خاصأبرزرأي

نصرالله يحدد مسار المواجهة اليوم…ودخول الجليل خيار وارد

حسين زلغوط
خاص – “رأي سياسي”:

تحبس المنطقة برمتها ومعها العالم الأنفاس لما ستؤول إليه التطورات العسكرية في الساعات أو الأيام القادمة بعدما توعدت إيران بالرد على اغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة “حماس” إسماعيل هنية في طهران، و”حزب الله” بالرد على اغتيال القائد الجهادي فؤاد شكر في الضاحية الجنوبية.
ومن خلال متابعة المواقف المتتالية من اكثر من جهة، تبدو الأمور مفتوحة على مصراعيها أمام امكانية اندلاع حرب حامية الوطيس، ارتباطا بالرد وطبيعته ومكانه وما إذا كان موحدا من محور المقاومة أو متعاقبا، يبدأ من ايران، التي لم تهدأ الاتصالات الدولية مع المسؤولين فيها بهدف ان يكون الرد مضبوط الايقاع بحيث لا يؤدي الى حرب واسعة في المنطقة، غير ان طهران رفضت الاستجابة لهذه الدعوات مؤكدة انها سترد بما يتناسب وعملية الاغتيال واستباحة السيادة الايرانية، من دون ان تعطي اي اشارات حول مكان وزمان الرد، فايران كما هو معلوم لا تعمل برد الفعل الفوري، بل تأخذ وقتها قبل القيام بخطواتها على قاعدة انها تمهل لكنها لا تهمل.
وفي هذا السياق يؤكد مصدر وزاري لموقع “رأي سياسي” ان الاتصالات لم تهدأ في ما بين قيادات محور المقاومة بغية ان يكون الرد مدروسا وقاسياً ويعطي النتيجة المطلوبة بعد ان اصبح هذا الرد حتمياً، موضحاً انه من خلال المواقف التي اطلقت على لسان اكثر من مسؤول ايراني فان الرد سيكون صارما ومدوياً، بحيث لا يكون بمقدور اسرائيل استيعاب الضربة.
ولم يستبعد المصدر في حال تطورت الاوضاع العسكرية ان يقوم “حزب الله” بعملية نوعية من خلال دخول مئات المقاومين الى الجليل بشكل يربك اسرائيل، وهذا الموضوع المح اليه الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله اكثر من مرة خلال اطلالاته وهو الثلاثاء(اليوم) بخطابه في ذكرى اسبوع الشهيد فؤاد شكر سيرسم بالتأكيد مسار المواجهة، وهذا الأمر اشارت اليه صحيفة “معاريف” التي نقلت عن مسؤولين أمنيين إسرائيليين، قولهم: أعيننا على الأرض وليست بالسماء ونستعد لمحاولات تسلل وسيناريوهات غير متوقعة.
ويرى المصدر ان الرد على اسرائيل ربما تكون بدايته ايرانية، ومن ثم يكون رد “حزب الله”، وربما ايضاً يكون رباعيا اي دفعة واحدة من ايران الى اليمن الى العراق فلبنان، وهذا الأمر ستقّدره القيادات التي تقوم بدرس الموضوع بعناية فائقة، لأن الرد هذه المرة سيكون مغايرا للهجوم الايراني بالصواريخ والمسيرات على اسرائيل فجر الرابع عشر من نيسان الماضي والذي تم بالتنسيق مع المقاومة الاسلامية في العراق، و”حزب الله، وانصار الله الحوثي، فايران تتحضر لرد يكون قاسيا ومؤلما بحيث يجعل اسرائيل تحسب الف حساب قبل مجرد التفكير مرة اخرى في المستقبل بالاعتداء على الاراضي الايرانية، عازيا التأخر في الرد الى ان ايران تريد التأكد من ان الرد سيحقق الاهداف بشكل دقيق ويلحق الخسائر الجسيمة باسرائيل، الى جانب ان طهران تعمل على ان يكون ردها قانونيا من قبل مجلس الأمن القومي والبرلمان والحكومة.
وعما اذا كان رد ايران و”حزب الله” سيشرع أبواب المنطقة امام حرب واسعة، يسارع المصدر الوزاري الى التأكيد ان ايران والحزب لا يرغبان ابدا بتوسيع الحرب، وأن هذا الأمر يتوقف على حجم الرد الاسرائيلي، وفي حال تدحرجت الاوضاع باتجاه حرب واسعة فان محور المقاومة جاهز لخوض هذه الحرب، مستبعداً ان نكون امام تسوية قريبة وان ذلك لن يتم الا بعد الانتخابات الاميركية في تشرين الثاني من العام المقبل، الا في حال حصول حدث استثنائي فرض التسوية قبل هذا التاريخ.
وحول ما يقال عن امكانية ان تلجأ اسرائيل الى حرب استباقية، سأل المصدر على من؟ هذا أمر مستبعد، ليس لأن اسرائيل لا تريد ذلك، بل لأنها غير قادرة على فعل ذلك، كون ان المواجهة ليست على جبهة واحدة، وهي ان فعلت ستفتح ابواب جهنم على نفسها ولن تحقق هدفها، ورد “المحور” سيكون ساعتئذ اضعاف مضاعفة ولن يكون في مقدور اسرائيل على مواجهته رغم الدعم الأميركي اللامحدود الذي يقدم لها على كافة الصعد.

أخبار مرتبطة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى