رأي

إذا سقط الآخرون…لنكن أفضل منهم

كتب أحمد الدواس في صحيفة السياسة.

تعاني معظم شعوب العالم من أزمات ومصاعب جمة، ولنضرب أمثلة على ذلك، فالفلبين تعيش البؤس، فيها 7641 جزيرة يضربها نحو 22 إعصاراً كل سنة مع براكين نشطة، واضطر الناس في جزيرة هاييتي القريبة من كوبا الى صنع أشكال من الطين مفروشة على الأرض كهيئة الكعك، وبعد ان تجف يتناولها الفقير لأن سعر المواد الغذائية مرتفع، فقبلوا أكل الطين لأنه يسد جوعهم.
وفي غواتيمالا أصبح الأمر خطيرا على حياة التلميذ اذا ذهب الى مدرسته، وتدهور الوضع في غرب أفريقيا بسبب الجماعات الإرهابية المسلحة.
وفي إيران ضغوط اقتصادية جعلت عملتها تنهار ما يعني تدهور معيشة الإيرانيين، وعند التقاعد لا يملك الاسترالي ما يكفي من مال لشراء سيارة، ويعيش نصف سكان العالم على أقل من دولارين.
ويوجد الفقر حتى في الدول الغنية، فمن بين الشعب الألماني البالغ تعداده 83 مليون نسمة هناك 12 مليونا ونصف المليون فقير، وفي أميركا هناك واحد من بين ستة أميركيين يعيش في فقر، وهؤلاء يبلغ عددهم نحو 46 مليونا، ومعاش الفرد منهم نحو ألف دولار، أي نحو 270 ديناراً كويتيا، مع تشرد أميركيين في الشوارع، وبالمثل في بريطانيا.
وفي أميركا اللاتينية تعتبر السلفادور أخطر بلد على وجه الأرض، وتشتهر كولومبيا بإنتاج وتهريب المخدرات، ودخلت في حربٍ أهلية مع الثوار لنحو 52 عاماً، وبلغت خطورة الوضع ان القضاة باتوا يخشون على أنفسهم من الاغتيال، وبالفعل وقعت عمليات اغتيال، وفي البرازيل هناك مشكلات القتل والسرقة والفقر، رغم جذب المنطقة السياحي.
في الهند ينتحر بعض الناس عندما لا تنتج الأرض محصولاً زراعيا، وكانت الروبية الهندية مرتفعة القيمة تساوي دولاراً أميركيا قبل 70 عاماً، لكن سعرها تدهور أكثر من 65 مرة، وفي أميركا الوسطى حدثت مجاعة في نيكاراغوا فطلبت حكومتها من الشعب أكل السحالي.
وتعيش كوريا الشمالية حياة بائسة بسبب نظامها السياسي، فزعيمها يعدم المسؤولين لأتفه الأسباب، فقد أعدم نحو 70 مسؤولا حتى عام 2015، والياباني الفقير يخفي حالته المادية أمام الآخرين لأن هذا أمر مٌعيب وفق التقاليد اليابانية، فلا يذكر فقره للناس، لدرجة ان الشرطة اليابانية اكتشفت موت عائلة يابانية في منزلها لأنها لم تكن تملك ثمن التدفئة، وهناك الملايين من الروس الفقراء، مع تدهور الوضع العربي بعامة.
ما ذكرناه بعض القصص عن معاناة الناس في كثير من البلدان، والعالم برمته تجتاحه أنظمة قمعية، وأزمات مالية وبطالة، واحتجاجات شعوب ظلمها حكامها، فاحمدوا ربكم على النعمة، وحافظوا على الكويت، حتى لا يصيبنا ما أصاب غيرنا.
نعم الحكومة أخطأت في كثير من الأمور، ومنها التجنيس، وعدم وجود خطة واضحة للتنمية، وتردي المستوى التعليمي والصحي، وانتشار الفساد وغير ذلك، لكن هذه الأمور يمكن معالجتها، وتظل الكويت أفضل بكثير من بلدان عدة.
بعض النفوس الدنيئة حرضت على نشر الأخبار الملفقة، ربما يقف وراءها أحد النواب ليضرب خصمه هذا أو ذاك، مع انه أقسم بالله العظيم أن يؤدي واجبه بالذمة والشرف، أو تقف وراءها عصابة، أو طابور خامس لا يريد الخير للكويت، ما جعل النيابة العامة تصدر بيانا في الأمس” تتوعد فيه بإجراءات صارمة ضد من يبث الإشاعات والأقاويل الكاذبة، حول ما يجري في الكويت، وبأن أصحابها اتخذوا من الإشاعة أداة لنفث السموم داخل المجتمع، متذرعين بحجج حرية التعبير، متناسين ان ضررهذه الإشاعات يفوق الوباء المتفشي والطاعون المستعر”.
احمدوا ربكم على النعمة، وعلى النظام الآمن والمستقر، وحافظوا على الكويت فهو وطن لايُقدر بثمن.

أخبار مرتبطة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى