كيان فوق الجميع.. ما السر؟
كتب فخري هاشم السيد رجب في صحيفة القبس.
من المعلوم أن معظم المنظمات الدولية تملك سلطة إصدار قرارات ولوائح خاصة بتنظيم الشؤون الداخلية بها، ولها أيضا حق إصدار قرارات لمعالجة مسائل خارجية ذات طابع دولي (ضمن إطار عملها) كالصحة العالمية مثلا، وايضا القرارات التي يصدرها مجلس الأمن التابع أساسا للأمم المتحدة تطبيقا للبند السابع من ميثاق الأمم المتحدة، خاصة في مجال الفصل في منازعات الدول بقرارات ملزمة لاطراف النزاع كما هو الحال ومحكمة العدل الدولية.
إذا ما دامت مصادر قانون المنظمات الدولية محددة وموجبة التنفيذ، إذا كيف نقرأ ما يحصل في هذا العالم؟
بعد أكثر من مئة وعشرين عاما على تأسيس هذه المنظمات عموما لماذا تخضع بتنفيذ قراراتها إلى دول بعينها ولا تلتزم الحياد؟
لماذا تتصدع وتتكسر جميع التوصيات أمام العالم الأقوى الذي يتحكم في مصير دول بأكملها، علما انه من المفروض ان الانسان بحد ذاته هو محور عمل هذه المنظمات، وانطلاقا من مبدأ إحقاق الحق والمساواة بين البشر، ولكن فعليا لا يبدو هذا الأمر محققا، بل من الواضح أن عملية إقصاء دولة بأكملها بات رهين رفع يد تمثل دولة عظمى في هيئة دولية أخرى، وما عدا ذلك فهو هراء، لا يبدو أكثر من بلبلة مؤقتة، وهذا ما حصل مؤخرا مع الفلسطينيين.
فلسطين الدولة العريقة، والأرض المقدسة والأصل وحجر الأساس في كل القضية، لكن النتيجة كانت تعزيز هيمنة أحقية المحتل الظالمة الباغية.
كيف لنا أن نثق بعد اليوم بأية هيئة اممية؟ وكيف لنا أن نقتنع بالعدل الدولي ولو كان تحت اسم التوازن الدولي والسلم وما شابه. بعد أن ثبت لنا جميعا واولنا شعوب الدول الغربية التي ناهضت حكوماتها، هذه الشعوب التي بقي الأمل مبنيا على موقفها الحاد والمعلن تجاه حكوماتها المتعاطفه شكلا مع ضحايا المحتل والمتواطئة والداعمة فعليا له، للكيان الصهيوني الممثل بدولة إسرائيل الواهية، دولة الوهم الصهيوني المبني على العنصرية اليهودية (شعب الله المختار). ولعل أقرب مثال هو ما حصل في بريطانيا حيث طالب اكاديميون في جامعة أكسفورد بتدريس الطلاب في قطاع غزة عن بعد عبر الإنترنت حيث دعوا في رسالة إلى إدارة الجامعة لدعم الحياة التعليمية في القطاع المحاصر وقطع العلاقات مع الشركات التي تدعم إسرائيل ومؤسساتها.
ورغم تكشف كل هذه الحقائق ما زالت دولة الاحتلال تمعن في التضليل والافتراء وارتكاب المجازر. وذلك لتكمل طريقها رغم كل ما يقال ورغم كل ما تكشف حيث لا غرابة في شيء الآن وهذا واقع.
يبدو أن التكنولوجيا الحديثة التي ساهمت في انكشاف كل الأشياء وبسرعه قد جعلتنا في زمن اللامعقول. مقاومة تتصدى، شعوب غربية تندد وتتظاهر، شعب عربي يتحسر مكملا تفاصيل أيامه وغيرها.
كل شيء إلى المجهول.. فقط إرادة الله هي القادرة على تحويل مجرى الامور.