رأي

استعينوا بالشباب الكويتي للدفاع عن مؤسسات الدولة.

كتب م. عادل الجارالله الخرافي في صحيفة السياسة.

حقيقة انه امر محزن، اذ رغم انني لست من هواة الانتقاد لمجرد الانتقاد، ودائما اسعى الى إبداء الرأي في سبيل الاصلاح، لانني ارى النصف الممتلئ من الكوب، وعلى قناعة ان الخير موجود في الجميع، ولهذا فإن التغيير ليس مستحيلا، طالما كانت هناك عزيمة وارادة على التطور.
لهذا لا بد من النظر الى الواقع من زاوية مختلفة، والاخذ بالاسباب من غير تضخيم، وان نكون على قناعة ان الغزو المقبل سيكون تقنيا، ولا بد من الاخذ به، والعمل على تأمين الارضية المناسبة للمواجهة، واول عناصرها المواطن، ايا كان موقعه، فعلى سبيل مثال نسمع عن أنظمة كمبيوتر متطورة جعلت الـ”هاكرز” يخترقون انظمة مؤسسات، ويحتالون على الناس، ويسقط بيد المتصدين لهم، لانهم لم يواكبوا التطور.
هؤلاء يغزون الانظمة التقنية الضعيفة التي تكثر فيها الثغرات، ويسرقون قواعد بيانات مؤسسات الدولة، فيما المستغرب ان الاجراءات الوقائية لم تستطع التصدي لها، لهذا نسأل: لماذا لا يستعان بجمعيات النفع العام المتخصصة، والشباب الكويتي المتمكن في انظمة الكمبيوتر لمواجهة الـ”هاكرز”؟
لدينا شباب كويتي مؤمن يستطيع المواجهة، ولقد اثبت بعضهم انه على قدر كبير من الخبرة والامكانات، لكن للاسف حورب لان هناك من يسعى الى الاستفادة الشخصية على حساب امن الوطن.
على سبيل المثال الدكتورة صفاء زمان التي قرعت جرس الانذار منذ فترة، وتغربلت، واتهمت وحوكمت، وثبتت في النهاية صحة وجهة نظرها، وانها لم تكن تثير الشائعات، انما تعمل من اجل الكويت، وطنها، فماذا كانت النتيجة؟
مع كل تقديري واحترامي لكل الجهات والقيمين عليها، نقول: في ظل الاختراقات المعلن عنها اخيرا، والتي طالت اهم المؤسسات المالية في الدولة، لم نر ما يمكن فعله الا التحلطم، والنفي الذي لا يغني ولا يسمن من جوع، لهذا لا بد من السؤال: لماذا احنا نكسر مجاديف ابناء الكويت، ولماذا لم تستعن الحكومة بالمؤسسات العلمية المتخصصة، كجامعة الكويت، والتعليم التطبيقي، ومعهد الابحاث العلمية، ومؤسسات الكويت للتقدم العلمي؟
لماذا لا تطلب تعاون شباب الكويت العاملين في مجال التكنولوجيا الحديثة، ولدينا منهم الكثير المتميزون الذين لديهم القدرة على التصدي لهذه الاختراقات؟
لماذا لا يستعين مجلس الوزراء بهؤلاء، وفي هذا الشأن اعول على سمو الشيخ احمد النواف، والشيخ طلال الخالد، والشيخ احمد الفهد، لكي يعملوا على الاستعانة بهؤلاء، فهم رياضيون، اي يعملون بمبدأ خذ وهات، وشوت وانا اشوت، اي لديهم المرونة أن يستوعبوا جميع الطاقات الكويتية؟
والله كنت أتوقع من عند تشكيل الحكومة الحالية أن يدعوا الشباب الكويتي، ممن تتراوح اعمارهم بين 18 إلى 40 سنة، المتخصصين بالتقنيات كي يشكلوا جيشا منهم لخدمة الكويت، جيشا فدائيا يحمي الدولة في النواحي الفنية والعلمية، لهذا اقول افسحوا في المجال لهم، بس افتحوا الباب، وسترون جيشا عظيما في هذه المجالات.
صحيح ان مجلس الوزراء اشتغل قبل فترة بشيء من هذا القبيل، لكن توقف كل شيء حين تنحى الشخص المسؤول، لان العقدة في الكويت ان المشاريع تنسب الى الاشخاص، ولا تكون فيها الاستمرارية.
ما يصير احنا نوقف على أشخاص، فهذا امر محزن، فالدول استمرارية، وليست مشاريع شخصية، ولهذا فإن ما حصل في الاونة الاخيرة من اختراقات سببه، الاول والاخير، ان الامور ترتبط بالاشخاص، والمجد الشخصي، وليس بمجد الدولة، لهذا لا بد من تغيير هذه الذهنية.

أخبار مرتبطة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى