أبرزرأي

اسم الرئيس لن يفرض من الخارج.. فماذا عن التحرك القطري؟

لينا الحصري زيلع

خاص_ رأي سياسي
 
بين مبادرة رئيس مجلس النواب نبيه بري ووصول الموفد الفرنسي جان ايف لو دريان تتوالى المواقف حول دعوة الرئيس بري للحوار، في وقت تطلق المواقف التصعيدية الرافضة للمبادرة، في مقابل أصوات مؤيدة له، ولكن الأكيد ان الأيام المقبلة ستشهد مزيدا من الاشتباك السياسي بين الافرقاء اللبنانية، لا سيما ان البعض نعى نتائج زيارة الموفد الفرنسي حتى قبل الإعلان النهائي عن موعد الزيارة.
في هذا الوقت، تتحدث المعلومات عن زيارة سيقوم بها وفدا قطريا الى بيروت خلال هذا الشهر، للدفع باتجاه ايجاد مخارج للازمات الراهنة المتعددة وعلى رأسها ازمة الشغور، مصادر سياسية مواكبة لتحرك دولة قطر اكدت “لرأي سياسي” ان التحرك القطري باتجاه لبنان يتم أولا بالتنسيق مع القيادة السعودية، خصوصا بعد تقدم العلاقات بين الأخيرة والجمهورية الإسلامية الإيرانية التي تجلت من خلال زيارة الوزير امير عبد اللهيان المملكة ومن ثم الى بيروت، لا سيما انها أتت بعد إتمام صفقة المعتقلين الاميركيين مع ايران والتي عقدت بالدوحة، وادت الى الافراج عن الأموال الإيرانية في الخارج لا سيما في كوريا الجنوبية”. وأشارت المصادر الى انه ليس هناك من مبادرة قطرية بمعنى المبادرة باتجاه لبنان، ولكنها القيادة القطرية تحاول المساعدة قدر المستطاع ، من اجل تسهيل التفاهمات بين المجموعة الخماسية المعنية بالملف اللبناني وبين الأطراف الداخلية، ولكن الأكيد انه لم يعد هناك تعويلا على إمكانية ان يكون هناك وصاية دولية على لبنان،  وان يتم اتخاذ القرارات عن اللبنانيين حسب ما تقول المصادر، التي تؤكد ان الظروف السياسية والدولية باتت اليوم تختلف عن الظروف التي استدعت عقد مؤتمر الدوحة في العام 2008، والذي جاء بناءً على اجماع من كافة القوى السياسية الداخلية، كما انه وحسب المصادر من غير الضروري تحقيق مثيل عن هذا المؤتمر، لان طبيعة الاهتمام بلبنان أصبحت مختلفة عن المرحلة الماضية،  ولكن هذا لا يعني ان دولة قطر لن تبذل جهدا واهتماما،  كالذي بذلته عندما استضافت الأطراف اللبنانية على أراضيها.
وإذ اعتبرت المصادر ان ما يمر به البلد حاليا لا يشبه ما مرّ به منذ الاستقلال، واكدت بانه لم يعد هناك إمكانية لاعتبار ان اي اتفاق خارجي يمكن ان ينعكس على تفاهم كلي داخلي،  لا سيما  في ظل افاق التعامل مع التحولات الدولية. 
المصادر اكدت ان لا موعد  محدد حتى الساعة لزيارة الوفد القطري ولا معلومات مؤكدة عن مستواه او طبيعته، معتبرة ان توجه نواب الطائفة السنية بالنسبة لانتخاب رئيس، سيكون في اطار التوافق والتفاهم بين القوى السياسية، أيا يكن الاسم ، واعطت امثلة كاسم قائد الجيش العماد جوزاف عون، او النائب نعمة افرام او الوزير السابق زياد بارود او غيرها من الأسماء.
واعتبرت المصادر ان معظم الأسماء المرشحة حتى الان متعادلة بنسب الفوز او الخسارة بالوصول الى قصر بعبدا، ولكن الأكيد حسب المصادر ان مسألة فرض مرشح من الخارج انتهت وباتت جميع الدول المعنية بالملف اللبناني تدرك هذا الواقع، والدليل على ذلك تجربة المملكة العربية السعودية مع “القوات اللبنانية” التي شددت على موقفها الرافض بالسير برئيس تيار “المردة” سليمان فرنجية،  عندما وجدت هناك ليونة من قبل المملكة بإمكانية القبول به،  رغم العلاقة  المميزة التي تجمع القوات معها، معتبرة ان الظروف أصبحت استثنائية والمعطى الداخلي هو الأساس.
وحول ما اذا كانت دولة قطر مستمرة بدعم قائد الجيش، اكدت المصادر ان قطر هي مع أي اسم لديه مواصفات مقبولة، ويحصل على توافق داخلي فهي على استعداد تام لدعمه  ايا يكن.
واعتبرت المصادر انه من هنا حتى نهاية تشرين الأول المقبل، اذا لم يتم التوافق على اسم رئيس للجمهورية قد نذهب الى نقاش لعقد مؤتمر تأسيسي ليكون هو المدخل لانتخاب رئيس.
اما بالنسبة الى دخول “قطر للطاقة” ضمن “الكونسورتيوم”، اكدت المصادر الى انه يأتي  ضمن اطار دعم ومساعدة لبنان، خصوصا ان الأرباح التي تحققها الشركة في حقولها لا تقارن بما يمكن ان يتم تحقيقه في لبنان ، خصوصا انها من  اكبر شركات الغاز المسال العالمية، كما ان لدى قطر مشروعا ليصبح لديها 130 مليون طن من الغاز المسال،  إضافة الى  السيولة وملاءة المالية التي تمتلكها، واستعدادها للاستثمار في مواضيع الطاقة ككل في لبنان، وهذا الامر يؤكد على وجوب تلقف الفرصة والاستفادة منها.

أخبار مرتبطة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى