ابرز افتتاحيات الصحف اللبنانية ليوم الجمعة 26 تشرين الثاني 2021
فتتاحية صحيفة النهار الدولار يلتهب… والقضاء ينتصر للبيطار
مع ان “الحدث الدراماتيكي” المتواصل الفصول والمتمثل بالتهاب سعر #الدولار في السوق السوداء، بحيث لامس مساء وتجاوز أيضا سقف الـ 25 ألف ليرة، فإنه لم يحجب التطور القضائي البالغ الدلالة، قضائياً وقانونياً وسياسياً أيضاً، الذي برز مع ستة قرارات لأعلى هيئة قضائية صبّت كلها في مصلحة الحسم الإيجابي لمصلحة المحقق العدلي في ملف انفجار #مرفأ بيروت القاضي طارق البيطار. هذه القرارات وإن كانت في شكلها ومضمونها قضائية وقانونية، فإن دلالاتها لن تتأخر عن احداث دوي في خلفية المواجهة السياسية – القضائية التي فجّرها التحقيق العدلي في انفجار مرفأ بيروت، ومن ثم تطور إلى حدود اندفاع فريق الثنائي الشيعي إلى شلّ جلسات مجلس الوزراء ولا تزال المواجهة في ذروتها. ولذا ستشكل هذه القرارات منعطفاً أساسياً في هذه المواجهة حيث يبدو القضاء إنتصر لنفسه أولاً من دون اغفال ما يمكن ان يرتبه ذلك من تداعيات على صعيد السلطة والسياسيين.
والواقع ان الهيئة العامة لمحكمة التمييز وضعت أمس، في خمسة قرارات أصدرتها بالإجماع بعدم قبولها دعاوى مخاصمة الدولة المقدمة أمامها من الرئيس حسان دياب والنواب نهاد المشنوق وغازي زعيتر وعلي حسن خليل عن أعمال المحقق العدلي القاضي طارق البيطار في ملف إنفجار المرفأ، حداً لفوضى المراجعات العالقة في متفرعات هذا الملف أمام القضاء. وحدّدت على صعيد دعاوى مخاصمة الدولة التي قررت عدم قبولها، ان مداعاة الدولة تنحصر أمام الهيئة العامة في الأحكام الصادرة أو القرارات القضائية التي تحوز على الصفة المبرمة، وفي الإجراءات التي يصح الطعن بها وإستنفدت تجاهها وسائل المراجعة المتاحة قانوناً. ولفتت في أحد هذه القرارات إلى أن ما عرضه المدعي في الاستحضار، وفي ضوء الأسباب التي يسند إليها دعواه والمتعلقة بإنتفاء صلاحية المحقق العدلي، لم يستنفد ما أتيح له من وسائل قانونية تجاه القرار المشكو منه قبل سلوك المراجعة الراهنة، وتكون بالتالي هذه المراجعة غير مقبولة، وغرّمت الهيئة كل من مقدمي هذه الدعاوى مليون ليرة.
وفي قرار سادس للهيئة العامة، صدر بالإجماع أيضا برئاسة رئيس مجلس القضاء الأعلى القاضي سهيل عبود وعضوية المستشارين القضاة روكز رزق وسهير الحركة وعفيف الحكيم وجمال الحجار، حسم من هو المرجع الصالح لرد المحقق العدلي، تبعاً للطلب المقدم من وكيل النائبين خليل وزعيتر. وإعتبرت ان محكمة التمييز مختصة للنظر في هذا الطلب والعائد أمر النظر فيه في الحالة الحاضرة إلى الغرفة الأولى لمحكمة التمييز. وتبعاً لهذا القرار الصادر عن أعلى هيئة قضائية، تعتبر الطلبات المقدمة أمام محكمة الإستئناف في موضوع رد القاضي البيطار بلا طائل بما فيها القرار الصادر عن القاضي حبيب مزهر المتعلق بوقف المحقق العدلي تحقيقاته إلى حين بت طلب رد البيطار.
البابا وميقاتي
اما في المشهد السياسي فاتجهت الأنظار إلى زيارة رئيس الحكومة #نجيب ميقاتي #الفاتيكان أمس وسط اشتداد الانسداد الذي يحاصر حكومته. واستقبل البابا فرنسيس ميقاتي داعياً امامه إلى “تعاون جميع اللبنانيين من أجل إنقاذ وطنهم، وطن الرسالة، كما وصفه سلفه القديس يوحنا بولس الثاني”. كما دعا إلى”ان يستعيد لبنان دوره كنموذج للحوار والتلاقي بين الشرق والغرب”، مؤكداً ان “هموم لبنان كثيرة وأنا سأحمله في صلاتي من اجل ان يخلّصه الله من كل الأزمات”.
من جانبه، أكد ميقاتي خلال اللقاء مع البابا “اننا في هذه الاوقات الصعبة في أمس الحاجة إلى دعم الاصدقاء على كل الصعد، خصوصاً على الصعد الاقتصادية والاجتماعية”. وتناول موضوع المسيحيين في الشرق “الذين كانوا من دعائم الحريات وحقوق الانسان وحرية المعتقد، وقد وجدوا على الدوام الملاذ الآمن في لبنان، وبقدر ما يشعر المسيحيون في لبنان بالأمان بقدر ما ينعكس ذلك على جميع المسيحيين في الشرق”. وقال بعد اللقاء “طمأنت قداسة البابا والمسؤولين في الكرسي الرسولي الذين التقيتهم أن لبنان سيبقى ملتقى للحضارات والثقافات المتعددة، وان التعايش الاسلامي والمسيحي فيه قيمة كبرى يحرص اللبنانيون، إلى أي طائفة انتموا، على حمايتها وتعزيزها لأنها أثبتت أنها قادرة، على رغم ما تعرض له لبنان في تاريخه القديم والحديث، على إعادة إنتاج الصيغ التوافقية التي نهضت بلبنان من الكبوات التي مني بها.”. وقال: “لقد سمعت من المسؤولين في الكرسي الرسولي كلاماً مشجعاً حول أهمية المحافظة على الوفاق الوطني بين اللبنانيين وضرورة توفير كل مقومات النجاح له، لأن به خلاص اللبنانيين… ولمست ارتياحاً بابوياً لما نقوم به من جهد في المحافظة على الامن والاستقرار في لبنان ومعالجة الصعوبات الهائلة التي يمر بها، وتشجيعاً على المحافظة على الاستقرار وعلى الاستمرار في التزام الخيارات الوطنية التي يجمع عليها اللبنانيون، فضلاً عن تعزيز العلاقات بين لبنان والعالم”.
واما التطور الاخر في المواقف الخارجية من لبنان، فبرز عبر رسالة التهنئة بذكرى الاستقلال التي بعث بها الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون إلى الرئيس ميشال عون اذ بدا لافتاً انها تجاوزت الإطار البروتوكولي الشكلي للمناسبة وتوغلت في عمق المشهد اللبناني المأزوم حاملة رسائل جديدة حازمة لماكرون إلى عون والمسؤولين اللبنانيين. واكد ماكرون ان “فرنسا تولي أهمية قصوى لاستقرار لبنان واستقلاله وأمنه وسيادته. هذا الوطن الذي لطالما كان مثال انفتاح وحرية لكل المنطقة. وانني، وانطلاقاً من هذا السبب الوجيه، اود ان اعبّر بقوة عن مدى قلقي من الازمة التي يغرق فيها بلدكم في الآونة الأخيرة، والتي ارتدت طابعاً متعدداً بوجوهه الاقتصادية والأمنية والاجتماعية والانسانية، إضافة إلى الوجه السياسي”. وشدد على “الإصلاحات التي يجب على الحكومة إنجازها، ويجب ان يتم إطلاق ورشها بالسرعة القصوى، بما يتلاقى مع متطلبات جميع الاصدقاء الحقيقيين للبنان”، وعلى ان “نهوض لبنان يجب ان يمرّ عبر هذا الطريق، وما من احد يأمل بسلوك طريق مواز، قد يعرّض المصلحة العامة للبنانيين، وحتى استقرار البلاد، لاي مخاطر”. وحذر من “إن المحطات العنفية الأخيرة تظهر بوضوح حجم المخاطر المرتبطة بمواصلة شلّ السلطات الرسمية تجاه التحديات التي يواجهها لبنان. وقد آن الأوان ان يتم اظهار دليل حسّي لاحترام معنى التاريخ من جهة، ولروح المسؤولية التي اعرف انكم تتحلون بها للخروج ببلدكم من الازمة الراهنة. وكونوا على ثقة بأن جميع شركاء لبنان الحقيقيين في المجتمع الدولي جاهزون لتقديم أي مساعدة لكم. ولكن من دون إجراءات قوية ضرورية من قبل المسؤولين اللبنانيين بهدف استعادة الثقة، فإن لبنان يخشى مضاعفة عزلته الإقليمية، علماً ان فرنسا ترغب في مساعدته على الخروج منها”.
حمى
وسط كل هذه المواقف والمناخات مضى الدولار في تسجيل قفزاته المحمومة في السوق السوداء وسجل مساء أمس ارتفاعاً قياسياً تجاوز سقف الـ25 الف ليرة. “الوجبة الأولى” الفورية لتداعيات هذه الحمّى كانت في إطلاق شائعات ربما تمهّد واقعياً لرفع سعر ربطة الخبز إلى عشرة الاف ليرة وسارعت وزارة الاقتصاد إلى نفيها، فيما ستكون أسعار المحروقات “الوجبة الثانية” اذ أعلن ممثل موزّعي المحروقات فادي أبو شقرا عن جدول أسعار جديد سيصدر اليوم، محذرا من أن “البلد ذاهب نحو الهاوية إذا لم يستقر سعر الدولار”.
ولكن معلومات أفادت مساء ان منشآت النفط في الزهراني وطرابلس وبموافقة وزير الطاقة وحرصاً منها على الحفاظ على دورها كناظم للسوق ستبيع طن المازوت اليوم أقل بستة دولارات عن السعر المعتمد في جدول تركيب الأسعار.
وفي الإطار المالي أيضا افيد ان رئيس الجمهورية ميشال عون اطلع خلال لقائه في قصر بعبدا امس نائب رئيس مجلس الوزراء سعادة الشامي على مسار المفاوضات مع صندوق النقد الدولي وتبلغ منه ان المفاوضات التقنية مع الصندوق انتهت تقريبا “ودخلت في مرحلة المفاوضات على السياسات النقدية والاقتصادية كي نبدأ بالمفاوضات بشكل جدي مع فريق الصندوق”. وأضاف الشامي: “هدفنا لا يزال التوصل إلى اتفاق مبدئي قبل أواخر السنة، على ان نتوصل بعد ذلك كما هو مفروض إلى اتفاق نهائي في كانون الثاني من العام المقبل”.
افتتاحية صحيفة نداء الوطن
ماكرون لعون: أظهروا دليلاً حسّياً لروح المسؤولية
القضاء “سيّد نفسه”… و”حزب الله” استشاط غضباً!
من بين الأموات، دعا البابا “الرب الإله” أن يستنهض لبنان بعدما جعله حكامُه جثةً هامدةً مسلوبة الإرادة والحياة، لم يعد ينفع لإنقاذها سوى “عجيبة إلهية” تأخذ بيدها وتعيد نفخ الروح فيها… ومن بين “الأموات الأحياء” الذين سقطوا في مذبحة 4 آب، أعاد القضاء بعث النبض في شرايين العدالة، آخذاً بيدها ليضرب بمطرقتها كل محاولات التهويل والتهديد الهادفة إلى تدجين الجسم القضائي خلف قضبان السلطة، فأكد بالأمس أنه “سيّد نفسه”… براءٌ من “دم” منظومة النيترات وتسوياتها السياسية والحكومية لوأد التحقيق العدلي في انفجار المرفأ.
بهذا المعنى، أتى وقع قرارات الهيئة العامة لمحكمة التمييز “بالإجماع” ردّ طلبات مخاصمة الدولة والقضاة ثقيلاً على المدعى عليهم في جريمة 4 آب، لا سيما وأنّ الهيئة فرضت نفسها “المرجع الصالح” المختصّ بالبت بطلبات رد المحقق العدلي، ورفضت بهذه الصفة كفّ يد القاضي طارق البيطار، بالتزامن مع ردّ محكمة التمييز دعوى “الارتياب المشروع” المرفوعة ضده. الأمر الذي أنصف صرخة أهالي ضحايا المرفأ أمس أمام قصر العدل “لاستعجال البت في طلبات الرد ودعم استمرار المحقق العدلي في مهمته”، وأصاب في المقابل المرتابين بالبيطار والمتضررين من تحقيقاته بنكسة مزدوجة، قضائية وحكومية، ربطاً بربط النزاع الذي يفرضه “حزب الله” بين الساحتين. وبحسب المؤشرات الأولية، فإنّ قرارات هيئة التمييز جعلت “حزب الله” يستشيط غضباً من القضاء، ويترحّم على الحكومة التي يبدو “لم يَعُد ينفعُ الا الدعاء” معها، كما عبّرت قناة “المنار”، رداً على ما اعتبرت أنه “مجزرة قضائية وشنق للعدالة” في قضية المرفأ، مصوبةً بشكل واضح على فشل مفاعيل “لقاء الاستقلال الرئاسي” في بعبدا، لتتساءل بصراحة: “أي التداعيات ستتركها المزاجية القضائية على مساعي إنقاذ الحكومة؟”.
وأمام الإمعان المفضوح في تسييس القضاء وارتفاع وتيرة التدخلات السياسية التي باتت تعرقل عمله وأبرزها ما هو متصل بانفجار المرفأ، استرعى الانتباه ما نقلته “وكالة فرانس برس” أمس عن مصدر قضائي لناحية “تقديم ثلاث قاضيات استقالاتهن من مناصبهن احتجاجاً على الوضع الصعب الذي بلغه القضاء والتدخلات السياسية في عمل السلطة القضائية والتشكيك في القرارات التي تصدر عن قضاة ومحاكم في معظم الملفات”، موضحاً أنّ بين القاضيات الثلاث “قاضية ردت دعوى لتنحية القاضي البيطار وتم التشكيك في صوابية قرارها”، وسط تحذيره من أنّ التشكيك المستمر في قرارات القضاء “بدأ يُفقده هيبته”.
وفي الغضون، يعود الرئيس نجيب ميقاتي من روما بجرعة صلاة وتضرّع لإعادة لمّ شمل حكومته معولاً على ما سمعه من البابا فرنسيس عن “بذل كل جهده في المحافل الدولية لمساعدة لبنان على عبور المرحلة الصعبة التي يعيشها”، غير أنّ الرسالة الفاتيكانية التي عبّر عنها أمين سر الفاتيكان الكاردينال بياترو باروليني على مسامع ميقاتي، شكلت المفتاح الأساس لحلحلة العقد اللبنانية، بحيث شدد على أهمية مبادرة اللبنانيين إلى إنقاذ أنفسهم، سواءً عبر تنفيذ التزاماتهم الدولية أو من خلال تحسين علاقاتهم العربية. وأكد باروليني في هذا السياق على أنّ “صدقية أي حكومة (تكمن في) أن تؤمن التزامات البلد خاصةً مع المجتمع الدولي”، وأنه بموازاة بذل الفاتيكان جهوده لدعم لبنان، يبقى على الأخير “ضرورة أن يكون على أفضل العلاقات مع محيطه العربي”.
والخلاصة نفسها، حملتها كذلك رسالة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إلى رئيس الجمهورية ميشال عون لمناسبة عيد الاستقلال، فأعرب فيها عن بالغ قلقه “من الأزمة التي يغرق فيها بلدكم وارتدت طابعاً متعدداً بوجوهه الاقتصادية والأمنية والاجتماعية والانسانية، إضافة الى الوجه السياسي”.
و إزاء “المحطات العنفية الأخيرة التي تظهر حجم المخاطر المرتبطة بمواصلة شلّ السلطات الرسمية تجاه التحديات التي يواجهها لبنان، أضاف ماكرون متوجهاً لعون: “آن الأوان ليتم إظهار دليل حسّي لروح المسؤولية للخروج ببلدكم من الأزمة الراهنة”، محذراً في المقابل من أنّ لبنان يخاطر بـ”مضاعفة عزلته الإقليمية” ما لم يتخذ “المسؤولون اللبنانيون إجراءات قوية ضرورية بهدف استعادة الثقة”.
افتتاحية صحيفة الشرق الأوسط
القضاء يرفض دعاوى المطلوبين للتحقيق في انفجار مرفأ بيروت
أكد أن المحقق العدلي لم يرتكب أي خطأ في إجراءاته
ردّ القضاء اللبناني، أمس، أربع دعاوى قدّمها مسؤولون ضد المحقق العدلي القاضي طارق البيطار، وفق ما نقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن أفاد مصدر قضائي؛ ما يعني أنه بات بإمكانه استئناف التحقيق في انفجار مرفأ بيروت بعد توقف لثلاثة أسابيع.
وقال المصدر، إن الهيئة العامة لمحكمة التمييز ردّت الدعويين المقدمتين من رئيس الحكومة السابق حسان دياب والنائب نهاد المشنوق، لمخاصمة الدولة عن «الأخطاء الجسيمة» التي ارتكبها بيطار بحقهم. واعتبرت أن الأخير لم يرتكب أي خطأ يستوجب مداعاة الدولة، وألزمت كلاً من دياب والمشنوق دفع مليون ليرة للدولة بدل عطل وضرر. كما ردّت الهيئة دعوى مخاصمة الدولة التي قدمها النائبان علي حسن خليل وغازي زعيتر، وألزمت كلاً منهما دفع مليون ليرة بدل عطل وضرر للدولة.
من جهتها، ردّت محكمة التمييز الجزائية دعوى تقدم بها الوزير السابق يوسف فنيانوس، التي صدرت بحقه مذكرة توقيف، طلب فيها نقل ملف انفجار مرفأ بيروت من عهدة البيطار بسبب الارتياب المشروع.
والمسؤولون الخمسة من المدعى عليهم في انفجار مرفأ بيروت، الذي تسبب في مقتل أكثر من 215 شخصاً وإصابة أكثر من 6500 بجروح، عدا عن دمار واسع في المرفأ وأحياء من العاصمة.
وبمجرّد تبلغه قرارات رد الدعاوى، يصبح بإمكان البيطار استئناف التحقيق المعلق منذ الرابع من الشهر الحالي.
وغرق التحقيق في انفجار المرفأ في متاهات السياسة، ثم في فوضى قضائية. إذ منذ تسلمّه التحقيق قبل نحو عام، لاحقت 16 دعوى القاضي طارق البيطار، تمّ التقدّم بها أمام محاكم مختلفة، طالبت بكفّ يده ونقل القضية إلى قاضٍ آخر، وأدت إلى تعليق التحقيق لمرات عدّة.
وبعدما ردّت محاكم عدّة الدعاوى لأسباب مختلفة، وجد القضاة أنفسهم عرضة لدعاوى تقدم بها المسؤولون المدعى عليهم للتشكيك بصوابية قراراتهم.
وفي سياق متصل، حدّدت الهيئة العامة لمحكمة التمييز برئاسة رئيس مجلس القضاء الأعلى القاضي سهيل عبود، الغرفة الأولى لدى محكمة التمييز برئاسة القاضي ناجي عيد بمثابة المرجع الصالح للنظر بدعاوى الرد التي تقدم ضد البيطار، بمعزل عن المحاكم الأخرى.
وتأتي هذه الخطوة، وفق المصدر القضائي؛ «للحد من محاولات عرقلة التحقيق المستمرة والحؤول دون إضاعة مزيد من الوقت».
ولا يتوقف الأمر عند ملف الانفجار؛ إذ جرى أيضاً تعليق التحقيق في قضية اختلاس أموال عامة وتهرب ضريبي تطال حاكم مصرف لبنان رياض سلامة، بعد دعوى تقدم بها وكيل أحد المصارف ضد المحامي العام التمييزي جان طنوس الذي ينظر في القضية.
من جهة أخرى، قدمتّ ثلاث قاضيات استقالاتهنّ من مناصبهنّ احتجاجاً على ازدياد وتيرة التدخلات السياسية التي باتت تعرقل عمل القضاء في لبنان، غير أن رئيس مجلس القضاء الأعلى القاضي سهيل عبود رفض تسلم كتب الاستقالة أو تسجيلها، ووعد بمناقشة الموضوع في الاجتماع المقبل للمجلس.
وأكد مصدر قضائي لوكالة الصحافة الفرنسية، أمس (الخميس)، أن القاضيات الثلاث قدمنّ استقالتهنّ الأربعاء «احتجاجاً على الوضع الصعب الذي بلغه القضاء والتدخلات السياسية في عمل السلطة القضائية والتشكيك في القرارات التي تصدر عن قضاة ومحاكم في معظم الملفات»، لا سيما انفجار المرفأ. وأوضح المصدر القضائي، أن بين القاضيات الثلاث، قاضية ردّت دعوى لتنحية البيطار، وتم التشكيك بصوابية قرارها. وقال، إن التشكيك المستمر في قرارات القضاء «بدأ يُفقد القضاء هيبته».
ورفع أهالي ضحايا انفجار مرفأ بيروت الصوت ضد «معرقلي» التحقيقات في الملف الذي يرون، أنه يخضع لتجاذبات سياسية، متهمين رئاستي الجمهورية والحكومة والقضاء والجيش اللبناني بالتقصير في مهامهم.
ونفذ الأهالي أمس وقفة أمام قصر العدل في بيروت، ورددوا هتافات داعمة للقاضي طارق البيطار، مؤكدين «وجوب استمراره في القضية»، معلنين «أن لا أحد فوق القانون».
وأعلنوا في بيان، أنهم «لم ييأسوا، وهم سيستمرون في المطالبة بالحقيقة والعدالة». وشددوا على «المعنيين جميعاً القيام بواجباتهم تجاه هذا الملف لكشف حقيقة من قتل أبناءنا»، كما أفادت «الوكالة الوطنية للإعلام» الرسمية، كما طالبوا بـ«تنفيذ كل مذكرات التوقيف من دون مماطلة أو تسويف لأي شخص مهما علا شأنه».
وأشار البيان، إلى «أنه آن الأوان للقضاء أن يجد حلاً جذرياً كي يستمر التحقيق المتعلق بالانفجار ونصل إلى الحقيقة المبتغاة»، واعتبروا «أن المطلوب من القضاء أن يأخذ الموقف المناسب ويكون وطنياً وإنسانياً وشفافاً».
وتوجه الأهالي إلى من اعتبروا أنهم «وراء «تعطيل التحقيقات»، بالقول «ارتكبتم جريمة أخرى في حقنا ولن يرحمكم التاريخ، ومستمرون في المطالبة بالحقيقة والعدالة». وأشار الأهالي في البيان إلى أن «الوثائق» التي بحوزتهم وعرضوها في الوقفة الاحتجاجية «تؤكد أن الجيش اللبناني في 20 يوليو (تموز) 2020، تبلغ بخطورة النترات مثله مثل رئاسة الجمهورية ورئاسة الحكومة ومثل المدعي العام التمييزي وجميعهم قاموا بالتقصير في مهامهم، كما أنه لا تزال تقدم معطيات مزورة إلى القضاء والمولجين بالتحقيق».
افتتاحية صحيفة الجمهورية
تحرُّك بابوي قد يتوَّج بزيارة للبنان… والدولار يفاقم الأزمات
على رغم كل التحركات السياسية والديبلوماسية محلياً وفي اتجاه الخارج تحت عنوان السعي لتفريج الازمة بكل وجوهها السياسية والاقتصادية والمالية والمعيشية، ووضع لبنان على سكة التعافي، فإنّ اللبنانيين ما زالوا ينتقلون من إحباط الى آخر في ظل عجز السلطة الفاضح عن تحقيق اي انجاز زاد فيه تعطل جلسات مجلس الوزراء وتفاقم «الاشتراكات» في الازمات التي تنخرالبلاد، وإحجام الارادات الدولية عن تقديم اي مساعدة ما لم تلبّ الشروط المطلوب من لبنان تلبيتها في اطار ما يعرف بـ»الاصلاحات الانقاذية» في بعض القطاعات التي تسبب الفساد المعشّش فيها بالانهيار المريع الذي انزلقت اليه البلاد منذ العام 2019 ان لم يكن قبلاً وما تزال. لكن زيارة رئيس الحكومة نجيب ميقاتي للفاتياكان امس واجتماعه مع الحبر الاعظم البابا فرنسيس، وبحسب معلومات لـ»الجمهورية»، حققت بعض النتائج التي يمكن البناء عليها لدفع البلاد نحو انفراجات ملموسة قريبا. وابلغ ميقاتي الى «الجمهورية» ارتياحه الى نتائج محادثاته مع قداسة البابا، مؤكداً انه دعاه لزيارة لبنان قريباً، وان رأس الكنيسة سيتحرك في كل الاتجاهات لمساعدة لبنان على الخروج من ازمته وانه سيكون له تحرك فاعل لدعمه على الصعيد الانساني. وقالت مصادر واكبت زيارة ميقاتي ان تغريدة البابا «التويترية» التي قال فيها: «أيها الرب الإله خذ لبنان بيده وقل له: إنهض، قم كما فعل يسوع مع ابنة يائيرس»، إنما عكست مدى اهتمامه الكبير بلبنان وسعيه الدؤوب لمساعدته على الخلاص من الازمة.
فقد دعا البابا فرنسيس خلال استقباله ميقاتي وافراد عائلته الى «تعاون جميع اللبنانيين من أجل انقاذ وطنهم، وطن الرسالة»، كما وصفه سلفه القديس يوحنا بولس الثاني. كما دعا الى «ان يستعيد لبنان دوره كنموذج للحوار والتلاقي بين الشرق والغرب». وقال: «هموم لبنان كثيرة وانا سأحمله في صلاتي من اجل ان يخلصه الله من كل الازمات».
وخلال خلوة إستمرّت نصف ساعة بينه وبين قداسة البابا قال ميقاتي: «لقد كان المسيحيون في الشرق من دعائم الحريات وحقوق الانسان وحرية المعتقد، وقد وجدوا على الدوام الملاذ الآمن في لبنان، وبقدر ما يشعر المسيحيون في لبنان بالامان ينعكس ذلك على جميع المسيحيين في الشرق».
وأعلن ميقاتي أنّ قداسته حَمّله «محبته الكبيرة الى اللبنانيين وتعاطفه معهم في هذه الظروف العصيبة التي يعيشونها، مجدداً ثقته في أنّ اللبنانيين قادرون على تجاوز المحنة ومشدداً على أهمية استمرار الدور الذي يقوم به اللبنانيون وتفاعلهم مع محيطهم العربي، ما يُبقي لبنان بلداً ريادياً وصاحب فرادة. كذلك أكد قداسته أنّه سيبذل كل جهده في كل المحافل الدولية لمساعدة لبنان على عبور المرحلة الصعبة التي يعيشها وإعادة السلام والاستقرار إليه، ولكي ينعم اللبنانيون بالعيش الكريم».
وأعلن ميقاتي أنّه سمع من المسؤولين في الفاتيكان «كلاماً مشجعاً حول أهمية الحفاظ على الوفاق الوطني بين اللبنانيين وضرورة توفير كلّ مقومات النجاح له، لأنّ به خلاص اللبنانيين وقدرتهم على الحفاظ على وطنهم واحداً موحداً». ولفت الى أنّه لمس «ارتياحاً بابوياً لما نقوم من جهد في الحفاظ على الامن والاستقرار في لبنان ومعالجة الصعوبات الهائلة التي يمرّ فيها، وتشجيعاً على الحفاظ على الاستقرار فيه وعلى الاستمرار في التزام الخيارات الوطنية التي يُجمع عليها اللبنانيون، فضلاً عن تعزيز العلاقات بين لبنان والعالم».
ومن جهته أكد أمين سرّ دولة الفاتيكان الكاردينال بياترو باروليني، خلال لقائه ميقاتي، أنّ «الفاتيكان سيبذل جهودا لدعم لبنان في المحافل الدولية»، مشدداً على «ضرورة أن يكون لبنان على أفضل العلاقات مع محيطه العربي والمجتمع الدولي».
ماكرون لعون
في غضون ذلك تلقى رئيس الجمهورية العماد ميشال عون اليوم، رسالة تهنئة من الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون في الذكرى الـ78 للاستقلال، أكد فيها وقوف بلاده الى جانب لبنان، وشدد على «إيلاء أهمية قصوى لاستقرار هذا البلد واستقلاله وامنه وسيادته». وإذ عبّر عن قلقه من «الازمة التي يغرق فيها لبنان حالياً»، لفت الى ان «تشكيل حكومة جديدة كان مرحلة أولية للخروج من الازمة، وعليها ان تنجز، بدعمكم، الإصلاحات التي التزمت بها السلطات اللبنانية، ويجب ان تطلق ورشها بالسرعة القصوى».
وأشار الى أن «المحطات العنفية الأخيرة تظهر بوضوح حجم المخاطر المرتبطة بمواصلة شل السلطات الرسمية تجاه التحديات التي يواجهها لبنان»، لافتا الى أن «جميع شركاء لبنان الحقيقيين في المجتمع الدولي جاهزون لتقديم أي مساعدة لكم. ولكن من دون إجراءات قوية ضرورية من قبل المسؤولين اللبنانيين بهدف استعادة الثقة، فإنّ لبنان يخشى مضاعفة عزلته الإقليمية، علماً ان فرنسا ترغب في مساعدته على الخروج منها».
لا انجاز ملموساً بعد
ولاحظ المراقبون ان كل التحركات الجارية داخليا ومع الخارج لم تحقق بعد اي انجاز ملموس يبنى عليه، فالصدمة الايجابية التي احدثها تأليف الحكومة وادت الى انخفاض كبير في سعر الدولار الاميركي لمصلحة العملة الوطنية سرعان ما اضمحلت ليعود هذا الدولار الى ارتفاعه، وقد بلغ سعره امس اكثر من 25 الف ليرة بعدما كان قد انخفض عند التأليف من 20 الف ليرة الى 13 الفاً.
ومع اجتياز سعر الدولار حاجز الـ25 الف ليرة امس، عزت اوساط اقتصادية هذا الارتفاع المتفلت من الضوابط الى مجموعة أسباب، اولها واهمها هو نفسي نتيجة استفحال عامل فقدان الثقة تحت وطأة استمرار الازمة الداخلية، ببُعديها السياسي والقضائي، والتي تتمظهر في عجز مجلس الوزراء عن الانعقاد على رغم أهمية الملفات المتراكمة.
واوضحت الاوساط لـ«الجمهورية» انه والى جانب هذا العامل الأساسي، تساهم اسباب أخرى في ارتفاع الدولار وهي: تراجع التحويلات نسبياً من الخارج في هذه الفترة، انكماش التصدير الذي يشكل أحد روافد العملة الصعبة، وتقهقر السياحة الأجنبية بفعل الاعتبارات السياسية والخدماتية السلبية السائدة.
واعتبرت انه اذا نجحت المساعي المبذولة لمعاودة اجتماعات مجلس الوزراء، فإنّ ذلك سيلجم مرحلياً ارتفاع سعر العملة الخضراء، لكن مفعول المسكنات لا يدوم طويلاً، والمطلوب توافق سياسي حول حلول مستدامة، حتى تتم السيطرة على سعر الصرف وخفضه الى مستوى مقبول.
رئيس الحكومة ينفي
وهذه التطورات كادت امس أن تحجب الاهتمام عن زيارة ميقاتي للفاتيكان في وقت شاعت معلومات عن وجود توجّه الى اجراء تعديل وزاري في الحكومة.
وقد أسف ميقاتي من روما لما يتم تداوله في بعض الوسائل الاعلامية التي تروج عن تعديل وزاري يشمل وزير العدل هنري الخوري الذي يرافقه في زيارته لروما والفاتيكان وذلك على خلفية رفض الخوري السير بأي اجراء يتعلق بكف يد المحقق العدلي في قضية انفجار مرفأ بيروت القاضي طارق البيطار. وأكد ميقاتي لـ«الجمهورية» انّ كل الكلام الذي قيل في هذا السياق ليس صحيحا ولا اساس له من الصحة.
لبنان وصندوق النقد
وكان عون قد التقى امس نائب رئيس الحكومة سعادة الشامي واطلع منه على مسار المفاوضات مع صندوق النقد الدولي.
وفي معلومات «الجمهورية» ان الشامي اطلع رئيس الجمهورية على التحضيرات الجارية للمفاوضات مع الصندوق وعمل اللجنة الوزارية المكلفة هذا الشأن وما يبذله كرئيس لهذا الفريق من جهد شخصي، خصوصاً انه قرر التفرغ لهذه المهمة ولا يريد التعاطي في الشؤون السياسية الاخرى، وذلك من اجل إنجاز هذه المهمة في اسرع وقت ممكن وتوفير الظروف الفضلى للخروج من الازمة بعد قيادة مرحلة المفاوضات الى بر الامان.
وقالت مصادر واسعة الإطلاع لـ«الجمهورية» ان الشامي ابلغ الى رئيس الجمهورية ان الاتصالات التمهيدية الجارية مع فريق صندوق النقد انتهت مرحلتها التقنية، وأن التحضيرات جارية للمرحلة المقبلة التي تتصل بالاستراتيجيات المالية والنقدية والإقتصادية.
وفي معلومات لـ»الجمهورية» ان الشامي اكد ان الفريق اللبناني جاهز للمفاوضات مع صندوق النقد الدولي بكل مراحلها، رافضاً الشائعات التي تحدثت عن الربط بين هذه المفاوضات وبين الإنتخابات النيابية المقبلة، اذ انه من الممكن ان تنتهي المرحلة الأولى المتصلة بالإتفاق المبدئي قبل نهاية السنة الجارية ويمكن التوصل الى الإتفاق النهائي في نهاية كانون الثاني المقبل لتفتح الأفق واسعاً امام مجموعة الخطوات الايجابية التي يمكن ان يستعيد لبنان من خلالها الثقة الدولية ومعها الاستثمارات التي تنعش الاقتصاد الوطني.
الرهان على زيارة قطر
وفي هذه الاجواء اقتربت الاستعدادات للزيارة التي يقوم بها رئيس الجمهورية الى قطر مطلع الأسبوع المقبل للمشاركة في الاحتفال بافتتاح «اولمبياد» كأس العرب نهاية الشهر الجاري من نهايتها، وأن هناك رهانا كبيرا في بعبدا على ما يمكن ان تشهده هذه المحطة في احدى دول مجلس التعاون الخليجي.
وقالت مصادر مطلعة لـ«الجمهورية» ان الترتيبات اللوجستية انتهت وان اللقاءات المقررة غير ثابتة حتى الآن سوى اللقاء مع امير قطر، وان بقية اللقاءات مع رؤساء عرب أو غربيين مرهونة بحجم التمثيل الرئاسي في المناسبة بعدما تبين ان هناك دعوات عدة وجّهت الى عدد من الملوك ورؤساء الدول في الخليج العربي وخارجه.
بري وبوحبيب
وفي هذه الاثناء التقى رئيس مجلس النواب نبيه بري وزير الخارجية والمغتربين عبد الله بوحبيب الذي اطلعه على نتائج زيارته لروسيا ولقائه الطويل مع وزير الخارجية سيرغي لافروف «ومنها أيضاً موضوع تسلّم الصور الفضائية التي لم نرها حتى الآن وهي موجودة بمغلف مقفل وسوف أسلمها لوزير العدل نهار الإثنين لوجوده خارج لبنان، والذي بدوره يقرر الجهة التي سوف يسلّمها إياها. نحن نعمل من وزارة لوزارة ووزير العدل هو من يقرر». وأكد «أن لا علم لي اذا ما كانت هناك دول أخرى قد زودت لبنان صورا فضائية غير روسيا»، وقال: «مش على علمي».
وعن الشأن الحكومي، قال بوحبيب: «الله كريم اليوم خرجت من عند الرئيس بري متفائلاً قليلاً وكان مرتاحا للقاء الثلاثي».
قضية المرفأ
قضائياً، قبلت محكمة التمييز الجزائية برئاسة القاضية رندة كفوري طلب رد المحامي العام التمييزي القاضي غسان خوري في الدعوى المقدمة من مكتب الإدعاء في نقابة المحامين، وردت دعوى الإرتياب المشروع بحق القاضي طارق البيطار المقدمة من الوزير السابق يوسف فنيانوس.
ونقلت وكالة «رويترز» عن مصدر قضائي كبير قوله ان محكمة التمييز رفضت دعاوى رئيس الحكومة السابق حسان دياب والنواب علي حسن خليل وغازي زعيتر ونهاد المشنوق لمقاضاة الدولة بسبب سلوك القاضي البيطار، كذلك ردت المحكمة دعاوى هؤلاء التي زعمت ارتكاب البيطار «أخطاء جسيمة» في التحقيق.
ضربة فولاذية
من جهة ثانية، نشر المتحدث بإسم الجيش الإسرائيلي أفيخاي أدرعي في سلسلة تغريدات على حسابه عبر «تويتر» كلاما لقائد المنطقة الشمالية في الجيش الإسرائيلي أمير برعام، قال فيها: «في حال فُرضت علينا الحرب سيواجه «حزب الله» ضربة فولاذية هجومية وحاسمة»، معلنا: «سنتصرف بمسؤولية ووفق القوانين، ولكن إذا اقتضت الضرورة سندمّر في شكل أساسي كل بنية «إرهابية» قريبة أو بعيدة، محلية أو تابعة للدولة، في سوريا أو لبنان، سننفذ عملية برية لأي مكان يتطلب منا والنصر حليفنا».
وتابع: «تعتبر الأزمة الحالية في لبنان الأعقد في تاريخ الدولة فشعبها على امتداد فئاته أبناء كافة الديانات والطوائف بما فيها الطائفة الشيعية». ورأى انه «في ذكرى استقلال لبنان تبقى الدولة اللبنانية فقيرة وضعيفة بسبب عنصر واحد – الا وهو «حزب الله» وأسيادها في إيران».
وختم «أحيا اللبنانيون مطلع الأسبوع 78 عاما على انتهاء الانتداب الفرنسي وإعلان الاستقلال اللبناني، كانت السنوات الأخيرة عموما والسنة الأخيرة على وجه الخصوص منذ الانفجار في مرفأ بيروت، من أكثر السنوات تعقيداً التي عرفها لبنان، وأيضاً حزب الله».
افتتاحية صحيفة اللواء
القضاء «يمترس» وراء بيطار.. وانتقاد تباطؤ بعبدا في السير «بتفاهم الاستقلال»
وعد فاتيكاني بالتحرك لمساعدة لبنان دبلوماسياً.. وماكرون يسأل: أين أصبحت الإصلاحات؟
مع الارتفاع المريب لسعر صرف الدولار الأميركي في السوق السوداء، وبلوغه سقف الـ25 ألف ليرة لبنانية، وانعكاس هذا الارتفاع على حركة مريبة ايضا على صعيد تسعير السلع الاستهلاكية الحيوية، بما فيها ربطة الخبز وتهويل الشركات والمحطات بأزمة محروقات أو ارتفاع محتم بالأسعار اليوم، ومع صدور كل جدول يتعلق بأسعار المحروقات، مترس القضاء وراء موقفه الداعم للمحقق العدلي في انفجار مرفأ بيروت القاضي طارق بيطار، مما عقد المفاوضات الجارية لإنهاء أزمة عدم انعقاد جلسات مجلس الوزراء على الرغم من الرهان على ان الرئيس نجيب ميقاتي سيدعو مجلس الوزراء للانعقاد في الأسبوع المقبل من ك1 المقبل، على ان تعقد الجلسة بمن حضر، وهو الأمر الذي سيضاعف المشكلة، وربما يؤدي إلى تفاقمها، في الوقت الذي يدرس الرئيس مجلس نبيه برّي احتمال عقد جلسة لمجلس النواب للبحث في تفعيل المجلس الأعلى لمحاكمة الرؤساء والوزراء والنواب، في ضوء انتقاد شيعي ضمني لتباطؤ بعبدا في السير بمعالجة أسباب عدم الاستعداد للمشاركة في مجلس الوزراء، لا سيما مسألة إبعاد القاضي بيطار عن التحقيق مع النواب والوزراء وإحالة الدعوى على هؤلاء إلى المجلس الأعلى.
البابا: تعهد للعمل دبلوماسياً للمساعدة
فقد اجتمع البابا فرنسيس مع الرئيس ميقاتي امس وتعهد بفعل كل ما بوسعه لمساعدة البلاد على «النهوض مجددا».
وذكر الفاتيكان في بيان أن البابا ورئيس الوزراء اللبناني نجيب ميقاتي، الذي تولى منصبه في أيلول بعد تعثر تشكيل حكومة جديدة لعام كامل، عقدا اجتماعا خاصا استمر لنحو عشرين دقيقة ناقشا خلاله اقتصاد البلاد المنهار والأزمة الاجتماعية.
وقال بابا الفاتيكان للوفد اللبناني بعد الاجتماع الخاص «لبنان بلد، رسالة، بل ووعد يستحق القتال من أجله».
وتابع «أتعهد بالعمل من خلال القنوات الدبلوماسية مع البلدان الأخرى لكي يتبلور جهد مشترك من أجل مساعدة لبنان على النهوض مجددا».
والأهم في محادثات الفاتيكان، الاجتماع الذي عقده الرئيس ميقاتي مع أمين سر دولة الفاتيكان الكاردينال بياترو باروليني في حضور عضوي الوفد اللبناني وزير العدل هنري خوري ووزير السياحة وليد نصار وسفير لبنان في الفاتيكان فريد الخازن.
وفي خلال الاجتماع شدد باروليني على أن لبنان أساسي للوجود المسيحي في الشرق وهو كان على الدوام مثالاً للعالم حول كيفية تعايش المجتمعات مع بعضها البعض».
وأشار الى «أن لبنان يحظى باهتمام خاص من الكرسي الرسولي». وأكد «أن صدقية أي حكومة ان تؤمن التزامات البلد خاصة مع المجتمع الدولي».
واعرب «عن قلقه من الوضع الاجتماعي في لبنان والاوضاع الاقتصادية التي يرزح اللبنانيون تحتها، ونوّه بشجاعة رئيس الحكومة في تحمل المسؤولية الصعبة رغم إدراكه المسبق بخطورتها».
وقال: «ان الفاتيكان سيبذل جهوداً لدعم لبنان في المحافل الدولية». وشدد «على ضرورة ان يكون لبنان على افضل العلاقات مع محيطه العربي والمجتمع الدولي».
ماكرون على الخط أيضاً
ومن جانب آخر، تلقى الرئيس عون امس، رسالة تهنئة من الرئيس الفرنسي ايمانويل ماركون لمناسبة الذكرى الـ78 لاستقلال لبنان. واكد فيها «وقوف فرنسا الى جانب لبنان، وشدد على إيلاء أهمية قصوى لاستقرار هذا البلد واستقلاله وامنه وسيادته».اضاف ماكرون: انه وبهدف الخروج من هذه الازمة، تم انجاز مرحلة أولية تمثلت بتشكيل حكومة جديدة عليها ان تنجز، بدعمكم، الاصلاحات التي التزمت بها السلطات اللبنانية تجاه اللبنانيين اولاً، كما تجاه المجتمع الدولي. هذه الإصلاحات في العمق، يجب ان يتم اطلاق ورشها بالسرعة القصوى، بما يتلاقى مع متطلبات جميع الاصدقاء الحقيقيين للبنان، كما مع الانتظارات المشروعة التي سبق وعبّر عنها الشعب اللبناني.
ويرتقب ان ينتقل ميقاتي من روما إلى أنقرة والقاهرة، فيما يغادر الرئيس ميشال عون نهاية الأسبوع إلى قطر ايضا، ما يعني ان التطورات حول استئناف جلسات الوزراء قبل الأسبوع المقبل في حال تمّ التوصّل إلى مخارج لازمتي الارتياب بالقاضي طارق البيطار واستقالة وزير الإعلام جورج قرداحي، ما يعني لا جلسات لمجلس الوزراء في المدى المنظور، خاصة وان ثنائي أمل وحزب الله وتيار المردة ما زالوا على موقفهم بإقالة المحقق العدلي بيطار من ملف إنفجار المرفأ قبل البحث في الأمر الأخرى.
وفي الشأن السياسي قال وزير الخارجية عبد الله بوحبيب بعد زيارة رئيس المجلس نبيه برّي، وردا على سؤال عم إذا كانت روسيا ستدخل على خط الوساطة بين لبنان ودول الخليج: بحثنا في هذا الأمر خلال الزيارة، روسيا موقفها ممتاز مع لبنان، لكن لا وساطة.
وفي الشأن الحكومي، قال: الله كريم، خرجت من عند الرئيس برّي متفائلا قليلا وكان مرتاحا للقاء الرئاسي الثلاثي.
واستبعدت مصادر سياسية ان يقدم رئيس الحكومة نجيب ميقاتي على دعوة مجلس الوزراء للاجتماع قريبا، في ظل استمرار انسداد افق المخارج المطروحة، وقبل تبديد العقبات والشروط الموضوعة، والحصول على ضمانات الاطراف السياسيين كافة، بتسهيل انعقاد جلسات الحكومة. وتوقعت ان يوسع ميقاتي، مروحة مشاوراته، قبل ان يتخذ قراره النهائي بهذا الخصوص، خشية ان تؤدي مثل هذه الخطوة الى زيادة التعقيدات وتوسعة حدة الخلافات، بدلا من حصرها، بنطاق محدود.
وقالت المصادر المذكورة إن مسؤولية تعقيد ازمة تعليق اجتماعات الحكومة، ليست محصورة بإصرار حزب الله على تنفيذ شرطه، بازاحة المحقق العدلي بتفجير مرفأ بيروت القاضي طارق البيطار عن هذه القضية فقط، بل تتعداه الى تعطيل رئيس الجمهورية ميشال عون، للمبادرة التي تفاهم عليها البطريرك الماروني بشارة الراعي مع رئيس المجلس النيابي نبيه بري، لحل هذه المشكلة، واطلع عون عليها مباشرة يومذاك. وبرغم انها لاقت قبولا من رئيس الجمهورية بداية، الا أنه تم الانقلاب عليها ورفضها لاحقا، مقابل عدم طرح اية بدائل عنها، ما ترك انطباعا تشاؤميا، يؤشر الى نوايا غير سليمة لدى الفريق الرئاسي، لتوظيف هذه الازمة، في بازار، اعادة تعويم النائب جبران باسيل، والحصول على ضمانات مقطوعة، سلفا من حزب الله، الحليف التقليدي المتبقي للتيار العوني، بالنسبة للانتخابات النيابية والرئاسية، برغم صعوبة قطع مثل هذا التعهد بالوقت الحاضر، والحساسية المفرطة، التي يتسبب بها لدى حلفاء الحزب الاخرين وفي مقدمتهم رئيس تيار المردة سليمان فرنجية. وتوقعت المصادر ترحيل حل الازمة، لحين بلورة نتائج الاتصالات والمشاورات الجارية، وبعد الزيارة التي سيقوم بها رئيس الجمهورية ميشال عون الى قطر، نهاية الشهر الجاري، لاستكشاف مواقف الدول الخليجية، من الخطوات التي ستتخذها السلطات اللبنانية، لحل ازمة المواقف العدائية التي اعلنها وزير الإعلام جورج قرداحي من المملكة العربية السعودية.
القضاء بالمواجهة
قضائياً، ردت الهيئة العامة لمحكمة التمييز برئاسة رئيس مجلس القضاء الأعلى القاضي سهيل عبود، الدعويين المقدمتين من رئيس الحكومة السابق حسان دياب والنائب نهاد المشنوق، لمخاصمة الدولة عن الأخطاء الجسيمة التي ارتكبها البيطار في حقهم.والزمت كلا من دياب والمشنوق بدفع تعويض قيمته مليون ليرة للدولة اللبنانية بدل عطل وضرر.
كما ردت الهيئة دعوى مخاصمة الدولة التي تقدم بها النائبان علي حسن خليل وغازي زعيتر، والزمت كل منهما بدفع تعويض للدولة بقيمة مليون ليرة.
الى ذلك، اعلنت الهيئة العامة لمحكمة التمييز، ان الغرفة الأولى في محكمة التمييز برئاسة القاضي ناجي عيد هي المرجع الصالح للنظر بدعاوى الرد التي تقدم ضد المحقق العدلي طارق البيطار، بمعزل عن باقي المحاكم الأخرى.
من جهتها، ردت محكمة التمييز الجزائية برئاسة القاضية رندا كفوري، الدعوى التي تقدم بها الوزير السابق يوسف فنيانوس، التي طلب فيها نقل ملف انفجار مرفأ بيروت من عهدة المحقق العدلي القاضي طارق البيطار، بسبب الارتياب المشروع وابقت الملف في يد البيطار.
وذكرت بعض المعلومات ان القاضية رندا كفوري قبلت طلب رد المحامي العام التمييزي القاضي غسان خوري في الدعوى المقدمة من مكتب الادعاء في نقابة المحامين.
وهذه التطورات القضائية وصفها حزب الله «بالمجزرة القضائية»، قبل إطلالة الأمين العام لحزب الله السيّد حسن نصر الله اليوم، في إشارة إلى المواجهة التي ردّ فيها القضاء طلبات الوزراء والنواب المعنيين بالإدعاء عليهم في انفجار مرفأ بيروت.
وعليه سيستأنف القاضي بيطار تحقيقاته، وربما لجأ إلى إصدار استنابات قضائية جديدة بحق الوزراء والنواب المدعى عليهم.
ودعماً للقاضي بيطار نفذ أهالي ضحايا انفجار مرفأ بيروت، قبل ظهر أمس، وقفة أمام قصر العدل في بيروت، مؤكدين «وجوب استمراره في القضية معلنين «أن لا أحد فوق القانون».
وأعلن الاهالي في بيان أنهم «لم ييأسوا وهم سيستمرون في المطالبة بالحقيقة والعدالة».
كما طالبوا بـ «تنفيذ كل مذكرات التوقيف من دون مماطلة أو تسويف لاي شخص مهما علا شأنه».
وتوجه الاهالي إلى من اعتبروا انهم «وراء «تعطيل التحقيقات»، بالقول: «إرتكبتم جريمة أخرى في حقنا ولن يرحمكم التاريخ ومستمرون في المطالبة بالحقيقة والعدالة».
المسار المالي
على صعيدالتدقيق الجنائي في حسابات مصرف لبنان، عُقد امس، اجتماع افتراضي بين شركة «الفاريز اندمارسل» ومصرف لبنان ووزارة المال، أكد خلاله المصرف على استمراره في تعاونه الكامل بغية إنجاز عملية التدقيق الجنائي.
وأصدر مصرف لبنان بيانا اوضح فيه «انه ابلغ الشركة بأنه سيقوم بتلبية جميع طلباتها المقدمة لغاية 29/12/2021، حتى لو أدّت عملية تحضير المعلومات والإجابات إلى تخطي التاريخ المذكور أعلاه، وحتى إن لم يتم تمديد العمل بالقانون رقم 200 تاريخ 29/12/2020 (تعليق العمل بأحكام قانون سرية المصارف لمدة سنة واحدة)»
وفي السياق المالي – الاقتصادي ايضاً، إطّلع رئيس الجمهورية من نائب رئيس مجلس الوزراء سعادة الشامي، على مسار المفاوضات مع صندوق النقد الدولي، وتبلغ منه أن «المفاوضات التقنية مع الصندوق انتهت تقريباً ودخلت في مرحلة المفاوضات على السياسات النقدية والاقتصادية كي نبدأ بالمفاوضات بشكل جدي مع فريق الصندوق الذي يزور لبنان قريباً».
وقال الشامي: هدفنا لا يزال التوصل الى اتفاق مبدئي قبل أواخر السنة، على ان نتوصل بعد ذلك كما هو مفترض، الى اتفاق نهائي في كانون الثاني من العام المقبل. ان المفاوضات مع الصندوق تعتمد على محاور عدة، منها ما يتعلق بالسياسة المالية أي الموازنة وهي عنصر أساسي بالتفاوض حيث يعمل وزير المال على التحضير لها في أسرع وقت ممكن، بالإضافة الى موضوع سعر الصرف، السياسة النقدية، والقطاع المصرفي والمالي، ونعد تصورا لكيفية حل هذا الموضوع سنعلن عنه فور اكتماله. من هنا، فان الجميع يعمل ضمن اطار اختصاصه لكن لا يمكننا الإعلان عن خطة إلا حين اكتمالها.
وعن تأثير الانتخابات النيابية على المفاوضات مع صندوق النقد الدولي، أجاب: ان الصندوق لن يربط أي موضوع بالانتخابات، فهي يمكن ان تؤثر في بعض الأحيان على المفاوضات من ناحية البلد المعني لا من ناحية الصندوق، اذ انه يتعامل على قاعدة ان الدولة اللبنانية اذا توصلت الى خطة اقتصادية ينظر ساعتئذ بها واذا كانت جيدة يوافق عليها، الا انه لن يتدخل بموضوع الانتخابات.
وعما اذا كانت الخطة والأرقام موحدة، اجاب: ان أي خطة ستكون ارقامها موحدة وسيكون الجميع متفقا عليها.
المفاوضات
على صعيد المفاوضات، وبعد مغادرة وفد مجلس الشيوخ الأميركي، ذكرت المصادر المتابعة ان الوسيط الأميركي في ملف ترسيم الحدود آموس هوكشتاين يعود قريبا إلى بيروت، بهدف استأنف المفاوضات غير المباشرة بين لبنان وإسرائيل في ما خصّ ترسيم الحدود.
ميدانياً، الدولار المشتعل الذي وصل الى 25000، أعاد الحرارة الى الشارع حيث عمد عدد من المواطنين الى قطع الطرقات الرئيسية مساء أمس، ما ينذر بعودة الإحتجاجات، فالازمة تتفاقم وكل الحلول المطروحة لا تلجم اندفاعة الصاروخية، والمواطن يرزح تحت الاعباء، وهو الذي يعافر من اجل الطعام والدواء.
فقد قطع محتجون الطريق وسط بيروت قرب ساحة الشهداء، كما تم قطع أوتوستراد الجية بالشاحنات والاطارات المشتعلة وبقاعاً عمد شبان غاضبون على قطع السير على طريق عام جلالا شتورا بالاتجاهين، وعملت القوى الامنية على إعادة فتح الطرقات.
663779 إصابة
صحياً، سجلت وزارة الصحة 1510 اصابات بفايروس «كورونا» و9 حالات وفاة، ليرتفع العدد التراكمي إلى 663779» مثبتة مخبرياً منذ 21 شباط 2020.
افتتاحية صحيفة الديار
قرارات قضائية تنسف «خارطة طريق» لقاء بعبدا : العودة الى «نقطة الصفر»؟
الليرة تتهاوى والانهيار دون «مكابح»… ميقاتي يتلقى دعم البابا للبنان
اسرائيل تزعم تمدده في افريقيا : تعاون داخلي وخارجي «لشيطنة» حزب الله – ابراهيم ناصرالدين
بعد ساعات على الاجتماع «الثلاثي» في بعبدا، عادت الامور الى «نقطة الصفر»، ما جرى ترويجه عن خطوات قضائية تسهل اعادة اطلاق عجل الحكومة سقط بالامس مع صدور رد الدفوع في جريمة المرفا، وعودة المحقق العدلي طارق البيطار الى مرتبة «الآمر الناهي»، ما يطرح اكثر من علامة استفهام حيال مصير «خارطة الطريق» التي سبق واتفق عليها بين «الرؤساء» الثلاثة. اما الخبر القادم من الفاتيكان فيشير الى ان رئيس الحكومة نجيب ميقاتي طمان قداسة البابا على مصير المسيحيين في لبنان، وهو موقف يعبر عن الانفصال عن الواقع، ويشكل ذروة «السريالية» المتمثلة في رئيس السلطة التنفيذية المهتم بتهدئة روع «الحبر الاعظم» ازاء رعيته الدينية، فيما البلاد برمتها تغرق في ازمة وجودية غير مسبوقة تهدد «بفناء»المسيحيين والمسلمين معا.
فعن اي طمانينة يتحدث رئيس حكومة غير قادرة على عقد اجتماعاتها لاطلاق «خارطة طريق» توقف الانهيار الاقتصادي اليومي، في ظل «طبخة بحص» التفاوض مع صندوق النقد، والاجراءات الترقيعية غير القادرة على مواكبة انهيار العملة الوطنية، فهل ثمة من ابلغه في روما ان الدولار في بيروت لامس الـ25 الف ليرة، وان وزير اقتصاده أمين سلام حدد سعر ربطة الخبزب» 10 آلاف ليرة»، بعدما سبق لوزير الصحة ان رفع الدعم عن الادوية «غير المستعصية»، وان مؤشر الغلاء تجاوز حدود الـ700بالمئة، وسعر المحروقات ينخفض في كل انحاء العالم الا في لبنان حيث تساهم التعاميم المتلاحقة للمصرف المركزي في «لجم» اي تحسن في سعرها، فيما اسعار المواد الغذائية تحلق يوميا دون رقيب او حسيب ويجري «فوترتها» صعودا لا نزولا، لحظة بلحظة على سعر «السوق السوداء».
اذا الانهيار يتواصل دون ان تلوح في الافق اي بوادر لـ»خارطة طريق» انقاذية في ظل استعصاء المخارج الداخلية للازمات التي تم ارجاء البت فيها الى نهاية الشهر الجاري بانتظار زيارة رئيس الجمهورية ميشال عون الى قطر، وحديث عن زيارة مفترضة لرئيس الحكومة الى القاهرة، فيما «يعلق» العاجزون عن ايجاد الحلول شماعة الازمة على نتائج اجتماعات فيينا النووية في 29 الجاري، في هذا الوقت يفترض ان تدور «عجلة» التحقيقات في جريمة المرفا من جديد بعد رد القضاء لكل طلبات «كف يد» القاضي طارق البيطار، وقضايا «مخاصمة الدولة»، وبانتظار كلمة الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله مساء اليوم والتي سيتطرق خلالها الى تلك الملفات الشائكة، ويعرض «خارطة طريق» توزيع «المازوت» قبل اشتداد فصل الشتاء، تواصل اسرائيل «شيطنة» الحزب وآخر فصول الاكاذيب وضعه ضمن ايجابيات الاتفاق الامني مع المغرب في سياق مواجهته امنيا في افريقيا!
العودة الى «نقطة الصفر»
سياسيا، ما ادلى به وزير الخارجية عبدالله بو حبيب من عين التينة على اثر زيارة للرئيس نبيه بري عكس بوضوح ان التعثر الحكومي لا يزال سيد الموقف، وقد زادت القرارات القضائية بالامس الامر سوءا براي اوساط مقربة من «الثنائي الشيعي»، فما صدر اعاد الامور الى «نقطة الصفر» خصوصا ان رئيس الحكومة نجيب ميقاتي كان قد اكد خلال اجتماع بعبدا انه تواصل مع رئيس القضاء الاعلى سهيل عبود ولمس منه تجاوبا لايجاد مخارج قضائية تساهم في المساعدة على «تعبيد الطريق» امام انفراجة حكومية، وعلم في هذا السياق ان رئيس الحكومة الذي تواصل مع الرئيس بري يشعر «بالاستياء»، وسيعيد تفعيل اتصالاته بعد العودة الى بيروت، لمحاولة تذليل العقد.
قرارات «استنسابية»؟
وكان القضاء رد 4 دعاوى قدّمها مسؤولون ضد المحقق العدلي القاضي طارق البيطار، ما يعني أنه بات بإمكانه استئناف التحقيق في انفجار مرفأ بيروت بعد توقف لثلاثة أسابيع، وفي مفارقة قانونية لافتة، قبلت محكمة التمييز الجزائية برئاسة القاضية رندا كفوري طلب رد المحامي العام التمييزي القاضي غسان خوري في الدعوى المقدمة من مكتب الادعاء في نقابة المحامين، لكنها ردت دعوى الارتياب المشروع بحق القاضي البيطار المقدمة من الوزير السابق يوسف فنيانوس.
من جهتها اعتبرت الهيئة العامة لمحكمة التمييز ان المرجع المختص للبت بطلبات رد المحقق العدلي هي محكمة التمييز في الدعوى المقدمة من الوزيرين غازي زعيتر وعلي حسن خليل كما ردت دعاوى مخاصمة الدولة على عمل القضاة المقدمة من رئيس الحكومة السابق حسان دياب والنائب نهاد المشنوق شكلا، وفيما يتجه المدعى عليهم لتقديم طلبات ارتياب جديدة، ردت الهيئة العامة لمحكمة التمييز برئاسة القاضي سهيل عبود جميع دعاوى مخاصمة الدولة المقدمة من رئيس الحكومة السابق حسان دياب والنواب نهاد المشنوق وزعيتر وخليل، واعتبرت أن القاضي لم يرتكب أي خطأ يستوجب مداعاة الدولة، وألزمت كلا من المدعين دفع مليون ليرة للدولة بدل عطل وضرر، وحددت الغرفة الأولى لدى محكمة التمييز برئاسة القاضي ناجي عيد بمثابة المرجع الصالح للنظر بدعاوى الرد التي تقدم ضد البيطار، بمعزل عن المحاكم الأخرى.وبمجرّد تبلغه قرارات رد الدعاوى، يصبح بإمكان البيطار استئناف التحقيق المعلق منذ الرابع من الشهر الحالي.
خطر انهيار القضاء؟
في هذا الوقت، رفض رئيس مجلس القضاء الأعلى سهيل عبود، تسلم كتب استقالة القاضيات جانيت حنا، وكارلا قسيس، ورولا الحسيني، وكانت حنا ردت دعوى لتنحية بيطار، وجرى التشكيك في صوابية قرارها، لكن الاسباب تبقى معنوية لا مادية، وهي احتجاجاً على الوضع الصعب الذي بلغه القضاء والتدخلات السياسية في عمل السلطة القضائية والتشكيك في القرارات التي تصدر عن قضاة ومحاكم في معظم الملفات لا سيما انفجار المرفأ،ووعد عبود بمناقشة الموضوع في الاجتماع المقبل للمجلس، لكن ووفقا لمصادر مطلعة تصر القاضيات على الاستقالة، ومن المتوقع ان يتبعها استقالات جديدة.
تقصير الجيش؟
في هذا الوقت، طالب أهالي ضحايا انفجار مرفأ بيروت بتنفيذ كلّ مذكرات التوقيف من دون مماطلة أو تسويف لأيّ شخص مهما علا شأنه، وفي موقف لافت ، اتهم الأهالي، في بيان بعد وقفة لهم أمام قصر العدل في بيروت، الجيش بالتقصير، وقالوا إنّ الوثائق تؤكّد أنّه تبلّغ في 20 تموز بخطورة النيترات مثله مثل رئاسة الجمهورية ورئاسة الحكومة، والمدّعي العام التمييزي، وجميعهم قاموا بالتّقصير في مهامهم، ودعوا المعنيّين إلى القيام بواجباتهم تجاه هذا الملف لكشف حقيقة من قتل أبناءهم.
ميقاتي في الفاتيكان
وفي الفاتيكان انتهى اللقاء بين رئيس الحكومة نجيب ميقاتي والبابا فرنسيس الى دعوة «الحبر الاعظم» الى تعاون جميع اللبنانيين من أجل إنقاذ وطنهم، كما دعا الى»ان يستعيد لبنان دوره كنموذج للحوار والتلاقي بين الشرق والغرب»، معتبراً ان «هموم لبنان كثيرة ووعد انه سيحمله في صلاته من اجل ان يخلصه الله من كل الازمات». من جهته اكد ميقاتي بعد اللقاء الذي استمر نصف ساعة»أن الحرب التي كادت أن تقضي على عيشنا المشترك علمتنا كيف نحمي هذه الميزة الفريدة، واكد الحاجة في لبنان الى الصلاة ودعم الاصدقاء على كل الصعد، مؤكدا ان المسيحيين في الشرق وجدوا على الدوام الملاذ الآمن في لبنان، وبقدر ما يشعر المسيحيون بالامان بقدر ما ينعكس ذلك على جميع المسيحيين في الشرق. وخلص الى طمانة قداسة البابا أن لبنان سيبقى ملتقى للحضارات والثقافات المتعددة، وان التعايش الاسلامي والمسيحي فيه قيمة كبرى يحرص اللبنانيون، الى أي طائفة انتموا، على حمايتها.
«شيطنة» حزب الله
في هذا الوقت، وبعد ساعات على توقيع وزير الحرب الاسرائيلي بني غانتس ووزير الدفاع المغربي عبد اللطيف لوديي، مذكرة تفاهم مشتركة في وزارة الدفاع في الرباط، لفتت صحيفة «يديعوت احرنوت» الاسرائيلية الى ان إسرائيل تولي التوقيع أهمية كبيرة، وترى فيها حدثاً استراتيجياً، فالحديث يدور عن وثيقة مبادئ قانونية ستسمح بتعميق التعاون الأمني بين إسرائيل والمغرب على مستويات عديدة، من صفقات سلاح، وصناعات امنية، لكن الاهم هو التعاون في مواضيع الاستخبارات.. وفي إطار «شيطنة» حزب الله لفتت الصحيفة الى ان مذكرة التفاهم، تشمل مواجهة إيران وحزب الله. واذا كانت المسألة الإيرانية ليست في مركز العلاقات بين إسرائيل والمغرب، لكن بحسب زعم احد المسؤولين الامنيين الاسرائيليين سيتم التعاون الثنائي في هذا الملف في ضوء تعزيز طهران والحزب قدراتهما في إفريقيا.
محاولات «التطويق»
وفي هذا السياق، تحذر مصادر دبلوماسية من مخاطر هذا الحدث واستهدافاته، وتضعه في اطار محاولة «تطويق» حزب الله وعزله ضمن «خارطة طريق» بدات ملامحها بالظهور من خلال الحصار الممنهج ضد لبنان لاضعاف الحزب من قبل جهات اقليمية تتعاون مع قوى لبنانية تسوق لمسؤولية حزب الله عن الانهيار، فيما يجري العمل من «البوابة» السورية لعزله عن محيطه. وفي هذا الاطار تفيد المعلومات ان عددا من الدول الخليجية تجري تقييما لعملية «التطبيع» مع دمشق في ضوء الاشارات غير المشجعة من قبل الرئيس السوري بشار الاسد للتخلي عن طهران وحزب الله، لكن محاولات التقارب لن تتوقف بموازات «جس نبض» للعلاقة مع ايران من خلال محادثات منفصلة تجريها الرياض وابوظبي، ولهذا ثمة ترقب حذر لمآل كل هذا الحراك وتاثيره سلبا او ايجابا على الساحة اللبنانية التي تبقى معلقة حتى تتضح معالم التسويات في المنطقة، وكذلك نتائج الانتخابات التشريعية، وترسيم الحدود البحرية مع اسرائيل، وهي ملفات تتحكم بمسارها واشنطن التي تامل بالحصول على نتائج مرضية انتخابيا، وتنازلات لبنانية في ملف الغاز.
الليرة «تتهاوى»
وامام حالة الاستعصاء السياسي والقضائي، تراجعت الليرة إلى مستوى منخفض جديد مقابل الدولار وسط حالة من الشلل الحكومي مع تفاقم الانهيار المالي في البلاد، وقد لامس سعر الدولار ال25 الف ليرة في تراجع هو الاكبر منذ تموز عندما وصل الى نحو 24 ألفاً ، وهكذا خسرت العملة الوطنية أكثر من 95 في المائة من قيمتها منذ صيف 2019، وجديد معالم الانهيار اعلان وزير الاقتصاد عن رفع سعر ربطة الخبز الى عشرة الاف ليرة، عقب يوم من ارتفاع سعر صفيحة البنزين 2400 ليرة، وبات سعر الصفيحة نحو 320 ألفاً اي نحو 15 دولاراً وفق سعر الصرف في السوق السوداء والغاز 1500 ليرة وبات سعر قارورة الغاز 276 ألفاً اي نحو 12 دولارا، ووفقا لاوساط اقتصادية فانه كان من المفترض أن يلحظ جدول الأسعار انخفاضاً في سعر البنزين، لأن أسعار النفط انخفضت عالمياً، لكن مصرف لبنان الذي كان يؤمن 90 في المائة من اسعار المحروقات على سعر صرف 19000 ليرة لبنانية للشركات المستودة، اصدر تعميما جديدا رفع السعر الى 19500 ليرة، وهذا أدى إلى ارتفاع سعر صفيحة البنزين. وفي هذا السياق، أعلن ممثل موزّعي المحروقات فادي أبو شقرا عن جدول أسعار جديد سيصدر اليوم، لافتاً الى أن «الجدول يصدر مرتين في الأسبوع بسبب عدم الاستقرار في سعر صرف الدولار». وحذر من أن «البلد ذاهب نحو الهاوية إذا لم يستقر سعر الدولار» وشدّد على أن «لا قدرة للمحطات على تحمّل الـ 10% والاستمرار في الجعالة الحالية»، واصفاً قرارات مصرف لبنان بـ»الخاطئة وغير السليمة»، وطالبه «بتأمين الدولارات للدواء والمحروقات.
التفاوض مع «الصندوق»
وفيما يتواصل الانهيار، طرحت اوساط اقتصادية اكثر من علامة استفهام حول مستقبل التفاوض مع صندوق النقد الدولي اذا ما استمر الشلل الحكومي على حاله، في المقابل، أعلن نائب رئيس مجلس الوزراء، سعادة الشامي، أنّ المفاوضات التقنية مع صندوق النقد الدولي انتهت تقريباً.وأشار، بعد لقائه رئيس الجمهورية ميشال عون في قصر بعبدا، إلى الدخول في مرحلة المفاوضات على السياسات النقدية والاقتصادية، كي نبدأ بالمفاوضات بشكل جدي مع فريق الصندوق الذي نأمل أن يزور لبنان قريباً، وشدّد على أنّ الهدف هو التوصل إلى اتفاق مبدئي قبل أواخر السنة، على أن نتوصّل بعد ذلك كما هو مفروض إلى اتفاق نهائي في كانون الثاني من العام المقبل.وأوضح أنّ أي خطة ستكون أرقامها موحّدة وسيكون الجميع متفّقاً عليها، وعن توحيد سعر الصرف، لفت الشامي إلى أنّه سيكون شرطاً من شروط الصندوق.
خطر «كورونا»
صحيا، وفيما يعقد وزيرالصحة العامة فراس الأبيض مؤتمرا صحافيا في العاشرة والنصف قبل ظهر اليوم لعرض آخر المستجدات المتعلقة بكورونا واستعدادات القطاع الصحي للمرحلة المقبلة، دخلت الموجة الجديدة مرحلة خطيرة مع الارتفاع المستمر في الاعداد حيث بلغت الاصابات الجديدة امس 1510 و9 حالات وفاة، وسط تحذيرات من مخاطر عدم إقبال نسبة غير قليلة بعد من اللبنانيين لأخذ اللقاح، حيث بلغت نسبة الملقّحين حوالي 35 في المئة فقط. فمن أصل 400 مصاب في المستشفيات تم إدخال 200 مريض إلى غرف العناية. اما خطورة هذه الموجة فتكمن بالأزمة الاقتصادية الكبيرة، حيث تبلغ تكلفة مريض كورونا في المستشفى 6 ملايين ليرة يوميا، وإقفال أقسام عدة لكورونا في المستشفيات، والارتفاع الكبير في أسعار الأدوية..
افتتاحية صحيفة الشرق
الدولار يستغل غياب «النجيب » … ويحلّق
الى الفاتيكان توجهت الانظار امس تلمساً لبارقة أمل قد تلوح من الكرسي الرسولي الذي شهد لقاء بين قداسة البابا فرنسيس ورئيس الحكومة» المُعلّقة» نجيب ميقاتي، بعدما باتت الامال المعقودة على الداخل في حال انعدام كلي ما دام المسؤولون عاجزين عن اتخاذ اي خطوة قد تزعج «حاكم لبنان الفعلي» او تكسر ارادة «الكلّي القدرة» حزب الله.
لكن الآمال في حد ذاتها لم تعد تكفي في ضوء استعصاء الحلول وربط لبنان عضويا بملف فيينا النووي المتأرجح مصيره في جولته بعد اربعة ايام بين الانفراج او الانفجار، فيما الواقع المعيشي – الاقتصادي يشتد صعوبة على اللبنانيين والشلل على حاله والمعالجات في خبر كان.
زار ميقاتي الفاتيكان امس حيث استقبله الحبر الاعظم. في المناسبة، دعا البابا فرنسيس الى تعاون جميع اللبنانيين من أجل إنقاذ وطنهم، وطن الرسالة، كما وصفه سلفه القديس يوحنا بولس الثاني. كما دعا الى»ان يستعيد لبنان دوره كنموذج للحوار والتلاقي بين الشرق والغرب»، معتبراً ان «هموم لبنان كثيرة وانا ساحمله في صلاتي من اجل ان يخلصه الله من كل الازمات».
ميقاتي
من جانبه، اكد ميقاتي بعد اللقاء «أن الحرب التي كادت أن تقضي على عيشنا المشترك علمتنا كيف نحمي هذه الميزة الفريدة، ونجاهد اليوم للحفاظ عليها رغم التحديات والمخاطر، لأن فيها ضمانة لمستقبل اللبنانيين من دون تمييز». اما خلال اللقاء فلفت الى «اننا في هذه الاوقات الصعبة التي يمر بها لبنان، في أمس الحاجة الى الصلاة ليقي الله وطننا الويلات والشرور، كما أننا في أمس الحاجة الى دعم الاصدقاء على كل الصعد، خصوصاً على الصعد الاقتصادية والاجتماعية». أضاف»لقد كان المسيحيون في الشرق من دعائم الحريات وحقوق الانسان وحرية المعتقد، وقد وجدوا على الدوام الملاذ الآمن في لبنان، وبقدر ما يشعر المسيحيون في لبنان بالامان بقدر ما ينعكس ذلك على جميع المسيحيين في الشرق. وانا واثق بان الكرسي الرسولي يمكنه القيام بدور كبير في هذا الاطار».
لا جلسة قريبا؟
وفي وقت يرتقب ان ينتقل ميقاتي من روما الى انقرة والقاهرة، ما يعني ان لا جلسات لمجلس الوزراء في المدى المنظور، خاصة وان رئيس الجمهورية العماد ميشال عون يسافر نهاية الاسبوع الى قطر ايضا، تتجه الانظار الى كلمة الامين العام لحزب الله مساء اليوم، لمعرفة ما اذا كانت ازمة اجتماع مجلس الوزراء ستُحلّ ام ان التصلّب باق، خصوصا وان الاوضاع المعيشية آخذة في التدهور. الا ان ما ادلى به وزير الخارجية عبدالله بو حبيب من عين التينة على اثر زيارة للرئيس نبيه بري عكس بوضوح ان لا حل ولا تليين من جانب الحزب، اذ قال ردا على سؤال بحسب ما نقلت معلومات صحافية» لا حلحلة في موضوع الحكومة في الوقت الراهن لأن استقالة الوزير قرداحي غير مطروحة».
ارتفاع اضافي
في السياق، سجّل امس الدولار ارقاما قياسية، في وقت أعلن ممثل موزّعي المحروقات فادي أبو شقرا عن جدول أسعار جديد سيصدر اليوم الجمعة، لافتاً الى أن «الجدول يصدر مرتين في الأسبوع بسبب عدم الاستقرار في سعر صرف الدولار». وحذر من أن «البلد ذاهب نحو الهاوية إذا لم يستقر سعر الدولار». وشدّد على أن «لا قدرة للمحطات على تحمّل الـ 10% والاستمرار في الجعالة الحالية»، واصفاً قرارات مصرف لبنان بـ»الخاطئة وغير السليمة»، وطالبه «بتأمين الدولارات للدواء والمحروقات».
المفاوضات التقنية
ماليا، إطلع رئيس الجمهورية العماد ميشال عون خلال لقائه في قصر بعبدا نائب رئيس مجلس الوزراء سعادة الشامي على مسار المفاوضات مع صندوق النقد الدولي وتبلغ منه ان المفاوضات التقنية مع الصندوق انتهت تقريبا «ودخلت في مرحلة المفاوضات على السياسات النقدية والاقتصادية كي نبدأ بالمفاوضات بشكل جدي مع فريق الصندوق».
اجتماع افتراضي
على الخط المالي دائما، اعلن مصرف لبنان في بيان ان «متابعة لعملية التدقيق الجنائي وبهدف تذليل أي عقبات متبقية بغية تمكين شركة، Alvarez & Marsal Middle East Limited («A&M») من مباشرة مهامها، عقد امس إجتماع إفتراضي بين شركة M&A ومصرف لبنان ووزارة المالية، اكد خلاله المصرف على استمراره بتعاونه الكامل بغية إنجاز عملية التدقيق. كما أبلغ مصرف لبنان شركة M&A بأنه سيقوم بتلبية جميع طلباتها المقدمة لغاية 29-12-2021 حتى لو أدت عملية تحضير المعلومات والاجابات الى تخطي التاريخ المذكور أعلاه و حتى وإن لم يتم تمديد العمل بالقانون رقم 200 تاريخ 29-12-2020 ( تعليق العمل بأحكام قانون سرية المصارف لمدة سنة واحدة ).
محكمة التمييز
على صعيد تحقيقات المرفأ، قبلت محكمة التمييز الجزائية برئاسة القاضية رندة كفوري طلب رد المحامي العام التمييزي القاضي غسان خوري في الدعوى المقدمة من مكتب الادعاء في نقابة المحامين وردت دعوى الارتياب المشروع بحق المحقق العدلي في قضية انفحار مرفا بيروت القاضي طارق البيطار المقدمة من الوزير السابق يوسف فنيانوس. وأفادت معلومات للـLBCI بأن الهيئة العامة لمحكمة التمييز اعتبرت ان المرجع المختص للبت بطلبات رد المحقق العدلي هي محكمة التمييز في الدعوى المقدمة من الوزيرين غازي زعيتر وعلي حسن خليل كما ردت دعاوى مخاصمة الدولة على عمل القضاة المقدمة من رئيس الحكومة السابق حسان دياب والنائب نهاد المشنوق شكلا. فيما افادت «النهار» بأن الهيئة العامة لمحكمة التمييز برئاسة القاضي سهيل عبود ردّت جميع دعاوى مخاصمة الدولة المقدمة من رئيس الحكومة السابق حسان دياب والنواب نهاد المشنوق وزعيتر وخليل.
بيان ووثائق
الى ذلك، نفذ اهالي شهداء المرفأ وقفة تضامنية أمام قصر العدل. وطالب الاهالي بتحقيق العدالة لابنائهم حاملين صور اعضاء الهيئة العليا لمحكمة التمييز.