين العام لجامعة الدول العربية احمد ابو الغيط الى بيروت، وقد لمس بحسب ما صرح به «إصرارا رئاسيا على اجراء الانتخابات»، في حين اشارت المعلومات الى انه خلافاً لما تردد عن نقله رسالة تضمنت ردات فعل عربية على الجواب اللبناني من المبادرة الكويتية، فإن مصادر بعبدا قالت لـ «اللواء» انه لم ينقل اي رسالة ولا اجوبة ولا معطيات واضحة، بل اكد خلال اللقاء مع رئيس الجمهورية ان الجامعة تتابع مع الدول المعنية المبادرة الكويتية. لكن ابو الغيط كشف أنه «سيكون هناك اجتماع تشاوري للوزراء العرب في بيروت في منتصف هذا العام».

ميقاتي: عزوف ودعوة للمشاركة

فقد أعلن الرئيس ميقاتي عزوفه عن الترشح الى الانتخابات النيابية. وقال: اتوجه بنداء الى جميع اللبنانيين وادعوهم الى الاقبال على الاقتراع، لأن التغيير الحقيقي المنشود يبدأ في صناديق الاقتراع، وليس فقط في التعبير عن الرأي عبر الاعلام ومواقع التواصل الاجتماعي وفي الساحات.

واضاف: لأنني أؤمن بحتمية التغيير وبضرورة افساح المجال أمام الجيل الجديد، ليقول كلمته ويحدد خياراته، عبر الاستحقاق النيابي المقبل، وانطلاقا من قناعتي بأن يكون المسؤول مجردا بالكامل من أي مصلحة، لا سيما في هذا الاستحقاق الديموقراطي الذي نحن مقبلون عليه، ولأن تجربة الحكومة التي ترأستها عام ٢٠٠٥ قدمت نموذجاً في الفصل بين ادارة الانتخابات وعدم الترشح، واستطعنا من خلالها نقل البلد من ضفة الى اخرى في أصعب مرحلة، وكان هذا الخيار موضع تقدير محلي وخارجي، لهذه الاسباب أعلن عزوفي عن الترشح للانتخابات النيابية، متمنياً التوفيق للجميع، وسأدعم جهود من يختارهم الناس واتعاون مع الجميع لما فيه المصلحة العامة.

وشدد على ان «لا أحد يمكنه إلغاء أحد ولبنان لا يُحكم إلا بالشراكة وأدعو اللبنانيين إلى المشاركة في الانتخابات لا سيما أهلي في طرابلس».

بري: الخارج يموّل الداخل

بدوره، اعتبر رئيس مجلس النواب نبيه بري، في مؤتمر صحافي، مخصص لملف الانتخابات النيابية، أن «هذه الانتخابات ألمس فيها هذا الكم الهائل من الاهتمام الدولي والاقليمي في هذا الاستحقاق الدستوري، وبرغم وقوف العالم على شفير الحرب العالمية الثالثة أو تسوية مدروسة، هذا الاهتمام أو التدخل لم ينحسر البعض عن حسن نيّة، والبعض الآخر وهم كثر يريدون تحويل الاستحقاق الى مشاريع فتن مذهبية وطائفية وافتراءات بلغت ذروتها في السنوات الثلاث الماضية».

وإسف بري لأن «البعض في الخارج يموّل بعض الداخل لتحقيق مآرب سياسية استراتيجية لتغيير هوية لبنان وثوابته»، وقال: إن أصوات المتنافسين في الانتخابات يجب ألّا تعلو فوق صوت الغالبية العظمى من اللبنانيين الذين باتوا تحت خط الفقر.

وأكّد، أنّ «الإستحقاق الانتخابي سيتم في 15 أيار بعد سقوط كل أبواب التعديل والتأجيل»، مضيفاً: «يجب ألا يحجب الاستحقاق الانتخابي الرؤية عن احتياجات اللبنانيين وغذائهم خصوصًا في هذه اللحظة الراهنة التي عادت فيها شياطين الاحتكار الى استغلال الناس».

ورأى برّي، إنّ «أصوات المتنافسين في الانتخابات يجب ألّا تعلو فوق صوت الغالبية العظمى من اللبنانيين الذين باتوا تحت خط الفقر».

وحدد عناوين برنامج «حركة امل» وكتلة التنمية والتحرير الانتخابي، تحت شعار «بالوحدة أمل لننقذ لبنان»، وهي: الالتزام بالدستور والعمل على تنفيذ ما لم ينفذ من اتفاق الطائف، التمسك بضرورة التخلص من القوانين الإنتخابية التي لا تضمن شراكة الجميع والعمل على إقرار قانون إنتخاب عصري، عدم المس بحقوق المودعين، عدم التفريط بأي كوب ماء أو متر مكعب من الثروات النفطية في البحر مع التأكيد ان اتفاق الإطار هو الوسيلة المتاحة لتحقيق الترسيم مع إسرائيل، إقرار قانون اللامركزية الموسعة، الضغط ديموقراطيا لتطبيق ما أنجز من قوانين إصلاحية، استكمال التحقيق بانفجار المرفأ ولا غطاء على أي مرتكب، رفض أي شكل من أشكال تطبيع العلاقات مع السلطات الليبية ما لم تتم إماطة اللثام عن جريمة اختطاف الإمام موسى الصدر. معتبراً ان «استحقاق ترسيم الحدود هو ملف سيادي لا يجوز ربطه بأي استحقاق داخلي».

وأعلن بري أسماء المرشحين للانتخابات وهم 17 مرشحاً:

{ دائرة صور الزهراني:عناية عز الدين، علي خريس، علي عسيران، ميشال موسى ونبيه بري.

{ دائرة النبطية –بنت جبيل – مرجعيون – حاصبيا:أيوب حميد، أشرف بيضون، هاني قبيسي، ناصر جابر، علي حسن خليل، قاسم هاشم ومروان خير الدين.

{ دائرة صيدا – جزين:إبراهيم عازار.

{ دائرة بيروت الثانية:محمد خواجة.

{ دائرة بعبدا:فادي علامة.

{ دائرة البقاع الشمالي:غازي زعيتر.

{ دائرة البقاع الغربي – راشيا: قبلان قبلان

جعجع : تحويل 15 أيار

وفي معراب، أكد رئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع، خلال اطلاقه الحملة الانتخابية في ذكرى «14 اذار»، أن «عندما يكون الوطن مهدداً والمؤسسات مخطوفة والدستور شبه معطل والشعب يائس وبيروت تتفجر، تكون المعركة الانتخابية ليست مجرد معركة سياسية بل معركة وجودية».

وقال: معركتنا اليوم هي معركة وجود، فإما نحافظ على ما تبقى من لبنان ونسترد ما خسرناه او نشهد زواله، اما نحافظ على ما تبقى من الحرية ونعيد سويا وطن الحريات او نعود جميعنا الى السجن الكبير.

واضاف: «بين اللي فيون وما بدّن، وبين اللي بدّن وما فيون، بيبقى اللي بدّن وفيون، نحنا القوات اللبنانية اللي بدّنا وفينا». واضاف: حبذا لو حزب الله يتّعظ من تجربة المقاومة الاوكرانية ويتوقّف عن انتحال صفة المقاومة في لبنان، فيما هو أقرب لقوة احتلال إيراني أو قوة انفصالية.

وتوجه إلى اللبنانيين بالقول: انتم مدعوون الى تحويل 15 أيار المقبل الى 14 آذار انتخابي، بمعنى الحرية والسيادة والاستقلال. انتم مدعوون الى تحويل 15 أيار الى 17 تشرين انتخابي، بمعنى الثورة على الفساد والهدر وسوء إدارة الدولة وتسييبها.

جولة ابو الغيط

وسط هذه الاجواء، جال الامين العام لجامعة الدول العربية احمد ابو الغيط على المسؤولين، عارضا للاوضاع المحلية والاقليمية. وأعرب عن سعادته لوجوده في لبنان، وقال: انه بحث مع الرئيس ميشال عون في الاوضاع العربية عموما، وفي الوضع في لبنان خصوصا، وفي التطورات الاقليمية الاخيرة، ولا سيما منها الاوضاع بين روسيا الاتحادية واوكرانيا، والتحضيرات الجارية لعقد القمة العربية في الجزائر في الاول من تشرين الثاني المقبل.

وعما اذا كانت الجامعة سترسل فريقا لمراقبة الانتخابات النيابية؟ اجاب: اثرنا هذه النقطة مع الرئيس عون واعربت عن استعداد الجامعة الدائم لايفاد فريق، وقد سبق ان قمنا بهذه الخطوة في الجزائر والعراق وفلسطين ومناطق كثيرة، واعتقد اننا سننفذ هذا الامر.

وعن المبادرة الكويتية؟ قال: ابلغت الرئيس ما لدي من ردود افعال، لا يمكنني التحدث عنها علناً، كما ابلغته نتيجة الاتصالات التي قمنا بها في هذا السياق.

واكد رئيس الجمهورية خلال اللقاء، ان الاوضاع الاقليمية والدولية الراهنة والاضطرابات التي يعاني منها العديد من الدول، تُحتّم اكثر من اي وقت مضى، العمل سريعا على تحقيق التضامن بين الدول العربية لتتمكن من مواجهة تداعيات ما يجري، بموقف واحد يحمي مصالح شعوبها.

وابلغ الرئيس عون ابو الغيط ان «الانتخابات النيابية ستجرى في موعدها في 15 ايار المقبل، مُرحّباً بأي متابعة من جامعة الدول العربية لهذه الانتخابات.

واشار الرئيس عون الى ان «ملف النازحين السوريين الى لبنان، لا يزال يلقي بثقله على الوضع اللبناني العام، الامر الذي يفرض معالجة عاجلة له، لا سيما وان القتال توقف في معظم المناطق السورية.

ومن السراي، قال ابو الغيط بعد لقائه رئيس الحكومة نجيب ميقاتي: كان النقاش مفيدا للغاية، تناولنا خلاله الوضع اللبناني والانتخابات المقبلة، وتطرقنا الى الوضع الدولي وتأثيراته على الاوضاع في الشرق الأوسط وشرق المتوسط وعلى لبنان والدول العربية، كما ناقشنا المبادرة الكويتية- الخليجية. وأستشعر الأمل بمستقبل أفضل لهذا البلد العريق.

وسُئِل: هل المبادرة العربية لا زالت سارية المفعول؟

اجاب: المبادرة موجودة بصفة عامة، ويمكن القول اننا نأمل ان تتحرك.

واضاف ردا على سؤال: هناك انتخابات قادمة وهي تساهم في تحقيق الاستقرار ولم الشمل وتشكيل حكومة جديدة وانطلاقة مع صندوق النقد الدولي لأن المفتاح معه، وكل هذا يتوقف على التحرك السياسي اللبناني الداخلي لأن الانتخابات ستكون حاسمة.

وزار ابو الغيط ايضا عين التينة والتقى الرئيس بري.

مجلس الوزراء والتعتيم

على الصعيد السياسي، يعقد مجلس الوزراء جلسة عادية، الرابعة من بعد ظهر غدٍ الاربعاء في السراي الحكومي وعلى جدول اعماله 35 بندا من ضمنهم 17 بنداً عن النصوص التطبيقية للقوانين النافذة.

وتعليقاً على سير العمل الحكومي، كتب رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط عبر حسابه على «تويتر»: يبدو أن هذه الحكومة أو بعض أركانها قرّرت التعتيم الكامل على ملف الكهرباء، بعد الوعود حول الغاز المصري والكهرباء الأردنية. لكنها تصر على سلعاتا. وهذه الحكومة مرّرت بالتراضي التعهّد الجديد لمرفأ بيروت ورفعت استملاكات شاسعة تعود إلى الصالح العام وتناست بالكامل البطاقة التموينية.

دفع مستحقات شبكة أمان

على صعيد المعالجات الحكومية للوضع المعيشي، أعلن رئيس الحكومة عن بدء دفع المساعدات النقدية ضمن البرنامج الطارئ لشبكة الأمان الاجتماعية «أمان» الممول من البنك الدولي بمبادرة وجهد من وزارة الشؤون الاجتماعية. وعقد الرئيس ميقاتي لهذه الغاية لقاء صحافيا في السراي بمشاركة وزير الشؤون الاجتماعية هكتور الحجار ومدير دائرة المشرق في البنك الدولي ساروج كومار جاه. وحضور نائبه سعادة الشامي وعدد من الوزراء والمدراء العامين.وقال: هذه الخطوة باتت اكثر من ملحة في هذه الظروف الصعبة التي يمر بها وطننا، وتشكل دعما معينا يأخذ في الاعتبار الامكانات المادية المتوافرة واولوية التوجه الى الاسر الاكثر حاجة. طموحنا وعملنا الحكومي يتركز على تحقيق برنامج للتعافي الاقتصادي ينهض لبنان من الازمة الخانقة التي يمر بها ويرزح تحتها اللبنانيون، ويعيد تحريك الدورة الاقتصادية، وبالتالي يعزز قدرة اللبنانيين على النهوض من جديد.

وصدر عن البنك الدولي بيان قال فيه: أعلنت الحكومة اللبنانية عن البدء بدفع التحويلات النقدية إلى 150 ألف أسرة لبنانية من الأسر الأكثر فقراً، في إطار المشروع الطارئ لشبكة الأمان الاجتماعي الذي يموله البنك الدولي، والمعروف ببرنامج «أمان». سيوفر البرنامج لحوالي 680 ألف فرد تحويلات نقدية شهرية بقيمة 20 دولاراً أميركياً لكل فرد من أفراد الأسرة (6 أفراد لكل أسرة كحد أقصى)، بالإضافة إلى مبلغ ثابت قدره 25 دولاراً أميركياً لكل أسرة. كما سيغطي التكاليف المدرسية المباشرة لـ87000 طفل تتراوح أعمارهم بين 13 و18 عاماً للحد من التسرب المدرسي ضمن الأسر الأكثر فقراً.

اضاف: ستوفر هذه المساعدة الطارئة إغاثة عاجلة للأسر اللبنانية التي تعيش في فقر مدقع والتي كانت، على مدى العامين ونصف العام الماضيين، تعاني من ضغوط أزمة اقتصادية ومالية حادّة أدّت إلى ارتفاع كبير في مستويات الفقر، ومعدلات تضخم مقلقة وتدهور حاد في القوة الشرائية للسكان.

واوضح انه بلغ العدد الإجمالي للأسر التي سجلت على منصة دعم 583 ألف أسرة، استوفت 200 ألف أسرة منها معايير الفرز الأولية لـبرنامج «أمان». وقد بدأت بتاريخ 17 شباط الزيارات المنزلية إلى الأسر للتحقق من أهلية المستفيدين المحتملين. ويدير برنامج الأغذية العالمي عملية التحقق هذه التي ستستمر حتى منتصف شهر حزيران. وحرصاً على تأمين التحويلات النقدية لمستحقيها بأسرع وقت ممكن، تتم حاليًا عمليات التحقق وتحديد الأهلية والدفع بالتوازي. وسيقوم برنامج الأغذية العالمي بدفع التحويلات النقدية للأسر المؤهلة من خلال وكلاء تحويل الأموال المحليين. ومن المتوقع تغطية الـ150 ألف أسرة بكاملها بحلول نهاية شهر حزيران 2022، على أن يتم سداد التحويلات المستحقة لجميع الأسر المؤهلة بمفعول رجعي اعتبارًا من شهر كانون الثاني 2022 ولمدة عام واحد.

على صعيد ترسيم الحدود البحرية، علمت «اللواء» أن اللجنة التقنية التي تدرس تقرير الوسيط الأميركي آموس هوكشتاين لا تزال في طور البحث التمهيدي لتحضير جواب خطي على عرض هوكشناين وعندما يحضر الجواب تمهيدا لأعطاء جواب خطي، سيتم التواصل مع رئيس الحكومة لأن الجواب لا يقوم على أساس عقد اتفاق أو الالتزام بشيء إنما جواب استفساري وفي الوقت نفسه حيث هناك إيجابية تسجل، وإضاءة يجب أن تزيل بعض الالتباس تتم الكتابة عنها، وحيث هناك تفسير يتم الطلب لذلك، ولا تزال اللجنة في هذه المرحلة ولكن لا بد من الإستعجال.

المواجهة بين المصارف وعون

وعلى صعيد المواجهة القضائية – المصرفية، بدا ان جديد ملاحقات المدعي العام الاستئنافي في جبل لبنان القاضية غادة عون، وضع إشارة منع تصرف على العقارات والسيارات والمركبات والاسهم والحصص في جميع الشركات التجارية، العائدة لمصارف بنك بيروت، بنك عودة، بنك لبنان والمهجر، بنك البحر المتوسط، وبنك سوسيتيه جنرال، كما على العقارات والسيارات والمركبات والاسهم والحصص في جميع الشركات التجارية العائدة لرؤساء مجالس وأعضاء مجالس إدارات هذه المصارف.

ورأت جمعية المصارف ببيان قالت فيه: بالإشارة إلى التدابير القضائية التي صدرت مؤخراً بحق بعض المصارف وأعضاء مجالس إدارتها من قبل النائب العام الاستئنافي في جبل لبنان والتي تتضمن تجاوزاً لحد السلطة كونها تفتقر للسند القانوني، تستهجن جمعية مصارف لبنان هذه القرارات غير القانونية التي تؤدي إلى مزيد من الزعزعة للنظام المصرفي.

1085232 إصابة

صحياً، سجلت وزارة الصحة العامة في تقريرها اليومي 632 إصابة جديدة بفايروس كورونا ليرتفع العدد التراكمي للاصابات منذ 21 شباط 2020 إلى 1085232 إصابة مثبتة مخبرياً.

******************************************

الديار 

المشهد الانتخابي «العبثي» شبه مكتمل وتحذيرات غربية من تصعيد اقليمي خطير

 «المستقبل» يحاصر السنيورة لاجهاض الانقلاب على الحريري وميقاتي يعزف عن الترشح

بري «يلطش» باسيل سياسيا ويتحالف معه انتخابيا… البنك الدولي يحذر من الانهيار! – ابراهيم ناصرالدين

دخلت البلاد حمى الانتخابات النيابية «العبثية» قبل ساعات من اقفال باب الترشيحات التي بلغت حتى يوم امس 745مرشحا، ومع اكتمال صورة المشهد الانتخابي على نحو شبه كامل باعلان رئيس الحكومة نجيب ميقاتي عزوفه عن الترشح، ليكمل بذلك دائرة الفراغ في عزوف رؤساء الحكومة السابقين الثلاثة، بانتظار قرار مرتقب من رئيس الحكومة الاسبق فؤاد السنيورة اليوم، اعلن رئيس المجلس النيابي نبيه بري مرشحيه، دون ان ينسى «تلطيش» حليفه الظرفي التيار الوطني الحر، وهو امر كرره رئيس القوات اللبنانية سمير جعجع خلال اعلان برنامج «القوات» الانتخابي، وذلك بعد ساعات على اعلان رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل خارطة تحالفاته الثابتة مع حزب الله وعلى القطعة مع حركة امل.

وفيما حمل الامين العام لجامعة الدول العربية احمد ابو الغيط الى بيروت، «رسالة» دعم لاجراء الاستحقاق مع تاجيل البحث في العلاقات العربية اللبنانية الى ما بعد اتمامه، لا شيء ينبىء بان الفصل الجديد من المسرحية الهزلية سيتغير، بشعاراته او حتى بممثليه، ولولا الغياب السني عن المشهد، والبحث عمن يملء فراغ الحريرية السياسية، لكان الاستحقاق الانتخابي «لزوم ما لا يلزم» في ظل انعدام فرصة حصول تغييرات جذرية في خريطة المجلس النيابي الجديد المقبل على «رتوشات» لا تقدم او تؤخر في المشهد القائم حيث لا فرصة لتبدل الاغلبية الحالية غير القادرة على الانجاز لان «دود الخل منه وفيه»، فيما يتلهى مدعوو التغيير بشعارات فارغة يدغدغون فيها مشاعر انصارهم مع علمهم المسبق انها غير قابلة للتطبيق.

المشهد يتكرر بادعاء صراعات وهمية تتجاوز قدرة اللاعبين المحليين على التاثير فيها، فيما الناخبون القابعون في «جهنم» يواجهون خيارات احلاها مر، قد تترجم بنسبة مقاطعة كبيرة خصوصا على الساحة السنية. كل هذا الصخب الداخلي بين القوى المتناحرة التي «غسلت يديها» من مسؤولية الانهيار، لم تحجب تحذيرات البنك الدولي من دمار كامل الشبكة الاجتماعية والاقتصادية في لبنان في غياب خطة التعافي، فيما تزداد الصورة قتامة في العالم على وقع الحرب الروسية في اوكرانيا، وتصاعد التوتر في الاقليم الذي بلغ ذروته مع الرد الايراني المباشر على الاعتداءات الاسرائيلية من «بوابة» اربيل، تزامنا مع تجميد جلسات الحوار الثنائي مع السعودية، حيث تجمع كل الاطراف «اوراق القوة» في انتظار العودة الى «طاولة» التفاوض بشروط جديدة، ولا يبدو ان الساحة اللبنانية ستكون بمناى عن هذا «الكباش».

«دعسة ناقصة»

وفي هذا السياق، علمت «الديار» ان الساعات القليلة الماضية شهدت حركة دبلوماسية غربية رفيعة المستوى تولتها باريس لمحاولة عزل لبنان عن التداعيات المفترضة للتصعيد في المنطقة في ظل مؤشرات على وجود منحى خطير في المواجهة المفتوحة بين طهران واسرائيل التي قد تستغل الضربات الصاروخية الايرانية في اربيل لتجاوز بعض «الخطوط الحمراء» في المعركة بين الحروب الدائرة منذ سنوات في ظل القلق الاسرائيلي المتعاظم من اقتراب التوقيع على الاتفاق النووي في فيينا، على الرغم من «التعثر» المؤقت في المحادثات، وثمة مخاوف اوروبية من استغلال اسرائيلي للحدث لفتح جبهات جديدة لتوتير الاجواء للتاثير سلبا على المحادثات النووية، وفي ظل «الكوابح» المتفق عليها مع روسيا في سوريا، ابلغ عدد من السفراء مسؤولين لبنانيين وجود قلق كبي من حدث امني على الجبهة الجنوبية، وطالبوا بضرورة الحذر ازاء اي «دعسة ناقصة» قد تؤدي الى اشتعال غير محسوب.

اسرائيل تتوقع التصعيد؟

وفي الاطار نفسه،وبعد ساعات من الصمت اوضحت جميع وسائل الإعلام في اسرائيل ان ما حصل في اربيل يدخل في إطار «المعركة بين الحروب»، والتي تجري على جميع الجبهات ونقلت القناة الـ 12 عن مصادر رفيعة في تل أبيب، تاكيدها ان الإيرانيين لن يتوقّفوا عن هذا الحدّ، وبالنسبة لطهران «وصل السيل الزبى»، ولهذا تتوقع المنظومة الأمنيّة الإسرائيليّة مزيدًا من الهجمات ضدّ أهدافٍ إسرائيليّةٍ، من الحرس الثوريّ، أوْ عن طريق حزب الله، وكذلك «التنظيمات» الفلسطينية.

استنفار على الجبهة الشمالية

وفي هذا السياق، اكدت المصادر نفسها ان الجيش الاسرائيلي رفع درجة التأهب إلى الدرجة القصوى تحسبًا وخشيةً من عمليةٍ إيرانيّةٍ أخرى على الجبهة الشمالية مع لبنان وفي سوريا مع ترجيح ان تكون هضبة الجولان مسرحا للعملية الجديدة. فالاسرائيليون يعتقدون ان عملية أربيل ليست الردّ الإيرانيّ على مقتل اثنيْن من ضُبّاط الحرس الثوريّ في غارة يوم الأحد قبل الماضي قرب دمشق.

وبراي محلل الشؤون العسكريّة في صحيفة «هارتس» الاسرائيلية، عاموس هارئيل، فان الهجوم الإيرانيّ على أربيل يكشِف القليل- القليل من الحرب المُستعرّة والمُستمرّة بين إسرائيل وإيران في مجال الطائرات بدون طيّار، أيْ المُسيّرات، ونقل عن مصادر أمنيةٍ رفيعةٍ في اسرائيل قولها» يبدو أنّ ايران بدأت باتباع سياسة جديدة ومفادها أنّ طهران ستقوم بالردّ على كلّ عمليةٍ تستهدفها من قبل إسرائيل، داخل ايران او خارجها..

  حرب مفتوحة؟

ووفقا لوسائل اعلام اسرائيلية، فان المصادر الامنية، تتوقع حربا مفتوحة، وهي ترى ان ما حصل يشهد على ثقة عالية لدى طهران بنفسها، نتيجة ضعف الغرب في محادثات النووي والحرب الدائرة في أوكرانيا التي تصرف الاهتمام العالمي. وجراء ذلك، تسمح إيران لنفسها بأن تكون أكثر جرأة من الماضي، سواء في شكل الرد أم في الكشف عنه. وهذا تطور سيئ؛ بحسب الاسرائيلين لان إيران خصم خطير ولها ترسانة مبهرة من الوسائل القتالية، خصوصاً حين البحث عن جباية ثمن من إسرائيل بكل وسيلة. ولا يبدو أن هناك قوى دولية ذات قدرة أو رغبة في منع هذا التطور، ما يترك، إسرائيل وإيران في الساحة وحدهما لحرب غير محدودة تنتقل إلى مستويات علنية وعنيفة أكثر مما في الماضي.!

«ملء الفراغ» في الساحة السنية؟

انتخابيا، تبقى «العين» على الساحة السنية التي تشهد ارباكا غير مسبوق بعد اعلان الرئيس سعد الحريري عزوفه وتياره عن المشاركة في الاستحقاق، وبينما انضم بالامس رئيس الحكومة نجيب ميقاتي الى لائحة العازفين عن الترشح، ثمة ترقب اليوم الى آخر اعضاء نادي رؤساء الحكومة فؤاد السنيورة الذي تتعثر حرمته يوما بعد يوم في ظل اخفاقه بالحصول على دعم سعودي لحركته «الانقلابية» على تيار المستقبل، فيما يواجه عقبات كبيرة في الداخل في ظل مساع حثيثة «للتيار الازرق» لعرقلة جهوده، وبات من المرجح خروجه من «السباق» الانتخابي الا اذا قرر خوض مغامرة غير محسوبة النتائج.

«المستقبل» يحاصر السنيورة

ووفقا لمصادر مطلعة، فان فشل السنيورة في تشكيل لائحة في بيروت، تبعه فشل آخر شمالا بعد اخفاقه في جمع النائب السابق مطفى علوش بلائحة واحدة مع اللواء اشرف ريفي، وجاء هذا الاخفاق، بعد لقاء عقده الأمين العام لتيار المستقبل أحمد الحريري مع علوش نهاية الاسبوع الماضي، وفي حين لم يخلو اللقاء من «العتب» المتبادل، الا ان الحريري القادم من ابوظبي حمل تمنيا واضحا من رئيس التيار سعد الحريري بعدم منح الرئيس السنيورة الفرصة للنجاح في مسعاه لخلق تيار سياسي «انقلابي» على تيار المستقبل في الشمال، فيما يجري العمل على تطويقه في بيروت، واعدا اياه بوقف الحملة المستقبلية التي استهدفته عبر مواقع التواصل الاجتماعي في حال اختار الترشح بعيدا عن اي لائحة يدعمها السنيورة.

وعد وانتقادات!

وقد حصل الحريري على وعد مبدئي من علوش بخوض الاستحقاق تحت مظلة المصلحة العليا لتيار المستقبل، وبات من المؤكد ان يكون على لائحة واحدة مع سامي فتفت،وعثمان علم الدين، لكنه ابدى مجددا اعتراضه على خيار الرئيس الحريري لان القرار سمح بحصول فراغ سني سيستفيد منه حزب الله، كما ابلغهم بضرورة حصول توجيهات محددة لانصار «التيار» الذين يشعرون بالإرباك خصوصا أن الحريري، لم يطلب من جمهوره ومحازبيه مقاطعة الانتخابات، لكنه لم يعطيهم التوجيهات اللازمة حيال موقفهم من المرشحين. كما كان علوش واضحا في اعتراضه على تغييب الكتلة السنية الوازنة عن التاثير في انتخابات رئيس الجمهورية المقبل، مشيرا الى ان النواب السنة سيكونون مشتتين داخل البرلمان ودون وزن.

 ميقاتي لن يستفز الحريري؟

ووفقا للمصادر نفسها، حصل لقاء ايضا بين السنيورة ورئيس الحكومة نجيب ميقاتي وجرى البحث في الاستحقاق الانتخابي في محافظتي الشمال وعكار، ولم ينته اللقاء الى نتائج حاسمة، لكن ميقاتي كان واضحا لجهة ابلاغ السنيورة بانه لن يقدم على اي خطوة استفزازية للرئيس الحريري وفي مقدمتها حصول اي تحالف مع اللواء اشرف ريفي الذي يجاهر بالتنسيق مع القوات اللبنانية ما يخلق حالة من التوتر لدى تيار المستقبل.

وكما كان متوقعا، اعلن ميقاتي عزوفه عن الترشح الى الانتخابات لكنه دعا في المقابل جميع اللبنانيين الى الاقبال على الاقتراع،لأن التغيير الحقيقي المنشود يبدأ في صناديق الاقتراع، وليس فقط في التعبير عن الرأي عبر الاعلام ومواقع التواصل الاجتماعي وفي الساحات. واكد تقديم الدعم لجهود من يختارهم الناس والتعاون مع الجميع لما فيه المصلحة العامة.

 «لطشات» بري لباسيل ؟

في هذا الوقت، اكتمل المشهد لدى «الثنائي الشيعي» باعلان رئيس المجلس النيابي نبيه بري مرشحي حركة امل وبرنامجها الانتخابي بالامس، والمفارقة انه وعلى الرغم من تحالف «القطعة» الظرفي مع التيار الوطني الحر، الا ان بري لم يفته توجيه «لطشات» سياسية من «العيار الثقيل» لرئيس التيار جبران باسيل، ما يطرح اكثر من علامة استفهام حيال نجاح هذا التحالف «الظرفي» وتماسكه بعد جهود مضنية قام بها حزب الله! فبري لم ينس، تذكير باسيل بان اللامركزية المطلوب تطبيقها، هي كما وردت في اتفاق الطائف، «لا حبة ولا حبتين» بالزايد.

وقدم بري العناوين العريضة لبرنامجه الانتخابي تحت شعار «بالوحدة أمل لننقذ لبنان»، وهي الالتزام بالدستور والعمل على تنفيذ ما لم ينفذ من اتفاق الطائف، التمسك بضرورة التخلص من القوانين الانتخابية التي لا تضمن شراكة الجميع والعمل على إقرار قانون انتخاب عصري، عدم المس بحقوق المودعين، عدم التفريط بأي كوب ماء أو متر مكعب من الثروات النفطية في البحر مع التأكيد أنّ اتفاق الإطار هو الوسيلة المتاحة لتحقيق الترسيم مع إسرائيل، إقرار قانون اللامركزية الموسعة، الضغط ديموقراطيا لتطبيق ما أنجز من قوانين إصلاحية، استكمال التحقيق بانفجار المرفأ ولا غطاء على أي مرتكب..

جعجع «ومعركة» الوجود!

في هذا الوقت، وصف رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع، كلام النائب جبران باسيل انه كلام «شارع»، رافضا الرد عليه، ونفى خلال اطلاق حملة «القوات» الانتخابية» السعي للسيطرة على الساحة السنية ،وفيما لم يستكمل بعد عدد النواب المرشحين اكد ان المعركة الانتخابية ليست مجرد معركة سياسية بل معركة وجودية، « فإما نحافظ على ما تبقى من لبنان ونسترد ما خسرناه او نشهد زواله، اما نحافظ على ما تبقى من الحرية ونعيد سويا وطن الحريات او نعود جميعنا الى السجن الكبير

حركة الشعب «خارج السباق»

وفي السياق الانتخابي ايضا، أعلن رئيس حركة الشعب، النائب السابق نجاح واكيم، قرار الحركة عدم المشاركة في الانتخابات النيابية ترشّحاً وانتخاباً. وفي السياق الانتخابي وقال، في مؤتمر صحافي، إنّ «أهدافنا الوطنية لا تُختصر بكرسي مسوّس في برلمان مسخرة»، ورأى أنّ اللبنانيين يجمعون على أنّ هذه الانتخابات سوف تعيد إنتاج الطبقة السياسية عينها التي جرّت عليهم وعلى الوطن كل هذه المصائب. ولن يتغيّر شيء إذا نال هذا الفريق أو ذاك أكثرية ما أو أقلية.

عون نصرالله «عالطاير»

في هذا الوقت، أوضح رئيس الجمهورية ميشال عون، أن معركة تحرير الحسابات المالية ليست أقل شأناً من معركة تحرير القرار السياسي. واعتبر أن المسارات القضائية في الداخل أو الخارج يمكن أن تتأخر لكن يستحيل أن تتوقف، لافتاً إلى أن معركة التدقيق الجنائي بلغت خواتيمها وأنا مطمئن لمسارها. وفي معرض رده على سؤال حول علاقته بالأمين العام لحزب الله حسن نصر الله، اجاب عون: «لا نتكلم، لكن يفهم أحدنا على الآخر عالطاير.

  «كباش» المصارف والقضاء

قضائيا، يتجه «الكباش» بين عدد من المصارف ومدعي عام جبل لبنان القاضية غادة عون نحو المزيد من التصعيد، في ظل معلومات تفيد بتحرك قضائي مرتقب لتجميد أصول خمسة بنوك وأعضاء مجالس إداراتها، بعد اصدارها يوم الخميس الماضي قرارات منع سفر بحق سليم صفير من بنك «بيروت» وسمير حنا من بنك «عودة» وأنطون الصحناوي من «سوسيتيه جنرال» وسعد الأزهري من بنك «بلوم» وريا الحسن من بنك «ميد». وفيما لم توجه لأي منهم اتهامات بارتكاب جرائم قضائية واضحة حتى الان، تشير اوساط مصرفية الى ان هذه الخطوة ستكون لها تداعيات خطيرة من خلال توجه لدى المصارف للتصعيد.

البنك الدولي يحذر

ومع اعلان الحكومة البدء بدفع التحويلات النقدية إلى 150 ألف أسرة لبنانية من الأسر الأكثر فقراً في إطار المشروع الطارئ لشبكة الأمان الاجتماعي الذي يموله البنك الدولي، اصدر البنك الدولي بيان اكد فيه ان هذه المساعدة الطارئة ستوفر إغاثة عاجلة للأسر اللبنانية التي تعيش في فقر مدقع والتي كانت، على مدى العامين ونصف العام الماضيين، تعاني من ضغوط أزمة اقتصادية ومالية حادّة أدّت إلى ارتفاع كبير في مستويات الفقر، ومعدلات تضخم مقلقة وتدهور حاد في القوة الشرائية للسكان، وجدد البنك الدولي دعوته لصانعي السياسات في لبنان إلى المضي قدماً في اعتماد خطة تعاف اقتصادي ومالي على وجه السرعة، وإلى تنفيذ الإصلاحات الملحة التي طال انتظارها من أجل تفادي دمار كامل لشبكاته الاجتماعية والاقتصادية ووقف النزيف الخطير في رأس المال البشري.

******************************************

افتتاحية صحيفة الشرق بري ينخرط في المعركة وميقاتي لن يترشّح 

أطلق رئيس مجلس النواب  نبيه بري جملة من المواقف والثوابت في المؤتمر الصحافي الذي عقده بمقر الرئاسة الثانية في عين التينة، في حضور أعضاء هيئة الرئاسة في حركة «أمل»، وخصصه لاستحقاق الإنتخابات النيابية، محددا موقف الحركة وكتلة «التنمية والتحرير» من جملة من العناوين السياسية لا سيما موضوع الانتخابات وموعدها وترسيم الحدود والشأن المعيشي.

وأكد الرئيس بري أن «الإنتخابات النيابية ستتم في موعدها في الخامس عشر من أيار بعد سقوط كل أبواب التعديل»، لافتا الى ان «البعض في الخارج يمول بعض الداخل لتسييل كل العناوين المحقة في صناديق الإقتراع أصواتا لتحقيق مآرب سياسية واستراتيجية لتغيير وجه لبنان وهويته وخياراته وثوابته من بوابة الإستحقاق الانتخابي.

واعلن بري البرنامج الانتخابي تحت شعار «بالوحدة أمل لننقذ لبنان» وفقا للعناوين التالية:

1- الإلتزام بالدستور والعمل على تطبيق ما لم ينفذ من بنود إصلاحية دستورية في إتفاق الطائف الذي يبقى اطارا صالحا وناظما للعلاقات بين اللبنانيين.

2- لبنان وطن نهائي لجميع ابنائه ترفض فيه الكتلة اي شكل او طرح يهدد وحدته سواء بالفدرلة او اي شكل تقسيمي مقنع تحت أي مسمى كان.

3- العمل مع كافه الكتل والقوى السياسية المؤمنة بحتمية الإسراع للانتقال بلبنان من دولة الطوائف الى الدولة المدنية العصرية.

4- التمسك بضرورة التخلص من القوانين الإنتخابية التي تكرس المحاصصة الطائفية والمذهبية ولا تضمن الشراكة للجميع في كل ما يصنع حياة الدولة والمجتمع، والعمل على إقرار قانون إنتخابات عصري خارج القيد الطائفي على اساس النسبية مع دوائر موسعة، وانشاء مجلس للشيوخ تتمثل فيه الطوائف بعدالة. وهذا القانون كنت قد اقترحته على طاولة الحوار في عين التينة عام 2015 وقدم باقتراح من الكتلة ولا ذريعة لعدم اقراره، وبذات الوقت المناداة بالدولة المدنية. مثل هذا الاقتراح هو وحده الطريق للوصول لهذه الدولة.

5- العمل على إنجاز القوانين التي تكفل وبسرعة للانتقال بلبنان من الاقتصاد الريعي إلى الإقتصاد المنتج والتوافق على تحديد الخسائر وتوزيعها على الدولة والمصارف وعدم المس بحقوق المودعين.

6- في موضوع ترسيم الحدود البحرية والبرية وحفظ ثروات لبنان من مياه ونفط وغاز، سوف تؤكد الكتلة على عدم التفريط أو التنازل أو المقايضة أو المساومة بأي كوب ماء أو متر مكعب من الثروات مع التأكيد على أن إتفاق الاطار يبقى هو الآلية المتاحة لاستكمال التفاوض غير المباشر لإنجاز ترسيم الحدود مع فلسطين المحتلة، مع التشديد على أن استحقاق الترسيم هو استحقاق سيادي بامتياز لا يجوز شبكه أو ربطه بأي استحقاقات محلية أو دستورية اخرى.

7- إقرار قانون اللامركزية الإدارية الموسع وفقا لما جاء في اتفاق الطائف لا زيادة حبة ولا ناقص حبتين.

هذه بعض من عناوين برنامج الكتلة، اما المرشحون المعتمدون للائحة التنمية والتحرير لخوض الانتخابات المقبلة فهم:

– عن دائرة الجنوب الثانية ( صور – الزهراني): عناية عزالدين ،علي خريس ،علي عسيران ،ميشال موسى ونبيه بري.

– عن دائرة الجنوب الثالثة (بنت جبيل – النبطية – مرجعيون وحاصبيا): أيوب حميد، أشرف بيضون، ناصر جابر، هاني قبيسي، علي حسن خليل، مروان خير الدين، قاسم هاشم.

– عن البقاع الثانية (راشيا – البقاع الغربي): قبلان قبلان.

– عن بيروت الثانية:  محمد خواجة.

– عن دائرة (صيدا – جزين ): ابراهيم عازار.

– عن جبل لبنان الثالثة (بعبدا): الدكتور فادي علامة.

o عن البقاع الثالثة: غازي زعيتر.

ميقاتي أعلن عزوفه عن الترشّح للانتخابات:

نعمل لتكون المرحلة الصعبة قصيرة

وجه رئيس مجلس الوزراء نحيب ميقاتي من دارته في طرابلس الرسالة الآتية: «أيها اللبنانيون، أهلي في طرابلس، تشكل الانتخابات النيابية محطة أساسية في مسار العمل البرلماني الذي يتميز به لبنان. وفي هذه المرحلة الدقيقة التي يعيشها وطننا، تنظر الغالبية الساحقة من اللبنانيين إلى هذا الاستحقاق، بكونه معبرا ضروريا لنقل لبنان من مرحلة إلى أخرى وتجديد الحياة السياسية على نحو متقدم».

أضاف: «من هذا المنطلق، واحتراما لرأي شريحة واسعة من اللبنانيين تطالب بالتغيير، والتزاما بأحكام الدستور والقوانين، وتجاوبا مع رغبة أصدقاء لبنان وأشقائه، تعهدت حكومتنا بإجراء الإنتخابات في موعدها في الخامس عشر من أيار المقبل واتمامها بكل نزاهة وشفافية وتوفير السبل كافة لنجاحها. وقبل ساعات من موعد إقفال باب الترشح، فإنني أجدد دعوتي لجميع الراغبين في خوض هذا الاستحقاق إلى التقدم بترشيحاتهم، ولتكن المنافسة الفعلية في هذا الاطار على ما يلبي طموحات اللبنانيين في التغيير الحقيقي، والبرامج الانقاذية، وليس على نبش الاحقاد وتأجيج الخلافات والانقسامات والعودة الى الاصطفافات السياسية التي لا طائل منها. ولقد أثبتت التجارب الماضية،أن لا أحد يمكنه إلغاء أحد، وأن هذا البلد لا يحكم الا بالشراكة بين جميع أبنائه، مهما إختلفت آراؤهم وتباينت توجهاتهم».

وانطلاقا من قناعتي بأن يكون المسؤول مجردا بالكامل من أي مصلحة، لا سيما في هذا الاستحقاق الديموقراطي الذي نحن مقبلون عليه، ولأن تجربة الحكومة التي ترأستها عام 2005 قدمت نموذجا في الفصل بين إدارة الانتخابات وعدم الترشح، واستطعنا من خلالها نقل البلد من ضفة الى اخرى في أصعب مرحلة، وكان هذا الخيار موضع تقدير محلي وخارجي».

وختم: «لهذه الأسباب، أعلن عزوفي عن الترشح للانتخابات النيابية، متمنيا التوفيق للجميع، وسأدعم جهود من يختارهم الناس وأتعاون مع الجميع لما فيه المصلحة العامة. وفي هذا المناسبة، أجدد التأكيد أننا مستمرون في العمل حكوميا لمعالجة الاوضاع الاقتصادية والمالية والاجتماعية، قدر ما تسمح الامكانات، ووضع بلدنا على سكة التعافي بمساعدة ودعم جميع أصدقاء لبنان وأشقائه، وبالتعاون مع صندوق النقد الدولي والبنك الدولي والمنظمات الدولية التابعة للامم المتحدة. وفي هذه المناسبة، أجدد دعوة الجميع الى التعاون مع الحكومة لتمرير هذه المرحلة الصعبة على وطننا وأهلنا. والى اللبنانيين الصابرين أقول: نحن نعمل بكل ما أوتينا لتكون المرحلة الصعبة التي تسبق بدء التعافي قصيرة، وكلنا أمل وثقة بأن ما نقوم به سيوصل المعالجات الى سكة الحل قريبا باذن الله».

أخبار مرتبطة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى