شؤون لبنانية

افتتاحيات الصحف الصادرة صباح اليوم

الأخبار

 بوحبيب كتب وميقاتي عدّل… وشقير وافق | بيان الخارجية: الرئيس لم يكن يعلم

الأزمة التي فجّرها بيان وزارة الخارجية، أول من أمس، بإدانة «الاجتياح» الروسي للأراضي الأوكرانية، تفاعلت أمس، ولا سيما لجهة موقف رئيس الجمهورية ميشال عون الرافض لمضمون البيان. الرواية التي حصلت عليها «الأخبار» من مصادر عدة، تقاطعت عند إصرار رئيس الحكومة نجيب ميقاتي على وجوب إصدار بيان حول ما يحصل في أوكرانيا. وهو تواصل لهذا الغرض مع وزير الخارجية عبد الله بوحبيب الذي أبلغ رئاسة الجمهورية طلب ميقاتي. وأعدّ بوحبيب مسودة بيان «رمادية»، حملها الى بعبدا الخميس، أثناء انعقاد اجتماع وزاري لمناقشة مسألة الكهرباء في حضور ميقاتي. على هامش الاجتماع، عُقدت خلوة ضمت رئيس الحكومة ووزير الخارجية ومستشار رئيس الجمهورية أنطوان شقير، عرض خلالها المسودة على ميقاتي، فأصرّ الأخير على إيراد تضمينها عبارة تدين «الاجتياح الروسي»، فيما لم يبدِ أي معارضة. عندها، أصدر بوحبيب البيان بصيغته النهائية بعد تعديلات رئيس الحكومة.

وبحسب المعلومات، فإن شقير لم يطلع رئيس الجمهورية على الصيغة المُعدّلة ما دفع عون إلى تأنيبه لاحقاً. وثمة من يربط بين أداء المستشار الرئاسي وبين وعد تلقاه من ميقاتي بالموافقة على تعيينه سفيراً لدى الفاتيكان ضمن التعديلات الدبلوماسية التي وعد رئيس الحكومة بوضعها على جدول أعمال الجلسة المقبلة. فيما تؤكد مصادر مطّلعة أن موقف ميقاتي جاء بطلب مباشر من السفيرة الأميركية في لبنان دوروثي شيا، وهو ما أبلغه الى رئيس الحزب الاشتراكي وليد جنبلاط عندما هاتفه الأخير مستنكراً مضمون البيان.

هكذا، قررت حكومة الحرص على «الحياد» و«النأي بالنفس» أن تغادر النأي الذي لا يتناسب مع أجندة السفيرة الأميركية، واستعجل رئيس الحكومة ومعه الفريق «السيادي» والحيادي الذي أقام الدنيا وأقعدها على تصريح لوزير الإعلام السابق جورج قرداحي حول العدوان السعودي على اليمن، الاصطفاف السياسي بناءً على مصالح أميركية.

وفي إطار تصويب الموقف اللبناني، أجرى رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل اتصالاً بالسفير الروسي في لبنان ألكسندر روداكوف أمس أبلغه فيه أن البيان الصادر عن الخارجية اللبنانية «لا يعبّر عن رأينا»، وأكّد التمسك بـ«سياسة النأي بالنفس». وقالت مصادر التيار إن الاتصال ساهم في إزالة «سوء التفاهم»، وخصوصاً مع إشارة رئيس التيار الى عدم وجود إجماع لبناني حول البيان، وتأكيد تعرّض بوحبيب لضغوط. في حين قالت مصادر قريبة من رئيس الجمهورية إن موقف باسيل يعكس موقف عون، وسيكون هذا الموضوع على طاولة البحث خلال زيارة مستشاره للشؤون الروسية أمل أبو زيد موسكو الأسبوع المقبل للقاء نائب وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوغدانوف. وأكدت المصادر أن «عون لم يكن على اطلاع كامل على البيان، رغم مناقشة المسودة في بعبدا»، مشيرة إلى أن بوحبيب لا يمكن أن يصدر بياناً من دون استشارة رئيس الجمهورية أو رئيس الحكومة، «والواضح أنه استشار الثاني».

باسيل اتصل بالسفير الروسي: بيان الخارجية اللبنانية لا يعبّر عن رأينا

وفي جلسة مجلس الوزراء أمس، أُثير موضوع البيان بشكل سريع بعد ادانة وزير العمل مصطفى بيرم لمحتواه ومعاتبته لعدم استشارة فريقه قبيل اصداره، ليقفل الحديث على ذلك.

إلى ذلك، انتقدت السفارة الروسية في بيروت أمس «مخالفة لبنان سياسة النأي بالنفس وتموضعه إلى جانب طرف ضدّ طرف آخر». وأبدت في بيان «دهشتها لهذه المخالفة»، مذكّرة بأن روسيا «لم تُوفّر جهداً في المساهمة بنهوض لبنان واستقراره».

واستغرب مسؤول في قسم الشرق الأوسط وأفريقيا في الخارجية الروسية، في اتصال مع «الأخبار»، مقارنة البيان الحرب في أوكرانيا بالاجتياحات الإسرائيلية للبنان في الفقرة التي تتحدث عما «شهده تاريخ لبنان الحديث من اجتياحات عسكرية لأراضيه ألحقت به وبشعبه أفدح الخسائر التي امتد أثرها البالغ لسنوات طويلة على استقراره وازدهاره»، وتساءل عن «صدق نيات المسؤولين اللبنانيين الذين يزورون موسكو لطلب المساعدة والدعم في حل المشكلات الداخلية والإقليمية من منطلق موقع روسيا الدولي».

إلا أن تداعيات بيان الخارجية لم تثن بوحبيب عن إكمال خريطة المواجهة المرسومة له. فكرّر خلال استقباله سفيرَي فرنسا وألمانيا أمس لشكره على البيان تشبث لبنان بموقفه «والتزام مبادئ الشرعية الدولية والقانون الدولي، التي تشكّل الضمانة الأساسية لحماية السلم والانتظام الدوليين وسلامة أراضي الدول الصغيرة»، مشيراً الى «معاناة لبنان الأمرّين من الاحتلال الإسرائيلي وانتهاكاته المستمرة حتى اليوم». السفيران الأوروبيان طلبا من بوحبيب مشاركة لبنان في «تبنّي القرار المقدّم أمام مجلس الأمن ضدّ روسيا والتصويت عليه في الجمعية العامة لاحقاً»، فأبلغهما امتناع لبنان عن المشاركة في تبنّي القرار وأنّه سيتم درس الموقف اللبناني لناحية التصويت في حال إحالة القرار إلى الجمعية العامة، بالتشاور مع المجموعة العربية».

بولندا توافق على إدخال اللبنانيين

تتفاعل قضية الطلاب اللبنانيين في أوكرانيا، ولا سيما مع اعتصام أهاليهم مطالبين بإجلائهم. هذا الأمر كان مدار نقاش في اللجنة التي شكلتها وزارة الخارجية، حيث جرى الاتفاق على وضع تطبيق هاتفي للبنانيين في أوكرانيا للتواصل مع السفارة ورابط إلكتروني لتسجيل الراغبين في المغادرة أسماءهم، علماً بأن مصادر الخارجية أشارت الى أن الوزارة دعت قبيل أيام من اندلاع الأزمة الى مغادرة من يرغب على مسؤوليته. وقد استدعى وزير الخارجية عبد الله بوحبيب أول من أمس سفيرَي بولندا ورومانيا للحصول على موافقة بلديهما على تسهيل مغادرة اللبنانيين عبر حدودهما البرية، وقد أعلنت بولندا أمس السماح للبنانيين الموجودين في أوكرانيا بعبور حدودها من دون تأشيرة لفترة لا تتعدى 15 يوماً، فيما ستمنح رومانيا تأشيرات مجانية للراغبين بعبور حدودها من الأراضي الأوكرانية. كذلك جرى التواصل مع الجانبين الأوكراني والروسي لتسهّل أوكرانيا طلب المغادرة وتسمح روسيا بدخول الوافدين إليها. كما طلب بوحبيب من السفيرة الفرنسية آن غريو أن تشمل بلادها اللبنانيين في أي خطة لإجلاء رعاياها.

الجالية اللبنانية تدين الانحياز الى أميركا

عبرت الجالية اللبنانية في روسيا عن «الدهشة والاستغراب لبيان الخارجية اللبنانية الجاهل للحقيقة وللأوضاع بين روسيا وأوكرانيا». ووصفت هذا الموقف في بيان بأنه «منحاز الى أميركا ولم يأخذ بمصالح اللبنانيين في روسيا ويضرّ بالعلاقات اللبنانية ــــ الروسية». وسجلت اعتراضها على «البيان المشبوه والمجحف بحق روسيا والعبارات التي تجافي تاريخ روسيا صاحبة الأيادي البيضاء في دعم لبنان ونصرته. وكان الأجدر بالدولة اللبنانية أن تهتم بتأمين الماء والكهرباء والعيش الكريم لشعبها». وطالبت الجالية بإعادة تصويب الدولة لموقفها وأن تكون على مسافة واحدة من روسيا وأوكرانيا.

******************************************* 

النهار

 الخارجية تربك “حلفاءها” والكهرباء “خطة بالزايد”

في واحدة من غرائب السياسات الازدواجية الفاقعة التي تطبع “هيمنة” حلفاء المحور الممانع على العهد والحكومة والسلطة كلا، تناست قوى هذا المحور كل ما أدى الى تدمير علاقات #لبنان مع دول الخليج العربي بسبب خضوع السلطة لهذه الهيمنة، ولما اتخذت الخارجية اللبنانية موقفا اتسم بالحد الأدنى من المبدئية التي تمليها وقائع الغزو الروسي لأوكرانيا انفجرت غضبا وتأنيبا لها. واتخذت فورة الغضب “الممانع” على الخارجية دلالات ارباك واسع اذ بدا “التقريع” الذي انهال عليها، وهي الوزارة المحسوبة بالكامل على رئيس الجمهورية ميشال عون و”التيار الوطني الحر”، على طريقة “مخاطبة الكنة لتسمع الجارة” الامر الذي دفع بوزير الخارجية عبد الله بوحبيب الى اخذ البيان وردود الفعل عليه “بصدره” منفردا مشددا على تمسكه بمضمونه وقال “أنا لابِس درع، قوصوا عليي وحدي بموضوع البيان”.

وغداة اعلان عين التينة عبر مصادرها تبرّؤها من بيان الخارجية، بادر وزير العمل مصطفى بيرم الى تسجيل اعتراضه “رسميا” ومن يمثل على البيان خلال الجلسة التي عقدها مجلس الوزراء بعد ظهر امس في قصر بعبدا والتي خصصت لخطة #الكهرباء. واعلن بيرم :”اننا نستغرب بيان الخارجية اللبنانية الذي صدر مخالفاً لمبدأ الحياد الذي أعلنته الحكومة اللبنانية فضلاً عن عدم التشاور في ذلك وتحميل لبنان تبعات الدخول في مثل هذا النزاع ذات الأبعاد الخطيرة”.

اما “#حزب الله” فقال على لسان عضو كتلة “الوفاء للمقاومة النائب إبراهيم الموسوي، “ينأون بأنفسهم ويدَّعون الحياد حيث يشاؤون، ويتدخلون ويدينون أيضاً حيث يشاؤون، أمر عجيب غريب”، وسأل “أي سياسة خارجية يتبعها لبنان، وأين مصلحة لبنان في ذلك؟ تفضّل وزير خارجيتنا عبدالله بوحبيب، وأوضِح لنا الأمر”.

وفيما شن نواب وسياسيون من المحور الممانع حملة انتقادات واسعة على بيان الخارجية تلقت هذه الحملة إسنادا مباشرا من السفارة الروسية التي ردت على بيان الخارجية الذي دانت فيه اجتياح الأراضي الأوكرانية ودعت روسيا إلى وقف العمليات العسكرية فوراً وسحب قواتها منها والعودة إلى منطق الحوار والتفاوض كوسيلة أمثل لحلّ النزاع. وأعلنت السفارة أنّ “بيان وزارة الخارجية أثار الدهشة لدينا بمخالفتها سياسة النأي بالنفس واتخاذها طرفاً ضدّ طرف آخر في هذه الأحداث، علماً أنّ روسيا لم توفر جهداً في المساهمة بنهوض واستقرار الجمهورية اللبنانية”. وقالت “أنّ روسيا لم تشنّ حرباً بل هي عملية خاصة تهدف إلى حماية مواطنين روس وبناء على طلب جمهوريتي دونيتسك ولوغانسك بعد اعتراف رئيس روسيا الاتحادية فلاديمير بوتين باستقلالهما . ونؤكّد أنّ روسيا تسعى دوماً لإرساء السلام وتعزيز الأمن ومحاربة كلّ الأشكال العدائية وأن يكون لكلّ دولة الحق في حماية أمنها القومي بما في ذلك حماية مواطنيها”.

أما ذروة التخبط فبرزت في ما اعلنه النائب السابق امل أبو زيد عبر قناة “الميادين” مساء من ان وزير الخارجية اللبناني تعرض لضغوط لاصدار البيان في شأن روسيا وان رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل اتصل بالسفير الروسي وأبلغه عدم رضاه عن بيان وزارة الخارجية وانه ، أي أبو زيد ، سيزور موسكو لتوضيح موقف لبنان .

ترحيب غربي

وفي المقابل برز ترحيب العواصم الاوروبية ببيان الخارجية اذ زار سفيرا فرنسا وألمانيا وزير الخارجية والمغتربين عبد الله بوحبيب “لشكر لبنان على البيان حول الأزمة الأوكرانية – الروسية وتمنيا استمرار لبنان على موقفه هذا، وطلبا مشاركة لبنان في تبني القرار المقدّم أمام مجلس الأمن حول الأزمة والتصويت عليه في الجمعية العامة لاحقاً”. وأبلغ بوحبيب السفيرين أن “موقف لبنان ثابت ونابع من حرصه بالالتزام بمبادئ الشرعية الدولية والقانون الدولي التي تشكل الضمانة الأساسية لحماية السلم والانتظام الدوليين وسلامة أراضي الدول الصغيرة، خصوصاً وأن لبنان عانى الأمرين من الاحتلال الإسرائيلي وانتهاكاته المستمرة حتى اليوم”. كما أبلغ الوزير السفيرين الألماني والفرنسي “امتناع لبنان عن المشاركة في تبني القرار المقدم أمام مجلس الأمن وأنه سيتم دراسة الموقف اللبناني لناحية التصويت في حال احالة القرار على الجمعية العامة بالتشاور مع المجموعة العربية”. واوضح بوحبيب أن “الموقف اللبناني ليس موجهاً ضدّ روسيا الاتحادية أو أي دولة أخرى صديقة، وإنما موقف مبدئي وراسخ اتخذه وسيتخذه لبنان في كلّ أزمة مشابهة”. وأشار بو حبيب الى أنه التقى بالأمس سفير روسيا الاتحادية لدى لبنان وأعرب له عن أسفه وأن لبنان بصدد إصدار بيان إدانة للعملية العسكرية الروسية وأن “هذا الموقف غير موجّه ضدّ دولته ولا نرغب أن يؤثر على العلاقة الثنائية الوطيدة”.

مجلس الوزراء

في غضون ذلك عقدت امس جلسة لمجلس الوزراء ناقشت خطة الكهرباء في قصر بعبدا ووافق المجلس عليها “مبدئيا” لتغدو خطة إضافية متراكمة في سلسلة خطط وضعت منذ عام 2010 وقبله ولم يسلك أي منها الطريق الجاد الى التنفيذ بل ان تفاقم ازمة الكهرباء وارتفاع مديونية الدولة جراء التمويل المتواصل بسلفات الخزينة فاق الخيال .

وقالت مصادر وزارية أن الجلسة يمكن تسميتها بجلسة المفاجآت لأنه كان متوقعا أن تنفجر في موضوع بيان وزارة الخارجية لكنها لم تنفجر وكذلك في ملف الكهرباء وموضوع الانتخابات النيابية. ويبدو أن اتفاقا تم قبيل الجلسة وقضى بمنع تفجرها حتى أن رفع الجلسة باكرا عائد إلى هذا الأمر.

وكشفت المصادر أن الجلسة استهلت بملف الكهرباء وتحدث رئيس الوزراء نجيب ميقاتي عن النقاط التي تتصل بها وأبرزها موضوع الهيئة الناظمة مقترحا تأليف لجنة وزارية لمناقشة التعديلات على القانون ٤٦٢ وتضم وزراء العدل والثقافة والتربية والداخلية على أن تتم الاستعانة بقانونيين. وكانت مداخلات لعدد من الوزراء أبرزهم وزير التربية الذي أكد أهمية وجود استراتيجية واضحة وأشار إلى اهمية النقاط التي تم إدخالها. اما نائب رئيس مجلس الوزراء سعادة الشامي فأكد أنه من المهم إقرار الخطة لأن البنك الدولي يطالب بها وتسهل العمل شارحا الأمر من كل النواحي.

وفي موضوع هيئة الإشراف على الانتخابات وافق مجلس الوزراء على اقتراح ملء الشواغر في الهيئة وتعيين احمد حمدان وخليل الخوري ونسيم الخوري ، ومدد المجلس لرئيس الهيئة والأعضاء الآخرين ومدة ولايتهم ستة أشهر لاسيما أنه يقع على عاتقهم إعداد التقارير ومراقبة موضوع الطعون وتبلغ قيمة تعويض رئيس الهيئة ١٠ملايين شهريا في حين يتقاضى كل عضو مبلغ ٨ ملايين شهريا.

وآثار وزير الداخلية موضوع الانتخابات البلدية والأختيارية وأكد أنه سيطرح الموضوع في جلسة لاحقة متحدثا عن استحالة إجراء هذه الانتخابات مع الانتخابات النيابية مشيرا الى انه سيتقدم بمشروع قانون لتمديد ولاية المجالس البلدية وتردد أن التمديد سيكون لمدة عام .

“ليس لبنان الصواريخ”

على الصعيد السياسي الانتخابي اعتبر رئيس حزب “القوات اللبنانية” سمير جعجع في اطار اعلان ترشيحه الدكتور فادي كرم عن المقعد الأرثوذكسي في الكورة، ان “الانتخابات المقبلة ليست عادية بل ستحدد مصير لبنان وهدفها إعادة لبنان “سويسرا الشرق”، فاما يعود لبنان وطنا ودولة أو يكون ساحة بلا دولة. وهنا أدعو كل لبناني إلى الاقتراع ونريد إيصال هذه القناعة إلى كل مواطن وعلى أن يكون الاقتراع إيجابياً لا سلبياً أو غوغائياً.

******************************************* 

نداء الوطن

وزير الخارجية لـ”نداء الوطن”: “النأي بالنفس” يتعلّق بعلاقتنا بدول الخليج

العونيون وضعوا ميقاتي بـ”بوز المدفع” الروسي: بو حبيب لا يمثلنا!

في مواجهة التداعيات السلبية المحتملة على الأمن الغذائي اللبناني، سارع مجلس الوزراء أمس إلى تلقف كرة النار الروسية سعياً لتطويق شراراتها والحؤول دون انقطاع القمح من السوق المحلية، فقرر شراء 50 ألف طن “عند اقتضاء الحاجة” لتأمين حاجة الاستهلاك، وإعطاء المديرية العامة للحبوب والشمندر السكري سلفة خزينة لشراء 50 ألف طن من القمح المستورد المعد للطحن وصناعة الرغيف “مع جميع النفقات المتمّمة” بقيمة 36 ملياراً و500 مليون ليرة على أن تسدد لاحقاً من قيمة المبيع.

هذا على المستوى المعيشي تداركاً لاندلاع أزمة رغيف في البلد، أما على المستوى السياسي فاندلعت أمس أزمة ديبلوماسية على خط بيروت – موسكو عقب إدانة وزارة الخارجية اللبنانية “الاجتياح الروسي” لأوكرانيا، ما استدعى رداً مباشراً من السفارة الروسية في بيروت أعربت فيه عن “الدهشة” إزاء هذا الموقف، الذي قوبل بإشادة غربية عكستها زيارة الدعم التي قام بها سفيرا فرنسا وألمانيا للوزير عبد الله بو حبيب “لشكر لبنان على البيان الذي أصدره وتمنيا بقاءه على هذا الموقف وتبني القرار المقدم أمام مجلس الأمن بشأن الأزمة الأوكرانية والتصويت عليه في الجمعية العامة”… لكن وبعدما أدى موقف بو حبيب الغرض منه في استمالة الدول الغربية، بادر المسؤولون العونيون إلى تنفيذ انسحاب تكتيكي من ساحة المواجهة مع روسيا، ليضعوا رئيس الحكومة نجيب ميقاتي في “بوز المدفع” الروسي عبر محاولة تحميله وحيداً المسؤولية عن صدور هذا البيان، مقابل تنصّل العهد وتياره من مضامينه على أساس أن ما صدر عن وزارة الخارجية جرى بالتنسيق مع ميقاتي ولا يمثل وجهة نظر رئيس الجمهورية ميشال عون ورئيس “التيار الوطني الحر” جبران باسيل.

فتحت وطأة هجمة قوى 8 آذار على بيان وزير الخارجية من الاجتياح الروسي للأراضي الأوكرانية، والتي تفاوتت بين اكتفاء رئيس مجلس النواب نبيه بري بتأكيد عدم علمه المسبق به، وبين اعتباره “خرقاً للسيادة الوطنية لا يعبّر عن موقف لبنان” كما جاء على لسان النائب طلال أرسلان، وصولاً إلى مطالبة “الحزب السوري القومي” بو حبيب بـ”سحب الموقف والاعتذار عنه فوراً أو الاستقالة”… وأمام إعراب “حزب الله” الصريح عن الامتعاض من بيان “الخارجية” الذي يخدم “المصالح الأميركية” كما عبّر مسؤولون في “الحزب، كان القرار العوني بالتنصل سريعاً من المسؤولية عن صدور هذا البيان، فتوالت التسريبات والتصريحات التي تصب في خانة استرضاء الروس، بدءاً من المعلومات الإعلامية التي كشفت أنّ باسيل بادر إلى الاتصال بالسفير الروسي في بيروت ليؤكد له أنّ “التيار الوطني الحر” لا علاقة له بموقف وزير الخارجية، مروراً بتنديد مستشار رئيس الجمهورية للعلاقات الروسية أمل أبو زيد بهذا الموقف مبدياً نيته لقاء السفير الروسي وزيارة موسكو للاجتماع مع المسؤولين في الخارجية الروسية، وصولاً إلى تعميم موقع “التيار الوطني” الالكتروني أجواء وزارية تؤكد أنّ “موقف لبنان الرسمي يعود لرئيس الجمهورية الذي يتمتع ضمن دائرة اختصاصه بصلاحية التعبير عن سياسة لبنان الخارجية”، مع التشديد على أنّ ما جاء في بيان بو حبيب كان “كلاماً عالي النبرة لا فائدة منه، فنحن لدينا علاقات مميزة مع روسيا من الضروري الحفاظ عليها”.

أما وزير الخارجية، فأقرّ عقب خروجه أمس من جلسة مجلس الوزراء التي عقدت في قصر بعبدا أنه “أخذ البيان بصدره”، رافضاً الإفصاح عما إذا كان نسّق مسبقاً الموقف الذي أصدره مع رئيس الجمهورية حرصاً منه على عدم إفشاء “أسرار الدولة”. وفي الجلسة التي قال إنه دخلها “مرتدياً سترة مضادة للرصاص” تجنباً لأي مواقف نارية تستهدفه من زملائه الوزراء الرافضين لإدانة الاجتياح الروسي لأوكرانيا، اقتصر الأمر على إعراب وزير العمل المحسوب على “حزب الله” مصطفى بيرم عن معارضته لبيان وزارة الخارجية بينما التزم وزيرا “حركة أمل” الصمت.

ومساءً، أبدى بو حبيب استغرابه لما تضمنه بيان السفارة الروسية، قائلاً لـ”نداء الوطن”: “كنت قد طلبتُ أمس (الأول) لقاء السفير الروسي في لبنان وأبلغته أنّ وزارة الخارجية اللبنانية بصدد إصدار بيان استنكار لما حصل (في أوكرانيا) ولم يعبّر لي عن موقفه بالشكل الذي ظهر (في بيان السفارة أمس) إنما اكتفى بالاستماع ثم أكملنا الجلسة بشكل عادي”.

وإذ لم ينفِ تلقيه انتقادات من وزراء مختلفين حيال ما جاء في البيان الذي أصدره، أوضح بو حبيب أنّ “القصة هي قصة مبدأ مبني على قرارات الشرعية الدولية، وأنا أصدرتُ البيان بناءً على قناعاتي ولم أتلقّ أي اعتراض”. أما عما تردد عن خروجه عن قرار “النأي بالنفس” للدولة اللبنانية، فأجاب: “مسألة النأي بالنفس تتعلق بعلاقتنا بدول الخليج، أما في موضوع أوكرانيا وروسيا فنحن كبلد كنا تحت الاحتلال وعانينا ما عانيناه جراء الاعتداءات علينا، فمن الطبيعي أن نكون ضد أي اعتداء من دولة كبرى على دولة صغرى”.

*******************************************

الشرق الأوسط 

لبنان: ملامح أزمة قمح ونقص في مادة الزيت

يستورد 60 % من احتياجاته من القمح من أوكرانيا

انعكست الحرب في أوكرانيا على الأمن الغذائي في لبنان حيث بدأت تلوح أزمة قمح في البلاد كون لبنان يعتمد بشكل أساسي على تلبية احتياجاته من القمح من أوكرانيا، ويتوقع ألا تكفي الكمية الموجودة لأكثر من شهر واحد ما استدعى بدء المباحثات مع دول أخرى لتأمين البديل، فيما التأثير سيكون أقل وطأة على مادة زيت دوار الشمس لتوفر بدائل عنه، لكن بأسعار مرتفعة نتيجة زيادة الطلب عليها.

