شؤون لبنانية

أبو فاعور: التيه الرئاسي يبدو مديدا

اعتبر عضو “اللقاء الديموقراطي” النائب وائل أبو فاعور أن “كل الصيغ والأسماء والاقتراحات، لا يبدو حتى اللحظة انها تسلك مسارها الصحيح للوصول  الى انتخاب رئيس للجمهورية، واذا كان البعض لا يزال يراهن بأن الخارج سينوب عن الداخل  فهو واهم، واذا لم تأت المبادرة من الداخل من القوى السياسية اللبنانية عبر الحوار المفتوح الذي يبتعد عن كل أشكال المزايدات، فلن يكون هناك انتخاب رئيس للجمهورية”.

كلام أبو فاعور جاء خلال عشاء تكريمي أقيم لأبو فاعور والنائب السابق محمد القرعاوي في المرج، بدعوة من جمعية آل صالح، “تقديرا لجهودهما”، في حضور النائب والوزير السابق جمال الجراح، قائمقام البقاع الغربي وسام نسبيه، رئيس بلدية المرج منور الجراح، مخاتير المرج صلاح صالح وايهاب ابو عثمان ومحمد الشموري وسليمان زعرور، رئيس حزب الاتحاد الاشتراكي العربي عمر حرب، القاضية دورين صالح، الشيخين محمود ومهدي صالح وفعاليات ثقافية واجتماعية ووجهاء من المرج وآل صالح.

وقال أبو فاعور: “ليس هناك من يمكن أن يقوم مقام الدولة، لا بالطبابة، ولا بالاستشفاء، ولا في الخدمات العامة، ولا في التربية والتعليم، وكل من حاول أن يقوم مقام الدولة أعتقد ان تجربته كانت تجربة فاشلة. واليوم المواطن اللبناني هو الذي يدفع ثمن هذا التيه الرئاسي في لبنان، الذي يبدو مديدا، لأن رئاسة الجمهورية لا تزال حتى اللحظة في علم الغيب، واتحدث عن الرئاسة لأنها المعبر الحقيقي للانقاذ الاقتصادي والاجتماعي ، فالمسار واضح ومنطق الامور واضح، رئيس جمهورية، حكومة ، برنامج انقاذي اقتصادي اجتماعي، لكي ينهض هذا الوطن من كبوته،  وينهض المواطن اللبناني من بؤسه، هذا البؤس الذي تجاوز حدود الذل، والمهانة”.

أضاف: “للأسف الأنانيات الشخصية تخلق أنانيات سياسية، والانانيات السياسية تمنع الاتفاق على رئيس للجمهورية، وحتى اللحظة، كل الصيغ والاسماء والاقتراحات التي قدمت لا يبدو أنها تسلك مسارها الصحيح للوصول الى رئيس للجمهورية. واذا كان البعض لا يزال يراهن بأن الخارج سينوب عن الداخل في اختيار رئيس للجمهورية فهو واهم، اذا لم تأت المبادرة من الداخل من القوى السياسية اللبنانية عبر الحوار المفتوح الذي يبتعد عن كل أشكال المزايدات  فلن يكون هناك انتخاب رئيس للجمهورية”.

وشبه انعقاد مجلس الوزراء “بأكل السفرجل، فكلما تعقد جلسة نقيم على مدى أسبوعين أو كثر جدلا سياسيا لينعقد من أجل اخذ قرارات تمس حياة المواطن اللبناني، إن في التربية أو الدواء او بغيره، المجلس النيابي ممنوع النقاش فيه وآخر البدع  ما حصل في جلسة اللجان النيابية المشتركة، حيث تم تعطيلها”.

وسأل: “هل المطلوب شل البلد وتدمير كل المؤسسات؟ هل المطلوب سد كل المنافذ التي يمكن ان يتنشق المواطن اللبناني منها بعض الهواء للاستمرار في هذه الظروف الصعبة؟ لذلك، لا أمل لنا إلا الدعاء والسعي وان تتغلب الحكمة على عقول السياسيين الذين حتى اللحظة لا يبدون أية مرونة في مقاربة موضوع رئاسة الجمهورية لكي يكون بداية المدخل للخروج من هذه الازمة”.

وعن بلدة المرج، قال: “المرج التي على مدى كل السنوات الماضية بعائلاتها بأبنائها بفعاليتها بكل أبنائها أخذت الخيارات الوطنية السليمة والخيارات الوطنية الصالحة. والمرج التي إنحازت في كل المراحل التاريخية وفي كل المحطات التاريخية الى الموقع والموقف الوطني والتي إذا ما تحدثنا عن راشيا والبقاع الغربي فإن المرج هي موقع إستراتيجي أساسي في هذه المنطقة في صنع الخيارات، وأقولها بصراحة إذا كانت المرج بخير فالبقاع الغربي وراشيا بخير”.

أضاف: “أنا بصراحة أعترف بأنني تعلمت من أهل المرج وأنتم تعلمون أننا كحزب تقدمي إشتراكي تاريخيا تربطنا علاقة متينة، فالمرج كانت من اولى البلدات البقاعية التي زارها و اصطفاها كمال جنبلاط والمرحوم محمد درويش كان ملازما له ولصيقا به حتى يوم وفاته، وكمال جنبلاط بكل قامته العربية والوطنية والعالمية اهتم بشؤون المرج وبقضاياها  مثلما اهتم بقضايا الكثير من المناطق التي كان يعتبر أنها تنبت منها الإشتراكية ينقل عن كمال جنبلاط أنه عندما زار الروضة قال وهو يخرج “من هنا تنبت الإشتراكية”. ما الذي دفع كمال جنبلاط في يوم من الأيام أن يأتي الى المرج الى الروضة إلى جب جنين إلى كامد اللوز إلى كل هذه القرى إلا بحثه عن الناس الأصفياء الأنقياء الذين يمكن أن يراهن عليهم في مشروع الوطن، وما خاب ظن كمال جنبلاط كما لم يخب ظن رفيق الحريري في المرج وأهلها. عندما انتصرت المرج وأهل المرج إلى دم الرئيس الشهيد رفيق الحريري في تلك اللحظة الوطنية التي أعقبت استشهاده، وأدعو أهل المرج إلى المحبة ثم المحبة ثم المحبة بين بعضهم البعض”.

وشكر أبو فاعور آل صالح وكل أهل المرج وجمعية آل صالح على هذا التكريم  وصاحب المجمع دوري صالح على الاستضافة، مؤكدا “الاستمرار في هذه العلاقة علاقة المحبة والاحترام التي تربطنا بهذه العائلة وهي علاقة راقية تقوم على قناعة  وسنحافظ عليهامن أجل خدمة مجتمعنا، علنا بذلك نستطيع ان نرفع جزءا من المعاناة”.

القرعاوي

وقال النائب السابق محمد القرعاوي: “أمام هذا الانهيار الخطير تتعاظم المسؤولية الملقاة علينا جميعا من خلال دعم المبادرات الأهلية وتفعيلها ،فالدولة الغائبة كليا عن القيام بواجباتها من تأمين الصحة والدواء والتعليم  يجب أن يقابل هذا الغياب  مبادرات أهلية تؤمن صمود أهالينا أمام هذا الانهيار وتبحث عن الوسائل التي تساعدنا لتجاوز هذا الأزمة”.

أضاف: “بلغ الانقسام السياسي مرحلة خطيرة جدا لتغيب آفاق الحلول وسط التعنت الحاصل من دون الالتفات إلى قضايا الناس وحياتهم، وأدى الشلل في مؤسسات الدولة إلى مرحلة من التلهي بخطابات طائفية ومذهبية بدلا عن العمل الجاد لوقف الانهيار والشروع بعملية الإنقاذ”.

وتابع: “مساندة وتشجيع الجمعيات الأهلية والمبادرات الشبابية والجمعيات العائلية ودعمها بكل الوسائل والامكانات  تحصن مجتمعاتنا وتحميها من مخاطر التفلت الذي نعيش فصوله وخصوصا حماية شبابنا من آفة المخدرات التي بدأت تنتشر في مجتمعاتنا ومن واجبنا التصدي لها بكل قوانا .. من خلال التوعية الدائمة لمحاربة المخدرات  وزرع إرادة البناء والصمود في نفوس وعقول شبابنا  لأنهم الفئة المستهدفة في عملية التدمير الممنهج”.

وختم: “من هنا وفي هذا اللقاء الطيب أدعو الجمعيات الأهلية والرياضية والكشفية والعائلية سواء في المرج أو في كل البقاع الغربي وراشيا إلى التكاتف والتضامن والاتحاد فيما بينها لمواجهة مخاطر المخدرات وانتشارها  والعمل المشترك لإنماء المنطقة تعليميا وصحيا واجتماعيا، كي تكون الدرع الذي يحمي أهالينا منها، لأنه لا سبيل أمامنا إلا هذه المبادرات للحفاظ على نظافة مجتمعاتنا وقيمها الأخلاقية”.

صالح

كلمة آل صالح ألقاها رئيس جمعية آل صالح وسيم صالح فقال: “أمام الواقع المؤلم الذي يشهده وطننا لبنان عموما والبقاع خصوصا، يصبح عمل الجمعيات الأهلية والأندية الرياضية والثقافية والنقابات العمالية ومؤسسات المجتمع المدني ضرورة وخطوة بالاتجاه الصحيح للخروج من الأزمات، ويبقى التضامن العائلي والبلدي صمام الأمان في وجه كل المتغيرات التي تعصف بنا على جميع الأصعدة الاجتماعية والثقافية والمعيشية والتربوية والسياسية أيضا، متى ما وجهت البوصلة نحو الأهداف السامية المتعلقة بالنهوض والعبور بأهلنا ومجتمعنا ووطننا إلى بر الأمان”.

وقال: “للضيفين المكرمين العزيزين علينا كجمعية آل صالح وأهالي بلدة المرج الحبيبة، نقول: ليس غريبا على أمثالكم مد الجسور وتمتين الروابط مع الجمعيات والهيئات الأهلية، وليس جديدا حرصكم الدائم على نسج أفضل العلاقات مع جميع مكونات المجتمع المحلي، وتاريخكم يشهد أنكم كنتم ولا زلتم خير مثال على الاهتمام المباشر بالشأن العام على صعيد الوطن والبقاع في مختلف النواحي والمجالات ،وليس مصادفة أن تكون جمعية آل صالح السباقة بتكريمكم وتقدير جهودكم، لأننا نؤمن قولا وفعلا أن من لا يشكر الناس لا يشكر الله”.

وكانت قدمت اللقاء معرفة زهراء صالح، وتحدثت عن اهداف وتطلعات جمعية آل صالح ودورها.

أخبار مرتبطة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى