شؤون دولية

استمرار الغارات التركية على شمال شرقي سوريا و”قسد” ترد بالقصف.

على مدى الـ48 ساعة الماضية لم تهدأ المسيرات التركية في قصف منشآت ومواقع حيوية في مناطق شمال شرقي سوريا، وعلى رغم الهدوء الحذر في ساعات صباح أمس الجمعة التي خيمت على معظم هذه المناطق، فإن الغارات التركية عادت واستهدفت منشآت حيوية جديدة في المنطقة.

وشهدت الغارات التركية اشتداداً في ساعات المساء، إذ استهدفت مناطق مختلفة ابتداءً من تل رفعت غرباً وصولاً حتى ديريك (المالكية) في أقصى شمال شرقي سوريا. ودمرت الطائرات مستشفى متخصصاً بفيروس كورونا، وعادت المسيرات التركية لاستهداف محطة كهربائية في مدينة القامشلي، إضافة إلى مواقع نفطية وحيوية أخرى في المنطقة، وبذلك تجاوز عدد المراكز والمنشآت المستهدفة خلال الهجوم التركي 70 موقعاً حتى ليل الجمعة.

وأعلنت وزارة الدفاع التركية في وقت متأخر من مساء الجمعة أن الضربات الجوية في شمال سوريا دمرت 15 هدفاً منها مخابئ ومستودعات.

وتابعت الوزارة في بيان أن “الأهداف التي تم تدميرها شملت قاعدة لمتشددين وملاجئ ومستودعات يعتقد أن المسلحين كانوا فيها”. ولم تذكر المناطق التي استهدفتها الضربات الجوية.

لكن وسائل إعلام محلية تحدثت عن استهداف عدد من المواقع المذكورة في البيان التركي، من بينها محطة للمياه قرب ديريك وصوامع القمح قرب عامودا بريف الحسكة الشمالي، كما استخدمت القوات التركية إلى جانب الطائرات الحربية والمسيرة قذائف مدفعية خصوصاً بريفي زركان وتل تمر القريبين من الحسكة وكذلك عين عيسى والطريق الدولي M4 بريف الرقة الشمالي.

انقطاع المياه والكهرباء

تسبب تدمير عدد من محطات توليد وتحويل الكهرباء في انقطاع التيار عن معظم مدن وبلدات ريف الحسكة الشمالي منذ الخميس الماضي. كما أدى استهداف محطة عامودا للكهرباء من قبل الطائرات التركية إلى منع وصول التيار إلى بلدة الدرباسية. تلك المحطة بدورها توصل الكهرباء إلى محطة علوك التي تقع في ريف راس العين الواقعة تحت سيطرة الفصائل الموالية لتركيا. وتغذي علوك ما يقارب من مليون شخص بمياه الشرب في مدينة الحسكة وريفها، بما في ذلك مخيم الهول الذي يستضيف عائلات عناصر تنظيم “داعش”.

كما أدى انقطاع الكهرباء عن مدينة القامشلي التي تأوي نحو نصف مليون شخص إلى توقف محطات وآبار المياه عن المدينة، الأمر الذي دفع بعدد من العائلات إلى تعبئة المياه من صهاريج خاصة.

وقال مسؤول في هيئة الطاقة بالإدارة الذاتية إن جزءاً من مدينة الحسكة وريفها ومدن القامشلي وديريك والدرباسية وعامودا وتربة سبي وجل آغا قد انقطعت عنها الكهرباء، خصوصاً بعد قصف تركيا محطة السويدة بريف ديريك الجمعة، وأن السكان يعتمدون على مولدات خاصة لتوفير الكهرباء.

رد “قسد”

وأصدر المركز الإعلامي لقوات سوريا الديمقراطية بياناً أمس الجمعة ذكر فيه أن “قسد” نفذت مساء الخميس عمليتين عسكريتين ضد قواعد تركية في إطار ردها على هجمات أنقرة ضد مناطق شمال وشرق سوريا، واستهدفتا قاعدتي (باب الفرج) و(عبد الحي) الموجودتين في مناطق شمال تل تمر، وأسفرتا عن مقتل خمسة جنود أتراك وإصابة العشرات منهم.

وعادت “قسد” لتذكر في وقت متأخر من ليل الجمعة أنها نفذت “عمليات نوعية عدة” استهدفت قواعد عسكرية في شمال وغرب بلدة عين عيسى بريف الرقة الشمالي وجنوب سريه كانيه، مشددة على مقتل وإصابة عديد من الجنود الأتراك، وأنها ستنشر تفاصيل هذه العمليات في وقت لاحق.

قلق دولي

وعلى رغم حجم الدمار الذي لحق البنية التحتية فإن المواقف الدولية قليلة تجاه ما يجري في مناطق شمال شرقي سوريا، في حين أعرب مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية التابع للأمم المتحدة عن قلقه من تجدد ما وصفه بموجة الأعمال العدائية، مشيراً إلى أن تلك الأعمال ألحقت أضراراً جسيمة بالبنية التحتية المدنية الحيوية في حلب وإدلب وحمص وتل تمر والقامشلي.

أخبار مرتبطة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى