افتتاحيات الصحف الصادرة صباح اليوم
الأخبار
حكومة الخضوع للأميركيين في «كوما»: لا كهرباء قريباً… وجنون أسعار
ما قيل عشية تشكيل الحكومة عن مهمتها الفعلية الوحيدة بضمان إجراء الانتخابات النيابية لا يزال الكلام الوحيد «المفيد» حتى الآن، فيما غالبية القوى السياسية الناشطة لترتيب أوضاعها الانتخابية، تبقي الباب مفتوحاً أمام مفاجأة قد تجعل الانتخابات في خبر كان. أما ما بات معروفاً من ترشيحات أُعلنت أو في طريقها إلى الإعلان، سواء من القوى الأساسية أو من دعاة «التغيير»، فلا يبشّر بتغيير حقيقي.
خارجياً، تتواصل الضغوط على لبنان من بوابة العقوبات الأميركية. والأمر لا يقتصر على لوائح دورية بأسماء من قررت أميركا أنهم يموّلون المقاومة، بل عن تهديد يومي لعشرات السياسيين من مغبّة الذهاب إلى تحالفات انتخابية قد تجعل النتائج في مصلحة حزب الله وحلفائه، إضافة إلى الضغط المتواصل من أجل إقرار صفقة ترسيم الحدود بما يناسب العدو. وفي هذا السياق، يأتي الابتزاز الأميركي البشع بربط أي دعم لقطاع الطاقة بإنجاز ملف الترسيم.
داخلياً، تتفاقم الأزمة المتصلة بشلل الدولة. الموازنة القائمة على مبدأ التقشف تعني أمراً واحداً، وهو أن لا حركة اقتصادية في البلاد بل شلل فعلي، مقابل تعطّل الإدارات العامة واحدة تلو أخرى، وتراجع حاد في القدرة الشرائية لموظفي القطاعين العام والخاص مترافقاً مع موجة جديدة من جنون الأسعار.
عملياً، لم تفعل الحكومة شيئاً في مواجهة الأزمات المتنوعة، بينما يبقى الملف المالي والنقدي المرتبط بمصير التدقيق في حسابات المصرف المركزي، والاشتباه في إقدام الحاكم رياض سلامة على اختلاس أموال عامة، ملفاً حاراً، ليس بفعل النشاط المحدود في لبنان، بل بفعل الضغط الخارجي على خلفية الملاحقات القضائية، مع بروز إشارة «يمكن البناء عليها»، على حد تعبير مرجع كبير، تفيد بأن الأميركيين أنفسهم باتوا في وضع دفاعي صعب عن الحاكم. كما أن الحلقة الداخلية المتمثلة في تحالفه القوي مع القطاع المصرفي تتعرض لاهتزاز فعلي بفعل التحقيقات القضائية مع أصحاب المصارف. وهو ما انعكس أزمة ثقة عميقة بين سلامة والمصارف، لا سيما الكبيرة منها التي باتت تشعر بأن الحاكم مستعد لـ«بيعها» من أجل حماية نفسه.
ترسيم الحدود
من الواضح أن الرسالة الأخيرة التي حملتها السفير الأميركية دوروثي شيا من الموفد الإسرائيلي (حامل الجنسية الأميركية) عاموس هوكشتين في شأن الترسيم أعادت الأمور إلى نقطة الصفر. إذ اعتبر هوكشتين أن لبنان يقرّ بأن حدوده عند الخط 23، لكنه اتفق مع الإسرائيليين على أن ذلك ليس حقاً مقدساً للبنان، وطالب بحصّة في البلوك رقم 8. هذه الخطوة أدّت ليس إلى تجميد البحث في خطوات عملانية سريعة فحسب، بل إلى تعمق الخلاف الداخلي حول طريقة التعامل مع الملف. إذ إن رفض ثنائي أمل – حزب الله المشاركة في لجنة (تضم ممثلين عن رئاستي الجمهورية والحكومة ووزارات الدفاع والخارجية والطاقة) لدرس الطلب الأميركي، حمل رسالة يفسرها مطّلعون بأنها تعكس تمسكاً باتفاق الإطار (على كل مساوئه) لناحية إجراء المفاوضات برعاية الأمم المتحدة وتقييد حركة الوسيط الأميركي بلعب دور المسهل فقط، وهو ما حاول هوكشتين الإطاحة به. كما حمل موقف الثنائي رسالة أكثر حدّة من خلال تصريحات رئيس كتلة الوفاء للمقاومة النائب محمد رعد الذي قال، ببساطة، إنه «لا تنقيب عندنا يعني لا تنقيب عند غيرنا». واتضح أن موقف رعد لا ينطوي على تحفظ عن أي تنازل في مجال الحصص فحسب، بل حمل جواباً مباشراً على رسالة عاجلة وردت من فرنسا وشركة توتال بعدم الاستعداد لأي عمل في البلوكات اللبنانية قبل الوصول إلى اتفاق نهائي على الترسيم. عملياً، يعني ذلك أن حزب الله قرّر أنه في حال منع الأميركيون فرنسا من القيام بأعمال تنقيب في بلوكات لبنانية خالصة، ستمنع المقاومة أي شركة عالمية، أميركية كانت أم أوروبية من القيام بأي أعمال تنقيب في النقاط الحدودية من الجانب الفلسطيني. وفي هذا عودة إلى مربع التوازن، وهو أمر يمكن ملاحظته حتى في اتفاق الإطار الذي لا يغفل تفاهم نيسان (توازن حماية المصالح المدنية ودور الأمم المتحدة) ولا القرار 1701 الذي ينظم إدارة الاستقرار الأمني على جانبي الحدود.
تداعيات ملف الترسيم لا تقف عند هذا الحد. فقد علمت «الأخبار» من مصدر مصري مطلع أن القاهرة ليست في وارد توقيع اتفاقية توريد الغاز إلى لبنان قبل الحصول على ورقتين: الأولى تتعلق بإعفاء واضح وصريح وكامل من عقوبات قانون قيصر، والثانية تتعلق بموافقة صريحة وموثقة ومبرمجة من البنك الدولي على تمويل العملية. وأضاف: «الأميركيون قالوا لنا، صراحة، إن الأوراق ليست جاهزة بعد، وإن ملف الكهرباء الأردنية مرتبط بالاتفاق أولاً على جر الغاز المصري. وهو ما تبلغه لبنان أيضاً من الجانب الأردني».
وفي ما يتعلق بالمفاوضات مع البنك الدولي لتمويل المشروع، تؤكد مصادر وزارة الطاقة حصول تقدم «إجرائي» لكنه ليس حاسماً، وأن الأمور عالقة في انتظار اجتماعات مجلس إدارة البنك الدولي. ونقلت عن مسؤولين في البنك إشارتهم إلى «تأخير إضافي» بسبب انشغال العالم بالحرب بين روسيا وأوكرانيا من جهة، ولأن ما تعرضه شركة كهرباء لبنان من خطط لتحقيق وقف فعلي في الهدر وتأمين عائدات جدية ليس واضحاً أو مقنعاً.
وبالطبع، ليس متوقعاً أبداً أن يصدر موقف لبناني رسمي يحمّل الأميركيين مسؤولية التأخير وابتزاز لبنان بملفي الترسيم والطاقة بسبب الخشية من إغضاب الأميركيين. إلا أن رئيس الحكومة نجيب ميقاتي، المسؤول عن السلطة التنفيذية، لا يمارس في الوقت نفسه أي ضغط على حاكم مصرف لبنان لصرف المبالغ التي تطالب بها وزارة الطاقة (نحو 250 مليون دولار) لشراء كميات إضافية من الفيول ولتلبية حاجات موزعي الخدمات ومشغلي المحطات وصيانة الشبكات.
ارتفاع الأسعار
وسط هذا الجمود السياسي والحكومي والإداري، يشهد لبنان موجة جديدة من ارتفاع الأسعار في ظل انقطاع سلاسل التوريد وزيادة كلفة الشحن والتأمين البحري المرتبط به. وتتركز الأزمة في ملف القمح. إذ أن المخزون من هذه المادة الحيوية لا يكفي أكثر من شهر ونصف شهر حدّاً أقصى، مع بدء التهافت على القمح. وفيما تبدو الحكومة في «كوما»، تشير المعطيات إلى اتصالات مع السفيرة الأميركية التي وعدت بتأمين كمية من القمح وصوامع متحرّكة للتخزين، لكن مثل هذه الآلية تتطلب بين ثلاثة وأربعة أشهر. كما يسوّق وزير الاقتصاد أمين سلام بأنه يسعى لشراء القمح من كندا. علماً أن الوقت الذي يستغرقه وصول البواخر من كندا إلى لبنان لا يقل عن أربعة أشهر.
وفي غياب أي آلية واضحة لمواجهة الأزمة، يتوقع أن تتفاقم قريباً أيضاً أزمة السكر بعد ارتفاع الطلب العالمي على هذه المادة، لا سيما أننا على أبواب شهر رمضان عندما يرتفع الطلب على السكر، وفي ظل قرار الجزائر وقف تصديره، فيما أقرب موعد ممكن للحصول على السكر من المغرب ليس قبل حزيران المقبل.
أما مخزون المشتقات النفطية، فالخلاف حالياً لا يتعلق بالمخزون وتوافر الكميات بمقدار ما يتعلق بالتسعير اليومي الذي يريده التجار. وقد رفض الوزير طلب الشركات وأصحاب المحطات زيادة جديدة تقدر بنحو عشرة في المئة ربطاً بارتفاع الأسعار عالمياً. وقرر وزير الطاقة التمهّل في إصدار جدول تركيب الأسعار. وعليه، فإن المشكلة الأكبر ستكون لدى أصحاب مولدات الأحياء الذين بدأوا تقنين التغذية بالتيار. فيما يسجّل نشاط ملحوظ في تخزين البنزين والمازوت والطحين، ما يقود تلقائياً إلى توقع نشاط السوق السوداء في الأيام المقبلة.
***********
النهار
لبنان يسابق أوروبا في تلقي تداعيات الحرب!
هي ازمة فقدان الدولة لا أكثر ولا اقل في استعادة طوابير الذل المفتعلة عند محطات الوقود والمحروقات في اليومين السابقين مع “إمطار” ال#لبنانيين بتهديدات ووعود الاتي الأفدح على صعيد تحليق أسعار البنزين والمازوت والغاز وسائر مشتقات النفط، ناهيك عن اشعال أسعار المواد الاستهلاكية ولا سيما منها المواد الغذائية الأساسية بدءا بالخبز والزيوت والحبوب.
اشتعلت ازمة المحروقات والمواد الغذائية الأساسية كما لو ان لبنان في قلب اوروبا بزعم اتساع تداعيات الحرب الروسية على أوكرانيا لجهة الارتفاع المطرد الناري في أسعار النفط عالميا، كما في الدورة التجارية المتصلة بتوقف استيراد الحبوب والقمح من أوكرانيا، فاذا بلبنان ينافس الدول الأوروبية نفسها في تلقي تداعيات الحرب ! واسوأ ما عاشه وسيعيشه اللبنانيون تباعا ان السوق تركت للفوضى والعشوائية التي ترجمتها أكاذيب التصريحات و”الاطلالات” التلفزيونية لكل المعنيين بقطاع المحروقات او بالقطاع التجاري الاستهلاكي حيث تبارزوا في غسل الايدي من هذه الفوضى ورمي كرة عودة الطوابير عند المحطات او التهافت على السوبرماركات في مرامي بعضهم البعض. وبدا واضحا ان الدولة المفتقدة والمغيبة التي كانت في إجازتها ليس منتظرا منها اكثر من توزيع تصريحات في الساعات المقبلة من بعبدا والسرايا والوزارات المعنية باعتبار ان معركة “الميغاسنتر” او الحسابات الانتخابية النيابية بدأت تطغى على كل أولويات الناس، كما ان التواطؤ الدائم بين السلطة وكارتيلات شركات استيراد المحروقات غالبا ما سيبقي الازمة إلى اتساع. وبات في حكم المؤكد ان أسعار المحروقات تتجه نحو “محرقة” جديدة شديدة القسوة بدءا من اليوم بحيث سيبدأ سعر صفيحة البنزين مثلا يقترب من سقف 500 ألف ليرة فيما سيحلق أيضا سعر طن المازوت مع كل ما يعنيه ذلك من تداعيات على التنقل والتغذية بالطاقة الكهربائية على المؤسسات والعائلات والافراد.
وقد مهدت فوضى اليومين السابقين، الأجواء على ما يبدو لمحرقة الأسعار المشتعلة، ذلك ان ممثل موزعي المحروقات فادي ابو شقرا زعم ان مخزون المحروقات في لبنان يكفي لاربعة او خمسة ايام، مشيرا إلى ان اتصالات عدة حصلت مع الشركات ووزير الطاقة. واشار إلى انه لم يصدر بعد جدول اسعار المحروقات وفق الارتفاع العالمي لسعر النفط، مؤكدا ان الارتفاع في أسعار المحروقات ليس محليا انما عالمي.
ولكن وزير الطاقة وليد فياض رد بالجزم بان البنزين متوافر وبكميات تكفي السوق اللبنانية. وعزا ما حصل في محطات المحروقات إلى أزمة مفتعلة، لأن سعر برميل النفط العالمي ارتفع “لكن لا يمكننا أن نحدد للشركات المستوردة للنفط التاريخ الذي سنصدر فيه الجدول الجديد للأسعار”.
ومع ذلك فان مصدرا رسميا في قطاع النفط اكد ان جدول أسعار المحروقات الجديد سيصدر اليوم الاثنين وقال ان الكميات الموجودة حاليا تكفي السوق لسبعة أيام.
وقال مصدر مطلع على ملف توزيع المحروقات لـ”النهار” إنّ “جدول الأسعار الأخير الصادر عن وزارة الطاقة والمياه – المديرية العامة للنفط لا يناسب الشركات المستوردة للوقود، بخاصة بعد صعود سعر برميل النفط العالمي، الأمر الذي دفعها إلى التوقف عن توزيع المادّة إلى حين تعديل التعرفة من جديد، فارضة هذا التعديل على وزارة الطاقة.
ووسط صورة استعادة الطوابير عَلى المحطات شرع جهاز أمن الدولة في تسيير دوريات في عدد كبير من المناطق على محطات الوقود، للتأكد من توافر مادة البنزين فيها، ضمن خطة منع الاحتكار وتم فتح عدد من المحطات المغلقة.
ولم يقف الامر عند المحروقات اذ ان التلويح بأزمة خبز استمر كما تفاقمت ازمة فقدان مواد استهلاكية أساسية وقام وزير الاقتصاد والتجارة أمين سلام الأحد، بجولة مفاجئة على بعض السوبرماركت للكشف عن كميات الطحين والزيت بعد إفراغها من الرفوف . وأعلن سلام “سنذهب بالإجراءات القانونية للمحتكرين إلى النهاية، واليوم نحن بظروف استثنائية وشكلنا خلية طوارئ لجنة وزارية لمتابعة هذا الأمر، وسنسير بالمجرى القانوني، وإن وجدنا احتكاراً قد نصادر المواد المخبّأة وقد نوزّعها مجاناً على المواطنين”. معلناً “اننا سنتخذ قرارات أيضاً بشأن استيراد القمح ذات طابع استثنائي غداً (اليوم)”.
وقام الوزيران وليد فياض وسلام مساء امس بجولة على عدد من المحطات في العاصمة وقال فياض لـ”النهار”: “ان سعر البنزين مرتبط بارتفاع سعر البترول عالمياً وسعر صرف الدولار، ولدينا كميات في السوق يجب أن يستفيد منها الناس قبل غلاء الأسعار”. وبدوره قال الوزير سلام لـ”النهار”: “سُطّرت محاضر ضبط بحق المحطات المقفلة قبل إعادة فتحها منذ قليل، وتمنّنيا على التجار عدم خلق حالة هلع ولا نريد إعادة المشهد الماضي وتشكّل الطوابير”.
يشار في هذا السياق إلى ان أكثر من مئة لبناني كانوا من المقيمين في أوكرانيا وصلوا مساء أمس إلى مطار رفيق الحريري الدولي على متن طائرة الميدل ايست نقلتهم من وارسو وواكب تنظيم هذه الرحلة اللواء محمد خير رئيس الهيئة العليا للإغاثة. واكد خير اجلاء جميع الرعايا اللبنانيين من بولندا ورومانيا ويجري التواصل مع اللبنانيين الذين بقوا داخل أوكرانيا.
الميغاسنتر ولجنة الترسيم
اما على صعيد المشهد السياسي فغابت أي تطورات بارزة وسط ترقب نتيجة “الكباش” داخل الحكومة حول موضوع الميغاسنتر اذ يفترض ان تنجز غدا اللجنة الوزارية التي شكلها مجلس الوزراء في جلسته الأخيرة تقريرها حول هذا الملف لكي يتخذ مجلس الوزراء موقفه النهائي منه في جلسته الخميس المقبل. كما ان كباشا ضمنيا اخر يدور حول اللجنة التقنية القانونية التي اتفق رئيسا الجمهورية والحكومة على تشكيلها لوضع الرد الرسمي على العرض الخطي الذي تلقاه المسؤولون من الوسيط الأميركي في مفاوضات ترسيم الحدود البحرية بين لبنان وإسرائيل اموس هوكشتاين. وبات من المشكوك فيه ان تؤدي هذه اللجنة التي تضم ممثلين عن رئاستي الجمهورية والحكومة وعدد من الوزارات مهمتها في ظل مقاطعتها من رئاسة مجلس النواب و”حزب الله”.
وفي سياق المواقف البارزة من الاستحقاق الانتخابي قال أمس البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي: “نَجهدُ مع ذوي الإرادةِ الحسنةِ من أجلِ حصولِ الانتخاباتِ النيابيّة عندنا في موعدِها لتعودَ الكلمةُ إلى الشعب. وحَسْبُنا أن يَنطُقَ الشعبُ بكلمةِ الحقِّ في حُسنِ الاختيارِ، وفي تجديدِ الطاقمِ السياسي، فلا يضيّعُ فرصةَ التغييرِ. فهذا زمنُ إنقاذ لبنان لا زمنُ الحساباتِ الصغيرة” . واعتبر أنّه “لا يجوز، تحت أيِّ ذريعةٍ، الالتفافُ على هذا الاستحقاقِ الدستوري الملازمِ للنظامَ الديموقراطيّ. وحريٌّ بالّذين يَجتهدون في اختلاقِ ذرائعَ لتأجيلِ الانتخابات، أنْ يُوجِّهوا نشاطَهم نحو توفيرِ أفضل الظروفِ الممكنةِ لإجرائها. ونتمنّى أن يَتقدّمَ إلى الانتخاباتِ النيابيّةِ مَن يَستحقُّ تمثيلَ المواطنين، ومَن يَتمتعُ بشخصيّةٍ وازنةٍ، وفكرٍ إصلاحيٍّ وسُمعةٍ عطرةٍ، ومواقفَ وطنيّة. فكلُّ البرامجِ التقنيّةِ تبقى ثانويّةً أمام البرنامجِ الوطني”. ولفت إلى أنّ “النيابة ليست، هذه المرّة، جاهًا وهوايةً ومُتعةً سياسيّةً، بل خِدمة ونضال ومواجهة ديموقراطيّة لأنّنا قادمون على حسمِ خِياراتٍ كبيرةٍ في الأشهرِ المقبلةِ، وفي العهدِ الرئاسيِّ الجديد. فلبنان لا يستطيعُ أن يبقى في اللادولةِ والفوضى والانهيارِ والضياع. لبنان أمّةٌ وُجدَت لتبقى، ولتبقى حرّةً ونموذجًا وصاحبة رسالة في محيطها وعلى ضفّة البحر الأبيض المتوسّط”.
*****************************************
نداء الوطن
“جبران في كل مكان… واسألوا إيران إذا كانت تريد بقاء الكيان”
جنبلاط لـ”نداء الوطن”: “أمر عمليات” بتحجيمي وبلا سيادة “ما بينفع شي”!
بين منحدرات الأزمة ودهاليزها المتشعبة في أكثر من اتجاه معيشي واقتصادي ومالي وصحي، يواصل اللبنانيون رحلة “الهبوط الحرّ” إلى الهاوية، وينزلقون أسرع فأسرع إلى القعر مروراً بيومياتهم الحافلة بمشهديات مأسوية تدور في حلقات مفرغة وشعارات فارغة من أي محاولة جدية لفرملة الانهيار، على وقع استمرار طغيان الذهنية الترقيعية في أداء أهل الحكم والحكومة، ما أبقى الناس أسرى دوامة عبثية من “اللف والدوران” في دوائر تستنسخ الوقائع نفسها على أرض الواقع وتعيد تذكير المواطن بأنه لا يزال في مربع الأزمة الأول… كما حصل خلال الساعات الأخيرة مع عودة طوابير السيارات عند مداخل محطات البنزين.
ومن معاناة اللبنانيين، يستهلّ رئيس “الحزب التقدمي الاشتراكي” وليد جنبلاط حديثه لـ”نداء الوطن”، منبّهاً إلى أنّ الأمور ستبقى تراوح مكانها “من بنزين وغير بنزين” طالما بقي الإصلاح الحقيقي والبنيوي غائباً ومغيّباً، لذلك المطلوب ألا يفقد الشباب صوته وأمله بالقدرة على التغيير “لأنّ هناك وجوهاً جديدة قد تستطيع أن تغيّر وتطرح حلولاً وأفكاراً جديدة بغضّ النظر عن الأكثرية والأقلية”، قبل أن يستدرك، في معرض تشديده على وجوب استبدال “الطاقم السياسي الحاكم والمهترئ” بالإشارة إلى أنّ ذلك يتطلب أولاً قانوناً جديداً للانتخاب لأنّ القانون الساري “ليس نسبياً إنما هو قانون طائفي والصوت التفضيلي فيه يجعل الناخب أكثر طائفية”… أما عن مجريات المعركة الانتخابية بأبعادها السياسية والسيادية، فلفت إلى أنّ هناك “أمر عمليات يقضي بتحجيم وليد جنبلاط… “بسيطة شو عليه”؟ وإذا كان عنواننا الصمود في المعركة، فإنّ العنوان الأكبر للانتخابات يجب أن يتمحور حول السيادة لأنه “ما في شي بينفع بلا سيادة” وكل ما نستطيعه راهناً هو العمل ضمن المتاح من الهوامش لا أكثر”.
وفي عمق المشهد الانتخابي وخلفياته، يؤكد جنبلاط أنّ “حزب الله” يريد أن “يفرض نفسه على كل البلد وعلى مختلف الساحات والطوائف، وبالتالي فإنّه أينما استطاع تحقيق مكاسب على الساحة الدرزية “ما رح يقصّر”، لأنّ محور الممانعة يريد تطويقنا وهناك “أمر عمليات” بتحجيمي “والظاهر” حزب الله يشارك بتنفيذه”، وأضاف: “إذا أردتم أن تعرفوا مصير البلد فاسألوا إيران إذا كانت تريد الإبقاء على الكيان اللبناني الذي عمره 100 عام، فحتى في “أيام المتصرفية” تحت السيطرة العثمانية كان لبنان قائماً على التنوع والتطور الثقافي، وكذلك “أيام السوري” كان الوضع أسهل لأنه وضع يده على المفاصل الأساسية والعسكرية والأمنية لكنه لم يلغِ البلد، أما اليوم فمع إيران لم نعد نفهم “شو بدها”، وهذا يعيدنا إلى القول بأنه لا شيء ينفع ولن يتغيّر شيء في لبنان من دون سيادة”.
صدّرنا “الثلث المعطل” إلى العراق
ولفت جنبلاط إلى أنّ “النظرية التي كانت تراهن على أنّ الانهيار الاقتصادي سيؤدي إلى سقوط “حزب الله” أثبتت أنها رهان خاطئ، وبالعكس استفاد “الحزب” من سقوط النظام الاقتصادي أكثر مما تضرر منه”، وسأل: “ماذا بقي اليوم من مبادرة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون؟ كل ما تبقّى مبدئياً هو إمكانية الإصلاح من أجل الوصول إلى اتفاق مع صندوق النقد الدولي، والإصلاح يبدأ من الكهرباء…! و”جبران باسيل في كل مكان” فهو يبتزّ “حزب الله”، وألله يعيننا شو كلفنا هذا الحلف وشو رح يكلفنا بعد سياسياً واقتصادياً”، فلبنان كانت أهميته التاريخية بالمرفأ، طار اليوم المرفأ وأصبحنا نصدّر “الثلث المعطّل” إلى العراق”، مؤكداً أنّ “التشابه الحاصل في الأحداث السياسية بين بيروت وبغداد مرده إلى وجود يد واحدة تتحكم بالبلدين”، وذكّر بأنّ المسؤولين الإيرانيين أنفسهم يتباهون بالسيطرة على عواصم عربية من بيروت إلى بغداد وصنعاء.
“التوازن انهار”
واستذكر جنبلاط زمن الرئيس فؤاد شهاب حين “كان التوازن قائماً بين الرئيس جمال عبد الناصر والغرب، وفي لبنان تجلى التوازن في “اجتماع الخيمة” الشهير على الحدود اللبنانية – السورية، يومها قال شهاب لعبد الناصر نحن معك في الخارج لكن أترك لنا شؤوننا الداخلية”، مشيراً إلى أنّ “التوازن انهار عندما هُزم العرب عام 1967، ثم أُخرجت مصر من المعادلة في “كامب دايفيد” والغلطة الكبرى كانت في “أوسلو” عندما لم يناقش أبو عمار الوضع النهائي للقدس والمستوطنات، فكانت النتيجة مزيداً من الاستيطان والتهويد، واليوم إذا فرضت نتائج الحرب الأوكرانية نزوح 200 ألف يهودي من أوكرانيا إلى إسرائيل، فماذا ستكون النتيجة؟ توسعة المستوطنات أكثر في الضفة لإيوائهم”.
الساحة السنية بلا قيادة
وبالعودة إلى الحديث الانتخابي، من الواضح أنّ جنبلاط يتعامل مع الاستحقاق باعتباره حاصلاً في موعده في أيار، مؤكداً في الوقت نفسه وجود “مشكلة على الساحة السنّية بعدما تركها الرئيس سعد الحريري من دون قيادة، مستبعداً أن تتمكن أي شخصية سنّية ملء الفراغ الذي خلّفه الحريري”، وأضاف: “فقدنا حليفاً كبيراً عند السُنّة بعد حلف كبير دام بيننا قرابة 17 سنة”. لكنّ زعيم المختارة لا يُبدي خوفه من إرجاء الانتخابات رغم كل العناوين التي تُطرح راهناً وتوحي بتعمّد اختلاق الذرائع التقنية والمالية لتأجيل الاستحقاق المقرر في 15 أيار.
الترسيم من خط… “الزيرة”
أما في الاستحقاقات والملفات الأخرى، فأعاد جنبلاط التشديد على مقولة: “جبران في كل مكان” سواءً في تحديد مصير الانتخابات الرئاسية، أو في ملف ترسيم الحدود البحرية مع إٍسرائيل، مشيراً إلى أنهم “زايدوا على الرئيس نبيه بري” في هذا الملف، وأردف متهكماً: “برأيي كان يجب أن يبدأ الخط الحدودي للبنان من “جزيرة الزيرة” في صيدا، ومن هناك نغوص بالتقنيات الحديثة ونشقّ البحار “بالعرض” نحو الحقول النفطية الحدودية، فكما حصل أيام ترسيم حدود مزارع شبعا حين أهدانا العميد (أمين) حطيط وادي العسل، اليوم أوصلنا العميد (بسام) ياسين في ترسيم حدودنا إلى مشارف عكا”.
غادة عون أشبه بـ”المهداوي”
وتطرق جنبلاط إلى تداعيات مشهد البؤس اللبناني، فأكد أنّ المساعدات الحزبية في المناطق لم تعد تكفي، والمطلوب “تحسين القدرة الشرائية للمواطن وحسم موضوع من يتحمل الخسائر؟ لأنه لا يجوز تحميلها للمودعين إنما هناك حلول متاحة نستطيع من خلالها إنشاء صندوق سيادي واستثمار أو تأجير أملاك الدولة، لكن المشكلة تكمن في الحلقات الخاصة لكبار المستشارين حيث يعملون على حماية المصارف”، وأضاف: “ماكرون كان لديه اسم حاكم مصرف مركزي جديد للبنان لكنهم أفشلوه، وأصبحت الأمور عبارة عن مجرد نكايات ضد رياض سلامة، فهل يعقل ما تقوم به القاضية غادة عون التي باتت أشبه بـ”مهداوي” العراق، وهم أنفسهم بالأمس وضعوا قانون استقلالية القضاء “على الرف” في المجلس النيابي”، كما لم يفته التصويب على نهج المحاصصة الذي أعاد إحياء “سد بسري” من خلال الغمز من قناة الشركة المتعاقدة على تنفيذ المشروع التي يملكها داني خوري والتي تتولى بناء مقر “التيار الوطني الحر” على التلة الأثرية في نهر الكلب، مكتفياً رداً على سؤال عن الأسباب الكامنة وراء رضوخ مجلس الوزراء لطلب إحياء مشروع “السد” بعبارة: “إسألوا نجيب” (ميقاتي).
*****************************************
الشرق الأوسط
بري يخترق الترشيحات «الذكورية» للثنائي الشيعي ويتعاون مع باسيل «على القطعة»
حذر من استحضار لغم الـ«ميغاسنتر» لتعطيل الانتخابات في لبنان
بيروت: محمد شقير
قال مصدر بارز في حركة «أمل» إن رئيس المجلس النيابي اللبناني نبيه قطع شوطاً على طريق جوجلة أسماء المرشحين أكانوا من «الحركيين» أو المستقلين لخوض الانتخابات النيابية على لوائح كتلة «التنمية والتحرير» المتحالفة مع «حزب الله». وكشف لـ«الشرق الأوسط» عن أن التغيير يشمل أربعة نواب حاليين، هم ياسين جابر الذي كان السباق وزميله في الكتلة أنور الخليل في إبلاغهما بري عزوفهما عن الترشح، وعلي بزي الذي سيحل مكانه أشرف بيضون، ومحمد نصر الله الذي استبدل بواسطة الرئيس السابق لمجلس الجنوب قبلان قبلان.
ولفت إلى أن مرشحي كتلة «التنمية والتحرير» وعددهم 17 مرشحاً هم، إضافة إلى الرئيس بري الذي تقدم بترشحه عن دائرة الزهراني – صور: علي عسيران، عناية عز الدين، علي خريس، أيوب حميد، أشرف بيضون (الذي حل مكان بزي)، علي حسين خليل، قاسم هاشم (ينتمي إلى حزب البعث الموالي للنظام السوري)، الوزير السابق مروان خير الدين (استبدل بواسطة أنور الخليل)، ناصر جابر (حل مكان قريبه ياسين جابر)، هاني قبيسي، إبراهيم عازار، فادي علامة، محمد خواجة، غازي زعيتر وقبلان قبلان.
وأكد أن بري يواصل مشاوراته مع العائلات المسيحية في قرى قضاء صيدا – الزهراني لاختيار المرشح الكاثوليكي الذي يستكمل به لوائح كتلة «التنمية والتحرير»، وإن كانت الأرجحية تصب لمصلحة تجديد التعاون مع الوزير السابق النائب الحالي ميشال موسى. وقال إنه لم يعد من عائق أمامه للإعلان عن أسماء المرشحين على لوائحه بالتلازم مع اقتراب إقفال باب الترشح في 15 مارس (آذار) الجاري.
وفي هذا السياق، كشف مصدر نيابي بارز أن الرئيس بري ضد تأجيل إجراء الانتخابات النيابية المقررة في 15 مايو (أيار) المقبل ولو لدقيقة واحدة، وقال إنه يشكل رأس حربة ضد ترحيلها إلى موعد لاحق لقطع الطريق على من يراهن على التمديد للبرلمان، لينسحب لاحقاً على التمديد لرئيس الجمهورية ميشال عون الذي تنتهي ولايته في 31 أكتوبر (تشرين الأول) المقبل، لأن التمديد سيقف حاجزاً في وجه الانتقال السلمي للسلطة، وسيترتب عليه محاصرة لبنان من قبل المجتمع الدولي الذي يصر على إجراء الانتخابات في موعدها.
وحذّر المصدر النيابي من أن يكون إصرار الرئيس عون ولو متأخراً بالتناغم مع فريقه السياسي على استحداث مراكز لـلـ«ميغاسنتر» تتيح للناخبين الاقتراع في أماكن سكنهم بدلاً من الانتقال إلى بلداتهم وقراهم، وسأل لـ«الشرق الأوسط»: لماذا لم يبادر عون للإصرار على استحداثها منذ أشهر عدة؟ وما هي الأسباب الكامنة وراء صمته طوال هذه الفترة ليبق البحصة أخيراً؟ ومن أوحى له بأنه يمكن إقامة هذه المراكز في غضون أسابيع، بخلاف ما كان أعلنه وزير الداخلية والبلديات القاضي بسام مولوي بوجود صعوبات في استحداث هذه المراكز لتكون جاهزة قبل إجراء الانتخابات لاستقبال الناخبين؟
كما سأل المصدر نفسه عن الدوافع التي أملت على الفريق السياسي الملحق برئيس الجمهورية بإعداد دراسة لا تمت بصلة إلى الواقع السياسي الذي يمر فيه البلد، وأوردت فيها بأن لا مشكلة في إنشاء مراكز للـ«ميغاسنتر»، ودعا إلى عدم المغامرة بإنجاز الاستحقاق النيابي في موعده الذي يأخذ البلد إلى فراغ قاتل، كل ذلك من أجل المزايدات الشعبوية لدغدغة مشاعر السواد الأعظم من اللبنانيين، مع أنها لن تُصرف ميدانياً، ولن تقدم أو تؤخر على طريق إتمام الاستعدادات لإجراء الانتخابات في موعدها.
وأكد أن لا مبرر لتشكيل اللجنة الوزارية التي طُلب منها إعداد دراسة حول إنشاء مراكز للـ«ميغاسنتر» على أن تُطرح للنقاش في جلسة مجلس الوزراء هذا الخميس. وأوضح أن الرئيس بري أوعز إلى عدد من الوزراء ومن بينهم الوزراء المنتمون إلى الثنائي الشيعي بتفكيك الألغام التي تعيق إجراء الانتخابات، وقال إنه لا اعتراض على إنشاء هذه المراكز، وهل يمكن تحضيرها كما يجب قبل حوالي شهرين من موعدها؟ أم أن هناك من يريد استدراج العروض لتأجيلها بإقحام مجلس الوزراء في مشكلة هو في غنى عنها.
غيوم سوداء
لكن مصادر سياسية تسأل في المقابل ما إذا كانت الغيوم السوداء التي في المنطقة والناجمة عن الغزو الروسي لأوكرانيا ستمتد إلى لبنان وتفعل فعلها في تأزيم الوضع الاجتماعي والمعيشي في ضوء عودة طوابير السيارات للازدحام أمام محطات المحروقات، والمخاوف من فقدان مادتي الطحين والزيوت من السوق المحلية لوجود صعوبة في استيرادها من أوكرانيا وإيجاد البدائل، وهذا ما سيؤدي إلى ارتفاع منسوب التأزم واحتمال انعكاسه على الوضع الأمني لانعدام تأمين الحد الأدنى من مقومات الأمن الغذائي بما يؤثر على إجراء الانتخابات في موعدها.
وبالعودة إلى تعاون «أمل» الانتخابي من خارج تحالفها مع «حزب الله»، كشفت المصادر السياسية أن الرئيس بري لا يحبذ ضم أي مرشح درزي على لائحة الثنائي الشيعي في دائرة بيروت الثانية؛ لأنه يشكل تحدياً لرئيس الحزب «التقدمي الاشتراكي» وليد جنبلاط، وتعزو السبب إلى أن ضم مروان خير الدين كمرشح عن المقعد الدرزي في قضاء مرجعيون – حاصبيا على لائحة تحالف «أمل» – «حزب الله» لم يكن ليحصل بسهولة لو لم يبادر جنبلاط إلى إعطاء الضوء الأخضر، مع أنه له صلة قربى بالنائب طلال أرسلان.
وأضافت أن الرئيس بري وبالنيابة عن «حزب الله» رعى تأمين التوافق بين جنبلاط وأرسلان على ترشيح خير الدين، وهذا ما يتيح له التدخل لدى حليفه بعدم ضم أي مرشح درزي على لائحتهما في بيروت إفساحاً في المجال أمام إعطاء فرصة لمرشح «التقدمي» النائب الحالي فيصل الصايغ للفوز بالمقعد، وقالت إن الحزب سيضطر إلى مراعاة حليفه الاستراتيجي، برغم أنه على خلاف مع جنبلاط حول خياراتهما الاستراتيجية.
ورأت المصادر نفسها أن الرئيس بري وحليفه يتبادلان المراعاة وهذا ما يظهر جلياً من خلال تدخل الحزب في دائرة البقاع الغربي – راشيا لتذليل اعتراض بري على ضم مرشح «التيار الوطني الحر» شربل مارون عن المقعد الماروني في هذه الدائرة، شرط أن يسحب اعتراضه على ترشح نائب رئيس المجلس النيابي إيلي الفرزلي على نفس اللائحة المدعومة من تحالف الوزير السابق حسن مراد مع «أمل»، باعتبار أنه أحد الخطوط الحمر الممنوع على «التيار الوطني» تجاوزها، خصوصا أن الأخير أقل حضوراً من الفرزلي الذي فك ارتباطه بالنائب جبران باسيل وانفصل عن عون، برغم أنه كان في طليعة الفريق الذي تولى التحضير لانتخابه رئيساً للجمهورية.
الحلقة الأضعف
لذلك لم يعد من خيار أمام باسيل – كما تقول المصادر – سوى الالتحاق بلا شروط باللائحة لأن مرشحه يُعتبر الحلقة الأضعف فيها، وبالتالي يفتقد للقدرة التي تسمح له بتصفية حسابه مع الفرزلي على خلفية المواقف النارية التي صدرت عنه، وبلغت ذروتها بدعمه للرئيس سعد الحريري حتى بعد اعتذاره عن تشكيل الحكومة.
وعليه، فإن باسيل وإن كان يستقوي بـ«حزب الله» لتعويم نفسه انتخابياً، فإن تعاونه الانتخابي مع بري يبقى على القطعة، وتحديداً في بعبدا – المتن الجنوبي والبقاع الغربي – راشيا، شرط أن يكف باسيل «شره» عن الفرزلي، فيما التعاون في دائرة جزين – صيدا يبقى عالقاً ولن يرى النور بسهولة ما لم يحسم باسيل أمره لمصلحة ترشيحه للنائب السابق أمل أبو زيد ليخوض الانتخابات بالتعاون مع مرشح كتلة «التنمية والتحرير» النائب إبراهيم عازار.
ويبقى السؤال: هل يفعلها باسيل ويتخلى عن ترشيح النائب زياد أسود لأن «التيار الوطني» يواجه صعوبة في تأمين أكثر من حاصل انتخابي، باعتبار الحاصل الثاني سيكون حكماً من حصة عازار الذي يُعتبر الأقوى بلا أي منازع، خصوصا أن «التيار الوطني» سيواجه مشكلة إذا ما قرر خوض المعركة منفرداً في تأمين المرشح السني عن صيدا للتعاون معه، لأن الرئيس السابق لبلدية صيدا عبد الرحمن البزري سيضطر للتعاون مع عازار لأن لا مصلحة له بإقحام نفسه في معركة ليست مضمونة النتائج إذا ما تعاون مع أسود الذي لا يمكن تسويقه في الشارع الصيداوي، برغم أنه يتمتع بحضور في جزين، ويمكن أن يشكل وجع رأس لباسيل في حال قرر استبعاده.
وأخيراً لا بد من الإشارة إلى أن لوائح الثنائي الشيعي تكاد تكون محصورة بالتمثيل الذكوري لو لم يخرقه بري بترشيح الوزيرة السابقة النائب عز الدين، فيما لم يسبق لـ«حزب الله» أن دعم ترشح المرأة للانتخابات البلدية والنيابية أو لتوليها حقيبة وزارية أو منصب إداري بخلاف «أمل»، وهذا ما يعرضه باستمرار إلى انتقادات عبر مواقع التواصل الاجتماعي.
*****************************************
الجمهورية
تداعيات أوكرانيا: لا قمح ولا زيت .. والتجّار الفجّار يُصعّدون الإحتكار
فيما تتواصل الاهتمامات منصبّة على الحرب الروسية ـ الاوكرانية، والتي يستمر الانقسام في الموقف منها محلياً واقليمياً ودولياً، بدأ لبنان يتلقّى تبعاتها السلبية في غياب تام للسلطة، حيث شكّلت ذريعة جديدة للتجار الفجّار وأوكار الاحتكار ليرفعوا من الأسعار، بما يفوق الجنون، خصوصاً على السلع الغذانية التي تُستورد من البلدين المتحاربين، بلا حسيب او رقيب. وفي هذه الاثناء تواصلت الحملات الانتخابية وما يرافقها من سجالات ومناكفات بين بعض الأفرقاء المعنيين، لتزيد من شحن الأجواء الداخلية ورفع منسوب الشكوك او الذرائع التي يمكن ان يُبنى عليها، لفرض تأجيل الاستحقاق الدستوري تحت جنح الانشغال العالمي بالحرب الروسية ـ الاوكرانية، على عداها من قضايا اقليمية ودولية وفي مقدّمها الاوضاع في المنطقة، على خلفية الاتفاق النووي الايراني الذي أوشكت الدول المعنية توقيعه في فيينا.
اسبوع «الميغاسنترز»
على الصعيد الحكومي، سيعود ملف مراكز «الميغاسنتر» المطروح اعتمادها في الانتخابات النيابية المقبلة الى الواجهة مجدداً، حيث ستبدأ اللجنة الوزارية المكلّفة البحث في الاقتراحات التي قدّمها وزير الداخلية بسام المولوي لمجلس الوزراء في جلسته الجمعة الماضي، وذلك تمهيداً لتقديم تقرير مفصّل يُطرح في مجلس الوزراء في جلسة سيعقدها الخميس المقبل في القصر الجمهوري، الى جانب جدول اعمال يحتوي على مجموعة من القضايا الإدارية والتقنية والاجتماعية.
وقالت مصادر وزارية لـ»الجمهورية»، انّ الخلافات العميقة ستظهر بين مكونات اللجنة الوزارية المكلّفة تجهيز مراكز «الميغاسنتر» التي ستلتئم بعد ظهر اليوم. فلكل من أعضائها مجموعة من الملاحظات المتناقضة التي يمكن ان تقود في حال احتفاظهم بها، الى استحالة تحقيق الإجماع على المشروع.
صعوبات لوجستية وتشريعية
وإلى ذلك، أكّدت مصادر رسمية لـ «الجمهورية»، انّ إنجاز «الميغاسنتر» قبل موعد إجراء الانتخابات النيابية في ايار المقبل هو مستحيل، وبالتالي يجب سحب هذا الطرح من التداول والاستعداد لإنجاز الاستحقاق وفق القانون الحالي. واشارت المصادر إلى أنّ هناك صعوبات لوجستية وتشريعية لا يمكن تذليلها في الفترة الفاصلة عن موعد الانتخابات.
وفي سياق متصل بالاستحقاق النيابي، عُلم انّ من بين الأسباب التي لا تزال تدفع حركة «امل» و»التيار الوطني الحر» الى التمهل في الإعلان عن أسماء مرشحيهما الى الاستحقاق الانتخابي، هو انتظار حسم السيناريو الذي سيُعتمد ترشيحاً واقتراعاً في الدوائر المشتركة، سواء لجهة التعاون او التباعد.
العهد والحزب
وفي غضون ذلك، لفتت أوساط معارضة لـ»الجمهورية»، إلى ثلاثة ملفات تشكّل تناقضاً وتبايناً وخلافاً بين العهد و»حزب الله»:
ـ الملف الأول، يتعلّق بالبيان الصادر عن وزارة الخارجية اللبنانية حول الحرب الروسية على أوكرانيا، والذي حظي بدعم واضح من الرئيس ميشال عون، الذي هنأ وزير الخارجية عبدالله بوحبيب عليه وفقاً لما كشفه الأخير. فيما واجهه «حزب الله» بمعارضة شديدة، معتبراً انّ وزارة الخارجية «تخلّت عن النأي بالنفس تحت ضغط الإدارة والسفيرة الأميركية»، واتهمها «بخدمة الأجندة الأميركية»، واقتصر تصويبه على وزارة الخارجية لكونه يريد تجنُّب المواجهة المباشرة مع العهد، وهو يدرك انّ رسالته الاعتراضية وصلت إلى العهد الذي أصرّ على إعادة تأكيد الموقف نفسه في بيان حمل المضمون ذاته.
ـ الملف الثاني، يرتبط بترسيم الحدود البحرية، في ظل توجُّه واضح لدى عون للمضي قدماً في هذا الملف، وإعلانه انّ الخط 29 هو خط تفاوضي وانطلاقه من الخط 23 الذي يشكّل قاعدة تفاوضية مقبولة، ووصفه الوسيط الأميركي بـ»النزيه» خلافاً لهجوم «حزب الله» على هذا الوسيط. ولم تكتف بعبدا بهذا المقدار، إنما ردّت مصادرها على رئيس كتلة «الوفاء للمقاومة» النائب محمد رعد الذي كان أكّد «انّ الوسيط الأميركي يلعب دور الثعلب، ونحن نقول له سنُبقي غازنا مدفوناً في مياهنا»، وبالتالي ردّت عليه بالقول: «كلام رعد لا يعدو كونه موقفاً للاستثمار السياسي، ويأتي في إطار الحسابات الداخلية والتجاذبات والمزايدات، وعون ماضٍ في المفاوضات حول الترسيم طالما انّ الوسيط النزيه الأميركي لا يزال يعمل على هذا الخط».
ـ الملف الثالث، يتصل بـ»الميغاسنتر»، في ظلّ إصرار عون الكبير على إقرار هذا البند على رغم الصعوبات اللوجستية والدخول في العدّ العكسي للانتخابات، وإصراره ينمّ عن رسالة ضمنية إلى «حزب الله» الذي يرفض «الميغاسنتر» من دون ان يجاهر بذلك، لأنّ هذا الإجراء يسهِّل على المعارضين له التصويت ضدّه، وقد يكون الفريق الوحيد الذي يعارض هذا البند الإصلاحي، وما إصرار العهد عليه سوى رسالة بأنّه سيفسح في المجال أمام من هم ضد الحزب لممارسة حقهم الديموقراطي.
وتوقعت الأوساط المعارضة نفسها، ان تتسع رقعة التباينات بين العهد و»حزب الله» في هذه المرحلة الفاصلة عن الانتخابات الرئاسية، ومع عدم حسم الحزب الاتجاه الذي سيعتمده في هذه الانتخابات. وتساءلت عن مدى تأثير هذه الخلافات على التحالف في الانتخابات النيابية. إذ أين مصلحة الحزب في تشكيل رافعة شعبية للعهد تعوِّض له تراجعه داخل البيئة المسيحية طالما انّ حساباته في أكثر من ملف باتت أقرب إلى واشنطن منها إلى الضاحية الجنوبية؟
طحشة أوروبية بعد الاميركية
على صعيد آخر، ما زالت الهجمة الديبلوماسية الغربية والدولية قائمة في اتجاه لبنان، وما أن غادر وفدا صندوق النقد الدولي ووزارة الخزانة الاميركية بيروت، حتى وصل اليها عصر امس أمس وفد نيابي اوروبي كبير، يضم بين اعضائه 16 نائباً من «حزب الشعب الأوروبي» الذي ينتشر في معظم دول أوروبا المنضوية تحت لواء الإتحاد الأوروبي.
وقالت مصادر ديبلوماسية لـ»الجمهورية»، انّ مهمة الوفد الذي جمع نواباً من دول الجوار الروسي والاوكراني، هي شرح ما يرافق الحرب الروسية على أوكرانيا، والاسباب التي ادّت الى نشوبها، وتقديم الشكر للمسؤولين اللبنانيين على موقفهم مما يجري في الشرق الأوروبي. وسيجول الوفد اليوم على رئيس الجمهورية العماد ميشال عون ورئيس مجلس النواب نبيه بري ورئيس الحكومة نجيب ميقاتي، ثم يلتقي اعضاء من اللجان في مجلس النواب وممثلين للأحزاب اللبنانية الصديقة.
وفي معلومات «الجمهورية»، انّ الوفد يضمّ 27 عضواً من بينهم 16 نائباً برئاسة النائب الفرنسي في المجلس الأوروبي فرانك بروست وهم من: بلجيكا، سلوفاكيا، صربيا، كرواتيا، ايطاليا، لاتفيا، بلاروسيا، المانيا، اليونان وقبرص. ويرافق الوفد 11 مسؤولاً اوروبياً يشكّلون مجموعة من الرؤساء والمديرين التنفيذيين لمؤسسات الدراسات الاستراتيجية والإنمائية الاوروبية الكبرى العاملة على الساحة الاوروبية ومنطقة الشرق الأوسط، ومن اكبرها شركات فرنسية والمانية.
بيان روسي
وعشية وصول الوفد الاوروبي، وفي إطار تبادل المواقف الاتهامية بين الاتحاد الاوروبي وروسيا، أعربت السفارة الروسية في لبنان في بيان لها مساء أمس «عن امتنانها للمواطنين الروس واللبنانيين من الجالية والمتخرجين والأصدقاء الذين دعموا روسيا خلال هذا الوقت العصيب».
وقالت، أنّه في لبنان «يتصل بنا يومياً كثير من قادة القوى السياسية المحلية الوازنة، للتعبير عن تضامنهم مع مواقف روسيا وتصرفاتها». واشارت الى انّه «وبغض النظر عن الموقف الرسمي لبيروت، فإنّنا نرى أنّهم إجمالاً يدركون حقيقة الأمور و يشاطروننا توقنا الى تحصيل الحق المشروع لأي دولة في ضمان الأمن القومي».
وزير خارجية الجزائر
وفي أول تحرك لديبلوماسي عربي باتجاه لبنان، بعد زيارة وزير الخارجية الكويتي قبل اسابيع، وصل الى بيروت امس وزير خارجية الجزائر رمضان لعمامري، في زيارة رسمية، يسلّم خلالها رسالة خاصة من الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون الى نظيره اللبناني العماد ميشال عون قبل ظهر اليوم، في حضور وزير الخارجية عبد الله بوحبيب، يطلعه فيها على التحضيرات الجارية في الجزائر لاستقبال القمة العربية الدورية السنوية التي أُرجئت من 22 آذار الجاري كما كان مقرّراً الى الخريف المقبل حضورياً بعد غياب استمر لعامين بسبب جائحة «كورونا»، والمساعي المبذولة لترميم العلاقات العربية ـ العربية.
وسيلتقي الضيف الجزائري، الرؤساء الثلاثة ووزير الخارجية، وستتركز المحادثات على جدول الأعمال الخاص بالقمة العربية والعلاقات بين لبنان والجزائر وقضايا دولية وعربية اخرى.
الراعي
على الصعيد السياسي، حفلت عطلة نهاية الاسبوع بجملة مواقف متنوعة تناولت الاستحقاقات الداخلية والحرب الروسية ـ الاوكرانية وتداعياتها. وفي هذا الصدد، تطرق البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي في قداس «أحد الابرص» من بكركي، الى الحرب بين روسيا واوكرانيا، ودعاهما الى حل النزاع بينهما سلمياً. ثم تناول الوضع الداخلي، فقال: «نجهد مع ذوي الإرادة الحسنة من أجل حصول الانتخابات النيابية عندنا في موعدها، لتعود الكلمة إلى الشعب. وحسبنا أن ينطق الشعب بكلمة الحق في حسن الاختيار، وفي تجديد الطاقم السياسي، فلا يضيّع فرصة التغيير. فهذا زمن إنقاذ لبنان لا زمن الحسابات الصغيرة. لا يجوز، تحت أي ذريعة، الالتفاف على هذا الاستحقاق الدستوري الملازم للنظام الديموقراطي. وحري بالذين يجتهدون في اختلاق ذرائع لتأجيل الانتخابات، أن يوجّهوا نشاطهم نحو توفير أفضل الظروف الممكنة لإجرائها. ونتمنى أن يتقدّم إلى الانتخابات النيابية من يستحق تمثيل المواطنين».
وأضاف: «الشعب يريد نواباً شجعاناً، محصّنين بالأخلاق، واثقين من أنفسهم، مستقلّين في قراراتهم، حازمين في رفض ما يجب أن يرفضوا، وحاسمين في قبول ما يجب أن يقبلوا به. الشعب يريد نواباً يدركون التشريع والمحاسبة، قديرين على تحمّل المسؤولية ومواجهة الانحراف بكل أشكاله. فبمقدار ما يواجه النواب في البرلمان يوفّرون على الشعب الاحتكام إلى الشارع. ليست النيابة، هذه المرة، جاهاً وهواية ومتعة سياسية، بل خدمة ونضال ومواجهة ديموقراطية لأننا مقبلون على حسم خيارات كبيرة في الأشهر المقبلة، وفي العهد الرئاسي الجديد. فلبنان لا يستطيع أن يبقى في اللادولة والفوضى والانهيار والضياع».
عوده
من جهته، متروبوليت بيروت وتوابعها للروم الأرثوذكس المطران الياس عوده دعا خلال قداس في كاتدرائية القديس جاورجيوس، اللبنانيين لمناسبة الصوم «أن يعتادوا على ضبط النفس والحواس واللسان تجاه الآخر الذي يحمل رأياً مختلفاً، مهما كان رأيه أو دينه أو انتماؤه». وقال انّ المشكلة هي «أنّ البشر يتأثرون برأي الزعماء وأولياء النعمة، وينجرّون إلى الأحقاد والنزاعات والأنانيات، وينسون أنّهم بذلك يستعبدون أنفسهم للمخلوق عوض الخالق. في كل بلدان العالم ثمة أحزاب، إلّا أنّ فئات الشعب لا تتنازع بسبب الانتماء الحزبي ولا تتقاتل وتهدّد بعضها بعضاً، بل نجد أعضاء الأحزاب والمرشحين إلى الانتخابات يتناظرون بالعقل والمنطق، ويتنافسون على خدمة الشعب، والشعب يختار ما يناسبه، مستخدماً المنطق والإرادة الحرة والتغييرية في صناديق الإقتراع. في العالم الزعماء يخشون الشعب لا العكس، فلماذا لا يستغل شعبنا القوة التغييرية، بدلاً من قوة الجسد والتجريح أو السلاح؟». واضاف: «أنّ الوعي مطلوب من الشعب، والخروج من الهاوية التي أوصلنا إليها ذوو السلطة والمال لا يصير إلّا باتحاد الشعب حول فكرة وحيدة، هي فكرة الحفاظ على هذا البلد، وطناً لكل أبنائه، وطناً تحكمه القوانين وتسود فيه العدالة والمساواة، فلا تتحكّم فئة بأخرى، ولا تفرض جهة مفاهيمها على الآخرين، ولا تقدّم فئة ارتباطاتها على المصلحة العامة، ولا تتعدّى أي فئة على سيادة الدولة وتصادر قرارها أو تمنع عنها اتخاذ القرارات».
جعجع
ودعا رئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع خلال خلوة لرؤساء المراكز والماكينة الانتخابية في البترون نُظّمت في معراب، إلى إسقاط رئيس «التيار الوطني الحر» النائب جبران باسيل في الانتخابات المقبلة «لأسباب مختلفة لا تُعدّ ولا تُحصى». وأوضح أنّ «القوات حزب سياسي يسعى الى تطبيق مشروعه السياسي، وبالتالي ليس هو من يُسقط باسيل او غيره، بل هذا الدور يقع على عاتق الناخبين، في حال لم ينتخبوه لن ينجح». وتوجّه الى أهالي البترون قائلاً: «اذا أعدتم انتخاب باسيل من جديد سترتكبون فعلاً سيئاً جداً بحق الشعب اللبناني، لأنّ ضرره قد طاول جميع اللبنانيين». وشدّد على انّ «باسيل لا يتحمّل وحده مسؤولية ما وصلنا اليه ولكنه أحد اركان السلطة الفعليين الذين ساهموا بمقدار كبير في إيصالنا الى هذا الوضع «. وعلّق على مواقف رئيس تيار «المردة» سليمان فرنجية في مقابلته التلفزيونية الاخيرة، واصفاً اياّها بأنّها «معبّرة»، وقال: «اننا منافسون استراتيجيون لمحور الممانعة الذي ينتمي اليه فرنجية، أي بين بشار الاسد وحسن نصرالله وحلفائهما». وإذ أكّد «انّ نظرتنا الى فرنجية مماثلة لنظرته الينا»، أشار الى انّ «هذا هو الجواب لمن يسألنا عن سبب اختيارنا لعون بدل فرنجية، لأنّ الاخير أبعد في محور الممانعة من عون، اي انّه أصيل اكثر، فعون ليس صادقاً مع هذا المحور كما انّه غير صريح بأي أمر آخر، ونحن نرى انّ محور الممانعة من خرّب لبنان».
«حزب الله»
وأكّد عضو كتلة «الوفاء للمقاومة» النائب حسين الحاج حسن، خلال احتفال تأبيني في البقاع الغربي «الحرص على التحالف مع حركة «أمل» و»التيار الوطني الحر» وكل قوى الممانعة والمقاومة، ليس فقط في الانتخابات النيابية أو البلدية بل في كل المحطات السياسية وعلى مدى سنين طويلة». وقال: «ما يحصل حالياً استهداف للبنان ولفئة من اللبنانيين، لـ»حزب الله» وكل حلفاء الحزب تحت عناوين متعددة، لكن الهدف هو إضعافنا وإضعاف حلفائنا وبيئتنا من أجل فرض دفتر شروط سياسي أميركي على لبنان يتضمن إضعاف قدرة لبنان على مقاومة المشاريع الأميركية والإسرائيلية في المنطقة على كل المستويات، وأخذ لبنان إلى محور التطبيع وترسيم الحدود البحرية الجنوبية كما يريد العدو الصهيوني، وبعد ذلك يصبح التوطين أمراً واقعاً». واعتبر انّ «الحرب على لبنان الآن هي حرب اقتصادية تقودها الولايات المتحدة الأميركية، فما يلبث أن يغادر وفد من وزارة الخزانة حتى يطلّ الآخر غيره، كل يوم لديهم سؤال ولائحة عقوبات وتدخّل في الشأن الداخلي اللبناني». وقال: «نقول للأميركيين سيبقى «القرض الحسن» شوكة في عيونكم، السياديون بلعوا ألسنتهم. الأميركيون هم المسؤولون عن تأخّر استخراج النفط والغاز اللبناني، ليس في البلوك 9 فقط بل في البلوك 4 أيضاً، ونحن في ظل أزمة اقتصادية خانقة نحتاج فيها إلى مداخيل، هم يمنعون استخراج النفط والغاز، وهذه معلومات وليست تحليلات، بهدف الضغط على لبنان واللبنانيين».
وزير الزراعة
وأشار وزير الزراعة عباس الحاج الحسن في حديث اذاعي الى أنّ «الوزارة ستعمل على منع تصدير المواد الزراعية وغيرها، في محاولة لمنع تفاقم الأزمة مع استمرار الحرب في اوكرانيا»، مؤكّداً أنّه «أول الداعمين لقرار زراعة القمح الطري في لبنان لتأمين القوت اليومي للبنانيين». وشدّد على أنّ «التفاوض مع صندوق النقد الدولي يسير بشكل سريع»، آملاً «أن يتمّ الاتفاق قبل الانتخابات النيابية المقبلة ليتبرهن للجهات المانحة مدى جدّية لبنان».
قبلان
وأكّد المفتي الجعفري الممتاز الشيخ أحمد قبلان، أنّ «أزمة أوكرانيا خطيرة جداً، وأنّ أي خطأ بمسار الحرب قد يؤدي إلى كارثة عالمية، لذلك كنا أول من طالب الحكومة اللبنانية وخصوصاً وزارة الاقتصاد، باستباق العواقب الوخيمة نتيجة الأزمة الأوكرانية فلم تفعل، واليوم كارثة القمح والحبوب والزيت والنفط تدق أبوابنا، والمواطن مجدّداً ضحية حيتان الأسواق وذئاب محتكريها». وأشار الى أنّ «تأمين بديل أوكرانيا تأخّر جداً، ووزارة الاقتصاد أول الأموات، وحاكم المركزي يتصرف وكأنّه في عالم آخر. ولأنّه لا سلطة فاعلة». ورأى أنّ «البلد الآن بقبضة دولة التجار ولصوص الأسواق».
كورونا
صحياً، سجّل التقرير اليومي لوزارة الصحة حول مستجدات فيروس كورونا 1007 إصابة جديدة (1007 محلية و0 وافدة) ليرتفع العدد الإجمالي للإصابات منذ تفشي الوباء في شباط 2020 الى 1078249. كذلك سجّل التقرير 10 حالات وفاة جديدة ليصبح العدد الإجمالي للوفيات 10152 حالة.
*****************************************
اللواء
ما الرابط بين تنشيط أزمة «الأمن الغذائي» وبروفة تأجيل الإنتخابات!
«كر وفر» وزاري على جبهة احتكار «المحروقات والزيوت».. وحزب الله يعتبر صفقة الترسيم مشبوهة
لم يكذب أصحاب المحطات، وأصحاب السوبر ماركات، وشركات توزيع المحروقات خبراً.. فأعادوا النّاس إلى الطوابير، في محاولة جديدة «لاستعراض القوة» بعد جلسة مجلس الوزراء الأخيرة، التي ناقشت «الامن الغذائي»، وعهدت للجنة وزارية ثلاثية، بقيت مفتوحة العضوية، للاستعانة بالقوى العسكرية والأمنية لمنع الاحتكار، تمهيداً لرفع الأسعار والتلاعب بالأمن الغذائي للمواطن، بمناسبة وبغير مناسبة.
نام النّاس واستيقظوا على مشاهد الطوابير امام المحطات، من الجنوب إلى بيروت، ومن العاصمة إلى الشمال، والبقاع والجبل، فضلا عن محطات قليلة بقيت على الأرض تُلبّي بعض الطلبات على نطاق محدود.
ورجَّحت مصادر في المديرية العامة للنفط ان لا يكون هناك جدول للمحروقات اليوم، على ان تستمر الاتصالات لمعرفة كيفية إنهاء الطوابير امام المحطات على ان يصدر الجدول غداً.
جالت دوريات أمن الدولة على المحطات في مختلف المناطق، فيما مضى ممثّل موزعي المحروقات فادي أبو شقرا في إطلاق المخاوف الواحد تلو الآخر، إذ أعلن ان مخزون المحروقات يكفي لاربعة أو خمسة أيام فقط، مطالبا بصدور جدول جديد لأسعار المحروقات، وفقا للارتفاع العالمي لسعر البرميل.
وعلى الرغم من ان الزيت لم يدخل بعد مرحلة شحّ الكميات، لكن التجّار رفعوا أسعاره وقنّنوا توزيعه، وهو ما يظهرَ بوضوح في عدد كبير من السوبرماركات التي فرغت رفوفها من الزيت. واختلفت الأسعار كثيراً إذ أن بعض الماركات ارتفع سعرها 100 ألف ليرة للغالون الواحد سعة 5 ليتر، ما دَفَعَ الزبائن إلى التهافت أكثر على السوبرماركات، واستَعَدنا المشهد الماضي وبتنا نتحضَّر للإشكالات التي قد تحدث.
وكردّ فعل أوّلي، جال الوزير سلام على بعض السوبرماركات للتأكد من توفّر المواد وخاصة الزيت، وبيعها بالأسعار المنخفضة.
وأكد على تشكيل لجنة طوارئ لإدارة الأزمة، وقد تصل الأمور إلى حد مصادرة المواد المخزّنة وتوزيعها على المواطنين، مشيراً إلى إمكانية وقف تصدير مواد أساسية من لبنان.
وكشف فياض من ان بنتيجة الجولة على محطات المحروقات تبيّن وجود أكثر من 100 ألف ليتر في بعضها، مع العلم ان هذه المحطات أقفلت أبوابها منذ 4 أيام بوجه المواطنين.
وعلى صعيد توفير مادة القمح، تقرَّر تمديد العمل بمهلة شهر للمخرون من هذه المادة، وتخصيصه فقط لصناعة الخبز العربي.
وحدثت مشادات بين الوزير سلام وأصحاب المحطات، الذين يلجأون إلى تبرير عدم تعبئة البنزين، ورفع الخراطيم بأسباب بعضها مختلف والبعض الآخر، يعزى لأسباب لها صلة بأبعاد إنسانية، كحجز احتياط للصليب الأحمر أو بعض المستشفيات.
نظمت محاضر، وفتحت محطات، ومددت أخرى عملها بانتظار يوم جديد..
أزمة ليست منفصلة
ويبدو ان أزمة «الأمن الغذائي» الماثلة امام الأعين، ليست منفصلة عن أزمة النظام العام، سواء في ما خصَّ الثقة المهزوزة بين الرئاسات السلطات بدل التعاون كما ينص الدستور، أو لجهة أزمة السيولة في ضوء الملاحقات ضد حاكم مصرف لبنان رياض سلامة، فضلا عن المصارف، في وقت تدرس الحكومة خيار التوجه إلى المركزي والطلب إليه تمويل شراء القمح، من غير المصدر الأوكراني، خشية مرور الوقت، وتعريض المواطن اللبناني للمجاعة.
وحسب المعلومات فإن المركزي لن يموّل أي عملية «بالفريش دولار» بمجرّد الطلب، ولكن يشترط تحتاج إلى مفاوضات بين الحكومة والحاكم.
ويرى مسؤول لبناني بارز بان الوضع اللبناني الماساوي مفتوح على كل الاحتمالات والصعوبات الامنية والسياسية والاجتماعية، مشيرا بشكل علني وواضح الى سيناريو يبدو غير مقبول ولا يمكن تقريشه شعبيا اذا صح التعبير في ظل الازمة السياسية والاقتصادية التي يعانيها لبنان منذ ٢٠١٩، ويتعلق بالتمديد للمجلس النيابي الحالي ولرئاسة الجمهورية، والمفارقة هنا ان هناك موافقة دولية مبدئية على السير بالتمديد للمجلس ورفض مطلق للتمديد للرئاسة الاولى، في ظل استمرار العرض المقدم مسبقا من المجتمع الدولي والمتعلق بقبول التمديد للمجلس الحالي لولاية كاملة شرط انتخابه قائد الجيش جوزيف عون رئيسا للجمهورية.
وفي موضوع ترسيم الحدود، لا يُخفي المسؤول الذي يتكتم على ذكر هويته، ويرجح ان يكون من فريق 8 آذار، انزعاجه من يسميه «فضيحة كبرى» لجهة الإدارة المشبوهة لعملية التفاوض، والخوف من انفراط عقد التحالف بين حزب الله والتيار الوطني الحر على خلفية السجالات الجارية بعد كلام رئيس كتلة الوفاء للمقاومة النائب محمّد رعد.
أشارت مصادر سياسية الى ان اسباب تراجع لهجة حزب الله تجاه توجه السلطة عموما ورئاسة الجمهورية تحديدا, بخصوص الايجابية بالتعاطي مع الطرح ألذي قدمه الوسيط الاميركي اموس هوكشتاين في ملف ترسيم الحدود البحرية, الى التفاهم المسبق الذي جرى الاتفاق عليه بين عون والحزب بمشاركة النائب جبران باسيل, لاستكمال المفاوضات بما يحقق مصلحة لبنان . ولفتت الى ان تصاعد لهجة النائب محمد رعد بخصوص المفاوضات التي تجري برعاية الجانب الاميركي, كان ظرفيا, بهدف اعادة لفت الأنظار, وشد عصب جمهور الحزب, وليس للاعتراض وتعطيل مسار المفاوضات.
وأعادت المصادر التذكير بأن هذا الملف المهم, يتم التعاطي معه, بمشاركة جميع المسؤولين والاطراف السياسيين, لكي يتحمل الجميع المسؤولية بأي اتفاق يتم التوصل اليه, ولا تحصر المسؤولية برئيس الجمهورية وحده, او اي مسؤول اخر دون غيره.
وكشفت مصادر سياسية النقاب عن اكثر من سفير اجنبي, استفسر من بعض المسؤولين, عن صحة, ما تردد من معلومات تتعلق باحتمال تأجيل إجراء الانتخابات النيابية المقبلة الى مواعيد تحدد لاحقا, والأسباب الكامنة وراء هذ التوقع.
ونقلت المصادر استغراب هؤلاء السفراء لتواتر اخبار تأجيل الانتخابات على هذا النحو, بعدما تبلغوا مرارا تاكيدات واضحة من الحكومة وكبار المسؤولين, التزامهم بإجراء الانتخابات بموعدها في ١٥ ايار المقبل.
واشارت المصادر إلى ان ارتفاع منسوب تأجيل الانتخابات يزداد يوما بعد يوم, لاسيما بعد الاصرار غير المبرر لرئيس الجمهورية ميشال عون, على انشاء «الميغاسنتر «, في المدة الفاصلة عن موعد الانتخابات, بعد ان انجزت كل التحضيرات, لإجراء هذا الاستحقاق من قبل وزارة الداخلية من دون وجود هذا المركز, وليس قبلها, ماطرح شكوكا مشروعة بمحاولات جدية لاعاقة وتعطيل أجراء هذا الاستحقاق في حينه, والتوجه لتاجيله لموعد يحدد لاحقا.
وكررت المصادر ان سيناريو تأجيل موعد الانتخابات حتى شهر ايلول المقبل, بحجة ان هناك صعوبة بتشكيل حكومة جديدة في الموعد القصير الفاصل عن موعد الانتخابات الرئاسية في تشرين الاول المقبل, تم التباحث فيه وطرحه على اكثر من جهة سياسية فاعلة, ولم يلق رفضا قاطعا, بل يتم التشاور فيه بجدية خلال الساعات الماضية, برغم كل الادعاءات الرافضة لتأجيل الانتخابات, بل اكثر من ذلك, فإن هذا السيناريو اصبح مقبولا, استنادا الى تبريرات انعكاس وترددات الحرب في اوكرانيا وصعوبة إجراء الانتخابات وتنقل المواطنين في ظل الارتفاع المتواصل باسعار المحروقات.
على ان المصيبة تجر مصيبة أدهى، وقوع اعتداء على نمط الغاز عند نقطة العبودية، بين 2 و3 كيلومتر، وهذا الخط قيد التجربة لاستجرار الغاز المصري.
وعليه، يتفاقم الخوف من العجز عن الوفاء بأي تعهد من تعهدات الحكومة، سواء لجهة المفاوضات مع صندوق النقد الدول أو استجرار الغاز والكهرباء، من مصر والأردن، أو حتى ترسيم الحدود، في مسار يغلب عليه التشاؤم، أقله حتى تاريخه.
حكومياً، ينتظر ان تنجز لجنة الميغاسنتر تقريرها غداً، تمهيداً لجلسة مجلس الوزراء الخميس المقبل، حيث تنتظر مصادر وزارية حدوث تعديل وزاري يقضي بتسمية الوزير جورج كلاس لوزارة الإعلام التي شغرت باستقالة جورج قرداحي على خلفية تتعلق بدعمه الحوثيين بالحرب اليمن بوجه دول الخليج والمملكة العربية السعودية، على ان تسند وزارة الشباب والرياضي إلى شخصية من آل مكاري مدعومة من رئيس تيّار المردة النائب السابق سليمان فرنجية.
وبإنتظار انتهاء اللجنة الوزارية المكلفة دراسة تقرير وزارة الداخلية حول انشاء مراكز الاقتراع الكبرى «ميغا سنتر» يوم غد الثلاثاء حسب المفترض، وتقديم موقفها في جلسة مجلس الوزراء الخميس، وفي انتظار تشكيل اللجنة الوزارية– التقنية– القانونية المكلفة درس مقترحات الوسيط الاميركي في ترسيم الحدود البحرية آموس هوكشتاين والمرتقب تشكيلها خلال هذين اليومين، يعطي رئيس الحكومة نجيب ميقاتي الاولوية في الاسبوع الحالي لمتابعة ملف الامن الغذائي لوضع المعالجات المطلوبة على سكة التنفيذ، ومنع اي محاولات لاحتكار المواد الغذائية والتموينية، على غرار ما حصل في فترات سابقة.
وحسب مصادر مطلعة على حركة رئيس الحكومة فهو سيكثف اجتماعاته الوزارية في هذا الملف، اضافة الى لقاءات سيعقدها مع اهل الاختصاص لاستمزاج ارائهم في هذا الملف الحيوي الذي يوازي باهميته سائر الملفات، لا سيما في ما يتعلق بملف استيراد القمح، في ضوء البلبلة التي اثارتها الاحداث في اوكرانيا على مجمل سوق القمح في العالم.
بالتوازي من المقرر ان يجتمع رئيس الحكومة اليوم مع الوزير فياض وهيئة ادارة قطاع البترول. كما سيتابع مع الوزير فياض ملف خطة الكهرباء، في ضوء الملاحظات التي يبديها رئيس الحكومة ويطلب ادراجها على الخطة قبل عرضها مجددا على مجلس الوزراء.
كما اعلن وزير التربية والتعليم العالي وزير الإعلام بالوكالة عباس الحلبي، أن «طرح موضوع الميغاسنتر عشية إقفال باب الترشيحات، من شأنه أن يفتح باب الطعون بالعملية الإنتخابية، وبالتالي إلى الإطاحة بالإستحقاق الإنتخابي، مستبعداً إنجازه .
ملف النازحين امام الحكومة
على صعيد حكومي آخر، أعلن وزير المهجرين عصام شرف الدين أنه بعد تواصله مع رئيس مجلس الوزراء نجيب ميقاتي، تقرّر إدراج ملف إعادة النازحين السوريين إلى ديارهم على جدول أعمال جلسة مجلس الوزراء المقبلة.
وقال: تنفيذاً لما ورد في البيان الوزاري، ستتم متابعة العمل على عودة النازحين السوريين وتعزيز التواصل مع المجتمع الدولي للمساهمة في مواجهة أعباء النزوح السوري، مع الإصرار على عودة هؤلاء النازحين الآمنة الى بلدهم ورفض أي شكل من أشكال إدماجهم او توطينهم، وتنفيذ ورقة السياسة العامة لعودة النازحين التي أقرّتها الحكومة اللبنانية وإعادة النظر فيها إذا لزم الأمر”.
وأضاف: اقترحت الإستفادة من الإجراءات المتخذة من الجانب السوري للتخفيف من تأثير النزوح السوري كما ورد في تقرير وزير الداخلية بسام المولوي، وإعادة تفعيل ملف عودة النازحين السوريين الى ديارهم لا سيما أن هناك خطة بعنوان (ورقة السياسة العامة لعودة النازحين) مقدّمة من وزارة الشؤون الإجتماعية في الحكومة السابقة والحاصلة على موافقة مبدئية من مجلس الوزراء”.
وزيران في بيروت
من جهة ثانية وصل الى بيروت امس وزير الخارجية الجزائري رمضان العمامري على رأس وفد من الوزارة، في زيارة رسمية الى لبنان تستمر يومين، يلتقي في خلالها رئيس الجمهورية العماد ميشال عون ورئيسي مجلس النواب نبيه بري والحكومة نجيب ميقاتي ووزير الخارجية عبد الله بو حبيب.
كما وصل الى بيروت، وزير الصناعة والمعادن العراقي منهل عزيز الخباز، آتيا من بغداد مع وفد مرافق، في زيارة تستمر لثلاثة أيام، تلبية لدعوة من وزير الصناعة جورج بوشكيان، وذلك في اطار توطيد العلاقات الصناعية الثنائية بين البلدين. ومن المقرر ان يقابل الوزير العراقي خلال زيارته رؤساء الجمهورية والمجلس والحكومة ويبحث معهم في أطر التعاون بين البلدين
الانتخابات و حرب القوات– التيار
على صعيد الانتخابات، ورداً على ما يتردد حول عدم إجراء الانتخابات، والكلام عن أن طرح موضوع «الميغاسنتر» تمهيد لتأجيل هذه الانتخابات، قال رئيس مجلس النواب نبيه بري لموقع «الانتشار» لدى سؤاله عن إعلان ترشحه: ترشحي هذا تأكيد على أن الانتخابات النيابية حاصلة حتماً في موعدها ولا مجال للشك في ذلك.
وفي السياق الانتخابي، اعتبر رئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع «أنّ إسقاط النائب جبران باسيل يجب أن يحصل في البترون خلال الانتخابات النيابية المقبلة»، وقال: هذا الأمر يجب أن يحصل لأسباب عديدة، منها أن باسيل لـ12 سنة متتالية، وضع يده على وزارة الطاقة وكان يعرقل تشكيل الحكومات لأشهر طويلة من أجل حصوله على وزارة الطاقة».
واضاف جعجع جاء خلال لقاء أقيم في معراب أعلن خلاله ترشيح غياث يزبك عن المقعد الماروني في البترون: أتوجه الى أهالي البترون بالقول: بشكل واضح، اذا أعدتم انتخاب باسيل من جديد سترتكبون فعلاً سيئاً جداً بحق الشعب اللبناني، لأن ضرره قد طال جميع اللبنانيين. هذا الضرر ظهر أقله في ملف الطاقة، هذا اذا لم نتحدث عن ملف الزبائنية وتحويل الدولة الى مزرعة وكل المخالفات الاخرى والتعطيل الذي واجهناه، وسنواجه اليوم اجزاء كبيرة منه انطلاقا من محاولة تحضيره لرئاسة الجمهورية.
وفي حديثه، علق جعجع على كلام رئيس تيار المردة سليمان فرنجية في مقابلته الاخيرة، واصفا اياها بـ«المعبّرة»، وقال: اشكره على نقطة اساسية قالها، بما معناه، أنه «اذا اخذ باسيل او غيره من الاطراف المقاعد النيابية افضل من ان تأخذها القوات، لأن باسيل يبقى في صفنا في مكان ما، اما القوات فهي منافس استراتيجي». كلام فرنجية صحيح جداً بداية لأننا منافسون لا اعداء ولا اخصام، واتمنى ان نبقى دائما كذلك وهذا أمر طبيعي، والأمر الأهم أننا منافسون استراتيجيون لمحور الممناعة الذي ينتمي اليه فرنجية، اي بين بشار الاسد وحسن نصرالله وحلفائهما.
وأضاف جعجع: نظرتنا لفرنجية مماثلة لنظرته لنا. هذا هو الجواب لمن يسألنا عن سبب اختيارنا لميشال عون بدل فرنجية، لأن الاخير أبعد في محور الممانعة من عون، أي أنه أصيل اكثر، فعون ليس صادقاً مع هذا المحور كما انه غير صريح بأي أمر آخر، ونحن نرى ان محور الممانعة من خرّب لبنان.
الازمة الروسية – الاوكرانية
في جديد الازمة الروسية– الاوكرانية،أعربت السفارة الروسية في لبنان «عن إمتنانها للمواطنين الرّوس واللبنانيين من الجالية والخريجين والأصدقاء الذين دعموا روسيا خلال هذا الوقت العصيب». وقالت في بيان: أنه في لبنان «يتصل بنا يومياً الكثير من قادة القوى السياسية المحلية الوازنة للتعبير عن تضامنهم مع مواقف وتصرفات روسيا.
وختم البيان: بغض النظر عن الموقف الرسمي لبيروت، فإنّنا نرى أنّهم إجمالا يدركون حقيقة الأمور ويشاطروننا توقنا الى تحصيل الحق المشروع لأي دولة في ضمان الأمن القومي.
وبالنسبة لاوضاع اللبنانيين، غادر الأمين العام للهيئة العليا للإغاثة، محمد خير امس، إلى بولندا، بناءً على قرار رئيس الحكومة لمتابعة عملية إجلاء الرعايا اللبنانيين.وعاد اللواء الخير ليل امس على طائرة الميدل ايست التي كانت قد توجهت صباحاً الى وارسو في بولونيا ومعه نحو 100 لبناني من الذين غادروا اوكرانيا الى رومانيا.
وقد وصلت فجر امس، دفعة ثالثة من اللبنانيين الموجودين في أوكرانيا إلى لبنان وتضم 90 شخصاً.
وأعلن وزير التربية، عباس الحلبي» ان موضوع الطلاب اللبنانيين العائدين من أوكرانيا سيكون محور إجتماع تربوي في الوزارة عدا ، كما سيتم عرضه على مجلس التعليم العالي في ما يتعلق بطلبة الجامعات، بغية جمع المعطيات المتعلقة بكل منهم بحسب مستويات التعليم والاختصاصات، تمهيدا لإيجاد سبل متابعة تحصيلهم العلمي وعرض الأمر على مجلس الوزراء إذا دعت الحاجة لاتخاذ تدابير استثنائية لإنقاذ عامهم الدراسي».
نيابياً، تبدأ لجنة المال والموازنة دراسة مواد الموازنة العامة للعام 2022، على أمل ان تحيلها إلى اللجان المشتركة بعد إنجازها، في طريقها إلى المجلس النيابي.
1078249 إصابة
صحياً، اعلنت وزارة الصحة في تقريرها اليومي عن تسجيل 1007 إصابات جديدة بفايروس كورونا و10 حالات في الـ24 ساعة الماضية، ليرتفع العدد التراكمي إلى 1078249 إصابة مثبتة مخبرياً منذ 21 شباط 2020.
*****************************************
الديار
الأزمة الأوكرانية تضرب النظام الاقتصادي العالمي
البلدان المتضرّرة عديدة ولبنان على رأسها
الاحتكار والأسعار في ازدياد والرقابة عاجزة – جاسم عجاقة
الصورة العسكرية في أوكرانيا بدأت تتضح، فالروس عازمون بكل قواهم على تغيير النظام في أوكرانيا وفرض نظام موال لروسيا أو بالأحرى نظام يؤمن بـ «روسيا العظمى» حيث أوكرانيا جزءٌ لا يتجزأ منها. العمليات العسكرية في يومها الحادي عشر تُظهر أن الهجوم الروسي من ثلاثة محاور رئيسية، شمالًا وشرقًا وجنوبًا، ويهدف إلى إحتلال الجزء الشرقي من أوكرانيا بما فيه العاصمة كييف والساحل المُطلّ على البحر الأسود.
مصير أوكرانيا
يقول الكولونيل دوغ ماكريغر كبير المستشارين لوزير الدفاع الأميركي سابقًا في مقابلة مع فوكس نيوز، أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لن يقبل وجود القوات الأميركية أو صواريخها على حدود روسيا، وبالتالي لن يقبل أبدًا دخول أوكرانيا إلى حلف شمال الأطلسي. ويقول ماكريغر أن المعركة في شرق أوكرانيا تُقارب على نهايتها حيث ان 30 ألف مقاتل أوكراني محاصرون في الجنوب الشرقي من أوكرانيا وإذا لم يستسلموا خلال الـ 24 ساعة المقبلة، فإن القوات الروسية ستقضي عليهم، وهو ما يبرّر بحسب ماكريغر قبول الرئيس الأوكراني بإجراء محادثات مع الروس. ويضيف أنه سيتمّ تقسيم أوكرانيا إلى قسمين شرقي وغربي وسيطالب بوتين بأن يكون القسم الغربي محايدًا. والأخطر في كلام ماكريغر أن روسيا تخطّط لإنشاء جمهورية جديدة لأنها تاريخيًا هي جزء من روسيا، أما القسم الغربي فهو تاريخيًا ليس أرضًا روسية وبوتين يعلم ذلك وهو موافق على أن يكون الجزء الغربي دولة محايدة!
وبسؤاله عن وجود رغبة لدى بوتين بالذهاب غربًا إلى الحدود البولندية، يقول ماكريغر أن لا رغبة لدى بوتين بعبور الحدود البولندية وهو ليس مهتمًا بخوض حرب ضد الولايات المتحدة الأميركية وأوروبا بحكم أن قدرته العسكرية لا توازي قدرات حلف شمال الأطلسي واقتصاد روسيا يأتي في المرتبة 11 عالميًا بعد كوريا الجنوبية، وبالتالي فإن الغرب ينسب إلى بوتين أشياءَ لا يتطلّع إليها. ونصح ماكريغر المسؤولين الأميركيين والأوربيين بالبقاء بعيدين عن هذا الصراع ووقف شحن الأسلحة إلى أوكرانيا وعدم تشجيع الأوكرانيين على الموت في صراع غير مجدٍ، وختم بالقول أن الغرب تجاهل تحذيرات روسيا بخصوص هذا الموضوع منذ سنوات. الجدير ذكره أن ماكريغر كان قد دعا في عام 2014 في مقابلة على شبكة روسيا اليوم إلى ضمّ إقليم دونباس وقال إن سكان هذه المنطقة هم في الواقع روس وليس أوكرانيين.
مواقف ماكريغر – اليميني والعنصري كما وصفته صحيفة الواشنطن بوست – إن دلّت على شيء فعلى وجود وجهتي نظر داخل المعسكر الغربي، وبالتحديد الولايات المتحدة الأميركية. والظاهر من موقف الإدارة الأميركية الحالية (والأوروبية أيضًا) هو رفضها التام للاجتياح الروسي لأوكرانيا كما يُظهره الدعم العسكري والمالي الكبير الذي تُقدّمه لأوكرانيا. إلا أن الحديث عن تأمين رئيس بديل للرئيس الأوكراني في حال تمّ إغتياله وحكومة جديدة للمرحلة المقبلة، وتصريح الرئيس الفرنسي عن أن الحرب ستدوم لفترة طويلة، يوحي بأن الغرب يستعد لفكرة ما طرحه ماكريغر – عنيت بذلك تقسيم أوكرانيا إلى دولتين – وهذا الأمر ما دونه تداعيات على عدّة أصعدة.
التداعيات السياسية
عمليا قبول العالم هذا السيناريو يعني فتح الباب أمام العديد من الدول لحذو الطريق الروسي في معالجة مشاكلها،على مثال الصين التي ترغب بكل قواها باسترجاع جزيرة تايوان إلى حضنها، كما صرّح بذلك الرئيس الصيني»شي جينبينغ» في العام 2019 حين قال ان بلاده لن تتخلى عن خيار استخدام القوة العسكرية لإعادة بسط سيادتها على جزيرة تايوان حيث يوجد فيها نظام حكم مناهض للصين. وللتأكيد على جدية الرغبة الصينية، تقوم بكين بخرق متواصل للأجواء التايوانية كما فعلت في كانون الأول 2021، وحديثًا بعد بدء الحرب بين روسيا وأوكرانيا. الجدير ذكره أن مثال الصين ليس وحيدًا، فهناك العديد من النزاعات حول العالم من هذا النوع، وهو ما يفرض تحديا كبيرا أمام الأمم المتحدة لإيجاد آليات تعامل مع هذه الحالات.
على صعيد أخر، الإنحياز في الحرب الروسية – الأوكرانية إلى فريق أو آخر له تداعيات عديدة، فروسيا تُعدّ لائحة بالدول التي قامت بأخذ موقف ضدّها في هذه الحرب بهدف أخذ إجراءات آنية أو لاحقة. في هذا الإطار من المتوقّع أن تشهد العلاقات بين لبنان وروسيا ترديا واضحا في المرحلة المقبلة على خلفية إدانة وزارة الخارجية الإجتياح الروسي لأوكرانيا وتصويت لبنان مع مشروع قرار أممي يطالب روسيا بوقف القتال والانسحاب من روسيا. وما رفض روسيا إاستقبال موفد رئيس الجمهورية إلا بداية لهذا المسار الذي من المتوقّع أن يسوء أكثر مع ما لروسيا من ثقل في لبنان من البوابة السورية. في المقابل، بدأ الغرب باستخدام أدواته الاقتصادية للتضييق على بعض الدول الأخرى التي تعاطفت أو تقف مع روسيا، كما فعل مع الإمارات العربية المتحدة عبر إدراجها على قائمة المراقبة «الرمادية» لغسيل الأموال من قبل منظمة مراقبة الجرائم المالية (FATF). كل هذا يُرجّح عودة الاصطفاف العالمي للدول بين محوري الشرق والغرب وهو ما يعني إعادة ترتيب جدّي للعلاقات الثنائية بين الدول في المرحلة المقبلة.
التداعيات الاقتصادية
لطالما شكّلت الصراعات العسكرية عاملاً رئيسياً لانعدام الأمن الغذائي. من هذا المنطلق، التداعيات الكبرى للصراع الروسي-الأوكراني تبقى على الصعيد الإقتصادي حيث من المتوقّع أن يتأثر الإقتصاد العالمي بأكمله نتيجة هذه الأزمة. هذه التداعيات تنتقل من خلال ثلاث قنوات رئيسية:
أولًا – الإنكشاف التجاري المباشر، بحكم أن الصراع المسلّح والعقوبات يضرب سوق التصدير (نتيجة الصراع العسكري) والإستيراد (نتيجة التأثير في سلاسل التوريد أو العقوبات) وهو ما قد يؤدّي إلى حدوث إختناقات في نقص العرض والإنتاج (عادة ما تُقاس نسبة إلى الناتج المحلي الإجمالي الإسمي).
ثانيًا – الإعتماد الصافي على الطاقة في الماكينة الإقتصادية، حيث أنه كلما زادت نسبة الإعتماد على إستيراد النفط إرتفعت الفاتورة، وهو ما يُشكّل كارثة على النمو الإقتصادي نظرًا إلى التضخّم الضمّني الذي يخلقه إرتفاع أسعار النفط. هذا الأمر لا يصحّ بالطبع للإقتصادات التي تُصدّر الطاقة حيث ان ارتفاع أسعار النفط يشكّل صدمة إيجابية لهذه الإقتصادات.
ثالثًا – وزن الطاقة والغذاء في مؤشر الأسعار على الإستهلاك: فارتفاع أسعار الطاقة والمواد الغذائية يؤدّي حكمًا إلى تآكل القدرة الشرائية للمستهلك. وهنا يجدر الذكر أن كِلا طرفيْ الصراع (روسيا وأوكرانيا) يحتلان مرتبة عالية في لائحة الدول المصدرة للحبوب والنفط.
وقبل الحديث عن تفاصيل هذه التداعيات، ينبغي التذكير أن الحقول الأوكرانية الرئيسية التي يتمّ إنتاج المحاصيل منها موجودة في مناطق الصراع حاليًا على الحدود مع روسيا وبيلاروسيا. أضف إلى ذلك أن موانئ «كييف» تمّ إغلاقها بالكامل وهناك حظر لمرور السفن التجارية في بحر آزوف (شرق شبه جزيرة القرم) والمُتصل بالبحر الأسود. ويعد البحر الأسود من أهم مناطق العالم للتجارة وبالتحديد للصادرات الزراعية والحبوب حيث يمرّ عبره 12% من إجمالي تجارة الحبوب العالمية باتجاه دول الشرق الأوسط وشمال إفريقيا المجاورة. وتأتي أوكرانيا في المركز الأول مع تصدير أكثر من 95% من إنتاجها الزراعي. وبالتالي، فإن الحصار المفروض على البحر الأسود سيحدّ من تصدير المنتجات الزراعية لبلدان الشرق الأوسط وشمال إفريقيا وهو ما سيؤدّي حكمًا إلى أزمة غذاء في هذه الدول.
تُعد روسيا وأوكرانيا من بين أكبر 5 دول عالميًا في تصدير القمح ودوار الشمس والذرة والبذور الزيتية والزيوت. وتُشكّل أوكرانيا وحدها ما يُقارب الـ 16% (أكثر من 40 مليون طنّ) من صادرات الذرة عالميًا و12% من صادرات القمح عالميًا. وهو ما يعني أن بلدانًا (الترتيب بحسب حجم الإستيراد) مثل الصين، هولندا، مصر، إسبانيا، تركيا، إيران، كوريا، إسرائيل، الجزائر، البرتغال، إيطاليا، بريطانيا، تونس، بلجيكا، ليبيا، إيرلندا، ألمانيا، لبنان، المغرب، ستتأثر بشكلٍ كبير.
أيضًا تُلبّي أوكرانيا وروسيا أكثر من 50% من إستهلاك الشرق الأوسط وشمال أفريقيا من زيت عباد الشمس. وبالتالي فإن العراق، ومصر، والإمارات، والمملكة العربية السعودية، وتركيا، ولبنان، والسودان ستتعرّض لنقص كبير في أسواقها، كما ودولًا بعيدة كالصين، وهولندا، وإسبانيا، ، وإيطاليا، وفرنسا، وبولندا، وبريطانيا، وماليزيا، والولايات المُتحدة الأميركية…
أمّا على صعيد القمح، فالتأثير في كلٍ من مصر، وإندونيسيا، وبنغلادش، وباكستان، وتركيا، والمغرب، واليمن، ولبنان، والفليبين، وليبيا، وتايلندا، وماليزيا، وإسبانيا، وكوريا… سيكون له تداعيات كبيرة ومؤذية لشعوب هذه البلدان.
عمليًا الدول الفقيرة هي المُتضرّر الأول من تداعيات الحرب الروسية – الأوكرانية، فعلى صعيد الشرق الأوسط تأتي اليمن، ولبنان، وليبيا، وتونس، ومصر، والأردن، وسوريا… على رأس الدول الأكثر تضررًا. ويستورد لبنان 50% من قمحه من أوكرانيا (و12% من روسيا)، وليبيا تستورد 43% من إستهلاكها من أوكرانيا، واليمن يستورد 22% من أوكرانيا، ومصر أكثر من 86% من روسيا وأوكرانيا، وتركيا أكثر من 75% من إستهلاكها.
أما على الصعيد الأسيوي، فإن الدول الأكثر تأثرًا بحسب وزن الطاقة والمواد الغذائية في مؤشر الأسعار، هي: تايلندا، والهند، والفيليبين، وفيتنام، وماليزيا، وإندونيسيا، واليابان، وتايوان، وسنغافورا، والصين، وأستراليا، وكوريا الجنوبية.
ولكن الأخطر في كل ما ذكر هو على صعيد الأسمدة النيتروجينية مثل الأمونيا واليوريا حيث أن روسيا وبيلاروسيا تستحوذان على أكثر من 32% من سوق الأسمدة العالمي، وبالتالي فإن العقوبات والإجراءات الإنتقامية ستحد من توريد هذه الأسمدة، مما يعني انخفاض المحاصيل وارتفاع أسعار الحبوب.
أيضًا من بين التداعيات المُتوقّعة لهذه الأزمة الهروب المُمنهج لرؤوس الأموال من الإقتصادات المتوسطة والفقيرة والتي تجد ملاذًا لها في الذهب والمعادن الثمينة على حساب أسواق الأسهم والإستثمارات المباشرة في هذه البلدان. وهو ما يقترح رفع الفائدة في العديد من هذه الدول، وبالتالي تراجع النمو الإقتصادي إذا ما وُجد.
كل هذه التعقيدات تقترح إعادة النظر في نظام التعامل (ببعديه التجاري والإستثماري) بين الدول مع ما لهذا من تداعيات على الإستيراد والتصدير، ولكن أيضًا على وسائل الدفع وحركة رؤوس الأموال.
لبنان والتداعيات المضاعفة
يستورد لبنان من أوكرانيا من الحبوب ما قيمته 184 مليون دولار أميركي (أرقام 2020) منها قمح بقيمة 133 مليون دولار وذرة بقيمة 47 مليون دولار، وشعير بقيمة 4.5 مليون دولار، وبذور عباد الشمس بقيمة 43 مليون دولار، و زيت فول الصويا بقيمة 1.8 مليون دولار. أيضًا استورد لبنان شحوما وزيوتا حيوانية أو نباتية بقيمة 4.7 مليون دولار، وبذورا زيتية وفواكه زيتية بقيمة 3.2 مليون دولار، وحيوانات حيّة بقيمة 8.5 مليون دولار، وسكريات ومصنوعات سكرية بقيمة 3.4 مليون دولار، وحديدا وصلبا بقيمة 3.7 مليون دولار أميركي.
الوقت الذي يفصلنا عن بدء الأزمة غير طويل، وبالتالي فإن المخزون لا يزال على مستوياته ما قبل الأزمة. إلا أنه ومع بدء الأزمة أخذ التجّار برفع أسعارهم بشكل غير مسبوق حتى أن بعض الفيديوهات التي تناولتها مواقع التواصل الإجتماعي، أظهرت العمال يسحبون الزيوت من على الرفوف في إحدى السوبرماركات، وتوقفّت محطات الوقود عن تسليم المحروقات بحجّة عدم صدور جدول أسعار جديد على الرغم من وجود المحروقات فيها! بالمختصر إنها فوضى عارمة ناتجة من غياب الرقابة، والأصعب حين يبدأ المخزون بالإنخفاض ولا بديل عن السوق الأوكراني والروسي، فإن الأسعار سترتفع إلى مستويات جنونية.
قانون التنافسية الذي تمّ إقراره حديثًا في المجلس النيابي لن يدخل حيز التنفيذ قبل تعيين الهيئة الناظمة وبالتالي، فإن الساحة خالية لبعض التجار الذين يتمتّعون بحمايات من قبل أصحاب النفوذ لحصد كل ما يستطيعون حصده من جيوب المواطنين. وتبقى الوعود التي تطلقها الحكومة من دون أي جدوى على الرغم من المداهمات التي تقوم بها وزارة الإقتصاد من حين إلى أخر حيث المطلوب إستراتيجية واضحة وسريعة لمكافحة الإحتكار والتلاعب بالأسعار في هذا الوقت الإستثنائي من حياة لبنان. وبغياب هذه الإستراتيجية، يبقى المواطن وحيدا في مواجهة عصابات تتحكّم بالسوق كما يحلو لها!
*****************************************
الشرق
سد بسري وإلغاء الاستملاكات أكبر رشوة انتخابية لجبران
بات معلوما ان التيار الوطني الحر سيكون أكبر الخاسرين في دائرة كسروان – جبيل، وانطلاقا من هذا الواقع يعول رئيس التيار جبران باسيل على رئيس بلدية جونية واتحاد بلديات القضاء جوان حبيش الوحيد القادر على دعم وإنقاذ الوزيرة السابقة ندى البستاني في ظل عدم وجود حلفاء للتيار. وقد تم إرضاؤه بإصدار مرسوم يسمح له بإنشاء الكورنيش البحري في جونية. وهذا بات مرجحاً بعد صدور المرسوم 8815 في 22 شباط الماضي الذي ألغى قسماً من تخطيط طريق البترون، أي ما يعرف بقانون رفع استملاك الدولة عن العقارات التي اشترتها سابقاً لشق الطريق.
وتقول مصادر مطلعة إن هذا المرسوم هو أسرع مرسوم إلغاء تخطيط بتاريخ الجمهورية اللبنانية منذ إنشائها. فقد وافق عليه مجلس الإنماء والاعمار بتاريخ 7 تموز 2019، أي بعد أقل من خمسة أشهر على طلب بلديات في البترون إلغاء قسم من التخطيط. ونام في الأدراج منذ سنتين. لكن تم انتشاله وتوقيعه من رئيس الجمهورية منذ ثلاثة أيام كي يستفيد منه الوزير جبران باسيل للترويج لحملته في الانتخابات المقبلة في البترون.
إلغاء التخطيط بعد استملاك الدولة وإعادة العقارات لأصحابها في نحو سبع قرى بالبترون، سيكون بمثابة أكبر رشوة انتخابية «قانونية» لجبران باسيل كما تقول المصادر. لكن قبل نشر المرسوم في الجريدة الرسمية ومعرفة العقارات التي سيستردها السكان لا يمكن معرفة حجم الخسارة التي ستتعرض لها الدولة اللبنانية. فعندما استملكت الدولة الأراضي دفعت ثمنها على سعر الصرف القديم، ويستردها المواطن على سعر الصرف الجديد. ولنفترض أن مواطناً قبض نحو مليار ليرة (نحو 700 ألف دولار حينها) ثمن قطعة أرض (عندما تزيد عن الـ25 بالمئة المجانية) سيرد للدولة اليوم مليار ليرة (نحو خمسين ألف دولار)، هذا إذا كان قادراً على رد المبلغ من أساسه، كما يقول أحد رؤساء البلديات بالبترون.
وتقول مصادر محلية في كسروان إن باسيل قد يرضي حبيش بمرسوم يمكنه من إنشاء الكورنيش البحري ليحقق انجازاً للأهالي في البلدية تكرسه في الانتخابات المقبلة. بما يشبه مرسوم البترون. وتضيف أن البستاني، المرفوضة ليس من أهالي كسروان، بل حتى من أبناء التيار، مصيرها معلق بما يقرره حبيش، من خلال تشغيل ماكينته الانتخابية. ورغم ذلك لا أحد يضمن فوزها. فحتى حبيش سيجد صعوبة بإقناع مناصريه في الاقتراع لها. فهي مرفوضة من أبناء التيار فكيف له أن يقنع جمهوره هو بانتخابها.