وفيما عمد وزير الاقتصاد أمين سلام إلى تشكيل خلية لإدارة الأزمة الناتجة عن هذه الحرب، قال إن احتياطيات لبنان من القمح تكفي لمدة شهر على الأكثر، ويسعى إلى عقد اتفاقات استيراد من دول مختلفة وسط مخاوف في السوق بسبب الأزمة الأوكرانية، بحسب ما ذكرت «وكالة رويترز».

وتأتي مشكلة استيراد القمح لتفاقم الأزمة في لبنان التي نتجت عن تدمير صوامع القمح الرئيسية في انفجار مرفأ بيروت عام 2020، ومنذ ذلك الحين لا تملك البلاد سعة كافية لتخزين إمدادات تزيد على شهر واحد، إضافة إلى الأزمة المالية وتحديداً «أزمة الدولار» التي أدت إلى رفع سعر ربطة الخبز أضعافاً.

ولفت سلام إلى أن لبنان الذي يستورد ما يقرب من 60 في المائة من احتياجاته من القمح من أوكرانيا، يجري محادثات مع دول أخرى لاستيراد القمح بما في ذلك الولايات المتحدة والهند وفرنسا وبعض الدول الأوروبية الأخرى، متحدثاً عن مؤشرات إيجابية وقال: «لا نريد خلق حالة من الذعر». وأعلن أمس أن الدولة تسعى للتوصل إلى اتفاقيات بشأن استيراد القمح بأسعار مناسبة لتأمين احتياطات تصل إلى شهرين، مؤكداً أنه من المهم أن «نستطيع أخذ التزامات من بعض الدول وبعض الشركات بأسعار مخفضة نشتريها ونحجزها ونؤمن شهراً أو شهرين من مخزون القمح».

من جهته، قال جريس برباري مدير عام الحبوب والشمندر السكري في وزارة الاقتصاد والتجارة يوم أمس، لوكالة رويترز إن احتياطيات لبنان من القمح تكفي لمدة تتراوح بين شهر ونصف وشهرين، مشيراً إلى أن شحنتي قمح إلى لبنان كان يتم تحميلهما في أوكرانيا تأخرتا بسبب الحرب. وأوضح نقيب مستوردي القمح في لبنان، أحمد حطيط، لـ«الشرق الأوسط» أن لبنان يستورد 50 ألف طن من القمح شهرياً و600 ألف في السنة، واستورد عام 2021، 520 ألف طن، مشيراً إلى أن 80 في المائة من الكمية تستورد من أوكرانيا والبقية من روسيا ومولدافيا، مشيراً في الوقت عينه إلى أنه في حال استمرت الحرب وقتاً طويلاً قد يصبح من الصعب الحصول على القمح من كل بلدان البحر الأسود بحيث لا يبقى أمامنا إلا الولايات المتحدة، لافتاً إلى أن تكلفة هذا الخيار لجهة سعر القمح أو لجهة تكلفة نقله، ستكون أكبر وستنعكس بلا شك على رغيف الخبز في لبنان. وأوضح حطيط: «تحتاج شحنة القمح من أوكرانيا للوصول إلى لبنان نحو سبعة أيام بينما من أميركا ستتطلب ما لا يقل عن 25 يوماً»، مشيراً إلى أن ما يحصل اليوم يزيد الأزمة الناتجة عن تدمير إهراءات القمح وأزمة الدولار التي أدت إلى ارتفاع تكلفة الخبز في لبنان.

ورغم أن التأثير الأكبر للحرب سيكون على القمح، فهي ستنعكس أيضاً على زيت دوار الشمس الذي يستورد لبنان 60 في المائة من حاجياته منه من أوكرانيا بحسب ما قال نقيب مستوردي المواد الغذائية في لبنان هاني البحصلي لـ«الشرق الأوسط». وفيما يلفت بحصلي إلى أن الأسواق اللبنانية ستعاني نقصاً في مادة الزيت، لا سيما أننا قادمون على شهر رمضان المبارك حيث يزيد الطلب عليها، يقول: «الإرباك أصاب السوق العالمية وليس فقط لبنان وبالتالي سينعكس على توفر المادة في الأسواق وعلى ارتفاع سعرها نتيجة زيادة الطلب على البدائل المتمثلة مثلاً بزيت الصويا وزيت الذرة»، مشيراً كذلك إلى أن المشكلة لا تكمن فقط في استيراد الزيت إنما أيضاً بإمكانية تخليص الشحنات التي سبق أن انطلقت من أوكرانيا نتيجة عدم القدرة على استكمال الإجراءات الإدارية المطلوبة.

وأمس عبر تجمع المطاحن عن تأثير الحرب على استيراد القمح، وقال في بيان له إن «الحرب والأحداث التي تشهدها أوكرانيا التي تعتبر المصدر الرئيسي لمادة القمح، أدتا إلى إلغاء كل صفقات بيع القمح بسبب القوة القاهرة، ما أدى إلى ارتفاع سعر طن القمح بما بين 45 و50 دولاراً أميركياً».

وأبدى التجمع «تخوفه مما يحصل وتأثيره على استمرار استيراد مادة القمح من أوكرانيا ما يحتم البحث عن مصادر جديدة»، داعياً «جميع المسؤولين المعنيين للعمل على الطلب من مصرف لبنان تحويل ثمن القمح المستورد والذي تم تحميله على البواخر الموجودة في عرض البحر، اليوم وفوراً. لا سيما أن المصدرين لديهم رغبة في تحويلها إلى بلدان أخرى للاستفادة من فارق الأسعار بعد ارتفاعها وزيادة الطلب على القمح».

 *******************************************

“الجمهورية”

 بيان الخارجية يُدهش الروس ويربك الداخل.. ولبنان قلق من التداعيات وينتظر لودريان

المناخ الدولي في ذروة تأزّمه، وغيوم داكنة متكوّنة في الارجاء الدولية حيث لا يمكن التكهن بمآلات العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا منذ فجر الخميس الماضي، والمدى الذي ستبلغه شراراتها وما سينتج عنها من تداعيات وتأثيرات، والقواعد السياسية وغير السياسية التي ستفرضها.

السِمة العامة حبس أنفاس وإرباك على مستوى العالم، وقلق من سيناريوهات وتطورات دراماتيكية مع استمرار العمليات الحربية، فلا شيء واضحاً فيها حتى الآن، سوى ان دوامة التصعيد ما زالت في بداياتها، ومتواصلة على نطاق واسع وخطير.

مخاوف من أزمة

أمام هذه الصورة، صعد لبنان الى قمة الارباك، سواء حول ارتباك موقفه من الحرب في اوكرانيا، او من التداعيات المباشرة لتلك الحرب على أزمته الداخلية خصوصاً في المجالات الاساسية، وسط مخاوف من دخول لبنان في ازمة قمح في الآتي من الايام ما لم تتوفّر مصادر بديلة للقمح الاوكراني. وذلك ربطاً بما قاله وزير الاقتصاد امين سلام حول انّ احتياطات لبنان من القمح تكفي لمدة شهر على الأكثر. فيما نقلت وكالة «رويترز» عن مسؤول في وزارة الاقتصاد قوله: «إنّ احتياطيات لبنان من القمح تكفي لمدة شهر ونصف إلى شهرين. وان لبنان، الذي يستورد 60 بالمئة من احتياجاتها من القمح من أوكرانيا، يُجري محادثات مع الهند لاستيراد المزيد». ويضاف الى ذلك التخبّط الرهيب في سوق المحروقات مع الارتفاع الموعود لسعر البنزين، وكذلك اسعار الغاز التي بدأت تتصاعد.

رد روسي

على انّ الوجه السياسي للارباك، يتجلّى في الالتباسات التي أرخاها بيان وزارة الخارجية الذي دانت فيه بنبرة متشددة ما سمّته الاجتياح الروسي لأوكرانيا. وبمعزل عما اذا كان هذا البيان صائبا وخاطئا او متسرعا، الا ان مفاعيله وإن كانت قد أرضت بعض الجهات الدولية، فإنها في المقابل استفزّت الروس، وهو ما عبّرت عنه السفارة الروسية في بيروت في بيان امس، وأشارت فيه الى ان بيان الخارجية اللبنانية «اثار الدهشة لدينا، بمخالفتها سياسة النأي بالنفس واتخاذها طرفا ضد طرف آخر في هذه الاحداث، علماً ان روسيا لم توفر جهدا في المساهمة لنهوض الجمهورية اللبنانية واستقرارها».

ولفت بيان السفارة الى «انّ اساس سياسة روسيا الاتحادية ليست سياسة التعدي على المصالح الاوكرانية، بل حفظ للامن القومي الروسي بفعل التهديدات التي شكلتها حكومة كييف بعد تنصّلها من تنفيذ العديد من الاتفاقيات، لا سيما اتفاقية مينسك».

وأوضحت «انّ روسيا لم تشن حرباً بل عملية خاصة تهدف الى حماية مواطنين من روسيا وبناء على طلب جمهوريتي دونتسك ولوغاتسك بعد اعتراف رئيس روسيا الاتحادية فلاديمير بوتين باستقلالهما». واكدت «ان روسيا تسعى دوماً لإرساء السلام وتعزيز الامن ومحاربة كل الاشكال العدائية وان يكون لكل دولة الحق في حماية امنها القومي بما في ذلك حماية مواطنيها».

إنفعال واتهام

الى جانب ذلك، تبدّت ارتدادات بيان الخارجية اللبنانية سريعا في الداخل، حيث أحدث انقساماً داخليّاً حاداً حوله، وتؤكّد معلومات «الجمهورية» انّه تفاعَل الى حد «الانفعال الشديد جداً» بين الجدران السياسيّة الحكوميّة والرئاسيّة، واثارة اسئلة اتهامية من قبل مراجع مسؤولة «حيال من أوحى بهذا الموقف غير المألوف والغاية منه»، وكذلك «حيال التفرّد في خطوات ومواقف خطيرة، تتجاوز البيان الوزاري للحكومة، وتقفز فوق المكونات السياسية والاساسية في البلد، وتأخذ لبنان الى غير موقعه وتحمّله مواقف اكبر من قدرته على تحمّل نتائجها وانعكاساتها وردود الفعل عليها لا بل عواقبها، في الوقت الذي هو في حاجة ماسّة الى كلّ دول العالم لمساعدته في أزمته الصعبة».

وقد استمرت المواقف الاعتراضية على بيان الخارجية، معتبرة «انه لا يعبّر عن موقف لبنان»، على ما قال وزير العمل مصطفى بيرم، حيث استغرب «بيان الخارجية الذي صدر مخالفا لمبدأ الحياد الذي اعلنته الحكومة اللبنانية، فضلاً عن عدم التشاور في ذلك، وتحميل لبنان تبعات الدخول في مثل هذا النزاع ذي الأبعاد الخطيرة». فيما قال عضو كتلة الوفاء للمقاومة النائب ابراهيم الموسوي: «ينأون بأنفسهم ويدَّعون الحياد حيث يشاؤون، ويتدخلون ويدينون أيضاً حيث يشاؤون، أمر عجيب غريب». وسأل: «أي سياسة خارجية يتبعها لبنان، وأين مصلحة لبنان في ذلك؟ تفضّل وزير خارجيتنا عبدالله بوحبيب وأوضِح لنا الأمر».

وبرز في السياق، ما نقل عن مصادر في التيّار الوطني الحر قولها إنّ قيادته قامت بما يلزم لإبلاغ الجانب الروسي بأن لا علاقة له بالبيان الصادر عن وزارة الخارجيّة بشأن الحرب الروسيّة الأوكرانيّة، كما أنّ «التيّار» يلتزم سياسة النأي بالنفس التي يطبّقها مع دول الجوار كما مع الدول البعيدة. ولفتت المصادر الى أنّ «التيار الوطني الحر» يؤيّد حلّ الأزمات بطرق سلميّة، آملاً أن تجد الأزمة الروسيّة الأوكرانيّة حلّاً عن طريق التفاوض».

الحكومة تنأى بنفسها

في هذا الوقت بَدا ان الحكومة قد نأت بنفسها عن بيان الخارجية، حيث تجنّبت في جلسة مجلس الوزراء أي اشارة الى هذا الأمر، ولم يقاربه رئيس الجمهورية العماد ميشال عون ولا رئيس الحكومة نجيب ميقاتي، فيما كان اللافت للانتباه ان وزير الخارجية عبدالله بو حبيب حاول الايحاء بأنّ الامر محصور به شخصيا، حيث أفيد انه دخل الى مجلس الوزراء مستعداً أن يأخذ أي هجوم على البيان بصدره»، ونقل عنه قوله خارج الجلسة: «أنا لابس درع، قَوّصوا عليّي وَحدي بموضوع البيان».

وفي اشارة بالغة الدلالة الى ان البيان ما زال ساري المفعول، هي تأكيد الوزير بوحبيب على «أن الموقف اللبناني ليس موجهاً ضدّ روسيا الاتحادية أو أي دولة أخرى صديقة، وإنما موقف مبدئي وراسخ اتخذه وسيتخذه لبنان في كلّ أزمة مشابهة»، موضحاً أنه التقى بالأمس (الاول) سفير روسيا الاتحادية لدى لبنان وأعرب له عن أسفه وأن لبنان بصدد إصدار بيان إدانة للعملية العسكرية الروسية، وأن هذا الموقف غير موجّه ضدّ دولته ولا نرغب أن يؤثر في العلاقة الثنائية الوطيدة».

وكان بو حبيب قد تلقى شكر السفيرين الالماني والفرنسي على البيان، اللذين تمنيا «استمرار لبنان على موقفه هذا، وطلبا مشاركة لبنان في تبنّي القرار المقدّم أمام مجلس الأمن حول الأزمة والتصويت عليه في الجمعية العامة لاحقاً». فأبلغ بوحبيب السفيرين أنّ «موقف لبنان ثابت ونابع من حرصه بالالتزام بمبادئ الشرعية الدولية والقانون الدولي التي تشكّل الضمانة الأساسية لحماية السلم والانتظام الدوليين وسلامة أراضي الدول الصغيرة، خصوصاً أنّ لبنان عانى الأمرّين من الاحتلال الإسرائيلي وانتهاكاته المستمرة حتى اليوم». وأبلغ السفيرين «امتناع لبنان عن المشاركة في تبنّي القرار المقدّم أمام مجلس الأمن، وأنه سيتم دراسة الموقف اللبناني لناحية التصويت في حال إحالة القرار على الجمعية العامة بالتشاور مع المجموعة العربية».

مجلس الوزراء

وكان مجلس الوزراء قد عقد جلسة قصيرة امس، في القصر الجمهوري في بعبدا برئاسة رئيس الجمهورية وحضور رئيس الحكومة. حيث جرى التمديد لهيئة الاشراف على الانتخابات وتعيين كل من احمد حمدان وخليل خوري ونسيم اعضاء جدداً فيها.

ولم تقرّ خطة الكهرباء في الجلسة، حيث اعلن الوزير عباس الحلبي خلال تلاوته المقررات، انه «تمّت الموافقة المبدئية على خطة الكهرباء بعد الالتزام بوجوب تطبيق القانون وتنظيم القطاع بشكلٍ فوري لا سيما بالنسبة الى ما يتعلق بتشكيل الهيئة الناظمة وتسمية أعضائها وفق المعايير الدولية وتأليف لجنة وزارية مهمّتها مراجعة قانون تنظيم قطاع الكهرباء».

ولفت الى انّه سيتمّ رفع التعرفة الكهربائية بعد تحسين التغذية بدءاً من 8 إلى 10 ساعات يوميّا مع مراعاة وضع ذوي الدخل المحدود الذي لا يتجاوز استهلاكهم الشهري الـ500 كيلوواط. وقال: مجلس الوزراء ملتزم بتعديل التعرفة الكهربائية بشكلٍ تدريجي بالتزامن مع تحسين التغذية بشروط تسمح بتغطية التكاليف ووضع خطة لتحسين الجباية من خلال تركيب العدادات.

ولفت في مجال آخر الى «شراء كمية 50 ألف طن من القمح المستورد المُعد للطحن عند اقتضاء الحاجة، على أن يتم الشراء وفق المناقصات والأصول».

ورداً على سؤال قال: هناك وجهات نظر مختلفة عن الأزمة بين أوكرانيا وروسيا، والخارجية اللبنانية أخذت موقفاً. وأفضّل أن يجيب وزير الخارجية عن الأسئلة المتعلّقة بموقف لبنان، علماً انه كانت للوزير الحلبي تغريدة نهارا قال فيها: ألم يكن من مصلحة لبنان أكثر الحياد، من أن يأخذ موقفاً منحازاً والدعوة الى حل الصراع بالطرق السلمية وعن طريق الحوار؟».

وحول موضوع الكهرباء، قال وزير الطاقة وليد فياض: إنّ إنجاز اليوم مفيد وبنّاء، وبات يمكننا السير بمسار استكمال المفاوضات مع البنك الدولي لتأمين التمويل من أجل زيادة التغذية بأقل تكلفة».

وأوضح أنّ «الموافقة على الخطة كانت مقترنة بضمان نقاطها على أن تكون غير ملتسبة وواضحة ومستعدون لدراسة أي ملاحظات».

وقال: «سنعمل على تقليص الهدر وزيادة الجباية في سياق الخطّة، والعدادات الذكية تلعب دوراً، وسنرفع كلفة الكهرباء لتأمين التغذية ولكن لن تحصل أي زيادة قبل زيادة ساعات الكهرباء وتعرفة «كهرباء لبنان» أقل بـ70 % من تعرفة المولدات».

حضور عربي فرنسي

على صعيد سياسي آخر، وفيما اعلن امس عن وصول الامين العام لجامعة الدول العربية احمد ابو الغيط الى بيروت يرافقه الامين العام المساعد للجامعة حسام زكي، حيث ربطت الزيارة بحفل تكريمي يُقام اليوم لمنح الجائزة العربية لأفضل اطروحة دكتوراه في الوطن العربي في مجال القانون والقضاء لثلاثة فائزين، تتواصل الاستعدادات للزيارة المرتقبة لوزير الخارجية الفرنسية جان ايف لودريان الى بيروت أواسط الاسبوع المقبل، ما لم يطرأ ما يُرجىء هذه الزيارة.

وقالت مصادر ديبلوماسية من باريس لـ»الجمهورية» ان لا جديد واضحاً حول زيارة الوزير لودريان الى بيروت، فهي في الاصل محددة. وتندرج في سياق الرغبة الفرنسية الدائمة للوقوف الى جانب الشعب اللبناني. والتأكيد على اولوية إجراء الاصلاحات الضرورية التي تساهم في معالجة الازمة اللبنانية الصعبة، وكذلك التشديد على الحفاظ على استقرار لبنان وصولاً الى إجراء الانتخابات النيابية في اجواء ديموقراطية سليمة وهادئة بعيداً عن ايّ ضغوطات او مؤثرات.

ورداً على سؤال عما اذا كانت الاحداث في روسيا ستعدل برنامج لودريان، قالت المصادر: ان تطور الاحداث في اوكرانيا، مع الحرب التي تشنها موسكو على كييف، فرضَ بالتأكيد قواعد اولويات ومقاربات جديدة. ولكن حتى الآن ليس في الامكان تأكيد او نفي زيارة لودريان الى بيروت.

عون والمملكة

من جهة ثانية، اكد الرئيس عون امام وفد من مجلس وزراء العدل العرب ان «بيروت تفتح ابوابها للجميع، وبخاصة للاشقاء العرب»، وشدد على «رغبة لبنان الكاملة في التعاون مع الدول العربية، والتضامن في كل المواضيع التي تساعد على تطوير وتعزيز القوانين وتوحيد التشريعات في هذه الدول»، وتمنى للوفد «النجاح في مشاريعه والعمل الذي يقوم به من اجل اعلاء روحية القانون واستقلاليته، وان يساهم الوفد، من خلال امكاناته وقدراته، في التخفيف من حدة المشاكل التي قد تطرأ في بعض الاحيان بين الاشقّاء العرب ومنعها من التطور الى ما لا يرغب به احد».

وفي برقية تهنئة الى الملك سلمان بن عبد العزيز بمناسبة تأسيس المملكة، قال: «انّ هذه الذكرى التي تحتفلون فيها، كما أكدتم، بتاريخ دولة وتلاحم شعب والصمود أمام كل التحديات والتطلع للمستقبل، تبقى عنواناً لمحطات مشرقة عديدة في تاريخ المملكة التي تمكنت برؤيتها وجهودها من حجز موقع متقدم لها بين الدول العصرية الساعية الى رحابة الافاق، وهي التي لم تدّخِر يوماً جهداً للدفاع عن القضايا الإنسانية والعربية المحقة، وللمحافظة على الكلمة العربية الموحدة رغم كل الظروف التي شهدتها المنطقة».

ولفت عون الى ان «لبنان يقدّر للمملكة، دولة وشعبا، وقوفها الدائم الى جانبه ويتطلع الى ما يعود بالصفاء على العلاقات الثنائية لما فيه خير الشعبين الشقيقين».

كما وجّه عون برقية مماثلة الى ولي العهد السعودي الامير محمد بن سلمان، مشددا على اهمية هذه المناسبة، معتبرا إيّاها «إحدى المحطات المضيئة في تاريخ المملكة التي واجهت التحديات في سبيل بناء غد مشرق».

*******************************************

اللواء 

مجلس الوزراء «يبلع» موقف بو حبيب.. وإقرار خطة الكهرباء لجلب التمويل!

الرغيف في واجهة الأزمات.. وتهويل برفع أسعار المحروقات قبل زيادة التغذية بالتيار

فجأة أصبح لبنان في قلب الحدث الأوكراني، قبل بيان وزير الخارجية عبد الله بوحبيب وبعده، الذي أعلن انه وحده يتحمل مسؤولية بيان إدانة الهجوم الروسي على جمهورية اوكرانيا، رافضا الكشف عمّا اسماه أسرار الدولة، وهو مستعد لأخذ أي هجوم يستهدفه بصدره، قبل ان يعلن النائب جبران باسيل تنصل تياره، عبر المسارعة للاتصال بالسفير الروسي في لبنان الكسندر روداكوف، وابلاغه ان ما أقدمت عليه الخارجية، لا يعني التيار الوطني الحر، ولا يعبّر عن موقفه.. ملتقياً بالتالي، مع «الثنائي الشيعي» لا سيما حزب الله لجهة رفض البيان، وفقا لما عبر عنه عضو كتلة الوفاء للمقاومة النائب إبراهيم الموسوي.

بالتزامن، كانت سفارة اوكرانيا في بيروت تكشف، أنها «استضافت اليوم اجتماعا مع مجموعة الدول السبع وسفراء الاتحاد الأوروبي في لبنان، الذين حضروا للتعبير عن تضامنهم ودعمهم للشعب الأوكراني في قتاله ضد العدوان الروسي. وأعربوا عن استعداد قيادات بلادهم لمد يد المساعدة المالية والإنسانية لأوكرانيا التي تحمي القيم الأوروبية حاليا من العدو الشرقي. وأشاد الدبلوماسيون ببيان الخارجية اللبنانية الصادر في 24 شباط 2022 بشأن العدوان الروسي على أوكرانيا، والذي يدين غزو الأراضي الأوكرانية ويدعو روسيا إلى الوقف الفوري للأعمال العدائية وسحب قواتها والعودة إلى منطق الحوار».

محلياً، لاحظت مصادر سياسية عدم صدور اي موقف عن مجلس الوزراء، يتبنى أو يرفض اويعدل البيان الذي صدر عن وزير الخارجية عبدالله ابو حبيب، بخصوص الحرب الدائرة بين روسيا واوكرانيا، بالرغم من ردود الفعل الرافضة لهذا البيان، من حلفاء رئيس الجمهورية وتحديدا من حزب الله، ومن وزارة الخارجية الروسية على وجه الخصوص، واستغربت كيف تسرع ابو حبيب باصدار مثل هذا الموقف الذي ادان التحرك العسكري الروسي، في الوقت الذي لم يصدر اي موقف عن أي دولة عربية بهذه الحدة، وعما إذا كان وزير الخارجية قد تشاور مع الرئيسين عون وميقاتي قبل اصداره، ام انه تولى هذه المهمة بمفرده، بايحاء من باسيل، الذي يسعى من وراء ذلك، بمثابة استدراج عروض للجانب الأميركي،استكمالا لما تردد عن التراجع بالموقف الرئاسي قبل ذلك بموضوع الترسيم البحري مع الجانب الاسرائيلي، من الخط ٢٩، الذي كان أساس التفاوض، الى الخط٢٣، استرضاء للجانب الأميركي على أمل رفع العقوبات الاميركية المفروضة عليه،قبيل موعد الانتخابات الرئاسية المقبلة.

جلسة المفاجآت لم تنفجر

وذكرت مصادر وزارية أن جلسة مجلس الوزراء يمكن تسميتها بجلسة المفاجآت لأنه كان متوقعا أن تنفجر في موضوع بيان وزارة الخارجية اللبنانية حول الصراع الروسي- الأوكراني لكنها لم تنفجر وكذلك في ملف الكهرباء وموضوع الانتخابات النيابية.

وعلمت «اللواء» أن قضية الكهرباء ومسألة عدم إثارة بيان وزبر الخارجية في مجلس الوزراء رتبت قبيل انعقاد الجلسة على الرغم من أن وزراء قالوا أن سبب رفع رئيس مجلس الوزراء الجلسة سريعا مرده إلى تفادي بحث هذا الموضوع. وافيد أن وزير شؤون المهجرين عصام شرف الدين كان قد اعد كلمة لالقائها مما فيها: انا شخصيا كنت أفضل اتخاذ مبدأ النأي بالنفس، فهل المسموح للغرب وضع منصات صواريخ على حدود روسيا، على ان المداخلة الوزارية الوحيدة التي قدمت كانت من قبل وزير العمل مصطفى بيرم قال فيها: اننا نستغرب بيان الخارجية اللبنانية الذي صدر مخالفا لمبدأ الحياد الذي أعلنته الحكومة اللبنانية فضلا عن عدم التشاور في ذلك وتحميل لبنان تبعات الدخول في مثل هذا النزاع ذات الابعاد الخطيرة..

وكان وزير الخارجية والمغتربين عبدالله بو حبيب قد مازح الوزراء بالقول: لبست الدرع وانا جاهز..

وكانت مصادر وزارية قد كشفت أن ما من أحد اثار بيان الخارجية وإن الجلسة استهلت بملف الكهرباء وتحدث رئيس مجلس الوزراء عن النقاط التي تتصل به وأبرزها موضوع الهيئة الناظمة مقترحا تأليف لجنة وزارية لمناقشة التعديلات على القانون ٤٦٢ وتضم وزراء العدل والثقافة والتربية والداخلية على أن تتم الاستعانة بقانونيين. وكانت مداخلات لعدد من الوزراء أبرزهم وزير التربية الذي أكد أهمية وجود استراتيجية واضحة. وأشار إلى اهمية النقاط التي تم إدخالها. اما نائب رئيس مجلس الوزراء سعادة الشامي فأكد أنه من المهم إقرار الخطة لأن البنك الدولي يطالب بها وتسهل العمل شارحا الأمر من كل النواحي.

بدوره وزير الشباب والرياضة طرح موضوع المياه وقال تتحدثون عن الكهرباء في حين أن الوزارة اسمها وزارة الطاقة والمياه ولفت إلى أن أسعار المياه ارتفعت ونحن في مجلس الوزراء لم نفهم شيئا ورد وزير الطاقة والمياه وليد فياض بالقول أنه جاهز لبحث الملف ولديه خطة. وقال كلاس أن المواطن اضحى رهينة ارتفاع الأسعار لا كهرباء ولا مياه ولا شيء، مطالبا بتحديد جلسة خاصة للمياه. وكرر الوزير فياض القول أنه جاهز لبحث الملف وقت يشاء مجلس الوزراء.

ثم تحدث وزير الاقتصاد والتجارة امين سلام عن موضوع القمح، مطالبا المصرف المركزي بتحويل الاعتمادات من أجل دفع وتفريغ شاحنات القمح تفاديا لأي أزمة.

إلى ذلك، أكد وزير الداخلية والبلديات أنه سيشارك في مؤتمر وزراء الداخلية العرب الذي ينعقد في تونس وفي موضوع هيئة الإشراف على هالانتخابات ،سار مجلس الوزراء بأقتراح تعيين الشواغر من أعضاء الهيئة وهم احمد حمدان وخليل الخوري ونسيم الخوري، ومدد المجلس لرئيس الهيئة والأعضاء الآخرين ومدة ولايتهم ستة أشهر لاسيما أنه يقع على عاتقهم إعداد التقارير ومراقبة موضوع الطعون وتبلغ قيمة تعويض رئيس الهيئة ١٠ملايين شهريا في حين يتقاضى كل عضو مبلغ ٨ ملايين شهريا.

وآثار وزير الداخلية موضوع الانتخابات البلدية والأختيارية وأكد أنه سيطرح الموضوع في جلسة لاحقة متحدثا عن استحالة إجراء هذه الانتخابات مع الانتخابات النيابية مشيرا الى انه سيتقدم بمشروع قانون لتمديد ولاية المجالس البلدية. وتردد أن التمديد سيكون لمدة عام.

اما دراسة الميغاسنتر فسيعرضها في الجلسة المقبلة لمجلس الوزراء.

ووصفت مصادر سياسية خطة الكهرباء التي اقرتها الحكومة مبدئيا، كما صدر عنها وليس نهائيا، يصح القول فيها، بانها خطة ترقيعية وافتراضية، لانها لا ترتكز الى اسس ثابتة، بل الى مجموعة من الوعود والافكار، غير مضمون تنفيذها، والى مصادر تغذية بالطاقة، ما زالت في عالم الوعود، اوتحت وصاية دول اخرى، قد تبدل بتوجهاتها، استنادا الى تطورات ومستجدات سياسية معينة، ما يبقي لبنان بلا طاقة لامد طويل.

واعتبرت المصادر انه لا يمكن الارتكاز الى تأمين الطاقة، من دول اخرى غير مضمون التعاون معها، او بعضها، استنادا إلى تجارب سابقة، بل كان المطلوب تضمين الخطة وضع جدول زمني تقريبي، لتأمين مصادر مضمونة لانتاج الطاقة، بدل التلهي، باعطاء وعود مشكوك بتنفيذها.

وتساءلت المصادر، كيف يمكن ان تتضمن الخطة زيادة عدد ساعات التغذية بالتيار بين 8 و12 ساعة يوميا ورفع ثمن الكهرباء، في الوقت الذي، لم يتم تزويد لبنان بمصادر الطاقة الخارجية، مع العلم ان اخر كميات من الفيول العراقي، التي قدمت للبنان، ستنفذ نهاية الصيف الحالي، بينما ما تزال مناطق عديدة، لا تحصل على ساعة تغذية يوميا حتى الان.

واستغربت المصادر اقرار الخطة بصوره مبدئية، وليست نهائية، وتساءلت عن الاسباب والدوافع الكامنة وراء هذا التوصيف، وترك موضوع اقرار الخطة نهائيا مفتوحا، اعادة ادراج موضوع انشاء معمل سلعاتا بالخطة النهائية، لانه لوحظ خلال النقاشات داخل الجلسة، عدم وجود أي اعتراض جدي عليها، بالرغم من ادعاءات بعض الوزراء، خارج الجلسة، بمواقف اتخذوها، ادت الى تعديلات اساسية بالخطة.

مجلس الوزراء

عقد مجلس الوزراء جلسة امس في قصر بعبدا لم تستمر طويلا لخلاف على خطة الكهرباء، التي «تم اقرارها مبدئيا» بما يُرضي صندوق النقد الدولي شكلياً بإنتظار رأيه فيها بعد اقرارها رسمياً، فتم ارجاء البت بها مجدداً بشكل نهائي لحين تحقيق الملاحظات والشروط التي وضعها رئيس الحكومة وبعض الوزراء عليها، لكن نائب رئيس الحكومة سعادة الشامي اصرّ على اقرار الخطة بشكل نهائي بناء لطلب صندوق النقد الدولي.

وقرّر المجلس التمديد لهيئة الإشراف على الإنتخابات المُشكّلة سابقاً وتم تعيين كل من من أحمد حمدان وخليل خوري ونسيم خوري أعضاءً في هيئة الاشراف على الانتخابات بدل الاعضاء المستقيلين.

واثار وزير العمل مصطفى بيرم خلال الجلسة موضوع بيان وزارة الخارجية عن الازمة الروسية – الاوكرانية، مستغرباً صدوره من دون مراجعة مجلس الوزراء، وايده بعض وزراء «الثنائي الشيعي»، لكن لم يُفسح المجال لمناقشة الموضوع.

بعد الجلسة التي انتهت عند الرابعة، تلا الوزير عباس الحلبي المقررات، فقال: تمت الموافقة المبدئية على خطة الكهرباء بعد الالتزام بوجوب تطبيق القانون 462 حول تنظيم القطاع بشكلٍ فوري لا سيما في ما يتعلق بتشكيل الهيئة الناظمة وتسمية أعضائها وفق المعايير الدولية، وتأليف لجنة وزارية برئسة وزير العدل وعضوية وزراء الطاقة والمياه والداخلية والتربية والثقافة والشؤون الاجتماعية، مهمّتها مراجعة قانون تنظيم قطاع الكهرباء.

واضاف: رفع التعرفة الكهربائية بعد تحسين التغذية بدءاً من 8 إلى 10 ساعات يوميّاً مع مراعاة وضع ذوي الدخل المحدود الذي لا يتجاوز استهلاكهم الشهري الـ 500 كيلوواط. ومجلس الوزراء ملتزم بتعديل التعرفة الكهربائية بشكلٍ تدريجي بالتزامن مع تحسين التغذية بشروط تسمح بتغطية التكاليف ووضع خطة لتحسين الجباية من خلال تركيب العدادات الذكية.

واشار الى تخصيص سلفة مالية لشراء كمية 50 ألف طن من القمح المستورد المُعد للطحن عند اقتضاء الحاجة على أن يتم الشراء وفق المناقصات ووفق الأصول تلافيا لحصول شح في القمح بسبب الازمة بين روسيا واوكرانيا.

وقال: هناك وجهات نظر مختلفة عن الأزمة بين أوكرانيا وروسيا، والخارجية اللبنانية أخذت موقفاً وأفضّل أن يجيب وزير الخارجية على الأسئلة المتعلّقة بموقف لبنان.

وقال وزير الطاقة وليد فياض: تم اقرار الخطة وكل التعديلات والشروط متفق عليها، وسنعمل على تقليص الهدر وزيادة الجباية في سياق الخطّة، والعدادات الذكية تلعب دوراً وسنرفع كلفة الكهرباء لتأمين التغذية ولكن لن تحصل أي زيادة قبل زيادة ساعات الكهرباء وتعرفة «كهرباء لبنان» أقل بـ 70% من تعرفة المولدات.

اضاف فياض: بات يمكننا السير بمسار استكمال المفاوضات مع البنك الدولي لتأمين التمويل من أجل زيادة التغذية بأقلّ تكلفة، والموافقة على الخطة كانت مقترنة بضمان نقاط الخطة على أن تكون غير ملتسبة وواضحة ومستعدون لدراسة أي ملاحظات.

ازمة اوكرانيا تثير الخلاف

على الصعيد السياسي، تفاعل بيان وزارة الخارجية الذي أدان الاجتياح الروسي لأوكرانيا. فقد اعلنت عين التينة عبر مصادرها تبرّؤها منه. اما حزب الله فقال على لسان عضو كتلة «الوفاء للمقاومة النائب إبراهيم الموسوي، «ينأون بأنفسهم ويدَّعون الحياد حيث يشاؤون، ويتدخلون ويدينون أيضاً حيث يشاؤون، أمر عجيب غريب»، وسأل «أي سياسة خارجية يتبعها لبنان، وأين مصلحة لبنان في ذلك؟ تفضّل وزير خارجيتنا عبدالله بوحبيب، وأوضِح لنا الأمر».

اما وزير العمل مصطفى بيرم فقال بعد جلسة مجلس الوزراء: اننا نستغرب بيان الخارجية اللبنانية الذي صدر مخالفاً لمبدأ الحياد الذي أعلنته الحكومة اللبنانية، فضلاً عن عدم التشاور في ذلك وتحميل لبنان تبعات الدخول في مثل هذا النزاع ذي الأبعاد الخطيرة.

في المقابل، قال وزير الخارجية عبدالله بو حبيب بعد الجلسة: «أنا لابِس درع، قوصوا عليي وحدي بموضوع البيان».

اما مستشار رئيس الجمهورية للشؤون الروسية النائب السابق امل ابو زيد فقال عبر «تويتر»: ‏لم تكن وزارة الخارجية اللبنانية مضطرة لإصدار مثل هذا البيان حول روسيا، وكان الأفضل الالتزام بالنأي بالنفس وحصل تواصل معي من وزارة الخارجية الروسية، وسجلوا عتباً على بيان الخارجية اللبنانية، وستكون لي زيارة الى موسكو قريباً لعقد اجتماع في الخارجية الروسية وسألتقي السفير الروسي في لبنان خلال ايام.

واصدرت السفارة الروسية في بيروت بياناً ردّت فيه على بيان وزارة الخارجية اللبنانية التي «أدانت فيه ما وصفته اجتياح الأراضي الأوكرانية، ودعت روسيا الى وقف العمليات العسكرية فورا وسحب قواتها منها والعودة الى منطق الحوار والتفاوض كوسيلة أمثل لحل النزاع».

وجاء في بيان السفارة: لقد آثار بيان وزارة الخارجية والمغتربين للجمهورية اللبنانية الدهشة لدينا، بمخالفتها سياسة النأي بالنفس واتخاذه طرفاً ضد طرف آخر في هذه الاحداث، علماً أن روسيا لم توفر جهدًا في المساهمة بنهوض واستقرار الجمهورية اللبنانية.

اضافت: في هذا الصدد نعلن أن أساس سياسة روسيا الاتحادية ليست سياسة التعدي على المصالح الأوكرانية، بل حفظا للأمن القومي الروسي بفعل التهديدات التي شكلتها حكومة كييف بعد تنصلها من تنفيذ العديد من الاتفاقيات ولاسيما اتفاقيات مينسك.

وتابعت: إضافة الى أن روسيا لم تشن حربا بل هي عملية خاصة تهدف الى حماية مواطنين روس، وبناء على طلب جمهوريتي دونيتسك ولوغانسك بعد اعتراف رئيس روسيا الاتحادية فلاديمير بوتين باستقلالهما.

وختمت: نؤكّد أنّ روسيا تسعى دوماً لإرساء السلام وتعزيز الأمن ومحاربة كلّ الأشكال العدائية، وأن يكون لكلّ دولة الحق في حماية أمنها القومي بما في ذلك حماية مواطنيها.

ويعقد السفير الروسي في لبنان ألكسندر روداكوف مؤتمرا صحافيا يوم غدٍ الأحد عند العاشرة صباحا في مبنى السفارة الروسية، يعرض خلاله مجريات الاحداث في جمهوريتي دونيتسك ولوغانسك ودولة اوكرانيا.

في المقابل، رحّبت العواصم الاوروبية بمضامين بيان الخارجية. وزار سفيرا فرنسا وألمانيا لدى لبنان الوزيرعبد الله بوحبيب لشكر لبنان على البيان حول الأزمة الأوكرانية- الروسية، وتمنيا استمرار لبنان على موقفه هذا، وطلبا مشاركة لبنان في تبني القرار المقدّم أمام مجلس الأمن حول الأزمة والتصويت عليه في الجمعية العامة لاحقاً. وأبلغ بوحبيب السفيرين أن «موقف لبنان ثابت ونابع من حرصه بالالتزام بمبادئ الشرعية الدولية والقانون الدولي، التي تشكل الضمانة الأساسية لحماية السلم والانتظام الدوليين وسلامة أراضي الدول الصغيرة، خصوصاً وأن لبنان عانى الأمرين من الاحتلال الإسرائيلي وانتهاكاته المستمرة حتى اليوم».

كما أبلغ الوزير السفيرين الألماني والفرنسي «امتناع لبنان عن المشاركة في تبني القرار المقدم أمام مجلس الأمن، وأنه ستتم دراسة الموقف اللبناني لناحية التصويت في حال إحالة القرار على الجمعية العامة بالتشاور مع المجموعة العربية.

وأضاف بوحبيب: أن الموقف اللبناني ليس موجهاً ضدّ روسيا الاتحادية أو أي دولة أخرى صديقة، وإنما موقف مبدئي وراسخ اتخذه وسيتخذه لبنان في كلّ أزمة مشابهة.

وأشار بو حبيب الى أنه التقى أمس الاول سفير روسيا الاتحادية لدى لبنان وأعرب له عن أسفه، وأن لبنان بصدد إصدار بيان إدانة للعملية العسكرية الروسية، وأن «هذا الموقف غير موجّه ضدّ دولته ولا نرغب أن يؤثر على العلاقة الثنائية الوطيدة».

ومن ناحية اخرى، أكدت مصادر في التيّار الوطني الحر أنّ قيادة التيار قامت بما يلزم لإبلاغ الجانب الروسي بأنّ لا علاقة له بالبيان الصادر عن وزارة الخارجيّة بشأن الحرب الروسيّة الأوكرانيّة، كما أنّ «التيّار» يلتزم سياسة النأي بالنفس التي يطبّقها مع دول الجوار كما مع الدول البعيدة.والتيار الوطني الحر يؤيّد حلّ الأزمات بطرقٍ سلميّة، آملاً أن تجد الأزمة الروسيّة الأوكرانيّة حلّاً عن طريق التفاوض.

وعلى صعيد تأثيرات الازمة الاوكرانية اقتصاديا ومعيشياً، قال وزير الاقتصاد أمين سلام في مؤتمرصحافي خصص للحديث عن اعادة بناء اهراءات مرفأ بيروت: انه بسبب عدم وجود إهراءات في لبنان لتخزين القمح نستورد القمح بحسب حاجتنا، والكميات الموجودة لدينا تكفينا لشهر واحد فقط لأنها تخزن عند المطاحن ولا يوجد مخزون احتياطي وطني اليوم من دون اهراءات، وبالتالي مشروع اعادة الاعمار من ضمن الامن الغذائي مطلب ضروري لحماية الامن الغذائي الوطني، اذا ما تطورت هذه الظروف وتوقف سوق القمح نستطيع أن نستهلك لمدة شهر وبعدها ينتهي المخزون الاحتياطي، بالتالي من المهم جدا أخذ هذا المنحى بغاية من الأهمية.

اضاف سلام: بدأت الطلب من مجلس الوزراء وتقديم مشروع مرسوم، بحيث تتعاقد المديرية العامة للحبوب والشمندر السكري مع أي جهة لشراء كميات من القمح ما يخفف الحمل عن المطاحن. ولجأنا للنص القانوني الذي يسمح لمديرية الحبوب والشمندر السكري بأن تستورد القمح من خلال رصد مبلغ مخصص للموضوع من مصرف لبنان. وتقدمنا الاسبوع الماضي بمشروع مرسوم لصالح مديرية الحبوب والشمندر السكري لاستيراد كميات من القمح تغطي لشهرين أو ثلاثة. وتكمن أهمية الموضوع بأنه اذا حصلنا على الموافقة نخفف العبء عن المطاحن ونخفف على ميزانية الدولة ثقل ارتفاع الاسعار، حيث نرى ارتفاعا في الاسعار اليوم، ويمكن أن ترتفع الاسعار بنسبة 30 الى 40 في المئة.

وقال: ما عملنا عليه منذ ثلاثة أشهر، كان التعاطي مع عدد من الدول بينها الولايات المتحدة والهند وكندا وبعض الدول الاوروبية المنتجة للقمح الطري الذي يوافق انتاجنا من الخبز. وكان التجاوب ايجابيا بمساعدتنا، واذا كان من استعداد لتلك الدول في مساعدة لبنان بتقديم هبات لنستطيع تخفيض سعر ربطة الخبز. وكانت الاجابات ايجابية من معظم تلك الدول وكيفية مساعدتنا.

لكن مسؤولاً في الوزارة قال لـ«رويترز»: أن احتياطيات لبنان من القمح تكفي لمدة شهر ونصف إلى شهرين وأن لبنان، الذي يستورد 60 بالمئة من احتياجاتها من القمح من أوكرانيا، يجري محادثات مع الهند لاستيراد المزيد.

لودريان في بيروت

من جهة ثانية، اشارت معلومات الى أنّ زيارة وزير الخارجية الفرنسي جان إيف لودريان الى بيروت قد تتمّ في ٣ و٤ آذار، في حال لم تتطور الحرب الروسية – الأوكرانية. وسيكون في عداد الوفد المرافق السفير بيار دوكان الذي سيتابع مسار المفاوضات مع صندوق النقد الدولي وخطة التعافي المالي التي وضعتها الحكومة، بالإضافة إلى موضوع الموازنة. وسيتواصل مع المعنيين بهذه الخطة، علماً أنه من ابرز المشجعين لإبرام اتفاق مع صندوق النقد من دون تباطؤ.

وزراء العدل العرب

وصل الى بيروت امس، الامين العام لجامعة الدول العربية احمد ابو الغيط يرافقه مساعده السفير حسام زكي، للمشاركة في الاحتفال بتوزيع ثلاثة جوائز دكتوراة لأفضل بحث قانوني حقوقي في العالم العربي الذي سيُقام في القصر الحكومي العاشرة صباح اليوم برعاية رئيس الحكومة وحضور عدد من وزراء العدل العرب.

وكشفت معلومات صحافية ان وزير العدل هنري الخوري سيوقع ونظيره الجزائري على هامش الاحتفال في القصر الحكومي غداً اتفاقيتين جزائيتين بين لبنان والجزائر.

واستقبل الرئيس ميشال عون امس، وفدا من مجلس الوزراء العرب ضم: رئيس الدورة 37 لمجلس وزراء العدل العرب الجزائري القاضي عبد الرشيد طبي وعددا من نظرائه. ونقل الوزير طبي «تحيات الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون والشعب الجزائري لرئيس الجمهورية وللبنان مع التمنيات بالرخاء والاستقرار، فيما شدد باقي اعضاء الوفد على «الاهمية التي يولونها للبنان والمحبة التي يحتلها والشعب اللبناني في قلوب شعوب دولهم»، وتمنوا ان «تنجلي غيمة المشاكل فوق لبنان ليعود الى حيويته وصورته المشرقة».

ورحب الرئيس عون بالوفد «في بيروت التي تفتح ابوابها للجميع، وبخاصة للاشقاء العرب»، وشدد على «رغبة لبنان الكاملة في التعاون مع الدول العربية، والتضامن في كل المواضيع التي تساعد على تطوير وتعزيز القوانين وتوحيد التشريعات في هذه الدول»، وتمنى للوفد «النجاح في مشاريعه والعمل الذي يقوم به من اجل اعلاء روحية القانون واستقلاليته، وان يساهم الوفد، من خلال امكاناته وقدراته، في التخفيف من حدة المشاكل التي قد تطرأ في بعض الاحيان بين الاشقاء العرب ومنعها من التطور الى ما لا

وكان وصل إلى مطار رفيق الحريري الدولي، امس، الأمين العام لجامعة الدول العربية احمد ابو الغيط يرافقه الامين العام المساعد للجامعة حسام زكي، للمشاركة في حفل تكريمي لمنح الجائزة العربية في مجال القانون والقضاء، خلال انعقاد مؤتمر وزراء العدل العرب في بيروت.

المحكمة الدولية واستئناف مرعي وعنيسي

في مسار آخر، حدَّدت غرفة الاستئناف في المحكمة الخاصة بلبنان يوم الخميس 10 آذار 2022 موعدًا للنطق بحكم الاستئناف في قضية المدعي العام ضد حسن مرعي وحسين عنيسي المتهمين بالمشاركة في اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري. وذلك في جلسة علنية تُعقد عند الساعة الثانية بتوقيت وسط أوروبا.

وسوف تُبث وقائع الجلسة مباشرةً على الموقع الإلكتروني للمحكمة ويمكن متابعتها باللغات العربية والإنكليزية والفرنسية. وستُعقد الجلسة على شبكة الإنترنت ولن يُمنح أي اعتماد لدخول شرفة الجمهور أو قاعة الإعلام.

وكانت غرفة الدرجة الأولى في المحكمة قد اعلنت في 18 آب من العام 2018 أن حسن حبيب مرعي، وحسين حسن عنيسي، وأسد حسن صبرا غير مذنبين فيما يخص جميع التهم المسندة إليهم. وقدَّم المدعي العام استئنافًا إلى غرفة الاستئناف طعنًا في الحكم الصادر عن غرفة الدرجة الأولى في قضية المدعي العام ضد مرعي وعنيسي.

1062879 إصابة

صحياً، اعلنت وزارة الصحة في تقريرها اليومي عن تسجيل 2727 إصابة جديدة بفايروس كورونا و14 حالة وفاة خلال الساعات الـ24 الماضية، ليرتفع العدد التراكمي إلى 1062879 إصابة مثبتة مخبرياً منذ 21 شباط 2020.

الجدير ذكره، ان رئيس مطار بيروت فادي الحسن أبلغ شركات الطيران بالتوقف عند اجراء فحوصات PCR بدءاً من أوّل آذار المقبل.

*******************************************  

الديار 

ميقاتي نجح في احتواء ملف الكهرباء المتفجّر.. و«معمل سلعاتا» بقيَ نقطة خلاف

 عون لن يقدّم أوراقا مجانية لبري دون مقابل… ومخاوف من تطيير الحكومة – نور نعمة

نجحت جهود رئيس الحكومة نجيب ميقاتي في احتواء ملف الكهرباء «المتفجر» وذلك من خلال اتصالاته الموسعة التي اجراها امس الاول مع كل من رئيسي الجمهورية ميشال عون ومجلس النواب نبيه بري ومع حزب الله والتيار الوطني الحر.

ووفق مصادر وزارية في 8 آذار لـ «الديار» ان هذه الاتصالات نجحت في تمرير خطة الكهرباء امس في جلسة الحكومة والتي انعقدت في بعبدا، ولكن «الافخاخ» لا تزال امامها. وتكشف ان تشكيل الهيئة الناظمة لا يزال محل شكوك وكيفية تشكيلها وعدم تكبيلها في طريقة اتخاذها القرارات المناسبة.

أما رفع التعرفة والذي كان يعارضه «الثنائي الشيعي» فبات مرهوناً بزيادة التغذية اولاً، وهو ما راعاه بيان الحكومة امس. وبمعنى اخر، اتفق مجلس الوزراء على عدم زيادة فواتير الكهرباء قبل زيادة ساعات الكهرباء لتصل الى 10 ساعات.

لكن الخلاف الاساسي والمرتبط بتمسك وزير الطاقة ببعض بنود خطته عبر تشغيل معملي الزهراني وديرعمار بواسطة 3 مصادر الغاز والديزل والفيول الثقيل، ولكن المعملين لا يكفيان لسد حاجة لبنان من الكهرباء 2800 ميغاواط ولا بد من اقامة معمل سلعاتا، وهذا ما كان موضع رفض من الرئيس ميقاتي ومعظم الوزراء نظراً لكلفته العالية من استملاكات وإنشاءات وسواها وعدم جدواه الاقتصادية، فقد بات «محلولاً» مع موافقة جميع المعترضين على بناء المعامل ومعمل سلعاتا ضمناً باستثناء استمرار رفض وزراء حركة امل.

وهنا تشير المصادر الى ان موقف «امل» مبدئي ومرتبط بالموقف السابق من المعامل، وخصوصاً سلعاتا.

أما عن موقف وزارة الخارجية اللبنانية التي دانت الغزو الروسي لاوكرانيا وما اثاره من امتعاض لدى الثنائي الشيعي الذي اعتبر ان موقف وزير الخارجية اللبناني لا يتلاقى مع توجه لبنان الرسمي الذي يشدد على موقف الحياد من الازمات التي تحصل في العالم ومتسائلا: لماذا أهمل مبدأ النأي بالنفس في ازمة أوكرانيا في حين يتشدد المسؤولون بعدم ابداء أي رأي تجاه ازمة اليمن وسوريا وغيرها من الازمات؟

في غضون ذلك، يستمر الخلاف السياسي في الكواليس بين الرئاسة الاولى والرئاسة الثانية والذي ظهر في استمرار الشغور في منصب نائب رئيس امن الدولة حتى الان والذي يكون عادة من الطائفة الشيعية. وفي هذا السياق، كشفت اوساط وزارية للديار ان رئيس الجمهورية العماد ميشال عون لا يقدم أوراقا مجانية لأي طرف، وبخاصة اذا كان هذا الامر لبري حيث يريد شيئا في المقابل. واضافت ان هناك سببا اخر وراء رفض عون لهذا التعيين، وهو ان انه لا يريد أن يأخذ نائب رئيس أمن الدولة من صلاحيات رئيس امن الدولة الذي هو على صلة مع فريق العهد. ذلك ان الرئيس عون يعتبر ان جهاز أمن الدولة جزء لا يتجزأ من تركيبة العهد.

انزعاج الثنائي الشيعي

وفي سياق متصل، قالت اوساط سياسية مطلعة للديار ان موقف الثنائي الشيعي المنتقد لرئيس الجمهورية العماد ميشال عون اتى بعد ان لمس ان هناك «قطبة مخفية» بعد «التمرير» او «pass» الذي اعطاه الرئيس عون لواشنطن في المفاوضات التي تجري حول الترسيم البحري لحصة لبنان من النفط والغاز عبر اعتماد الخط 23 بدلا من 29 الى جانب موقف الخارجية اللبنانية التي نددت بالغزو الروسي لاوكرانيا والذي يتلاقى مع الموقف الاميركي. ويتزامن ذلك مع كلام حول مقايضات تتعلق بالنائب جبران باسيل ورفع العقوبات عنه مقابل ترسيم الحدود والعلاقات الاميركية مع العهد التي فتحت من هذا الباب، تحديدا أي من باب المفاوضات لترسيم الحدود البحرية. وهنا، رأت هذه الاوساط ان الرئيس عون يسعى لاستكمال هذه المسألة بكل المواقف الاخرى إذ إنه لا يريد ان يصدر اي موقف او رأي معارض لواشنطن انطلاقا من ان العهد يرى مصلحة في التقارب من الولايات المتحدة سواء برفع العقوبات التي فرضت على باسيل في زمن الرئيس الاميركي السابق دونالد. وتابعت الاوساط السياسية المطلعة ان الثنائي الشيعي رأى ان الرئيس ميشال عون ذهب في هذا الاتجاه لانه يسعى لان يشبك مع واشنطن لاعتبارات ذاتية مرتبطة بوضعيته المأزومة سابقا معها.

مصادر مقربة من قصر بعبدا: الرئيس عون لن يوافق على اي ملف يتعارض مع مصلحة لبنان

من جهتها، أكدت مصادر مقربة من قصر بعبدا ان جلسة مجلس الوزراء التي انعقدت أمس رسمت بوضوح خطة الكهرباء وحددت ان لا زيادة على تعرفة الكهرباء ما دام الانتاج الكهربائي لم يرتفع ايضا ليصل الى 10 ساعات. وأشارت الى ان خطة وزير الطاقة كانت تتضمن هذه النقاط وعلى هذا الاساس تم اقرارها مبدئيا الى ان يصل الغاز المصري.

وحول الشغور المستمر في منصب نائب رئيس أمن الدولة، أوضحت هذه المصادر أن هذا الموضوع لم يطرح في جلسة أمس، مشيرة الى ان الرئيس ميشال عون كان قد قال سابقا في جلسة لمجلس الوزراء بأن يتم تقديم اسم المرشح لتولي هذا المنصب ليعين تلقائيا، ولكن منذ الجلسة الاخيرة حتى جلسة امس لم يطرح هذا الموضوع مجددا، فلماذا البعض يريد تحميل رئيس الجمهورية مسؤولية هذا الشغور؟

على صعيد اخر، وحول ترسيم الحدود البحرية، قالت المصادر المقربة من قصر بعبدا انه عند بدء المفاوضات مع العدو الاسرائيلي، قدم الاخير خريطة تعتمد خط رقم 1 ومن ثم خط هوف، الا ان الوفد اللبناني اعلن اعتراضه على هذه الخطوط علما انه قدم خرائط تنطلق من خط 29 على انه خط توافقي وليس خطا نهائيا للترسيم. وتابعت ان المفاوضات عندئذ تعثرت وجمدت لثلاثة أشهر، ولكن خلال هذه المرحلة حصل تطوران في هذا السياق. التطور الاول كان اعلان العدو الاسرائيلي ان هناك شركة ستباشر التنقيب في حقل قريش في حين ان التطور الثاني هو طرح لبنان تلزيم التنقيب عن حقل اربعة وتسعة ليوسع الوفد اللبناني طرحه بالتنقيب في الدورة الثانية من المفاوضات عن بقية الحقول في الجنوب، علما ان الاشكالية تكمن هنا حيث ان العدو الاسرائيلي يعتبر ان له جزءا من هذه الحقول.

وعلى هذا الاساس، اضافت المصادر ان لبنان ارسل الى الامم المتحدة اعتراضا على التصريح الاسرائيلي بالبدء بالتنقيب في حقل قريش بما انها منطقة متنازع عليها. ثم أتى الوسيط الاميركي عاموس هوكشتاين الى لبنان ليقول ان احدا لن يتمكن من الاستفادة من الثروة النفطية، فضلا عن ان الشركات لن تقبل التنقيب بسبب النزاع الحاصل، وعليه قدم هوكشتاين اقتراحا تضمن اسقاط المطلب الاسرائيلي الذي تضمن خط رقم 1 وخط هوف طارحا الخط 23 لانه الخط الذي يفصل بين بلدنا وبين فلسطين المحتلة والذي اعتمده لبنان وارسل هذه الخريطة الى الامم المتحدة منذ عام 2011. واستطردت المصادر المقربة من قصر بعبدا بالقول ان خط 23 يشمل حقل قانا وهناك دراسات ترجح وجود كمية كبيرة من الغاز انما في الوقت ذاته لا يمكن ان نتشارك حقل قانا مع اسرائيل لان ربعه في المياه المحتلة. وهنا، عرض الوسيط الاميركي هوكشتاين أن ياخذ لبنان حقل قانا كاملا بينما يتنازل العدو الاسرائيلي عن الجزء من هذا الحقل. انطلاقا من ذلك، طالب الرئيس عون هوكشتاين الاتيان بطرح شرعي وخطي مع كل الضوابط القانونية ليبدي رأيه تزامنا مع عرض هوكشتاين هذا الطرح على الجانب الاسرائيلي لمعرفة ما اذا كان سيوافق ام سيعترض.

وشددت المصادر المقربة من قصر بعبدا على ان الرئيس ميشال عون سيدرس الطرح الخطي اذا أتى به الوسيط الاميركي ويعلن موقفه وفقا لما تقتضيه مصلحة لبنان. اما عن كلام مساعد وزير الخارجية الاميركي السابق دافيد شينكر الذي قال ان العهد سعى لمقايضة حول ترسيم الحدود البحرية مقابل رفع العقوبات عن النائب جبران باسيل، فقد رأت المصادر المقربة من قصر بعبدا ان شنكر ليس لديه اي صفة رسمية الان وهو لا يعبر عن رأي الادارة الاميركية وبالتالي كلامه لا معنى له.

الميغاسنتر ومخاوف تطيير الحكومة

في المقابل ومع اصرار رئيس الجمهورية ميشال عون والنائب جبران باسيل على انشاء «الميغاسنتر»، كشرط لاجراء الانتخابات النيابية المقبلة، بالتزامن مع المطالبة بتعديل قانون الانتخابات بخصوص حصر تصويت المغتربين بالنواب الستة وليس لـ 128 نائبا، كما هو في القانون الحالي، رأت مصادر وزارية ان هذا التوجه معناه عرقلة واضحة لاجراء الانتخابات، بالرغم من كل الادعاءات بالحرص على اجرائها ظاهريا، امام الرأي العام والخارج.

التقدمي الاشتراكي: نتعرض للضغط في المناطق التي للصوت الشيعي تأثير فيها

في المبدأ، قال مفوض الاعلام في الحزب التقدمي الاشتركي صالح حديفة «نحن مع تطبيق القانون للهيئة الناظمة لقطاع الكهرباء وايضا لوقف الهدر وانشاء معامل جديدة للكهرباء وفقا للمعايير التي وضعها البنك الدولي. واضاف ان هناك اسئلة تطرح نفسها : لماذا كل هذا التأخير المستمر في الفيول العراقي؟ وأين اصبح اليوم؟ لماذا ايضا التأخير في استجرار الطاقة من الاردن والغاز من مصر حتى اللحظة؟ وهنا رأى حديفة ان لا مبرر كاف ولا جواب شاف لهذه الاسئلة التي يطرحها المواطن يوميا.

وفي نطاق الانتخابات النيابية، اشار مفوض الاعلام في الحزب التقدمي الاشتراكي الى ان بعض القوى تريد الغاء الدور الرئيسي لرئيس الحزب النائب وليد جنبلاط وقد لمسنا ذلك أولا من خلال تصريحات الاعلاميين الذين ينتمون الى خط الممانعة حيث يعتمدون بشكل متواصل كلاما مفاده ان جنبلاط سيتراجع وسيخسر نصف كتلته.

وتابع بالقول ان هناك ملامح الغاء لتضحيات المختارة ومحاولة للضغط على جنبلاط في الشوف وراشيا وحاصبيا وبيروت وبعبدا حيث للصوت الشيعي تاثير في مسار الاقتراع في الانتخابات النيابية.

ولكن في الوقت ذاته، شدد مفوض الاعلام صالح حديفة على ان الحزب التقدمي الاشتراكي اتخذ قرار المواجهة السلمية من خلال خطابنا وبرنامجنا الانتخابي والسياسي المبني على تاريخ طويل من النضال والتجربة، فضلا عن اننا سنقدم للناس رؤيتنا ليتخذوا قرارهم في التصويت واستنهاض الامة لمواجهة منطق الاستقواء الذي نتعرض له.

القوات اللبنانية: ليرفع باسيل يده عن وزارة الطاقة وعندئذ ستأتي الكهرباء

بدورها، اكدت مصادر القوات اللبنانية للديار انه ما دامت وزارة الطاقة تحت سيطرة رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل ومن ينوب عنه من مستشارين لا حل لازمة الكهرباء في لبنان. اما الحل لهذا الملف فيبدأ عندما يرفع هذا الفريق يده عن الكهرباء، مشيرة الى انها ليست صدفة ان يكون ملف الكهرباء معطلا منذ 11 سنة الى اليوم ولن نرى النور اي الكهرباء على اللبنانين، فضلا عن ان العتمة ستبقى مصير هذا الشعب ما دام من يترأس وزارة الطاقة تابعا لكتلة لبنان القوي. وتزامن ذلك بعد اقرار مبدئي لخطة الكهرباء بعد انعقاد مجلس الوزراء في قصر بعبدا.

وعن تجميد قانون استقلالية القضاء، رأت المصادر القواتية ان هذا القانون ايضا لم يتم تعليقه صدفة بدليل ان الرئيس ميشال عون وضع التشكيلات القضائية في «الجارور» كما ذهب عون باتجاه ابطال قانون آلية التعيينات الذي أقره مجلس النواب لانه يسعى ان تبقى التوظيفات في الدولة بيده واليوم لا يريد قانون استقلالية القضاء الذي يضع حدا لتدخل العهد من خلال بعض القضاة على غرار ما يحصل مع القاضية غادة عون. واضافت مصادر القوات اللبنانية ان رئيس الجمهورية يريد ان يبقي مسألة تعيين القضاة بيده بينما يجب ان يكون قانون استقلالية القضاء في عهدة مجلس القضاء الاعلى، وبات واضحا ان الرئيس عون لا يريد لهذا القانون ان يبصر النور من اجل الاستمرار في التدخل بالقضاء.

على صعيد الانتخابات النيابية، اشارت المصادر القواتية الى ان المفاوضات جدية حول التحالف بين القوات وحزب التقدمي الاشتراكي ونجتمع لهدفين. الهدف الاول هو وطني من اجل الوصول الى الدولة وتطبيق الدستور والالتزام بالقانون وباتفاق الطائف. والهدف الثاني يتعلق بخصوصية الجبل والمصالحة وبالتالي هناك تلاق موضوعي بين الطرفين لمصلحة الجسم السيادي اللبناني.

التيار الوطني الحر يستمهل قراره النهائي لحسم اسماء مرشحيه

الى ذلك، لا تزال المشاورات مستمرة بين حزب الله وقوى 8 آذار، ولكن من دون حسم اي من الاسماء او اللوائح فيما يستمهل «التيار الوطني الحر» القرار النهائي في معظم الدوائر لحسم اسماء مرشحيه وانتهاء الاستفتاء العام لقاعدته ومؤيديه خلال اسبوع من الآن.

أبعاد حملة العهد على حاكم مصرف لبنان

الى ذلك، أكدت مصادر سياسية ان العهد يريد عنوانا ليخوض حملته الانتخابية، ويرى ان العنوان الوحيد الذي يعطيه بعض الشعبية في ظل الانهيار المالي ووضع البلد الذي وصل اليه في عهد الرئيس عون هو ان يشن حملة على حاكم مصرف لبنان لناحية انه يستطيع ان ينسي الناس الوضع المأزوم الذي يعيشون فيه ويبرئ نفسه في حين يلقي المسؤولية على سلامة ليقول للشعب اللبناني ان العهد «لا دور له في الانهيار وافلاس الدولة وايضا ان الازمة المالية سببها حاكم مصرف لبنان وليس العهد، ولذلك يسعى لاقالته من منصبه.» وتوازيا مع ذلك، يظهر للناس من جديد انه عهد قوي قادر على «قبع» رياض سلامة من مركزه كما انه يعين حاكما للمصرف المركزي تابعا للعهد في وقت دقيق تشهد مفاوضات مع صندوق النقد الدولي بما ان الرئيس عون يخرج قريبا من قصر بعبدا، وبالتالي يسعى العهد لان يضمن في السنوات الست المقبلة تأثيره في القرار المالي من خلال هذا الحاكم المنتمي الى التيار الوطني الحر.

واضافت المصادر السياسية ان التحريض والتعبئة اللذين يقوم بهما العهد ضد حاكم مصرف لبنان واللواء عماد عثمان عبر استدعائهما للمثول امام القضاء هما «بروفا» لكيفية تأجيل الانتخابات النيابية. والحال ان هذه الاوساط ترى ان هناك محاولة من العهد لتسخين المناخ السياسي في البلاد، وقد اسفرت هذه المحاولة عن اصطفاف سني الى جانب اللواء عثمان واعتبار استدعائه خطا احمر لا يمكن القبول به، وأيضا شهدت البلاد اصطفافا بين الرئيس نبيه بري والرئيس نجيب ميقاتي حول استدعاء سلامة، وبخاصة انه لا يوجد فريق سياسي حتى اللحظة يريد اعطاء العهد بديلا عن سلامة.

*******************************************

الشرق 

قتال عنيف في كييف… ومجلس الأمن يفشل في إدانة الغزو 

في اليوم الثاني للغزو الروسي لاوكرانيا تشتد قبضة الخناق على العاصمة الأوكرانية وتضيق مع تقدم القوات الروسية من ٤ محاور اليها  ووسط ورود أنباء عن دوي انفجارات وإطلاق نار في أحياء متاخمة للمدينة وقد افاد عمدة العاصمة ان مجموعات مندسة تابعة لروسيا تحركت في هذه الاحياء لارباك الجيش الاوكراني وتحديدا  في حي أبولون في كييف .

و اتهمت وزارة  الدفاع الروسية اوكرانيا بنشر راجمات صواريخ «غراد»  على ساحة شيفتشينكو وسط كييف لاستهداف منطقة مطار غوستوميل الاستراتيجي قرب العاصمة، الذي سيطرت عليه القوات الروسية .

وفي وقت سابق أعلن الرئيس الأوكراني فلاديمير زيلينسكي إن «قوات روسية تسللت إلى كييف» بعد يوم على بدء العملية العسكرية التي شنها الجيش الروسي في أوكرانيا بهدف إزالة التهديدات الصادرة من الأراضي الأوكرانية لأمن روسيا.

وكانت  وزارة الدفاع الروسية اعلنت أن قواتها سيطرت على  مدينة مليتوبول ونفذت  عملية إنزال جوي ناجحة في منطقة مطار غوستوميل في ضواحي العاصمة الأوكرانية كييف وسيطرت على هذا المطار.

وقالت الدفاع الروسية في بيان لها إن أكثر من 200 مروحية روسية شاركت في العملية التي أدى إلى نجاحها إسكات كافة الدفاعات الجوية في منطقة الإنزال، والعزل الكامل لمنطقة القتال من الجو، إضافة إلى إجراء حرب إلكترونية بشكل فعال.

وذكر البيان أنه خلال عملية الاستيلاء على المطار قتل أكثر من 200 عنصر من القوميين المتطرفين في صفوف الوحدات الخاصة الأوكرانية، دون أن تتكبد القوات الروسي أي خسائر.

ومطار غوستوميل هو جزء من مجمع «أنتونوف» للطيران، والذي طور واختبر هنا كلا من طائرة النقل العسكرية الثقيلة من طراز «آن-124 روسلان» وطائرة «آن -225 مريا»، ما يشير إلى أن مدرج مطار هذا المصنع قادر على استقبال طائرات من أي نوع.

وأكدت الدفاع الروسية أن قواتها لا تستهدف مدن أوكرانيا لا بالمدفعية أو بالصواريخ ولا من الجو، منوهة بأنه يتم فقط تعطيل البنية التحتية العسكرية ومنشآت الدفاع الجوي والطيران والمطارات العسكرية في أوكرانيا بواسطة الأسلحة عالية الدقة للقوات المسلحة الروسية.

وأعلنت وزارة الدفاع الروسية أن قواتها دمرت 211 منشأة عسكرية و6 طائرات ومروحية واحدة و5 مسيرات في أوكرانيا «كما تمت خلال العملية العسكرية الجارية مصادرة عدد كبير من الأسلحة التي سلمتها الدول الغربية إلى أوكرانيا خلال الأشهر القليلة الماضية.. ومن بين الأسلحة أنظمة صواريخ جافلين الأمريكية المضادة للدبابات وأنظمة NLAW البريطانية».

وفي المقابل قال الجيش الاوكراني ان قواته تواجه وبقوة محاولات التقدم باتجاه كييف مشيرا الى تدمير عشرات الدبابات الروسية واسر العديد من الجنود الروس.

مشروع قرار للكونغرس يدعو لاستبعاد روسيا من عضويته

مجلس الأمن يفشل في إدانة الغزو الروسي لأوكرانيا

صوّت مجلس الأمن الدولي امس  على مشروع قرار قدمته الولايات المتحدة وألبانيا يدين غزو روسيا لأوكرانيا ويطالبها بسحب قواتها من هذا البلد، وهو نص فشل بسبب حق النقض الذي تمتلكه موسكو في المجلس بصفتها عضوا دائما فيه، بحسب ديبلوماسيين.

وهذا النص الذي صيغ بلهجة حادة، موضوع تحت الفصل السابع من ميثاق الأمم المتحدة الذي يتيح استخدام القوة لتطبيقه.

وبعد الرفض الذي واجه النص في مجلس الأمن، يُتوقّع التصويت على نص مشابه في الجمعية العامة للأمم المتحدة التي تُعتبر قراراتها غير ملزمة وحيث لا يمتلك الأعضاء البالغ عددهم 193 الحق في الڤيتو، وفقا لديبلوماسيين.

وينص مشروع القرار الذي قُدّم إلى مجلس الأمن على أن المجلس «يدين بأشد العبارات العدوان الروسي على أوكرانيا»، مشيرا إلى أنها تنتهك الفقرة 4 من المادة 2 من ميثاق الأمم المتحدة. وتنص هذه الفقرة على أنه «يجب على جميع الأعضاء الامتناع في علاقاتهم الدولية عن استخدام التهديد أو القوة ضد السلامة الإقليمية أو الاستقلال السياسي لأي دولة».

ويطالب النص روسيا بـ»التوقف فورا عن استخدام القوة ضد أوكرانيا» والامتناع «عن أي تهديد جديد أو استخدام غير قانوني للقوة ضد أي دولة عضو في الأمم المتحدة». كما سيجبر موسكو، في حال تبنيه، على «سحب قواتها العسكرية في شكل فوري وكامل وغير مشروط من أراضي أوكرانيا».

كذلك، سيجدد مجلس الأمن، وفقا لمشروع القرار، «تمسكه بسيادة أوكرانيا واستقلالها ووحدتها وسلامة أراضيها داخل حدودها المعترف بها دوليا».

وفي موازاة ذلك، كشف موقع «أكسيوس» عن مشروع قرار للكونغرس الأميركي يدعو إلى استبعاد روسيا من عضوية مجلس الأمن الدولي على خلفية عمليتها العسكرية في أوكرانيا.

وذكر الموقع أن مشروع القرار الذي يتم تداوله بين أعضاء مجلس النواب من كلا الحزبين، ليس لديه أي فرصة تقريبا لتطبيقه.

وقال موقع «أكسيوس» إن النائبة كلوديا تيني (الحزب جمهوري) وهي عضوة في لجنة الشؤون الخارجية بمجلس النواب تشرف على مشروع القرار بالتنسيق مع عضو ديموقراطي في مجلس النواب.

ويدعو القرار الأمم المتحدة إلى «اتخاذ إجراءات إجرائية فورية» لتعديل المادة 23 من ميثاقها لاستبعاد روسيا من العضوية الدائمة في مجلس الأمن.

ويناقش القرار العملية العسكرية الروسية ضد أوكرانيا ودعم الجمهوريات المنشقة، مشيرا إلى أنهما يشكلان «تهديدا مباشرا للسلم والأمن الدوليين».

«قمة الأطلسي»: هدف روسيا  إزالة حكومة أوكرانيا

وسوف نبدأ تقديم الدعم العسكري

أشار الأمين العام لحلف «​الناتو​« ينس ستولنتبرغ، إلى أن «​روسيا​ دمرت السلام في أوروبا والشعب الأوكراني يدافع عن حريته أمام الاجتياح غير المبرر»، لافتاً إلى أن «​بيلاروسيا​ سهلت على روسيا تنفيذ عدوانها».

وأوضح في تصريح له، أن «علينا أن نكون على أهبة الاستعداد لعمل المزيد في مواجهة روسيا»، مؤكداً «أننا سننشر وحدات من قوات الرد السريع التابعة للحلف برًا وبحرًا وجوًا للاستجابة لأي طوارئ».

ولفت ستولنتبرغ، إلى أن «قواتنا تشمل 100 طائرة مقاتلة و120 سفينة بينها مجموعات قتالية وحاملات طائرات»، معتبراً أن «ردنا الجماعي على روسيا يجب أن يكون مزيدُا من الدعم لدول مثل جورجيا ومولدوفا والبوسنة».

وأكد أن «عدوان روسيا على ​أوكرانيا​ لن يؤدي إلى احترامها دوليًا ولن يضمن مستقبلاً أفضل لمواطنيها»، مشيراً إلى أن «روسيا تقوم بغزو شامل لأوكرانيا باستخدام كل القدرات العسكرية وهي تتحرك صوب ​كييڤ​«.

ورأى ستولنتبرغ، أن «هدف روسيا هو إزالة الحكومة المنتخبة في أوكرانيا ونحن نراقب الوضع عن كثب»، معلناً أن «أعضاء الحلف أكدوا استمرار الدعم العسكري والمالي والإنساني لأوكرانيا».

وشدد على «أننا نرى واقعا تتحدى فيه روسيا الأمن الجماعي الأوروبي وسنحملها مع بيلاروسيا نتائج أفعالهما»، كاشفاً «أننا سوف نبدأ بتقديم الدعم العسكري ولكن الوضع على الأرض ما زال متغيرًا ومن الصعوبة توقع ما سيحدث».

وأبلغ رئيس الوزراء البريطاني ​بوريس جونسون​ حلفاءه في ​حلف شمال الاطلسي​، أنه يعتزم فرض عقوبات «وشيكة» على الرئيس الروسي ​فلاديمير بوتين​ ووزير خارجيته ​سيرغي لافروف​ بعد غزو ​اوكرانيا​، وفق ما اعلنت رئاسة الوزراء.

تظاهرات تأييدا لأوكرانيا

خرج آلاف المحتجين في عدة مدن حول العالم، دعما لأوكرانيا عقب العملية العسكرية التي بدأتها روسيا هناك، وشهدت عدة عواصم ومدن أوروبية خروج المحتجين حاملين علم أوكرانيا، ولافتات تندد بالرئيس الروسي فلاديمير بوتين.

أخبار مرتبطة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى