رأي

أخاك أخاك

كتب مشعل السعيد في الأنباء الكويتية

يقول الدارمي ربيعة بن عامر التميمي:

أخاك أخاك إن من لا أخا له

كساعٍ إلى الهيجا بغير سلاح

فهل يستطيع المرء القتال وهو أعزل من السلاح؟ وهل تستطيع مباشرة أمر مهم دون ان تعد العدة له؟ هذه العدة هي أخوك الذي لا غنى لك عنه في كل الأحوال، فما بال أناس يقاطعون إخوتهم وكأنهم أعداء لهم، فأخوك أولى الناس بالبر والإحسان بعد والديك، وقد قال المولى عز وجل (واتقوا الله الذي تساءلون به والأرحام إن الله كان عليكم رقيبا – النساء). وللأخ منزلة كريمة ومكانة سامية، فهو هبة من الله تعالى القائل: (ووهبنا له من رحمتنا أخاه هارون نبيا – مريم: 53)

فالأخ هو الحصن المنيع لأخيه، ومصدر القوة والعون والسند، يقف معك ويؤازرك وقت حاجتك إليه، ليتحقق بينك وبينه صلة الرحم بأجمل صورها، ثم إن الأخ مرآة أخيه إذا رأى منه خطأ أرشده إلى الصواب وإذا نصحه أخلص له النصيحة، سئل الرجل الصالح عبدالله بن المبارك: ما خير ما أعطي الإنسان؟ قال: أخ شقيق يستشيره، والأخ الأكبر بمنزلة الوالد يوقر ويحترم ويقدر، ويرجع إليه ويعول عليه في الأمور المهمة ويكون مثل المظلة لإخوته، والأمر ليس مقصورا على الأخ الشقيق وإنما الأخ من الأب ومن الأم ومن الرضاعة، وقد قال الطغرائي في ذلك:

أخاك أخاك فهو أجل ذخر

إذا نابتك نائبة الزمان

وإن رابت إساءته فهبها

لما فيه من الشيم الحسان

وقد كان أهل الجاهلية وهم على ضلالة يوقرون الأخ الأكبر ويعرفون له عظم منزلته، فانظروا إلى مهلهل بن ربيعة وما فعله ببني تغلب بعد قتلهم أخاه كليب، حتى قال:

كليب لا خير في الدنيا ومن فيها

إن أنت خليتها في من يخليها

وفي الإسلام انظروا لنموذج الإخوة بين الفاروق عمر وأخيه زيد مع انه لم يكن شقيقا له، فكان يقول بعد استشهاده في معركة اليمامة: «ما هبت الصبا إلا وجدت منها ريح زيد، رحم الله زيدا أسلم قبلي واستشهد قبلي» وهكذا يكون الأخ لأخيه، ودمتم سالمين.

أخبار مرتبطة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى