أبرزرأي

أيام دبلوماسية فاصلة قبل قمة الرياض

تيريز القسيس صعب.

خاص رأي سياسي…

لم يستجد أي طارئ او تطور ملحوظ على المشهدية السياسية الرئاسية على الرغم من ان باب الاتصالات والمشاورات الداخلية والدولية لم يقفل بعد، في حين ان الجهود الديبلوماسية الفرنسية في ايصال المرشح سليمان فرنجيه إلى بعبدا لم تترنح، بل على العكس، فباريس مستمرة في مساعيها على الرغم من الاعتراض الداخلي لبعض الكتل والاحزاب اللبنانية وتحديدا المسيحية، وغياب لاتفاق الكتل المعارضة على اسم موحد.

فبعد البيان التوضيحي الاخير للخارجية الفرنسية بعدم تبني اي مرشح للرئاسة في لبنان، كان لافتا الصمت والترقب الأميركي غير المعلن عن الحراك الفرنسي وما يدور في الاروقة الديبلوماسية بين قصر الاليزيه والكي دورسيه.
ويكشف احد النواب الذين زاروا واشنطن الاسبوع الماضي لموقع “رأي سياسي” ان الإدارة الأميركية استغربت كتيرا الكلام الصادر عن مسؤولين فرنسيين حيال تقدم حظوظ المرشح سليمان فرنجيه، وان المملكة العربية السعودية بدأت بتليين موقفها من هذه القضية.
ويقول النائب اللبناني الذي لم يشأ ذكر اسمه، ان مساعدة وزيرة الخارجية لشؤون الشرق الادنى باربرا ليف اجرت اتصالا بالخارجية الفرنسية واستفسرت عن نسب التفاؤل الفرنسي بوصول فرنجيه، مجددة التزام الولايات المتحدة بالبيان الذي صدر عن اجتماع نيويورك، وما اتفقت عليه اللجنة الخماسية في باريس.
فما كان من الفرنسيين الا الرد بشكل واضح وجّه إلى الناطقة باسم الخارجيّة الفرنسية آن كلير لوجاندر اوضحت فيه ان لا وجود لاي مرشح تدعمه فرنسا، ما اعتبرته مراجع ديبلوماسية بانه تخبط واضح وغير منسق بين سياسة الاليزيه والخارجية الفرنسية.

وفود ديبلوماسية

وفي انتظار ان تتضح معالم الصورة السياسبة اكثر فاكثر، ترقب ومتابعة حثيثة حول ما قد يعلنه وزير الخارجية الايراني امير عبد اللهيان اليوم في بيروت، وما يمكن ان يحمل في جعبته من افكار ومقترحات حول التمسك والتشدد بترشيح فرنجيه، ام مقاربة سياسية جديدة اكثر ليونة منطلقة من الاتفاق السعودي الايراني برعاية الصين.
يأتـي ذلك فيما من المقرر أن يبدأ وزير الدولة للشؤون الخارجية القطرية محمد الخليفي بزيارة هي الثانية له إلى بيروت مطلع الشهر المقبل ، بهدف التخفيف من الاحتقان السياسي، وحدة الشرخ الداخلي، والاتفاق حول قواسم ومعطيات تقرب وجهات النظر للخروج من مأزق تعطيل انتخاب رئيس جديد للجمهورية.
هذا ويصل ايضا الى لبنان خلال الساعات المقبلة موفد صيني، وذلك في إطار المساعدة وتذليل عقبات انتخاب رئيس، بعدما شعرت الصين انها نجحت في حجز مقعدها الديبلوماسي في المنطقة وذلك على خلفية الاتفاق السعودي الايراني.
وياتي التدخل الصيني الجديد والمستجد في لبنان للاستكشاف والاستماع الى آراء القيادات والمسؤولين خصوصا بعدما فرضت نفسها كمحاور ووسيط دولي في منطقة الشرق الاوسط.

تفاؤل في غير محله

واذا كانت كل المساعي معطلة حتى الساعة لتوحيد المعارضة حول مرشح واحد، الا ان الجهود الفرنسية لم تتوقف في ايصال فرنجيه…فالدوافع التي تزيد من اصرار الجانب الفرنسي اكدتها مصادر ديبلوماسية مطلعة في باريس لموقعنا ان الاتصال الاخير الذي جرى بين ولي العهد السعودي محمد بن سلمان والرئيس ايمانويل ماكرون، خرج بشعور متفائل لدى فريق عمل الاليزيه الملم بالملف الرئاسي اللبناني، عندما اصر ماكرون على بن سلمان القبول بفرنجيه مقابل السفير نواف سلام في الحكومة، فيما قال ولي العهد “اذا قبل حلفاؤنا في لبنان بهذا الطرح عندئذ يمكن ان نبحث في هذا الامر.”
وباعتقاد المراجع اولا ان السعودية لم تقفل الباب نهائيا امام فرنجيه وان باب التفاوض ما زال ممكنا وقد يخدم وصوله الى بعبدا، وهذا الامر تسبب باعتقادات وتفسيرات في غير محلها، وثانيا السعودية لا تريد أن تزج نفسها مباشرة برفض فرنجيه، والاعتقاد بأنها تتدخل في الشؤون الداخلية ، لذا تركت الخيار للحلفاء في لبنان اعلان رفض هذه التسوية، وهذا ما يظهر جليا على الأرض عبر التصاريح والمقابلات التي تجرى مع قياديين وسياسيين.

وفي هذا الإطار لوحظ ان الجانب الفرنسي يعمل بوتيرة سريعة للخروج بحل ما قبل انعقاد القمة العربية المقبلة في السعودية. وباعتبار الفرنسيين هذه هي الفرصة الاخيرة التي تمكن ربما فرنجيه من الحصول على الموافقة والدعم العربي لترشحه، وذلك لان البيان الختامي الذي سيصدر عن القمة سيتضمن فقرة تتناول الوضع اللبناني بشكل عام والموقف العربي من الاستحقاق الرئاسي والوساطات والاتصالات الدولية والعربية القائمة حاليا.
فاذا اشار البيان الى نقاط ايجابية تخدم فرنجيه من دون تسميته، فعندئذ يمكن القول ان المسعى الفرنسي لوصول فرنجيه حقق تقدما وخرقا ايجابيا في المجتمع العربي، وان انتخاب رئيس جديد يتطلب استكمالا ومتابعة للجهود الديبلوماسية، والا فإن آخر حبات العنقود سقطت أرضا….

أخبار مرتبطة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى