اقتصاد ومال

أنباء عن تشديدات لقيود البنوك الصينية على روسيا

الكرملين: الموضوع حساس ولا تعليق

أكد تقرير أن البنوك الصينية الحكومية تعتزم تشديد القيود على تمويل العملاء الروس، عقب أن فرضت الولايات المتحدة عقوبات ثانوية على الشركات المالية في الخارج التي تساعد موسكو في الحرب بأوكرانيا، وذلك بحسب ما قاله أشخاص على دراية بالأمر لوكالة «بلومبرغ».

وذكرت «بلومبرغ» أن الأشخاص، الذين رفضوا الكشف عن هويتهم، قالوا إن بنكين على الأقل أصدرا أوامر بمراجعة الأعمال الروسية لديهما خلال الأسابيع الماضية، مع التركيز على الاتفاقيات والمعاملات عبر الحدود.

وقال الأشخاص إن البنوك سوف توقف التواصل مع العملاء المدرجين على قائمة العقوبات، كما سوف تمنع تقديم أي خدمات مالية للقطاع الروسي العسكري بغض النظر عن العملة أو مكان إجراء المعاملة المصرفية.

وفقاً لمصادر الوكالة، يقوم المقرضون الصينيون بزيادة التدقيق الواجب على العملاء. ويقومون بالتحقق مما إذا كانت مؤسساتهم والمستفيدون المعتمدون والمستفيدون النهائيون مسجلين في روسيا. وأكدت المصادر أيضا أنه سيتم فحص العملاء غير الروس الذين يقومون بأعمال تجارية في روسيا أو يقومون بتوريد السلع الحيوية إليها عبر دولة ثالثة.

وفي ديسمبر (كانون الأول) الماضي، هددت وزارة الخزانة الأميركية باستخدام عقوبات ثانوية ضد البنوك التي تساعد روسيا بإبرام صفقات لشراء المعدات اللازمة لقطاع الدفاع. والحديث يدور عن كلٍّ من المعاملات المنفذة سابقاً والانتهاكات المستقبلية. وسيتم منع مثل هذه المنظمات من فتح حسابات مراسلة في الولايات المتحدة أو تقييد استخدامها، كما سيتم حظر ممتلكاتها في الولايات المتحدة.

من جانبه، رفض الكرملين التعليق يوم الثلاثاء على التقرير، واصفا إياه بأنه «موضوع حساس للغاية». وردا على سؤال حوله قال المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف، إن «الصين تظل شريكا استراتيجيا مهما لروسيا، وتواصل معها تطوير العلاقات».

والعام الماضي، قدمت أربعة من أكبر البنوك الصينية مليارات الدولارات إلى البنوك الروسية، وذلك كجزء من جهود بكين للترويج لليوان كعملة عالمية بديلة للدولار، بحسب تقرير لصحيفة «فاينانشيال تايمز» في شهر سبتمبر (أيلول) الماضي.

وبحسب التقرير، زاد البنك الصناعي والتجاري الصيني، وبنك الصين، وبنك التعمير الصيني، والبنك الزراعي الصيني انكشافها الإجمالي لروسيا من 2.2 مليار دولار إلى 9.7 مليار دولار في 14 شهراً حتى مارس (آذار) 2023، وفقاً لبيانات البنك المركزي الروسي، حيث تشكل أصول البنك الصناعي والتجاري الصيني والبنك الزراعي الصيني 8.8 مليار دولار من إجمالي الأصول.

وخلال الفترة نفسها، قام بنك «رايفايزن» النمساوي، البنك الأجنبي الأكثر انكشافا على السوق الروسية، بزيادة أصوله في البلاد بأكثر من 40 بالمائة، من 20.5 مليار دولار إلى 29.2 مليار دولار. وقال البنك إنه يبحث عن سبل للانسحاب من البلاد، حيث خفض أصوله إلى 25.5 مليار دولار منذ مارس 2023.

وتشكل تحركات البنوك الصينية جزءاً من تحول روسيا نحو اعتماد اليوان الصيني بدلاً من الدولار الأميركي أو اليورو عملة احتياطية. ويسلط صعود تداول اليوان الضوء على محور روسيا الاقتصادي تجاه الصين، حيث وصلت التجارة بين البلدين إلى مستوى قياسي بلغ 185 مليار دولار في عام 2022. وزادت المعاملات بين البلدين باستخدام اليوان من 1 بالمائة قبل حرب أوكرانيا، إلى نحو 16 بالمائة في خريف العام الماضي.

أخبار مرتبطة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى