رأي

أخبار النفط غير سارة في 2025!

كتب كامل عبدالله الحرمي في صحيفة الراي.

تشير التوقعات أنه مع وصول الرئيس الأميركي دونالد ترامب، إلى منصة الرئاسة ستكون في أوجها فورة الإنتاج النفطي في الولايات المتحدة الأميركية وبكميات قد تفوق 15 مليون برميل في اليوم خلال الـ 3 سنوات المقبلة، أي بأكثر من 5 ملايين برميل في اليوم عن روسيا والمملكة العربية السعودية، وستنتج أميركا ما تريده ومن دون التزامات «أوبكية» وحصصية!

وفي ظل الزيادة في الإنتاج ومع عدم أي تقدم في الطلب العالمي في أسعار النفط، فإنّ معدل سعر البرميل قد ينخفض إلى ما دون 70 دولاراً، وهو المعدل الحالي في الأسواق النفطية.
ومع كميات تفوق 6 ملايين برميل محبوسة لدى دول منظمة (أوبك+) والتي تحتاج إلى مخرج شرعي للتخلص منها، بدلاً من تخزينها والتصرف بها بأسرع وقت ممكن بدلاً من بيعها بأسعار منخفضة مستقبلاً.

وقد يضمحل دور منظمة أوبك مستقبلاً حيث إنها أصبحت غير قادرة على حماية أسعار النفط وسط الإمدادات المتسارعة في إنتاج النفط تحت حماية ووصاية المنظمة التي مازالت ترى أنها مسؤولة عن أسعار عادلة للنفط، في حين أن الدول النفطية الأخرى تنتج وتتحرّك بحمايتها. معظم الدول والشركات النفطية الخارجية ترى أن النفط عند 55 دولاراً هو معدل مناسب لحماية استثماراتها النفطية، وهو المؤشر، إلا أن «أوبك» تريد معدلات أعلى بكثير من أجل مصاريفها وماليتها العامة سنوياً والتي تبلغ حالياً نحو 90 دولاراً وأكثر.

ولهذا، أي منتج من خارج (أوبك+) ينتعش تحت مظلة وحماية الإطار السعري لدول المنظمة النفطية، هبوطاً أو ارتفاعاً. وارتفاعاً سيزيد من قوة الاستثمارات النفطية لتلك الدول والشركات من خارج دول «أوبك» وأرباحاً متراكمة على المدى البعيد، غير عابئة بقرارات «أوبك» المستمرة ارتفاعاً وانخفاضاً سواء على محيط الأسعار أو الإنتاج.

ومن ثمّ على «أوبك» إيجاد آلية جديدة تحافظ بها على هيبتها ومكانتها، فالقلق هو انسحاب بعض الأعضاء من المنظمة ومصير وحدتها، بعد أن أصبحت التضحية بالإنتاج غير فعّالة مع تراجع في الأسعار.

ليس من حل أمامها سوى التضحية بالإنتاج واستفادة الآخرين من بقية الدول النفطية، حيث تعودت الأسواق النفطية على قرارات «أوبك» وآليتها الوحيدة.

العام المقبل لن يكون سهلاً للمنظمة النفطية مع استمرار تدفق النفط من معظم الدول المنتجة من دون استثناء. و«أوبك» لم تعد قادرة وهي ترى مثلاً دولة ستنتج في القريب 20 مليون برميل في اليوم أو ما يعادل إنتاج روسيا والمملكة العربية السعودية والإمارات.

هذه الدول أصلاً مكدّسة بالنفط والأعلى بالاحتياطات النفطية حالياً ومستقبلاً.

إذاً، هل انتهى دور «أوبك» في تعزيز واستقرار سعر البرميل، وترك الأسواق النفطية على راحتها وترك الأسعار حسب العرض والطلب العالمي وعدم التدخل؟!

أخبار مرتبطة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى