شؤون لبنانية

افتتاحيات الصحف الصادرة صباح اليوم

الأخبار

 كلّ الأسعار سترتفع

لبنان يتلقّى ضربات الداخل والخارج

لبنان متحلّل ومفكّك في الداخل، ومكشوف على الخارج. عندما يكون الوضع على هذا النحو، فإن الهزّات الخارجية للأسعار وصعوبة استيراد السلع الأساسية كالمشتقات النفطية والقمح والمواد الأولية وسواها، تنعكس مباشرة على الأكلاف المحليّة، وتغذّي انعدام الثقة بمصرف لبنان وبقدرته على إدارة الأزمة. هكذا ازدادت أسعار المشتقات النفطية وسائر السلع الأساسية، وعاد سعر الصرف عن استقراره الهشّ خلال الأشهر الثلاثة الأخيرة

خلال أقلّ من ثلاثة أسابيع، قفزت أسعار البنزين والمازوت بنسبة هائلة. سعر طن المازوت وصل إلى 1400 دولار (تذبذب السعر أمس بين 1300 دولار و1700 دولار) مقارنة مع 756 دولاراً في الأسبوع الأخير من شباط، أي ما نسبته 85%. وبلغ سعر طن البنزين 1200 دولار مقارنة مع 870 دولاراً في الأسبوع الأخير من شباط بزيادة نسبتها 64%. حتى يوم أمس، لم تكن هذه القفزات الهائلة قد انعكست بشكل كامل في أسعار المبيع في السوق المحلية، إلا بنسبة زيادة بلغت 30% للمازوت و19% للبنزين. لكن مع التعديلات التي أجريت على آلية احتساب سعر المشتقات في جدول تركيب الأسعار الذي تصدره وزارة الطاقة، سيصبح انعكاس الأسعار شبه فوري وضمن مدى زمني أقصاه خمسة أيام وأدناه يوم واحد. هذا يعني أنه خلال بضعة أيام، ستصبح الأسعار المحلية شبه موازية للأسعار العالمية وستعكس كل تطوّراتها أيضاً.

باختصار، إذا توقفت أسعار البنزين والمازوت عن الارتفاع وتجمّدت عند المستوى الذي بلغته أمس، أي 1400 دولار لطن المازوت و1200 دولار لطن البنزين، فإن سعر صفيحة المازوت قد يتخطّى 26 دولاراً، وسعر صفيحة البنزين قد يتخطّى 23 دولاراً. أما احتساب سعر الصفيحة بالليرة، فيحتاج إلى تنبؤ بسعر الصرف الوسطي بين سعر «صيرفة» وسعر الدولار في السوق الحرّة بعد بضعة أيام، ولا سيما أن سعر الدولار في السوق الحرّة عاد إلى الارتفاع اعتباراً من أول من أمس. لكن، عموماً، سيكون سعر صفيحتَي المازوت والبنزين أعلى من 500 ألف ليرة لكل منهما، وإذا سجّلت الأسعار العالمية ارتفاعات إضافية، فإن انعكاسات ذلك ستظهر سريعاً في الأسعار المحليّة أيضاً.

حتى الآن، لم تُظهر حكومة الرئيس نجيب ميقاتي أيّ قلق تجاه هذه التطورات وتداعياتها الاقتصادية والمجتمعية. فالمؤسّسات المنتجة ستعاني من ارتفاع في أكلاف الإنتاج مصدره خارجي يتعلق بارتفاع أسعار المواد الأولية والمشتقات النفطية، فضلاً عن مصدر محلي يتعلق بارتفاع سعر صرف الدولار. واللافت أن الأسعار المحلية تتغذّى على عاملين متحرّكين في اتجاه واحد في الوقت نفسه. فكلما ارتفعت الأسعار العالمية، زادت الحاجة إلى الدولارات في الداخل وارتفع سعرها مقابل الليرة. بمعنى آخر، مع ارتفاع الأسعار العالمية، تزداد كمية الدولارات اللازمة لاستيراد كمية المازوت أو البنزين نفسها التي كان يستوردها لبنان لتلبية الحاجات الاستهلاكية المحلية. ومجموع هذه التطوّرات سينعكس تآكلاً أكثر في مداخيل الأفراد، سواء لجهة كلفة الحصول على السلع المستوردة أو المنتجة محلياً، فضلاً عن كلفة الانتقال وسواها.

لكن هل كان ارتفاع الأسعار العالمية للمشتقات النفطية العامل الوحيد في ارتفاع سعر صرف الدولار في السوق الحرّة اعتباراً من ظهر أول من أمس؟ الأكيد أنه كانت هناك مجموعة عوامل من بينها ارتفاع أسعار المشتقات. لكن الأزمة التي نتجت من العمليات الروسية في أوكرانيا وردّ فعل الولايات المتحدة وأوروبا بفرض عقوبات اقتصادية، والفصل شبه التام بين اقتصادات الشرق والغرب، لم تشعل فقط أسعار النفط ومشتقاته، بل خلقت موجة من الطلب العالمي على السلع الأساسية والمعادن والمواد الأولية. فكما يحصل في كل الأزمات الكبرى، تركّز الدول والمؤسسات والأفراد على هاجس الحصول على السلع الأساسية والمواد الأولية وتخزينها لتغطية الطلب المستقبلي وسط توقعات بارتفاع الأسعار… وبما أن لبنان يستهلك أكثر من 80% من حاجاته الغذائية وكل حاجاته من المشتقات النفطية والمواد الأولية، فإن الطلب على هذه السلع يزداد بنوعَيه الاستهلاكي والتخزيني متأثّراً بارتفاع الأسعار العالمية، ما يزيد حاجة لبنان إلى الدولارات لتمويل كل هذا الاستيراد.

إذاً، من أين تأتي الدولارات لتمويل الاستيراد؟ هي تأتي من مصرف لبنان بشكل أساسي. فهو المسؤول عن إدارة الكتل النقدية وتدفقاتها من لبنان وإليه. وهو مسؤول أيضاً عن تأمين الدولارات اللازمة للدولة وللسوق. لكن مصرف لبنان عاجز منذ فترة عن تأدية هذه الوظيفة التي تهدف إلى الحفاظ على سلامة النقد اللبناني كما ينص قانون النقد والتسليف. فهو لم يحافظ على سلامة النقد، ولم تعد لديه القدرة على إدارة التدفقات عبر القطاع المصرفي، بل باتت قدرته محصورة بالاستيلاء على الدولارات التي تتلقاها مؤسّسات التحويل مثل OMT وBOB وسواهما، ثم إعادة ضخّها في السوق بواسطة أدوات مثل منصّة «صيرفة» والتعميم 161. ومن خلال هذه الأدوات، استعاد مصرف لبنان بعضاً من قدرته على التدخّل في سوق القطع بائعاً وشارياً للدولار والليرة اللبنانية واستعملها بهدف تحقيق استقرار هشّ في سعر الصرف. وهو استقرار هشّ لأنه غير قابل للاستدامة على المدى الطويل. فمصرف لبنان لا يملك الكثير من الدولارات في احتياطاته بالعملات الأجنبية التي بلغت 12.2 مليار دولار، وعليه التزامات متأخّرة يتردّد بأن قيمتها 4 مليارات دولار، بينما هو يستعمل كل التدفقات لتغطية الطلب على منصّة «صيرفة» التي تعجز عن تلبية كل السوق.

إنما بمعزل عن مدى هشاشة هذا الاستقرار، وعن كلفته المقدّرة بنحو 15 مليون دولار يومياً، ما الذي حصل ودفع سعر الدولار إلى الارتفاع نحو 24 ألف ليرة بعد ثبات نسبي هشّ لأكثر من ثلاثة أشهر؟

تشير المعلومات المتداولة بين الصرافين والمصرفيين إلى جهتين أساسيتين أسهمتا في زيادة الطلب على الدولار؛

ــــ مصرف لبنان أوقف ضخّ السيولة بالدولار النقدي للمصارف طوال أمس. وهدفه أن يرفع سعر الدولار في السوق الحرّة لإغراء الناس بتصريف دولاراتهم المخزنة في المنازل مقابل سعر أعلى من سعر «صيرفة». لاحقاً سيمتصّ هذه الدولارات من الصرافين لإعادة ضخّها عبر المصارف. بهذه الطريقة يكون مصرف لبنان قد استقطب الدولارات لإعادة ضخّها في السوق، ثم امتصّ مقابلها ليرات، لكنه سيكون قد أسهم في رفع سعر الدولار بهدف السيطرة عليه مجدداً وخفضه إلى المستوى الذي يراه مناسباً له، أي 20500 ليرة وسطياً.

ــــ التجّار سجّلوا طلباً إضافياً على الدولار تحسّباً لتوقف مصرف لبنان عن ضخّ السيولة بالدولار في السوق. فهم لا يثقون بأنه سيواصل تطبيق التعميم 161، ولا سيما أنه يمدّده شهرياً، ما يعني أنه يعتزم وقف العمل به في أي لحظة. وانعدام الثقة بين مصرف لبنان والسوق سبب كافٍ ليلجأ التجّار إلى السوق الحرّة بدلاً من «صيرفة» لتلبية طلباتهم المتزايدة للدولار. فإلى جانب حاجتهم اليومية الاعتيادية، طرأت حاجات ضرورية للاستيراد السريع للسلع التي بات يصعب شراؤها من السوق الدولية، فضلاً عن ارتفاع الأسعار العالمية بما يتطلبه ذلك من زيادة كمية الدولارات لاستيراد الكمية السابقة. ثمة من يقول إن سعر «صيرفة» أرخص من سعر السوق الحرّة، وبالتالي لماذا يلجأ المستوردون إلى السوق الحرّة بدلاً من «صيرفة»؟ الإجابة واضحة، فالأمر متعلق بالتوقعات. فكما يتوقع مصرف لبنان أن يزداد الطلب على الدولار، فإن عقل التجّار مشابه لعقله، إنما يتسابقون على من يمسك الأفضلية لحسابه. بعبارة أخرى، التجّار يتوقعون أيضاً ارتفاع الطلب على الدولار وارتفاع سعر الصرف بسبب عدم قدرة مصرف لبنان على زيادة ثقله التدخّلي لتحقيق الاستقرار الهشّ، ويعلمون أنه بحلول وصول الشحنات إلى لبنان لبيع السلع المستوردة، ستكون الأسعار، بما فيها سعر الدولار، قد ارتفعت بما يغطّي الفرق الحالي بين سعر «صيرفة» وسعر السوق الحرّة.

عملياً، لبنان يتلقّى الضربات من الداخل والخارج. الأسعار بدأت بالارتفاع وستشهد المزيد من الارتفاع في الأيام المقبلة، علماً بأن نسبة الارتفاع ووتيرته مرتبطتان بتطوّرات الخارج المتّصلة بالحرب الاقتصادية بين روسيا وأوروبا وأميركا.

***************************  

النهار

تخبط كامل بين أزمات المحروقات والأمن الغذائي

تترقب الأوساط السياسية على اختلاف اتجاهاتها نتائج الجلسة التي سيعقدها #مجلس الوزراء بعد ظهر اليوم، والتي أرجئ موعدها من الثالثة الى الثالثة والنصف بسبب زيارة طارئة لوزير فرنسي يحمل هبة للبنان من 50 باصاً، وذلك لمعرفة ما سيفضي اليه الكباش السياسي في شأن ملف “الميغاسنتر” الذي تحول كرة ثلج تستبطن شبهات في السعي الى ارجاء #الانتخابات النيابية وربما تطييرها. ولم تحمل الساعات الأخيرة أي متغيرات على المواقف الثابتة لافرقاء الحكومة من هذا الملف والتي عكسها الاجتماع الأخير للجنة الوزارية المكلفة وضع دراسة حول إمكانات اعتماد “الميغاسنتر” بحيث خرجت اللجنة بانقسامات في الآراء لا تسمح بتوقع التوصل الى قرار جماعي في جلسة مجلس الوزراء اليوم، بل ربما يتسبب التخبط الذي ساد المواقف من هذا الملف بمزيد من التعقيدات. ولكن سيتعين على مجلس الوزراء اتخاذ قرار حاسم بهذا الصدد في ظل حشرة الوقت الضاغط باعتبار ان شهرين فقط يفصلان عن موعد اجراء الانتخابات النيابية في 15 أيار المقبل، واي تمييع للقرار النهائي في بت هذا الملف سيكون من شأنه مضاعفة الشبهة التي تلقى في مرمى العهد و”التيار الوطني الحر” بانهما يدفعان في الوقت “القاتل” لفرض اعتماد “الميغاسنتر” بقصد ارجاء الانتخابات وليس لاي دوافع مزعومة أخرى والا لما انتظرا فوات الوقت الطويل السابق لاثارة الموضوع وملاحقته حتى هذه اللحظة.

وفي هذا السياق تلفت مصادر سياسية معنية بمجريات الاستعدادات الجارية للانتخابات النيابية الى ان الاسوأ من الإلهاء الذي يمارس في صدد هذا الملف بعد نفاد أي وقت جدي لاعتماد الميغاسنتر هو تزامن اثارته مع “انفجار” الاستحقاقات الضاغطة الجديدة دفعة واحدة في أزمات المحروقات والكهرباء والأمن الغذائي والتي بات لبنان في ظلها منذ أسبوعين امام واقع بالغ الدقة والخطورة تطرح معه تساؤلات جدية لدى جميع المعنيين عما اذا كان البلد سيتمكن من العبور بسلام الى موعد الانتخابات واي انتخابات وفي أي مناخ ستجرى اذا تفاقمت هذه الازمات وتجاوزت بسقوفها كل التقديرات حول قدرة الدولة واللبنانيين على مواجهة تداعياتها. ولذا تساءلت المصادر باستغراب شديد عن طبيعة الإجراءات الاستثنائية التي يفترض بالحكومة ان تطلق حال الاستنفار لاتخاذها في شتى القطاعات التي تعاني انهيارات خطيرة مثل قطاع الكهرباء والمحروقات والأمن الغذائي وماذا تراها ستفعل اذا تفاقمت هذه الازمات بفعل تطورات الحرب الروسية على أوكرانيا كما تشير كل المعطيات.

ووسط هذه الأجواء المشدودة اتخذت المبادرة الفرنسية بمنح لبنان هبة من 50 باصا بعداً رمزياً وواقعياً لافتاً لجهة مضي باريس في الاهتمام بالوضع في لبنان على رغم أولوياتها الداهمة بين المعركة الرئاسية الفرنسية التي تقترب من دورتها الأولى في نيسان المقبل وتداعيات الحرب الروسية على أوكرانيا.

وقد أعلنت السفارة الفرنسية في بيروت امس ان الوزير الفرنسي المنتدب لدى وزارة التحول البيئي المكلّف بالنقل جان ـ باتيست دجيباري، سيزور لبنان في العاشر من آذار 2022. وبهذه المناسبة، سيوقّع مذكرة تفاهم حول تقديم فرنسا للبنان هبة من 50 باصاً. وأشارت الى ان “هذه الهبة تندرج ضمن الجهود المتواصلة التي تبذلها فرنسا من أجل مساعدة الشعب اللبناني في وجه الأزمة التي يمر بها البلد منذ أكثر من سنتين”. وسيتفقّد الوزير أيضاً مرفأ بيروت وسيكون له لقاء مع عددٍ من وجوه المجتمع المدني والقطاع الخاص في لبنان، المنخرطين في العمل من أجل نهوض بلدهم وإعادة بنائه.

ويتزامن وصول الوزير الفرنسي مع ما اكده مصدر فرنسي رفيع لـ”النهار” امس من ان باريس مازالت تؤكد ضرورة اجراء الانتخابات اللبنانية في موعدها وان ليس امام فرنسا الا خيار فرض العقوبات الاوروبية على الجهة التي تمنع اجرائها في حال لم تجر.

المحروقات والدولار والقمح

وفي انتظار جلسة مجلس الوزراء في قصر بعبدا، والتي ستناقش الميغاسنتر والملفات الحياتية، شهدت البلاد امس مزيدا من التعقيدات في مشهد التأزم في أزمات المحروقات. والجديد في هذا السياق تمثل في عودة الدولار الى الارتفاع متزامنا مع ارتفاعات مطردة إضافية ومتواصلة في اسعار المحروقات. وقد صدر جدول تركيب أسعار المحروقات مسجلا ارتفاعا في أسعار البنزين والمازوت فيما انخفض سعر الغاز. وأصبحت الأسعار على الشكل الآتي: بنزين 95 اوكتان: 441000 ليرة. بنزين 98 اوكتان: 450000 ليرة. المازوت: 460000 ليرة. الغاز: 302000 ليرة.

ووسط فوضى الشائعات المواكبة لتفاقم الازمة أصدر حاكم مصرف لبنان رياض سلامة بيانا نفى فيه ما تناوله بعض وسائل الاعلام عن توقف منصة “صيرفة” عن العمل كما اكد انه ملتزم بمتابعة مفاعيل التعميم 161، وأن مصرف لبنان مستمر في تأمين الدولار الأميركي من دون سقف مقابل الليرة اللبنانية على سعر منصة “صيرفة “.

كما برز تطور لافت اخر تمثل في اعلان هيئة التحقيق الخاصة في مصرف لبنان بانها طلبت من جميع المصارف تسليمها لوائح تتضمّن أسماء مَن التزم من فئة PEP من العملاء بالتعميم 154 وأعاد إلى حساباته المصرفية في لبنان النسبة المطلوبة من الأموال في الخارج بحسب ما نَضّ عليه التعميم .

وعلى صعيد الامن الغذائي تفاقمت الخلافات بين وزارة الاقتصاد والتجارة ونقابات المخابز والأفران فأعلنت الوزارة أنّه “في الوقت الحالي لا أزمة قمح ولا أزمة على مستوى المواد الغذائية”، مشيرة إلى أنّ “الوزير أمين سلام منكبّ مع الوزراء الأعضاء في اللجنة الوزارية المكلفة متابعة موضوع الأمن الغذائي، على وضع تصوّر واضح لتأمين الإستمرارية على هذا المستوى. وهو يضع الأمن الغذائي في مقدّمة الأولويات التي يعمل عليها”. ودعت الوزارة الى “عدم الإسهام في نشر الشائعات والمخاوف بين اللبنانيين”، مطالبة تحديداً أصحاب المطاحن بـ”معاودة مدّ السوق فوراً بما يكفي من حاجتها”.

ولكن اتحاد نقابات المخابز والافران حمل على عدم تعديل سعر ربطة الخبز بعد ارتفاع كلفة المازوت والسكر التي ارتفعت بصورة خيالية مع بدء الحرب في أوكرانيا وسأل وزير الاقتصاد والتجارة: “لماذا عندما تنخفض الاسعار يتم تخفيض ربطة الخبز بصورة فورية، وعندما ترتفع اسعار العناصر الداخلة في صناعة الرغيف لا ترفع اسعار ربطة الخبز بما يتناسب مع هذه الارتفاعات؟”. وأعلن “عدم قدرة الافران على الاستمرار في ظل الارتفاعات الكبيرة التي طرأت على اسعار المازوت والسكر الذي بات مفقودا مما يلحق بهذا القطاع خسائر فادحة ستؤدي حتما الى التوقف القسري عن انتاج الرغيف”.

لبنان والعرب

في سياق اخر ووسط مناخ التعقيدات الذي يكتنف علاقات لبنان بدول الخليج العربي افتتح امس وزير الخارجية والمغتربين عبدالله بوحبيب الدورة العادية لمجلس جامعة الدول العربية على المستوى الوزاري بصفته رئيسا للدورة الحالية. وألقى كلمة اعتبر فيها “اننا في لبنان نجحنا في الحفاظ على وحدة بلدنا، رغم عظيم التحديات والصعوبات، ومصرون على حماية تماسك مجتمعنا وحفظ تنوعه. وهذا الأمر لا يمكن تحقيقه دون تعزيز مناخ الحريات فيه.” وقال: “في بلادي حيويات وديناميات اجتماعية في حراك مستمر وشعب حي مصمم على أفضل مستويات العيش وعلى ترك بصمته في مختلف مجالات الانتاج والابداع. لذلك أدعوكم بكل صدق ومحبة إلى تفهم جوهر التجربة اللبنانية ورسالتها، والنظر الى ما قد يعتريها، كما تنظرون الى ما يعتري تجارب البلدان الأخرى. فجميعنا نواجه تحديات في مسيرتنا لتحقيق التنمية والرفاه والاستقرار لدولنا وشعوبنا والتماسك لمجتمعاتنا”. وأردف “رغم ما نحن فيه من انهيار شبه كامل للأوضاع الاقتصادية والمالية، وما نواجهه من تحديات للدور والموقع، لا نزال مصممين على النهوض مجددا والمضي قدما على طريق تحقيق رسالتنا وامتشاق الدور الذي يليق بتضحياتنا واسهاماتنا. وما نرجوه من الأشقاء العرب، في هذا السياق هو، في العمق، مساندة لبنان في عروبته ووحدته وحفظ رسالته وتجربته، لأن دعمهم ضروري لصون فرادته”.

*******************************************

نداء الوطن

هل التقى السنيورة مسؤولاً سعودياً في باريس؟

اهتمام فرنسا بلبنان “اهتزّ ولم يسقط”: “لا مفرّ” من الانتخابات

بمجرد تسلّم لبنان الرئاسة الدورية لمجلس جامعة الدول العربية أمس، سارع وزير الخارجية عبد الله بو حبيب إلى محاولة خطب ودّ العرب ومخاطبتهم على قاعدة “المصيبة تجمع”، منطلقاً من حقيقة أنّ الحرب الروسية – الأوكرانية وضعت الجميع “في قلب مخاض نظام عالمي جديد قيد الانبثاق”، ليناشد الدول العربية تحت سقف الحاجة إلى رأب الصدع وتوحيد الصفوف في مواجهة تداعيات هذه الحرب وتحدياتها، أن تبادر إلى “مساندة لبنان في عروبته ووحدته وحفظ رسالته وتجربته”، والتأسيس على “المبادرة الكويتية الطيّبة” لفتح باب الحوار و”تبادل الأفكار والهواجس بصراحة وشفافية”، مع تعويله في هذا المجال على أن يشكل الاجتماع التشاوري العربي المقبل في بيروت نافذة أمل تقود إلى عودة الاهتمام العربي بالوضع اللبناني.

وبينما آثرت وزارة الخارجية في المقابل، تجاهل كلام الأمين العام لـ”حزب الله” السيد حسن نصرالله، وأبت مصادرها التعليق على ما ساقه من اتهامات بحقها لجهة ائتمارها بأوامر السفارة الأميركية في عوكر والانصياع لإملاءاتها الشفهية و”المكتوبة”، نصحت مصادر ديبلوماسية في باريس المسؤولين اللبنانيين بأن “ينكبوا على معالجة مصائبهم بدل الاقتتال والانشغال بمصائب غيرهم، لأنّ التركيز الدولي منصبّ راهناً على مواجهة التحديات التي فرضتها الحرب الأوكرانية”، موضحةً لـ«نداء الوطن» أنه “تحت وطأة التداعيات الخطيرة لهذه الحرب اهتزّ بطبيعة الحال الاهتمام الفرنسي بالملف اللبناني فتراجع على سلم الأولويات لكنه لم يسقط كلياً من حسابات الإدارة الفرنسية، حيث لا يزال التواصل مستمراً مع المسؤولين اللبنانيين عبر المستشار الرئاسي باتريك دوريل لمواكبة أجندة الإصلاح الحكومي والتشريعي، مع التشديد في الوقت نفسه على الأهمية المحورية التي يشكلها الاستحقاق الانتخابي المرتقب في أيار، باعتباره مدخلاً إلزامياً لا مفرّ منه للتقيّد بالمواعيد الدستورية واحترام رغبة اللبنانيين في إعادة تكوين السلطة بعدما خذلتهم الطبقة الحاكمة”.

ونوّهت المصادر بأنّ فرنسا، وبحكم ترؤسها للاتحاد الأوروبي في هذه المرحلة الحرجة من تاريخ أوروبا “باتت أولوياتها الراهنة تحتّم عليها التركيز على سبل حماية الجبهة الأوروبية في مواجهة نيران الحرب الروسية على أوكرانيا”، لكنها أكدت أنّ “الاهتمام الفرنسي بلبنان ما زال قائماً ومستمراً وإن كان بوتيرة أخفّ نتيجة المستجدات الطارئة والمتسارعة على الساحة الدولية والتي كان السبب الأساس في فرض إرجاء زيارة وزير الخارجية الفرنسي جان إيف لو دريان إلى بيروت”، لافتةً إلى أنّ “هذه الزيارة لا تزال مدرجة على جدول أعمال لو دريان وقد يقوم بها في أي وقت مستقطع على أجندة انشغالاته الأوروبية والدولية”، من دون أن تستبعد أن “يكون ذلك في الفترة القريبة المقبلة”.

وتزامناً، استرعى الانتباه إعلان السفير السابق نواف سلام أمس قراره عدم الترشح للانتخابات النيابية، واضعاً بذلك حداً لسيل التكهنات و”الإشاعات والاستنتاجات الخاطئة” التي واكبت إمكانية ترشحه، فشدد على أنّ همّه “كان ولا يزال أبعد” من السعي إلى “كرسي في البرلمان”، لافتاً إلى أنه يتطلع إلى “حشد كل الدعم للمرشحين الملتزمين قضية إصلاح الدولة واستعادة سيادتها”، لكنه أكد في المقابل على أنّ هذا الهدف “لا يجوز اختصاره بمحطة الانتخابات وحدها (…) لأنها تجري اليوم في ظروف لا تكافؤ حقيقياً للفرص فيها، وعلى أساس قانون هجين فصّله مهندسوه من أهل السلطة على قياس مصالحهم ولخدمة أهدافهم”.

والأكيد أنّ هذا القرار كان قد سمعه الرئيس فؤاد السنيورة من سلام خلال زيارته باريس في الأيام الماضية، فعاد السنيورة إلى بيروت أمس ليستأنف مشاوراته الانتخابية مع مروحة من الأحزاب والشخصيات الحليفة على الساحتين المسيحية والدرزية، بالتوازي مع تفعيل لقاءاته مع عدد من المرشحين المحتملين على الساحة السنية، في سبيل حسم قرار ترشحه للانتخابات في بيروت.

وفي هذا الإطار، سرت خلال الساعات الأخيرة معطيات غير مؤكدة تفيد بأنّ السنيورة التقى خلال تواجده في العاصمة الفرنسية مسؤولاً في الاستخبارات السعودية بعيداً عن الأضواء. وأكدت مصادر واسعة الاطلاع لـ”نداء الوطن” أنه لم يتسنّ لها التأكد بعد من حصول هذا اللقاء، غير أنها لم تستبعد إمكانية حصوله، معتبرةً أن “لا شي يمنع تواصل الرئيس السنيورة مع المسؤولين السعوديين وهو الأقرب راهناً لنيل مباركة المملكة لخوض الانتخابات على الساحة السنيّة، ربطاً بمواقفه الصلبة في مواجهة سطوة “حزب الله” ورفضاً للتوغل الإيراني في لبنان”.

*******************************************

الجمهورية

الجمهورية: “الميغاسنتر” يقسم الحكومة.. الدولار يضغط.. والسلطة من اشتباك الى اشتباك..

لا تنحصر مصيبة هذا البلد في أزمته الخانقة فقط، بل في العقلية التي تأبى إلّا أن تتسّبب بين فترة واخرى بمشكل يشدّ على خناق البلد ويعمّق الانقسام السياسي أكثر فأكثر. فيما الواقع السياسي مستغرق في حال من الخواء، حتى النشاط الرسمي يكاد يصبح أقل من خجول. والمبادرات العلاجية منعدمة في أي مجال، في وقت تتسع دائرة التداعيات وتزيد أثقالها وتنذر بما هو أسوأ، وسط مخاوف جدّية عبّر عنها مسؤولون كبار، مما سمّوها فوضى مالية ونقدية وحياتية، وها هي النذر بدأت تطل، مع فلتان مرعب للدولار، حيث قفز بالأمس اكثر من 3 آلاف ليرة دفعة واحدة.

إهتزت الأسواق المالية أمس، وساد نوع من الهلع نتيجة الأخبار المتداولة في شأن إلغاء منصّة “صيرفة”، بما يعني عودة الفوضى الى سوق الصرف، وارتفاع الدولار مجدداً، بعد فترة من الاستقرار أمّنها تدخّل مصرف لبنان في السوق لتأمين الدولارات لمن يطلبها على سعر “صيرفة” الذي استقر على حوالى 20 الف ليرة.

وما عزّز المخاوف الشعبية، انّ بعض المصارف لم تتمكّن من تلبية طلبات الزبائن من الدولارات. فيما أعطى السوق الموازي إشارات سلبية توحي بازدياد الضغط على الليرة. إذ ارتفع سعر الدولار الى 22 الفاً و500 ليرة، بما يعني انّه تجاوز سعر “صيرفة” بحوالى 10%، وهي المرة الاولى التي يرتفع فيها بهذه النسبة، بعدما كان اصبح موازياً تقريباً لسعر المنصة.

ورغم انّ مصرف لبنان أصدر بياناً لطمأنة الاسواق، مؤكّداً انّه مستمر في تلبية السوق بالدولارات التي يحتاجها، الّا انّ علامات الاستفهام بقيت قائمة، خصوصاً انّ ازدياد الطلب على الدولار سيحتّم على المركزي ضخ المزيد من العملة الخضراء لتلبية السوق. فهل هو مستعد لهذا الوضع؟ ومن يغطيه؟ والى متى يستطيع الاستمرار به؟

إستفاقة متأخّرة فجأة وبلا سابق إنذار، إصطدم الواقع الداخلي المأزوم في كلّ مفاصله السياسية، والاقتصادية والمالية والمعيشية، التي أُضيف اليها في الايام الاخيرة، شحّ في الأساسيات والمواد الغذائية الضرورية لحياة الناس واستمرارهم، باستفاقة متأخّرة على “الميغاسنتر”، وفي المساحة الزمنية الضيّقة الفاصلة عن موعد إجراء الانتخابات النيابية بعد 65 يوماً.

بمعزل عمّا أثارته هذه الاستفاقة المتأخّرة عن موعدها الطبيعي من غبار والتباسات في المشهد السياسي العام، وعن موقف هذا الطرف او ذاك منها، لا يختلف عاقلان على أهمية إقامة “الميغاسنتر”، وضرورتها، في تمكين النّاخبين من ممارسة حقّهم الانتخابي في اماكن سكنهم، دون ان يتكبّدوا أعباء الانتقال إلى اماكن قيدهم في مدنهم وقراهم. علماً أننا إذا ما عدنا الى الذاكرة اللبنانية قليلاً، سنجد أنّ هذا الأمر الذي يريّح الناس بالتأكيد، هو مطلب قديم يعود إلى سنوات، إلّا أنّه عُطّل عن قصد أو عن غير قصد، ولم يوضع على سكّة التطبيق.

انقسام إلّا أنّ هذه الإستفاقة اليوم، تحمل على طرح سؤال مباشر: لماذا الآن وفي هذا التوقيت بالذات؟

رئيس الجمهورية العماد ميشال عون، أثار هذا الأمر، مدعّماً طرحه لها في هذه الفترة، باعتبار “الميغاسنتر” إجراء شديد الأهمية، يخدم من جهة العمليّة الديموقراطية ويزيد من إقبال الناخبين على الإقتراع، ومن جهة ثانية يوفّر على المواطنين كلفة انتقالهم إلى أماكن قيدهم، في زمن الشّح المالي والارتفاع المتصاعد في أسعار المحروقات. مع الإشارة الى انّ سعر صفيحة البنزين قفز بالأمس الى الـ450 الف ليرة، ومن الآن وحتى يوم الانتخاب في 15 ايار، لا احد يستطيع ان ينجّم قفزات صفيحة البنزين والسعر الذي سترسو عليه، هذا إذا بقي في امكان المواطن ان يشتريها، سواء لاستخدامه الشخصي او للانتقال الى مكان قيده لممارسه حقه بالاقتراع؟!.

ما بعد طرح رئيس الجمهورية، ارتسمت في المشهد الداخلي الصورة التالية، حيث انّ أصداءه لم تكن بالإيجابية التي توخاها رئيس الجمهورية، ذلك انّ النتيجة الفورية له، انّه شكّل من جهة نقطة خلافية في لحظة تصفها مصادر مسؤولة لـ”الجمهورية”، “بأنّها الأسوأ التي يعيشها لبنان، والتي تفرض عدم إلهاء الداخل بطروحات لا طائل منها، ومشكلات جانبية وما تخلقه من تشنجات اضافية على واقع متشنّج أصلاً، بل تفرض ان تنصّب الاهتمامات والاولويات في اتجاه احتواء التداعيات، وخصوصاً تلك التي تأتّت والتي قد تتأتّى على كل العالم ومن ضمنها لبنان، جراء الحرب الروسية- الاوكرانية”.

وأما من جهة ثانية، فقد زرع الطرح، لدى بعض المستويات السياسية والوزارية والنيابية ولدى المعنيين بالاستحقاق الانتخابي، تشكيكاً بمقصد رئيس الجمهورية ومن خلفه تياره السياسي، حيث ذهب البعض الى اتهامه بالسعي الى طرح تعجيزي منسّق مع حليفه “حزب الله” بهدف تعطيل اجراء الانتخابات، لتجنّب الخسارة الحتمية لتياره السياسي فيها. وذهب بعض آخر الى أبعد من ذلك بالقول، انّ الهدف هو تطيير الانتخابات النيابية كمقدمة لتطيير الاستحقاق الرئاسي. وامّا البعض الثالث، فأدرج طرح عون في سياق لعبة شعبوية تستجدي شعبية يحتاجها تياره السياسي في الانتخابات.

أسئلة .. ولا اجوبة وفي الجانب الآخر لهذه الصورة، تراكمت مجموعة كبيرة من الاسئلة من دون ان تتلقّى أجوبة مقنعة، وجاء بعضها على ألسنة مسؤولين وسياسيين ووزراء، ولاسيما حول سبب تأخّر رئيس الجمهورية في طرح موضوع “الميغاسنتر” إلى الآن، وأي هدف يرمي إليه في هذا الوقت الضيّق”.

في هذا السياق، أكّدت مصادر وزارية لـ”الجمهورية”: “اجزم انّ لا احد ضدّ “الميغاسنتر”، الّا انّ توقيت طرحه الآن، أثار “نقزة” لدى معظم المكونات السياسية، حيث انّه كان هناك متّسع من الوقت، أشهر لا بل سنة، أمام رئيس الجمهورية لإثارة هذا الأمر، لكنه لم يبادر الى ذلك، فثمة محطات كثيرة كانت مناسبة جداً، حيث كان في الإمكان طرح هذا الامر أقلّه عندما نوقش القانون الإنتخابي في جلسات اللجان النيابية في تشرين الأول الماضي، وبعدها في جلسة الهيئة العامّة لمجلس النوّاب التي أقرّت التعديلات على القانون الانتخابي الحالي، وبعدها حينما ردّ رئيس الجمهورية القانون كما أقرّه مجلس النواب ببعض التعديلات، حيث لم يأتِ في ردّه على ذكر “الميغاسنتر، بل طلب إعادة النظر فيه، محدّداً اسباب الردّ بأربعة: الاول، “التعديلات الجديدة التي اعتبر رئيس الجمهورية انّها تجاوزت مجرّد توصية، بل تمّ فرضها بصورة استثنائية ولمرة واحدة على الانتخابات”. والثاني، “تقصير المهلة الدستورية لإجراء الانتخابات، حيث اعتبر عون انّ التقصير يعرّض العملية الانتخابية لإحجام ناخبين عن الاقتراع لأسباب مناخية ولوجستية عدة”، والثالث، “إجراء الانتخابات في آذار، حيث اعتبر عون انّه يقصّر مهلة تسجيل الناخبين غير المقيمين، ويحول دون تمكنهم من ممارسة حقهم السياسي بالاقتراع لممثلين مباشرين لهم”. واما السبب الرابع، فهو انّ “التعديلات تحرم 10685 مواطناً ومواطنة من جميع الطوائف حق الانتخاب، لكونهم لن يبلغوا سن الـ21 عاماً في حلول شهر آذار 2022”.

انقسام كما بات واضحاً، فقد شكّل طرح “الميغاسنتر” في هذا الوقت، عامل انقسام داخلي آخذاً في التفاعل، وتجلّى ذلك بداية في الجلسة الاخيرة لمجلس الوزراء، بعدما تبيّن انّ إقامة “الميغاسنتر” اصطدم بضيق الوقت، وبمانع تقني ولوجستي، وفق ما ورد في تقرير وزير الداخلية بسام مولوي، لجهة وجود استحالة لتلبية المتطلبات التقنية واللوجستية لتحقيق هذا الامر في الفترة الفاصلة عن موعد الانتخابات، فيما هو يحتاج الى أكثر من 4 أشهر، فضلاً عن الحاجة الى تعديل للقانون الانتخابي الحالي. ويُضاف الى ذلك، الكلفة المالية التي تقارب الـ 6 ملايين دولار، في وقت تعاني الخزينة أسوأ لحظات افلاسها.

وبناءً على الأجواء السياسية التي شحنها هذا الطرح، فإنّ جلسة مجلس الوزراء المقرّرة اليوم في القصر الجمهوري في بعبدا، تبدو ملفوحة بالتشنج سلفاً، وخصوصاً انّ طرح رئيس الجمهورية لم يسرْ على النّحو الذي يريده رئيس الجمهوريّة، بوضعه حيّز التّنفيذ دون التذرّع بأيّة أسباب تعيقه وتمنع من تحقيقه. وغيوم التشنّج في جلسة مجلس الوزراء اليوم، راكمتها الأجواء التي سادت في الساعات الاخيرة، وظهرت فيها لجنة وزارية مع طرح الرئيس، ولجنة وزارية تلك التي تشكّلت في الجلسة الاخيرة لمجلس الوزراء، منقسمة على نفسها ولم تتوصل الى أي نتيجة تخدم إجراء “الميغاسنتر”، حيث أنّ الرأي الغالب فيها مقتنع بتقرير وزير الداخلية. وهو ما تجلّى في اجتماع اللجنة الوزارية التي انقسم فيها الرأي بين فريق يصرّ على انّ الإمكانية متاحة لإقامة “الميغاسنتر” في فترة زمنية قياسية لا تزيد عن شهر الى شهر ونصف، شرط توفّر الإرادة لإقامتها، وفريق لا يعارضها من حيث المبدأ، انما هو يأخذ بتقرير وزير الداخلية، الذي يتمسك بمضمونه، باعتباره يعكس حقيقة ما يمنع تحقيق هذه الخطوة الإصلاحية الضرورية للمواطنين وللانتخابات في آن معاً، حيث انّ ثمة ثلاث عقبات تعترضه: قانونية ولوجستية ومالية.

رمي الكرة على المجلس؟ وعلى الرغم من التناقض بين أعضاء اللجنة حول إمكان تجاوز ما سُمّيت بالمعوقات التقنية واللوجستية ضمن المهلة الفاصلة عن موعد الانتخابات، يعكس بعض أعضاء اللجنة الوزارية، انّ جلسة اليوم قد تفضي الى مخرج بإحالة الامر الى مجلس النواب، من خلال مشروع قانون يرمي إلى تعديل قانون الانتخابات، عبر النص صراحة على “الميغاسنتر” وإمكان اقتراع الناخبين خارج أمكنة قيدهم.

الّا انّ هذا الأمر، كما تقول مصادر وزارية لـ”الجمهورية”، “ليس نهائياً حتى الآن، ذلك انّ المتحمسين لـ”الميغاسنتر” يعتبرون انّ إقامتها لا تستوجب تعديلاً للقانون، وهو ما يخالفهم به معظم الوزراء، وعلى وجه التحديد وزير الداخلية، الذي اكّد صراحة انّه لا يمكن السّير بـ”الميغاسنتر” إلّا بتعديل القانون الإنتخابي”.

من هنا، تؤكّد المصادر عينها، أنّ اجواء جلسة اليوم ملبّدة، وكلّ الاحتمالات واردة. فالنية بإرسال مشروع قانون الى مجلس الوزراء موجودة، وهو ما سيتوضّح في مجلس الوزراء، الذي قد يلجأ الى حسم الأمر بالتصويت، والتصويت في هذا الامر يحتاج الى ثلثي اعضاء الحكومة، فهل هذه الأكثرية موجودة؟ الجواب بالتأكيد لا يمكن حسمه قبل انعقاد مجلس الوزراء؟

ماذا عن المجلس؟ الى ذلك، وطالما انّ كل الاحتمالات واردة في ما خصّ موضوع “الميغاسنتر”، فإنّ وصول مشروع قانون متعلق بها الى مجلس النواب ممكن. الّا انّ السؤال: هل يكون طريقها متيسراً، ويمكن إقرار المشروع، وبالتالي تطبيقها ضمن الفترة السابقة لموعد الانتخابات؟

مصادر مجلسية اكّدت لـ”الجمهورية”، انّها لا تعلّق على هذا الموضوع طالما المجلس ليس معنياً بهذا الامر حتى الآن.

الاّ انّ المصادر سألت عن العامل الزمني، هل هو كافٍ؟ وقالت: “لنفترض انّ الامور سارت بشكل انسيابي من دون أي مطبات او عراقيل، وتقرّر إحالة مشروع قانون متعلق بـ”الميغاسنتر” الى مجلس النواب، فلنذهب الى المدى الأبعد في التفاؤل، فالباقي من عمر الولاية المجلسية الحالية 63 يوماً، ننقص منها يوماً لانعقاد مجلس الوزراء وإقرار المشروع وإحالته الى مجلس النواب. وننقص يوماً مع تسلّم المجلس المشروع، وإحالته من قِبل رئيس المجلس النيابي الى اللجان النيابية المختصة. وننقص يوماً لطباعة مشروع القانون وتوزيعه على أعضاء اللجان. وننقص يوماً لانعقاد جلسة اللجان لدرس المشروع واقراره في جلسة واحدة. وننقص يوماً لتحديد رئيس المجلس جلسة تشريعية لإقرار المشروع. وننقص يوماً مع إحالة رئيس المجلس المشروع الى الحكومة لنشره في الجريدة الرسمية”.

ومع نفاذ المشروع، تضيف المصادر، “ننتقل الى مرحلة التنفيذ، وهذا يستدعي اولاً تحديد الشركة التي ستنفّذ هذا الامر، من خلال استدراج عروض (مناقصة)، هنا ننقص يوماً. ثم ننقص يوماً مع تقديم الشركات طلباتها وعروضها، ويوماً لفضّ العروض. وبعد ان يرسو الخيار على شركة معينة، لنفرض انّ ذلك يستغرق يوماً او يومين لتجهيز الشركة نفسها لبدء العمل، ما يعني انّ مجموع الأيام المهدورة 10 ايام، يبقى 53 يوماً، ويفترض بالشركة ان تنجز عملها بالكامل قبل اسبوع من يوم الانتخاب، فيصبح الباقي 46 يوماً. فهل يمكن إتمام هذه المسألة التقنية المعقّدة بشهر ونصف، في وقت يؤكّد وزير الداخلية في تقريره انّ إنجاز هذا الامر يتطلب أكثر من اربعة اشهر؟”.

سجال إلى ذلك، استمر السجال على خط “التيار الوطني الحر” و”القوات اللبنانية”، حيث قال رئيس جهاز العلاقات الخارجية في “القوات” الوزير السابق ريشار قيومجيان في تغريدة: “نكرّر موقف “القوات” للمرة الالف، “القوات” مع “الميغاسنتر” بشرط عدم تأجيل الانتخابات. المعارك الوهمية والمطالبات التي تذكّرها متأخّراً الرئيس ميشال عون والنائب جبران باسيل هي حق يُراد به باطل: نسف انتخابات 15 ايار وتأجيلها. مهاجمة القوات لن تنفع. ضيعتونا بالمغاسنتر والميغاهبل”.

الجامعة العربية من جهة ثانية، إفتتح وزير الخارجية عبدالله بوحبيب الدورة العادية لمجلس جامعة الدول العربية على المستوى الوزاري (157)، بصفته رئيساً للدورة الحالية. وألقى كلمة، قال فيها: “نحن في لبنان نجحنا في الحفاظ على وحدة بلدنا، رغم عظيم التحدّيات والصعوبات، ومصرّون على حماية تماسك مجتمعنا وحفظ تنوعه. وهذا الأمر لا يمكن تحقيقه من دون تعزيز مناخ الحريات فيه. ففي بلادي حيويات وديناميات اجتماعية في حراك مستمر وشعب حي مصمم على أفضل مستويات العيش وعلى ترك بصمته في مختلف مجالات الإنتاج والإبداع”.

وتوجّه الى المجتمعين قائلاً: “أدعوكم بكل صدق ومحبة إلى تفهم جوهر التجربة اللبنانية ورسالتها، والنظر الى ما قد يعتريها، كما تنظرون الى ما يعتري تجارب البلدان الأخرى. فجميعنا نواجه تحدّيات في مسيرتنا لتحقيق التنمية والرفاه والاستقرار لدولنا وشعوبنا والتماسك لمجتمعاتنا”.

اضاف: “ورغم ما نحن فيه من انهيار شبه كامل للأوضاع الاقتصادية والمالية، وما نواجهه من تحدّيات للدور والموقع، لا نزال مصمّمين على النهوض مجدّداً والمضي قدماً على طريق تحقيق رسالتنا وامتشاق الدور الذي يليق بتضحياتنا واسهاماتنا. وما نرجوه من الأشقاء العرب، في هذا السياق هو، في العمق، مساندة لبنان في عروبته ووحدته وحفظ رسالته وتجربته، لأنّ دعمهم ضروري لصون فرادته”.

*******************************************

الشرق الأوسط

الحكومة اللبنانية تبدأ الأسبوع المقبل دفع المساعدات الاجتماعية

نائب في كتلة «اللقاء الديمقراطي» يقول إن الإجراءات لا تتناسب مع حجم الكوارث

تبدأ وزارة الشؤون الاجتماعية، الأسبوع المقبل، صرف المساعدات الاجتماعية لـ150 ألف عائلة مستحقة، وسط تصاعد مستويات البطالة، ومراوحة سياسية في معالجة الأزمات الاقتصادية والاجتماعية، وهو ما ساهم في زيادة الانتقادات للسلطات اللبنانية، وكان أبرزها من النائب نعمة طعمة، الذي قال إن المعالجات والإجراءات لا تتناسب مع حجم الكوارث المتمادية.

وأكد وزير الشؤون الاجتماعية هكتور حجار، بعد لقائه الرئيس اللبناني ميشال عون، أمس، أن الدفع للعائلات المستحقة بموجب البرامج الاجتماعية التي تقودها وزارته «سيبدأ تصاعدياً الأسبوع المقبل لـ150 ألف عائلة»، مشدداً على «الالتزام الكامل بالمعايير التي حددتها الوزارة واللجنة الوزارية، في تحديد هذه العائلات، وأهمها الشفافية».

وتخصص الحكومة اللبنانية 3 برامج محلية مدعومة دولياً، لتقديم مساعدات اجتماعية للفئات الأكثر ضعفاً في لبنان، هي: برنامج «أمان»، وبرنامج دعم»، وبرنامج البطاقة التمويلية. وتستفيد منها عشرات آلاف العائلات اللبنانية، بهدف تمكينها من الصمود في الأزمة الاقتصادية والمعيشية التي يعاني منها لبنان.

وقالت الرئاسة اللبنانية في بيان، إن حجار وضع عون في أجواء آخر الخطوات بالنسبة لبرنامج «دعم»، وحدد لعون توقيت الدفع لبرنامج «أمان»، كما تشاورا في مواضيع جلسة مجلس الوزراء المزمع عقدها اليوم الخميس، وخصوصاً فيما يخص موضوع عودة السوريين. وقال حجار إن عون «أصر على ضرورة الإسراع في إيصال الأموال إلى المستحقين، في البرامج الاجتماعية التي تقودها وزارة الشؤون الاجتماعية».

وأعلن حجار أن الدفع سيبدأ الأسبوع المقبل؛ مشيراً إلى أن عملية الدفع «ستكون تصاعدية لـ150 ألف عائلة». ولفت إلى أن المبلغ الذي سيُقدم للعائلات هو 20 دولاراً لكل ولد من العائلة حتى 6 أولاد، و25 دولاراً لكل عائلة، أي أن عائلة مؤلفة من 8 أشخاص يستفيد الأولاد الستة من 120 دولاراً، و25 دولاراً للعائلة، أي 145 دولاراً، وكل عائلة تستفيد وفق عدد الأفراد.

وقال إن «المعايير بالنسبة لبرنامج (أمان) هي: مَن لديه مُسن، أو حاجات خاصة، أو مَن يملك بيتاً غير لائق، وليس بإمكانه استيعاب عدد كبير من الأفراد، بالإضافة إلى معايير أخرى، كمن مردوده الشهري معدوم، وذلك كمرحلة أولى».

ويأتي ذلك في ظل عجز سياسي عن النهوض بالبلاد اقتصادياً، وهو ما يثير الانتقادات.

وأسف عضو كتلة «اللقاء الديمقراطي» النائب نعمة طعمة، لهذا الانهيار المالي والاقتصادي والحياتي المستمر، بعيداً عن المعالجات والإجراءات والخطوات المطلوبة والحازمة، والتي تتناسب مع حجم الكوارث المتمادية، مضيفاً: «يبدو أن المعنيين يعيشون على كوكب آخر، فمن لا يواكب معاناة الناس وهمومهم وشجونهم، فمن أين له أن يدرك ما يحيط بهم من مأساة على أبواب المستشفيات، وصعوبات في تأمين أقساط المدارس والجامعات، واستحالة تأمين وسائل التدفئة، إلى هجرة غير مسبوقة». وأسف طعمة «لغياب رجالات الدولة»، معتبراً أن «السياسات الاعتباطية والعشوائية في معالجة الأزمات المتراكمة ما زالت قائمة، بعيداً عن أي رؤية واضحة لمقاربة عملية وعلمية لهذه المشكلات».

وأكد طعمة أنه «حان الوقت من أجل أن تكون هناك حالة طوارئ اقتصادية واجتماعية وصحية، وفي كل المجالات، قبل الفوضى العارمة؛ لأن الأمور خرجت عن مسارها، والمواطن اللبناني ضاق ذرعاً بدولته وحكومته ومسؤوليه».

ورأى طعمة أن «حالة البلد مترهلة، والدولة تتحلل، وأصحاب الحل والربط غارقون في استطلاعات الرأي الانتخابية، والناس تعيش معاناة حقيقية هي الأصعب، وحملات الشتائم والتصعيد تجاه المملكة العربية السعودية مستمرة»، مضيفاً: «بالأمس القريب كانت مكرمة المملكة الإنسانية لمساعدة كل اللبنانيين من خلال المنظمات الإنسانية والأهلية، فليس ثمة ثقة بالمؤسسات الحكومية»، لافتاً إلى أن «السعودية وبمعزل عما تتعرض له من تصعيد ممنهج، ثبت بالملموس أنها لم تتخلَّ عن بلد تكن له مودة وتقديراً يضاهي مسؤوليه، فمرة جديدة تؤكد المملكة أنها إلى جانب لبنان في السراء والضراء»، وسأل: «هل يسمع أصحاب الشأن؟».

وتمنى طعمة «وقف حملات التصعيد تجاه الرياض؛ لأن الوفاء من شيم الرجال، فعلى المسؤولين بكل مواقعهم أن يدركوا أن السعودية هي من أوقف الحرب في لبنان، ومن أنتج اتفاق الطائف، ومن أعاد إعماره مراراً»، مثمناً المقاربة الموضوعية التي جاءت في سياق المقابلة مع ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان: «بحيث أضاءت على الواقعين العربي والدولي، وأعتبرها من خلال القراءة المتأنية، أنها كانت خريطة طريق لكل الأزمات العربية والدولية، وذلك ينمّ عن نظرة ثاقبة ورأي سديد، لما يحيط بهذا العالم من تطورات وأحداث».

*******************************************

اللواء

الخزانة الأميركية تطلب لوائح بتبييض الأموال قبل الانتخابات!

«الميغا» نجم الجلسة مع أعباء مالية في الموازنة.. واهتمام دبلوماسي بمصير الإستحقاق

من زاوية عرض وزارة الداخلية والبلديات الدراسة حول اعتماد آلية مراكز الاقتراع الكبرى (Megacenters) في الانتخابات النيابية للعام 2022،  يباشر مجلس الوزراء في جلسته التي يعقدها في الثالثة والنصف من بعد ظهر اليوم في قصر بعبدا مقاربة الموضوع،  في محاولة لمعالجة ما عجزت عنه اللجنة الوزارية خلال اجتماعين تمخضا عن خلافات وضعت مسألة عربة التأجيل قبل حصان تطبيق «الميغاسنترز»،  وما نجم عن ذلك من اتهامات فوق الطاولة وتحتها.

ومن أبرز البنود الـ18 (راجع ص2) عرض وزارة المهجرين موضوع تفعيل عودة النازحين السوريين إلى ديارهم،  وطلب وزارة الطاقة والمياه اتخاذ التدابير اللازمة،  والقرارات التطبيقية بتكليف الوزارات المعنية لحماية خطوط النفط في منشآت النفط في طرابلس لتأمين وصول الغاز المصري إلى معمل دير عمار الحراري لتوليد الكهرباء،  بالاضافة إلى بنود مالية ابرزها مشروع قانون يرمي إلى فتح اعتماد احتياطي في باب الموازنة العامة لعام 2022 بقيمة 6500 مليار ليرة لبنانية منه 4000 مليار ليرة لبنانية لاحتياطي تغذية مختلف بنود الموازنة و2500 مليار ليرة لبنانية لاحتياطي العطاءات للعام 2022،  وعلى مشروع مرسوم يحال إلى مجلس النواب.

يذكر أن موعد الجلسة تأجل 30 دقيقة لمصادفة الموعد الاصلي مع زيارة وزير النقل الفرنسي دجيباري إلى بيروت،  للاعلان عن هبة تتعلق بالنقل المشترك في حضور الرئيس نجيب ميقاتي ووزير النقل اللبناني علي حمية،  الذي أجرى مفاوضات مع الجانب الفرنسي قبل اسابيع لهذه الغاية،  على ان تكون الدفعة الأولى 50 باصاً ثم تتوالى على دفعات وفقاً للوزير حمية.

وافادت مصادر سياسية مطلعة لـ«اللواء» أن جلسة مجلس الوزراء تبدو حافلة من خلال الملفات المطروحة على جدول الأعمال وتلك التي تطرح من خارجه لاسيما بالنسبة إلى ما يتعلق بملف الأمن الغذائي والاجتماعات التي عقدت لهذه الغاية . وقالت المصادر ان ملف الميغاسنترز يستحوذ على النقاش انطلاقا مما توصلت إليه اللجنة. وقد يتشعب النقاش ليصل إلى موضوع إجراء الانتخابات النيابية في موعدها،  مرجحة أن يحسم النقاش حول تعذر قيام هذه المراكز. ودعت إلى انتظار ردات الفعل حول هذه الدراسة. وأفادت أن موضوع  اضراب هيئة اوجيرو قد يحضر في حال توسع النقاش بملف الاتصالات. اما بالنسبة إلى تفعيل عودة النازحين السوريين إلى بلدهم ،  فإن المصادر نفسها تحدثت عن تحضير وزير شؤون المهجرين عصام شرف الدين ملفاً متكاملاً ارسل نسخة عنه إلى الأمانة العامة لمجلس الوزراء دعا فيه إلى ضرورة الاستفادة من الورقة السياسية التي أقرت سابقا بشأن العودة وعارضا التدابير التي اتخذتها سوريا لتسهيل عودة النازحين وتأثيرات النزوح على لبنان. وفي تصريح لـ«اللواء»،  اكد الوزير شرف الدين أنه يعمل على مبادرة للانطلاق بالمشروع ،  مشيرا إلى تحريك الملف للوصول إلى نتائج إيجابية،  معلنا أهمية العمل لما فيه مصلحة لبنان .

وحسب ما علمت «اللواء» فإن الرئيس نجيب ميقاتي سيؤكد خلال الجلسة على إجراء الانتخابات النيابية في موعدها،  ورفض أي طلب لتأجيل هذا الاستحقاق.

وحسب مصادر مطلعة فإن الرئيس ميقاتي شدد على ان حكومته مصرة على إجراء الانتخابات،  وهذا ما أبلغ لعدد من سفراء الدول الكبرى.

وقالت المصادر ان الحكومة اللبنانية،  تبلغت من العديد من سفراء الدول الكبرى والصديقة بضرورة اجراء الانتخابات النيابية المقبلة في موعدها المحدد،  وابدى بعضهم استعداد بلدانهم لتقديم اي مساعدة تحتاجها الحكومة لانجاز هذا الاستحقاق المهم.

واضافت المصادر ان هؤلاء السفراء طلبوا ايضا ضرورة ان توافق وتقر الحكومة اللبنانية خطة الانقاذ الاقتصادية بعد الاتفاق عليها مع صندوق النقد الدولي قبل موعد الانتخابات النيابية، محذرين بأن،  اي تأجيل لموعد هذه الانتخابات،  سيقلص صدقية الحكومة،  ويؤدي الى تعطيل الاتفاق مع صندوق النقد الدولي،  ووقف مساعدات المجتمع الدولي لحل الازمة المالية والاقتصادية الصعبة التي يواجهها لبنان حاليا،  ما يزيد في صعوبة حلها، ويزيد من معاناة اللبنانيين.

تحرك السنيورة

وفي تطور جديد،  اثر عودته من العاصمة الفرنسية (التي يتواجد فيها اللواء اشرف ريفي)،  بدأ الرئيس فؤاد السنيورة جولة اتصالات ولقاءات محورها انتخابي الى جانب الاوضاع المتدهورة في لبنان،  استهلها باجتماع عقده امس مع  «مجموعة العشرين»،  لكن مصادر تابعت الاجتماع اوضحت انه تركز على نواحٍ اجتماعية لجهة عمل المؤسسات الكبرى الاجتماعية والخيرية في بيروت والمناطق.

في غضون ذلك،  أعلن السفير نواف سلام عزوفه عن الترشح وموضحا الدوافع لهذا الموقف.وقال في بيانه: إن قراري بعدم الترشح الى هذه الانتخابات النيابية،  سببه انني لست من الساعين بصددها الى كرسي في البرلمان.

الدولار.. ومطالب الخزانة

على ان الابرز ترقب الوضع الجديد في سوق القطع مع عودة الدولار للارتفاع (الخبر في مكان آخر)،  مع معلومات عن ان وفد الخزانة الاميركية الاسبوع الماضي،  طلب من مصرف لبنان التحقيق في الانتهاكات التي يرتكبها النافذون السياسيون والاقتصاديون في النظامين المالي والمصرفي.

وأمس (9 آذار) كان اللافت صدور بيان عن هيئة التحقيق الخاصة بمصرف لبنان،  قالت فيه انها انعقدت الخميس 3 آذار 2022،  واتخذت قرارا بالطلب من جميع المصارف العاملية في لبنان ان تسلم الهيئة لوائح تتضمن اسماء من التزم من فئة PEP من العملاء بالتعميم 154 وأعاد إلى حساباته المصرفية في لبنان النسبة المطلوبة من الاموال في الخارج حسب التعميم المذكور.

على ان يتم تبليغ هيئة التحقيق الخاصة باسماء الممتنعين عن الالتزام بالتعميم 154 في فترة اقصاها نهاية شهر آذار 2022،  وهذا يشمل ايضاً الايداعات النقدية التي تمت في الفترة الممتدة من تموز 2017 ولغاية نهاية شهر كانون الاول 2020 اذا كان المستفيد مصنف PEP.

وقد اتخذت الهيئة قرارا بتحديث بيانات الـKYC للعملاء المعرضين سياسيا PEP بتاريخ 3 اذار 2022،  وعلى المصارف ابلاغ هيئة التحقيق اذا كانت هناك شكوك تستوجب الابلاغ عنها.

واستنادا إلى ذلك،  فإن مرور الوقت حتى نهاية الشهر،  أي خلال شهر نيسان سيتواصل المركزي مع الخزانة الاميركية مع الاشارة إلى ان مجموعة العمل المالي لمنطقة الشرق الاوسط وشمال افريقيا تقوم حالياً بتقييم منظومة مكافحة تبييض الاموال وتمويل الارهاب في لبنان،  والتي تشمل تقييم فعالية وآليات عمل كافة الجهات المعنية ضمن الدولة اللبنانية ومنها الجهات التنظيمية والراقبين وجهات إنفاذ القانون (قوى أمن،  جمارك … إلخ) والجهات القضائية المختصة (جهات الادعاء،  والقضاء العدلي،  ومدى التعاون القضائي الدولي)،  فضلاً عن تقييم عمل الجهات المشرفة على الجمعية غير الهادفة للربح في وزارة الداخلية،  والاشخاص المعنويين (السجل التجاري…)،  كما وتقييم مؤسسات القطاع الخاص المالي وغير المالي بما فيه كتاب العدل والمحاسبين المجازين والمحامين،  بالاضافة إلى امور تفصيلية اخرى محددة في معايير مجموعة العمل المالي FATF. وسيصدر بنتيجة هذا التقييم توصيات وخطة عمل ليقوم لبنان باتخاذ ما يلزم بالتعاون مع الجهات المختصة لتنفيذها.

ولاحظت مصار دبلوماسية ومالية ان الخطوة تأتي قبل الانتخابات النيابية كسيف مصلت على السياسيين الراغبين بخوض الانتخابات فيما لو شملتهم تقييمات هيئة التحقيق الخاصة والمؤسسات الدولية التي تتابع مكافحة تبييض الاموال وتمويل الارهاب.

وفي السياق،  نفى الحاكم سلامة ما تناولته بعض وسائل الاعلام عن توقف منصة صيرفة عن العمل،  وقال في بيان له: ان هذا الخبر عار عن الصحة جملة وتفصيلا كما يؤكد حاكم المركزي ان مصرف لبنان ملتزم بمتابعة مفاعيل التعميم 161،  وان مصرف لبنان مستمر بتأمين الدولار الاميركي من دون سقف مقابل الليرة اللبنانية على سعر منصة صيرفة.

تحرك أوكراني

في التحركات،  نفّذ عدد من أبناء الجالية الأوكرانية في لبنان اعتصاماً امس أمام السفارة الروسية،  في الذكرى 208 لمولد الشاعر تاراس شيفتشينكو،  الذي يعد من الشخصيات المؤثرة في الحركة الوطنية الأوكرانية في القرن التاسع عشر،  حيث رفعوا الصوت ضد الغزو الروسي لبلدهم،  مطالبين بوقف قتل اطفالهم.

وفي السياق المالي،  إستقبل الرئيس ميشال عون رئيس جمعية المصارف سليم صفير ورئيس مجلس الإدارة المدير العام لمصرف الإسكان أنطوان حبيب،  وعرض معهما الواقع المصرفي في البلاد،  والإجراءات التي يمكن اتخاذها لتسهيل تأمين حاجات المواطنين من المصارف.

وعلى صعيد الوضع الاجتماعي،  فقد أكد وزير الشؤون الاجتماعية هكتور حجار بعد لقاء الرئيس ميشال عون امس،  ان الدفع للعائلات المستحقة بموجب البرامج الاجتماعية التي تقودها وزارته ستبدأ تصاعديا الأسبوع المقبل لـ150 الف عائلة،  مشددا على الالتزام الكامل بالمعايير التي حددتها الوزارة واللجنة الوزارية في تحديد هذه العائلات واهمها الشفافية.

*******************************************

الديار

«شائعة مشبوهة» هزت الدولار والاسعار ارتفعت…والآتي أعظم

حزب الله رفض «التمنيات الاميركية» بضم حمية الى لجنة الترسيم – رضوان الذيب

التداعيات الكارثية للحرب الروسية الاوكرانية، مضافا اليها الاحتكارات الغذائية والصحية و المحروقات «ولعبة الدولار» تحاصر اللبنانيين بأسوأ الازمات وتحرمهم نعمة العيش الكريم وتجعلهم «أسرى» القلق من المستقبل المجهول، وسط شلل حكومي وسيل من الاجتماعات الفلكلورية، وفتح ملفات يومية بخلفيات انتخابية «مغلفة» «ببحر» من المزايدات الكلامية «لا تطعم جائعا ولا تسد رمق محتاج» ولا تؤمن الدفء لمواطن في القرى الجبلية محروم من مادة المازوت بسبب الاحتكارات من قبل مافيا قطاع المحروقات الخاضع «لرموز البلاد»، الغارقين «بتفاهات»  «الميغاسنتر والتراجع عنه» وطرح مشاريع  يومية بعناوين طائفية ومناطقية لإثارة غرائز الناس من اجل مقاعد نيابية تحفظ «التوريث» «والكراسي» في اخطر ازمة اجتماعية يعيشها اللبنانيون منذ الاستقلال وفاقمتها الحرب الروسية الاوكرانية التي تأخذ اهتمامات العالم وقد تهدد مساعدات البنك الدولي ومفاوضات الترسيم، مما يهدد كل الاستحقاقات ويفرض على الحكومة الاستنفار على كل المستويات رغم عدم امتلاكها اية رؤية  اقتصادية للمواجهة، فيما الطبقة السياسية تحاول تسويق نفسها قبل الانتخابات بشعارات تحاكي الجيل الجديد الذي لا يمكن ان يغفر لهؤلاء ما ارتكبوه بحق الشباب وحرمانهم فرص العمل وتهجيرهم الى بلاد الله الواسعة وعدم الاخذ بهواجسهم، وهذا ما ظهر من خلال الترشيحات للانتخابات النيابية، وتمسك الطاقم السياسي بنوابه القدامى بنسبة ٩٠ ٪  والـ ١٠ ٪ من نصيب رجال الاعمال، رغم ان المجلس النيابي الحالي لم يقدم  جديدا  للحياة التشريعية البرلمانية، بل على العكس فان هؤلاء غطوا الفساد وشرعوه  وعمقوا الازمات، وهذا ما يؤكده مستوردو المواد الغذائية من ان الاسعار سترتفع ما بين ١٥٠٪ الى ٢٠٠ ٪ وأكثر خلال الاسبوعين القادمين والخوف من كوارث اجتماعية  تطيح بالاستقرار الامني، وما عزز هذه المخاوف عودة التلاعب بالدولار وارتفاعه بعد «شائعة مشبوهة» من المافيات المعروفة عن توقف منصة «صيرفة» عن العمل، وهذا ما نفاه حاكم مصرف لبنان رياض سلامة جملة وتفصيلا مؤكدا استمرار العمل في تعميم الـ ١٦١، فعاد الهدوء الى السوق وتراجع الدولار الى500،22بعد ان ارتفع قبل ظهر أمس الى 24 الفا، وقد حذر قادة أمنيون من هذه الاضطرابات والاحتكارات وابدوا خشيتهم على انتظام عمل المؤسسات الرسمية، وحتى  المؤسسات العسكرية في ظل تصاعد حالات الفرار من الخدمة العسكرية جراء الاوضاع الاجتماعية، وهذا يفرض على الحكومة اعلان حالة طوارئ اقتصادية وتجميد كل الملفات والخلافات وحصر الجهود بتأمين لقمة العيش ومنع الاحتكارات واتخاذ اجراءات حازمة على الصعيد القضائي بحق المخالفين، والعمل على ايجاد أسواق جديدة وحل قضية فتح الاعتمادات بالدولار الاميركي مما يهدد بارتفاع سعر صرف الدولار مجددا نتيجة ارتفاع اسعار السلع العالمية، وهذا يتطلب اجراءات حكومية سريعة بدلا من «الميوعة» المعتمدة وعروض اعلامية اقرب الى»المهرجين».

وفي المعلومات المؤكدة من مختلف الصالونات السياسية، ان المرجعيات الكبرى تتخوف من انعكاس التطورات الروسية الاوكرانية على الاستحقاق النيابي وهذه المخاوف طرحها مرجع كبير امام زواره وقال : نسبة تأجيل الانتخابات النيابية بحدود الـ ٦٥٪ ، وهذه النسبة ارتفعت بعد انفجار الحرب الروسية الاوكرانية، جازما ان كل القوى السياسية وتحديدا الاقطاب، يريدون تأجيل الانتخابات النيابية ويبقى السؤال «من هو الانتحاري الذي يتجرأ على اعلان ذلك» وفي المعلومات، ان وزير السياحة عندما طرح تأجيل الانتخابات لـ ٦ اشهر في جلسة مجلس الوزراء الاخيرة لم يلاق موقفه اعتراضات لافتة على عكس ما سرب في وسائل الاعلام، حتى ان مرجعا حكوميا وحسب المعلومات والرواة، سأل اللواء جميل السيد في الجلسة الاخيرة للمجلس النيابي «شو رأيك يا جميل بتصير انتخابات» وقد رد اللواء السيد بتغريده شكك فيها في حصول الانتخابات. وتجزم المصادر، ان حدة الازمات المحلية والعالمية قد تفرض تأجيلا  للانتخابات النيابية.

التحضيرات للانتخابات

1-ورغم الاجواء الاخيرة عن امكانية تأجيل الانتخابات النيابية لكن التحضيرات ما زالت على قدم وساق وان تراجعت نسبيا، لكن الاتصالات حسب المصادر رست  على الشكل الاتي داخل فريق ٨ اذار: التحالف شامل»وكامل» في كل الدوائر بين حزب الله وامل مع تبادل الاصوات التفضيلية.

2- التحالف بين امل والتيار الوطني الحر على القطعة في بعض الدوائر لتامين الحاصل الانتخابي وهذا لا ينفي وجود بعض العقد والشكوك  المتبادلة.

3- التنسيق بين بري وجنبلاط ثابت «ولم  يهتز ولن يهتز»، والاصوات التفضيلية لحركة امل لن تصب ضد جنبلاط وهذا ما يجعل رئيس الاشتراكي مرتاحا في بيروت وراشيا.

4- بري ابلغ حزب الله ان ايلي الفرزلي ثابت عنده، واذا بقي باسيل متمسكا بالرفض، لا تحالف بين امل والتيار في البقاع، لان رئيس المجلس كان واضحا «انا وايلي الفرزلي» سوا، داخل المجلس وخارجه».

5- تراجع التيار عن ترشيح فايز كرم بعد اصرار حزب الله.

6- اعطاء النائب الماروني في بعلبك للحزب القومي على ان يكون المقعد الكاثوليكي الذي يشغله حاليا البير منصور للتيار الوطني.

7- التركيز على دعم التيار الوطني في زحلة.

8- حسم موضوع الاحباش خارج لوائح الثنائي وخوض المعركة بشكل مستقل، كما  حسم اسامة سعد ترشحه بشكل مستقل عن احزاب ٨ اذار.

9- نجاح واكيم سيكون على لائحة الثنائي الشيعي في بيروت الثانية.

10- التحالف بين القومي والمردة في الشمال والكورة وبين فيصل كرامي وجهاد الصمد والعلويين في طرابلس.

11- حسم موضوع تواجد اسعد حردان وقاسم هاشم على لوائح الثنائي الشيعي في حاصبيا.

12- لم يتم التوافق حتى الان على خوض ارسلان ووهاب والقومي الانتخابات بالتحالف مع التيار الوطني في الشوف وعاليه ، لكن حزب الله على»الخط الساخن «بين الحلفاء والحسم اليوم بعد الاجتماع مع باسيل. وعلم ان «فيتو» باسيل على مرشح ماروني فاعل في الجبل يشكل نقطة الخلاف الاساسية.

13- لم يحسم حتى الان موضوع حصة حزب البعث العربي الاشتراكي، وفي اي دائرة.

جبهة ١٤ اذار

1-اما بالنسبة لـ ١٤ اذار، فان القوات اللبنانية تخوض تحالفاتها على القطعة وتحديدا مع جنبلاط في الشوف وعاليه وبعبدا، ومع العديد من القوى السياسية والفاعليات والعائلات والاحزاب في باقي الدوائر تحت شرط ان تكون المرجعية للقوات لتأمين نجاح مرشحيها، واللافت ان حزب الله والقوات اللبنانية هما الفريقان الوحيدان اللذان  درسا الملف الانتخابي بشكل جيد ودقيق.

2- حسم المقعد الماروني في عاليه لراجي السعد بقرار من جنبلاط على ان يكون المرشح الأرثوذكسي للقوات اللبنانية مع تقدم اسم رئيس مصلحة المهندسين في القوات اللبنانية من أل متى من بحمدون.

3- توجه النائب وليد جنبلاط الى ترشيح شخص من آل الخطيب عن المقعد السني الثاني في الشوف قوبل باعتراضات واسعة من قبل مناصري المستقبل في اقليم الخروب بالتزامن مع رفض الحريري شخصيا لهذا التوجه، وهذا الرفض قد يدفع جنبلاط الى العودة عن قراره.

4- توجه فؤاد السنيورة الى تشكيل لائحة في بيروت وبالتحالف مع ميقاتي في طرابلس الذي سيحسم موقفه خلال ٢٤ ساعة.

5- توافق بين جزء من المجتمع المدني وحزب الكتائب على خوض الانتخابات بشكل مشترك، ولهذه الغاية عقد اجتماع ضم ميشال معوض ونعمة افرام وسامي الجميل وبعض وجوه المجتمع المدني في حضور السفيرة الاميركية ومسؤولة بارزة في السفارة.

6- اتجاه العديد من الشخصيات المحسوبة على 8 و14 اذار والتي لم يسعفهم الحظ الى الدخول في اللوائح الاساسية الى تشكيل لوائح مستقلة.

الصورة الانتخابية ستحسم اواخر الاسبوع حسب المصادر وفي كل المناطق، ونهار الاحد سيكون موعد اعلان الاحزاب عن المرشحين.

لجنة الترسيم

حتى الان، لم تشكل اللجنة الرسمية التي اقترحها رئيس  الجمهورية للرد على ورقة المفاوض الاميركي المؤقت هوكشتاين لترسيم الحدود البحرية بين لبنان والعدو الاسرائيلي بسبب رفض الثنائي الشيعي المشاركة في اللجنة، وقد أستعيض عن تشكيل اللجنة باجتماع في القصر الجمهوري حضره خبراء تقنيون في ملف الترسيم بينهم انطوان شقير وسليم جريصاتي ممثلين عن عون، بطرس عساكر اقترحه ميقاتي والعميد عفيف غيث عن الجيش كما حضر وسام شباط وعباس تيم  وتقنيون من  الوزارات المختصة،علما ان حزب الله رفض انضمام وزير الاشغال علي حمية الى اللجنة، رغم التمنيات الاميركية على عون وميقاتي بان يكون وزير الاشغال ممثلا في اللجنة، كما ان الرئيس بري رفض انضمام احد وزرائه الى اللجنة، وقال «لن نشارك»، وهذه اللجنة تنحصر مهمتها بإعداد الرد الرسمي على ورقة المفاوض الاميركي هوكشتاين وتقديمها الى مجلس الوزراء لإقرارها وتحويلها الى مجلس النواب رغم تأكيد بري ان الامر لا يحتاج الى التشريع، واللافت ان هناك عقبات جدية امام تشكيل اللجنة بعد التنازل الرسمي عن الخط ٢٩ وموقف رئيس كتلة الوفاء للمقاومة النائب محمد رعد من عملية الترسيم ورسم معادلات جديدة،وحتى الان فان اللجنة لم تبصر النور «وفيتو» الثنائي الشيعي يشكل عقبة امام تشكيلها، وهذا الأمر يمثل  نقطة خلاف اساسية بين عون وحزب الله.

*******************************************

الشرق

لهيب اسعار المحروقات يحرق جيوب اللبنانيين… والدولار يرتفع

سجال الميغاسنتر يتواصل .. ومشاورات انتخابية في بيروت

فرغ المشهد السياسي الداخلي امس من اي موقف او تحرك لافت، في حين طغى الملفان المالي والمعيشي على ما عداهما من اهتمامات، مع ابقاء العين مفتوحة على الملف الانتخابي في ظل المحاولات الحثيثة المبذولة لارجاء استحقاق ايار الديموقراطي والحملة الشرسة التي تشنها قوى المعارضة على فريق السلطة الذي يخرج كل يوم من جعبته ذريعة علّه يصل عبرها الى مراده.

وفي انتظار جلسة مجلس الوزراء المقررة اليوم في قصر بعبدا، والتي ستناقش الميغاسنتر والملفات الحياتية، يغرق اللبنانيون في مزيد من الصعوبات. امس، واذ عاود الدولار ارتفاعه، حلّقت اسعار المحروقات مجددا. فقد صدر جدول تركيب أسعار المحروقات، وشهدت أسعار البنزين والمازوت ارتفاعا ملحوظا، فيما انخفض سعر الغاز. وأصبحت الأسعار على الشكل الآتي:  بنزين 95 اوكتان: 441000 ليرة. بنزين 98 اوكتان: 450000 ليرة. المازوت: 460000 ليرة. الغاز: 302000 ليرة.

صيرفة مستمرة

في المقابل، أصدر حاكم مصرف لبنان رياض سلامة البيان الآتي «تناول بعض وسائل الإعلام خبرًا عن توقف منصة Sayrafa عن العمل. ان هذا الخبر عارٍ عن الصحة جملة وتفصيلًا، كما يؤكد حاكم المركزي ان مصرف لبنان ملتزم بمتابعة مفاعيل التعميم ١٦١، وأن مصرف لبنان مستمر في تأمين الدولار الأميركي من دون سقف مقابل الليرة اللبنانية على سعر منصة Sayrafa».

سلموا اللوائح

وليس بعيدا، طلبت «هيئة التحقيق الخاصة» في مصرف لبنان من جميع المصارف تسليمها لوائح تتضمّن أسماء مَن التزم من فئة PEP من العملاء بالتعميم 154 وأعاد إلى حساباته المصرفية في لبنان النسبة المطلوية من الأموال في الخارج بحسب ما نَضّ عليه التعميم.

صفير في القصر

الشأن المالي حضر ايضا في بعبدا، اذ  استقبل رئيس الجمهورية العماد ميشال عون رئيس جمعية المصارف سليم صفير ورئيس مجلس الإدارة المدير العام لمصرف الإسكان أنطوان حبيب، وعرض معهما الواقع المصرفي في البلاد، والإجراءات التي يمكن اتخاذها لتسهيل تأمين حاجات المواطنين من المصارف.

قطاع الاتصالات

معيشيا ايضا، رأس رئيس الحكومة نجيب ميقاتي اجتماعاً خُصص للبحث في أوضاع قطاع الاتصالات وشؤون الوزارة، شارك فيه وزير الاتصالات جوني القرم، المدير العام لهيئة «أوجيرو» عماد كريدية، المدير العام للإنشاء والتجهيز ناجي اندراوس والمدير العام للاستثمار والصيانة باسل الأيوبي. بعد الاجتماع، قال القرم «الهدف من الاجتماع مع دولة الرئيس هو البحث في الإضراب الحالي الذي اعلنته نقابة هيئة أوجيرو، وسأعقد اجتماعا مع النقابة عند الثانية عشرة ظهرا. تحدثت مع دولة الرئيس بكل شفافية عن المطالب التي أعتبرها محقة مئة في المئة، وانا داعم لها، ونحاول ايجاد حل لها في اسرع وقت».

وعن تحويل ارصدة البطاقات المسبقة الدفع من الدولار الى الليرة اللبنانية، والقلق لدى المواطنين من ارتفاع الاسعار وصدور جدول جديد لها، قال: لم يتم تحويل الارصدة، لقد دفع المشتركون هذه البطاقات بالليرة اللبنانية، وأردنا من هذا العمل التذكير بأن الأرصدة دفعت بالليرة اللبنانية ومسجلة بها. لم يتغير شيء.

برنامج المساعدات

ليس بعيدا من الهموم المعيشية، أكد وزير الشؤون الاجتماعية هكتور حجار ان الدفع للعائلات المستحقة بموجب البرامج الاجتماعية التي تقودها وزارته ستبدأ تصاعديا الأسبوع المقبل لـ150 الف عائلة، مشددا على الالتزام الكامل بالمعايير التي حددتها الوزارة واللجنة الوزارية في تحديد هذه العائلات واهمها الشفافية.

حاجات العسكريين

الى ذلك، استقبل الرئيس عون وزير الدفاع الوطني موريس سليم واجرى معه جولة افق تناولت التطورات السياسية الراهنة في البلاد وعمل اللجان الوزارية، إضافة الى أوضاع المؤسسات التابعة لوزارة الدفاع. كما تناول البحث حاجات العسكريين لا سيما بعد توقيع الوزير لقرار صرف بدل نقل بقيمة مليون و200 الف ليرة لهم تنفيذا للقرار الذي صدر عن مجلس الوزراء بناء على اقتراح وزير الدفاع.

السنيورة وسلام

انتخابيا، واثر عودته من العاصمة الفرنسية (التي يتواجد فيها اليوم اللواء اشرف ريفي)، بدأ الرئيس فؤاد السنيورة جولة اتصالات ولقاءات محورها انتخابي الىى جانب الاوضاع المتدهورة في لبنان، استهلها باجتماع عقده امس مع  «مجموعة العشرين» (وهي مجموعة شخصيات رفضت أساساً التسوية الرئاسية، ومن أبرزهم الى السنيورة، أحمد فتفت، خالد قباني، عمار حوري، صلاح سلام)… في الموازاة، حسم العضو في محكمة العدل الدولية مندوب لبنان السابق لدى الامم المتحدة السفير نواف سلام كل الجدل والتكهنات في شأن ترشحه للانتخابات النيابية في بيروت معلنا ان قراره هو في عدم الترشح وموضحا الدوافع لهذا الموقف.

قاووق والحلفاء

الى ذلك، أكد عضو المجلس المركزي في «حزب الله» الشيخ نبيل قاووق في لقاء سياسي أقيم في مدينة النبطية، أن «حزب الله مستهدف أميركيا على مدى أربعين سنة سياسيا واقتصاديا وأمنيا وعسكريا»، ورأى أن «هذا دليل على مدى تأثير وفعالية حزب الله ولولا استمرار حزب الله وإكمال النجاحات والإنتصارات والفعالية والتأثير لما استمرت الضغوط والاستهدافات». وأكد أنه «في الانتخابات في أيار المقبل سيشهد العالم أجمع أن التحالفات الاستراتيجية لحزب الله العابرة للطوائف والمناطق هي تحالفات ثابتة وراسخة ومستمرة ومعززة».

جدل الميغاسنتر

اما السجال حول الميغاسنتر فتواصل فصولا، بين القوات اللبنانية والتيار الوطني الحر. فقد غرد نائب رئيس مجلس الوزراء السابق غسان حاصباني عبر حسابه على تويتر كاتبا «حاولوا تطيير تصويت المغتربين بحسب دوائر نفوسهم خوفا من النتائج وفشلوا، ففتحوا موضوع الميغا سنتر بعد غياب ٤ سنوات، وهم يعلمون ان لا وقت لإنجازه قبل الانتخابات.

اجتماع ملتهب اليوم

علمت الشرق ان رئيس لجنة الاشغال والطاقة النيابية نزيه نجم دعا الى اجتماع للجنة مع وزير الطاقة وليد فياض وممثلي مستوردي المحروقات، بعد سلسلة اتصالات اجراها مع كل الاطراف من اجل التوصل الى الية معينة لتسعير المحروقات من خلال اصدار جدول يومي بالاسعار.

ومن المتوقع ان يكون الاجتماع حاميا جدا.

اعتذار نواف سلام

توقفت الاوساط السياسية عند بيان السفير نواف سلام الذي اعلن فيه عزوفه عن الترشح للانتخابات النيابية، معللا ذلك بان الانتخابات لا تكفي وحدها لاحداث التغيير المطلوب.

ورأت مصادر مطلعة ان ليس من مصلحة سلام خوض هذه التجربة خصوصا بانه يشغل مركزا دوليا مرموقا ، ويتقاضى راتبا شهريا قيمته ٤٠ الف يورو، وتتقاضى زوجته راتبا قيمته ٢٠ الف يورو.

أخبار مرتبطة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى