إسرائيل ليست مكسباً استراتيجياً تنتظره الصين في المنطقة
جاء في مقال لمحلل شؤون الشرق الأوسط تسفي برئِل، في صحيفة “هآرتس” الإسرائيلية :
لاقى إعلان تلقي رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو زيارة بكين، انتقاداً واسعاً في “إسرائيل”.
إنّ نتنياهو قد يحظى بصورة وهو إلى جانب الرئيس الصيني شي جين بينغ، لكن عليه أنّ يتذكر أن رئيس الصين هو زعيم من مستوى آخر.. وهو الأكبر، وبكين ليست بحاجة لتل أبيب، من أجل إرساء نفسها أكثر في الشرق الأوسط.
نتنياهو يعتقد أنّ لقاءً مع شي، “سيضع قذى في عين” الرئيس الأميركي جو بايدن، وسيُظهر أمام الجمهور في إسرائيل تنوع خياراته البديلة في ظل البرودة القارصة التي يُبديها البيت الأبيض، لكي يعيد تفكيره”.
وعلى الرغم من أنّ “الصين تعد الخصم الأكبر للولايات المتحدة في الحرب على الهيمنة العالمية، إلا أنّ إسرائيل ليست المكسب الاستراتيجي المأمول الذي تنتظره بكين من أجل استكمال توسعها على الساحة الدولية”، من الناحية السياسية والدبلوماسية.
أمّا من الناحية الاقتصادية، فالصين “حققت بالفعل رأسمالٍ سياسي واقتصادي ضخم من الشرق الأوسط، بما في ذلك من الاقتصاد الإسرائيلي، قبل أن يطأ نتنياهو بكين”.
فالتعاون بين إسرائيل والصين بشكل عام، وفي المجال العسكري والتكنولوجي بشكل خاص، محدود من خلال شروط وإملاءات محددة في استراتيجية واشنطن، التي تطمح إلى إبقاء حليفاتها في حضنها، وترى في أي مَيْل نحو الصين ضرراً لا يُحتمل في الشراكة”.
وإذا كان نتنياهو يعتقد أنه بزيارته لبكين، يمكنه التلويح بأصابع التهديد أمام واشنطن، فمن الأفضل أن يتذكر أنها الدولة التي تزوّد إسرائيل بوسائل وأسلحة حيوية، كما أنّها وبشكل رئيسي، الدعم الدبلوماسي الأوتوماتيكي في الساحات الدولية.
ولا يمكن رؤية زيارة نتنياهو للصين، على أنها عامل ممكن لشرخٍ بين الولايات المتحدة وإسرائيل، لأن الشرخ سبق أن أصبح حقيقة”.
في واشنطن يدركون أن التقاسم بين البيت الأميركي والبيت الصيني لم يعد عملياً”، كما أنّ “الولايات المتحدة تدرك أيضاً أنّها لن تستطيع إعادة التعاون العميق بين الدول العربية والصين إلى الوراء، أو إملاء قواعد مسلكية حازمة، حتى لأقرب حليفاتها”.
ان الآراء المذكورة في هذه المقالة لا تعبر بالضرورة عن “رأي سياسي” وإنما تعبر عن رأي صاحبها حصرًا.