رأي

أبطال مكتب لندن.

كتب عبد العزيز الكندري في صحيفة الراي.

«نفخر ونعتز بما تم تحقيقه من إنجازات في مكتب الاستثمار الكويتي بلندن والذي كان علامة بارزة في تأصيل أطر الشراكة بين دولة الكويت والمملكة المتحدة»… هيئة الاستثمار.

هناك دول صغيرة ولكن لا يتسع لها المكان، لها نفوذ حول العالم أكبر بكثير من حجمها، لديها أدوار مختلفة والجميع يقبل بوساطتها، ولا يستطيع أحد السيطرة على قرارها. تتميز بالحكمة والاتزان وعدم صنع الأزمات، لها تاريخ اقتصادي حافل بإنشاء الكيانات الاقتصادية… إنها الكويت.
وتحت رعاية وحضور سمو ولي العهد الشيخ مشعل الأحمد، أقيمت احتفالية بمناسبة مرور 70 عاماً على تأسيس مكتب الاستثمار الكويتي في لندن. وتم تقديم شرح لسموه عن مسيرة تاريخ الاستثمارات الكويتية من خلال عرض الصور التاريخية بهذه المناسبة من قِبل الهيئة العامة للاستثمار.

وتعود جذور مكتب الاستثمار الكويتي في لندن إلى مجلس الاستثمار الكويتي الذي أنشئ في عام 1953، وفي عام 1965 أعيدت تسمية مجلس الاستثمار الكويتي ليصبح مكتب الاستثمار الكويتي وتمت توسعة نطاق سياسته الاستثمارية خارج المملكة المتحدة لتشمل الولايات المتحدة وآسيا وبعض الأسواق الناشئة. وهو من أذرعة الهيئة العامة للاستثمار الكويتية، يدير نحو ثلاثين في المئة من أصول وأموال الهيئة والتي تبلغ 750 مليار دولار في العام 2023، وهو رابع أكبر صندوق ثروة سيادية عالمياً.

ويجب ألا ننسى دور مكتب لندن عام 1990، حيث كان له دور كبير في الغزو العراقي للكويت، فكان الداعم للحكومة الكويتية الشرعية في التحويلات المالية للحكومة والمواطنين في مختلف دول العالم.

والاحتفالية بمرور 70 سنة على إنشاء مكتب لندن هي مستحقة، ويجب وضع المجاهر الفاحصة عليها لإبراز دور الكويت الاقتصادي الرائد والتي أنشأت مكتب لندن قبل حتى استقلال الكويت، حيث كان هناك رجال مخلصون يفكرون بمستقبل الأجيال القادمة.

وقال العضو المنتدب للهيئة العامة للاستثمار غانم الغنيمان، في كلمة له: «بشعور كبير من الفخر والاعتزاز بما تم تحقيقه من إنجازات على الصعيد الاستثماري في مكتب الاستثمار الكويتي هنا في العاصمة البريطانية لندن نحتفل اليوم بالذكرى السبعين لتأسيس المكتب والذي كانت له علامة بارزة بتأصيل أطر الشراكة بين دولة الكويت والمملكة المتحدة».

وهنا يجب أن نستذكر دور الأبطال الذين قاموا بتأسيس مكتب لندن وجميع العاملين فيه على هذه الإنجازات… السابقين والحاليين، وكذلك بعض رجالات الكويت مثل المرحوم حمد الجوعان، أحد أبرز رجالات الجيل الأول صاحب فكرة إنشاء مؤسسة التأمينات الاجتماعية، وكلّف بإدارة المؤسسة في العام 1976 حتى أواخر عام 1983، وأعد قانون التأمينات الاجتماعية وتولى مسؤولية تنفيذه. والدكتور فهد محمد الراشد، مؤسس الاستثمار في التأمينات ونائب المدير العام السابق لشؤون الاستثمار في المؤسسة العامة للتأمينات الاجتماعية.

تاريخ الكويت لم يكن حافلاً بالورود دوماً، فهناك العديد من المصاعب التي مرت بها وعلى مختلف العصور، ولكنها السياسة الخارجية الحصيفة المتزنة والمتوازنة هي التي صنعت وأحدثت الفارق، وعبرت بالكويت إلى بر الأمان منذ أكثر من 350 عاماً.

وكذلك لا نغفل عن دور الصندوق الكويتي للتنمية، حيث قام بدور بارز في تقديم المساعدات لمختلف الدول حول العالم وحقق أهداف سياسة الكويت الخارجية.

أخبار مرتبطة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى