رأي

أبناؤنا أمانة في أعناقكم

كتبت أ. د. بهية بهبهاني في صحيفة القبس.

تنتشر مشكلة هروب الطلبة من المدرسة في معظم دول العالم، وبخاصة بالمرحلة الثانوية حيث يكون الطلبة (إناثاً وذكوراً) في فترة المراهقة، وهي مرحلة الرغبة بالتحرر من سلطة الأهل والمدرسة والمجتمع، حيث يقوم الطلبة بالهروب من المدرسة عن طريق القفز من السور أو الهرب من بوابة المدرسة، وتواجه هذه المشكلة بالغضب الشديد من قبل الأهل وإدارة المدرسة؛ وذلك لأَنهم يعتبرون أن فترة تواجد أبنائهم في المدرسة هو وقت يجب أن يشعرهم بالاطمئنان. وتختلف إجراءات الأمن والسلامة بالمدارس من مدرسة لأخرى، ولذلك وجب على وزارة التربية أن تصدر قراراً الزامياً يتم تطبيقه على كل المدارس ومحاسبة كل مدرسة لا تلتزم بتطبيقه، وعليه فيجب تركيب كاميرات للمراقبة بالساحات المدرسية وعلى مسافات متقاربة على الأسوار المدرسية لتسجيل المشاجرات وحالات التنمر الطلابية، وكذلك على بوابة دخول المدرسة لمدارس الذكور والإناث، والالتزام بتواجد إحدى العاملات مع الحارس – في مدارس البنات – لمنع الطالبات من الخروج بعد دخولهن المدرسة. فهل طبقت وزارة التربية هذه الإجراءات للمحافظة على حياة الطلبة، ام انها مكتفية حاليا بالركض خلف الطلبة الذين يهربون من المدرسة بالشوارع، واذا اصيب الطالب بحادث اثناء هربه تقوم الوزارة فقط بتغيير مسؤولي الإدارة المدرسية؟! ولماذا تركض مسؤولة بالمدرسة ومعها الحارس بالشارع للقبض على الهاربين، مما يدفعهم إلى الاستمرار بالركض خوفاً من العقاب؟ ولماذا لم يتم الاتصال بالمخفر وإبلاغهم حتى يتصرفوا بالحكمة والاحترافية في مثل هذه المواقف؟

ان سرعة التطور التقني واطلاع أبنائنا وبناتنا على الثقافات العالمية والتي تخالف اوامر ديننا الحنيف وتقاليدنا الاجتماعية دون رقابة من الاهل او من المدرسة، يلزمان وزارة التربية تزويد المدارس بما يمنحها القدرة على توفير المسابقات البيئية والرياضية بين الطلبة اثناء فترة تواجدهم بالمدرسة، كما يحب اشراك الطلبة في رعاية البيئة وبمراكز الشباب بالمنطقة السكنية لهم وغيرها. كما أن للمناهج الدراسية دورا كبيرا في تفشي هذه الظاهرة لما تتضمنه من محتوي علمي عفا عليه الزمن وأساليب تدريس مملة. وقد كشفت وزارة التربية أنه تم التعامل خلال العام الدراسي 2021–2022 مع 22117 حالة طلابية تنوعت بين عنف لفظي وجسدي وهروب من المدارس وتدخين وتعاطي مخدرات وغيره. فما الوسائل التي ينبغي تطويرها وإعدادها من قبل وزارة التربية لكي نكون مطمئنين لوجود أبنائنا بالمدارس؟!

أخبار مرتبطة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى