“مستقلون من أجل لبنان”: انتخاب رئيس هو ضرورة لتحصين الوحدة الوطنية..
زار وفد من “لقاء مستقلون من اجل لبنان” سفير روسيا في لبنان الكسندر روداكوف، وبحث معه في “تطورات الوضع الفلسطيني واستفحال سياسة الابادة الجماعية التي تنفذها حكومة اليمين المتطرف الاسرائيلية برئاسة نتانياهو وانعكاس ذلك على دول المنطقة”، بحسب بيان “للقاء”.
ورأى الوفد ان “المؤسسة السياسية والعسكرية الصهيونية التي ترفض السلام العادل والشامل منذ اعلان مدريد واتفاق أوسلو وتتنكر للحقوق الوطنية للشعب الفلسطيني في إقامة دولته المستقلة وترفض الانسحاب من الاراضي العربية المحتلة وتستمر في عمليات الاستيطان في القدس والضفة وتهويد الارض والاستيلاء على اقسام من الاقصى، ان هذا الكيان بمختلف مؤسساته يعمل على إلغاء وجود الشعب الفلسطيني على ارضه التاريخية ويمارس في الوقت الحالي في حربه المسعورة ضد غزة سياسة الاقتلاع والترانسفير للفلسطينيين وطردهم من وطنهم باتجاه الدول العربية المجاورة”.
وثمن الوفد “الموقف الروسي المتفهم للقضية الفلسطينية والداعم لمطلب اقامة الدولة الفلسطينية المستقلة عاصمتها القدس”، معتبرا ان “حكومة اليمين الصهيوني المتطرف في تل ابيب تشارك في حرب الناتو ضد الشعب الاوكراني والشعب الروسي من خلال تدخلها الامني والعسكري الى جانب حكومة زيلينسكي النيو- نازية التي تستخدم الاراضي الاوكرانية لتهديد الامن القومي الروسي ولخلق صراع قومي وديني بين الشعبين الشقيقين الاوكراني والروسي خدمة للمصالح الاميركية والصهيونية”.
وندد بـ”قصف جيش العدو الاسرائيلي الكنائس التاريخية في غزة والمستشفيات وتدنيس الاماكن المقدسة في القدس ورميه ما يوازي قنبلة هيروشيما النووية على سكانها المدنيين بما يضع هذا الامر بمستوى الابادة الجماعية والجريمة ضد الانسانية”، مطالبا “الحكومة الروسية بالتدخل في مجلس الامن ومختلف المحافل الدولية لحماية ابناء شعب فلسطين وحقهم في الحياة الكريمة والامنة، وحقهم في اقامة دولة وطنية مستقلة، وفي مقاومة الاحتلال كما نصت عليه الشرائع الدولية”.
من جهة أخرى، اكد الوفد ان “انتخاب رئيس الجمهورية هو المقدمة الضرورية لتحصين الوحدة الوطنية او الجبهة الداخلية اللبنانية وذلك ليس فقط من اجل انتظام عمل المؤسسات وترميم الشراكة الوطنية والوفاق الوطني وانما من اجل التصدي الناجع للمخاطر المتأتية من العدوان الاسرائيلي على غزة وعلى الحدود الجنوبية لبلادنا”، مشددا على “اهمية التمسك بمعادلة الجيش والشعب والمقاومة ووحدة الحكومة والدولة في هذه المرحلة المفصلية من تاريخ لبنان والمنطقة”.
روداكوف
بدروه، أشار السفير الروسي أن بلاده “تعمل للتوصل الى وقف إطلاق النار في غزة وتبادل الأسرى وإدخال المواد الغذائية والطبية والمحروقات الى القطاع”، محملا “اميركا مسؤولية سياسات التطرف والاستيطان الاسرائيلي وتعطل المساعي السلمية والتي تسفر عن استمرار الصراع المسلح والحروب في المنطقة”، مشددا على أن “الآحادية الاميركية المهيمنة والداعمة لإسرائيل تتحمل مسؤولية استمرار الصراع العربي – الاسرائيلي والفلسطيني – الاسرائيلي”.
ورأى ان “وجود الأساطيل الاميركية في المتوسط يهدد الاستقرار في الاقليم ولا يساهم في حل الصراع القائم في غزة وفلسطين، وقد يرتبط أيضا بالحرب ضد روسيا في أوكرانيا”، داعيا الى “الوحدة الوطنية الفلسطينية كمقدمة ضرورية لاستعادة الحقوق الوطنية الفلسطينية في اقامة دولة مستقلة”، مؤكدا على “دور أساسي لحماس في وحدة الحركة الوطنية الفلسطينية”، لافتا الى ان “موسكو تعمل لتشكيل هذه الوحدة من خلال تعاون فتح وحماس والجهاد والشعبية والديمقراطية ومختلف الفصائل الفلسطينية”.
وعن الملف الرئاسي اللبناني، ذكر روداكوف ان “المبادرات الأجنبية لن تنتج حلا للأزمة الرئاسية، والمطلوب هو الحوار والتوافق في ما بين الأطراف اللبنانية من أجل انتخاب رئيس وهذه المسألة لها أهمية استراتيجية بالنسبة للمسيحيين الذين خسروا حاليا رئاسة الجمهورية وحاكمية مصرف لبنان وقد يخسرون كذلك قيادة الجيش”.
وأوضح أن “روسيا انسحبت من قطاع الطاقة في لبنان بسبب العقوبات الغربية، وهي تشكو من غياب التعاون الاقتصادي والتجاري مع لبنان”.
وشدد على أن بلاده “تهتم تاريخيا بالوجود المسيحي في لبنان والشرق وخصوصا في القدس وبيت لحم”.